أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهاء الدين الصالحي - دراما وأشياء أخري














المزيد.....


دراما وأشياء أخري


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدراما المصرية
طغي على الدراما المصريه نغمة تشويه الشخصية المصرية حيث تحولت الشخصية المصرية إلى مجموعة من الداعرين والبلطجية وإنعكس ذلك على بناء الشخصية المصرية حيث إنتشرت فكرة الخيانة وفكرة الغرابة وفكرة الطلاق وفكرة الفساد المالي والفساد الأخلاقي. ولكن هل هذه الشخصية المصرية حقا؟ والصعوبة في الإجابة أنها مرتبطة بتحليل نمط من أنماط الصناعة وليس بحثا مجتمعيا فمجتمعنا بخير بدليل مساحة المخترعين ومساحة الشباب المبدع الذين يثبتون أنفسهم في المسابقات العالمية ومجموعة المصريين الحقيقيين المترددين والعاملين بالعاشر من رمضان والمدن الصناعية الحقيقية. ولكن هل كان دافعنا للكتابة عن هذا الأمر نداء السيد رئيس مجلس الوزراء فقط؟ تكون الإجابة كلا. بل إن دافعنا للكتابة عن هذا الأمر هو نوع من تقريع الدولة المصريه التي تفرغت لفكرة الدراما القائمة على الدعاية لمؤسسات الدولة وليست الدراما القائمة على بناء المواطن الحقيقي القادر على دعم الدولة ويبقى السؤال الهام حول صناعة الدراما في مصر عبر ماسبيرو ذلك البناء الذي أسسه جمال عبد الناصر وقاده بالفعل عبد القادر حاتم ليكون مكملا لرسالة 23 يوليو عبر فكرة بناء الإنسان الحقيقي القادر على القيام بتبعات الثورة ومن هنا جاء الإنتاج الضخم والمتميز والذي نقتات منه حتى الأن عبر فترة الستينيات ومنتصف السبعينيات ونحن هنا نقصد تحديدا الدراما التلفزيونية لأن السينما كدراما مبحث أخر مرتبط بتاريخ صناعتها ووفق طبيعة القطاع الخاص المتوافر وحسب بنية البرجوازية العليا ما قبل الثورة وما بعدها.
ثم تغيرت وظيفة التلفزيون ما بعد 1974 لتصبح ماده ترفيهية لنا طبيعة المواطن المراد توفيرها كانت تقتضي وفق إتفاقية الهدنة الموقعة١٩٧٩ أن تكون طبيعة سلبية ، وبالتالي تحولت ماسبيرو إلى مادة قابلة للتفتيت من خلال إستغلال المبنى والمؤسسة كذريعة إقتصادية حيث تم الإقتراض من البنوك على المكشوف لتحقيق نوعا من اللامركزية الإعلامية وذلك تمهيدا للقضاء على فكرة المشروع القومي الواحد الذي عبر عنه ماسبيرو 60، ومع تحليل نمط الدراما التليفزيونة الذي ساد في عهد السيد صفوت الشريف لا نجد سوى بعض العلامات البارزة التي غطت على مساحة الغث ولكنها ظهرت مع شخصيات رائعة تم بناء وعيها في ستينيات القرن الماضي مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع وهي من تأليف أسامة انور عكاشة وهو من مثقفي الستينيات وبرز نبوغه في كتابة القصة القصيرة منذ ١٩٦٧وكذلك إسماعيل عبدالحافظ ذلك العروبي الذى حافظ علي موقفه حتي تم رفته من التليفزيون المصري هو ومحمد رجائي وتوفيق إسماعيل ولكن عادوا بقرار من القضاء المصري ومن هنا كان ادءهم متميز خلال فترة الثمانينات ولكن وجود قطاع الإنتاج بقيادة ممدوح الليثي عمل علي بقاء بعض الحياء لدي الدراما المصرية ،ولكن الداء قديم من خلال أفة التوزيع في العالم العربي حيث أزمة الإنتاج مع أزمة الدولة المصرية بعد حرب ١٩٧٣ ويتراجع الدولة المصرية عن دور الدولة الراعية لصالح الدولة الريعية وبالتالي تراجع قيمة الثقافة لصالح المال ،وقد أدي ذلك لهجرة عدد من الكفاءات المصرية للخارج العربي مما أدي لسحب مساحة من أنتشار الدراما المصرية ،بالإضافة لدعم الدولة السورية لإنتاجها من المسلسلات التاريخية القيمة مما أدي لسحب مساحة من السوق العربي علي حساب المنتج المصري ،ولما كانت هوية المنتج للدراما التليفزيونية في مصر قد تشوهت حيث سيطر رأس المال الخليجي علي ساحة الإنتاج والمرص علي الربح مع وجود بعض المنهزمين أخلاقيا من المصريين قد أدي إلي تراجع المنتج الحقيقي ،ولما كانت شرعية الدولة المصرية منشغلة بفكرة الدفاع تجاه التغيرات الهيكلية المحيطة بالأمن القومي المصري ،ولما كانت الأزمات الإجتماعية المتتالية قد أدي لخلق حالة من الإحباط المجتمعي والذي وإنعكس علي مستوي الإنحدار اللغوي في الشارع المصري كإنعكاس للأزمة الإقتصادية ،وبالتالي تصبح الدولة مسئولة عن ذلك التدني في مستوي الدراما في مصر ،وبالتالي عدم التوقف فقط عند مرحلة الإدانة كنوع من الضغط علي صناع الدراما ،متناسية قدرة رأس المال علي فرض قانونه وهو الربحية علي حساب الأخلاق.
المزعج في الأمر أن الموزع الخارجي بعدما كان مساعدا للمنتج المحلي اصبح يحل محله من خلال الشراكة مع الدولة ممثلة في شركة المتحدة التي قامت بدور وزارة الإعلام المصرية مدعومة من الدولة وبالتالي حدث المحظور من حيث إطلاق حرية الرأسمال المكون من تجارة غسيل الأموال حيث فكرة الربح علي حساب الأخلاق ومن هنا جاء غياب الدولة وشركات الإنتاج المحلية ،الأولي بفعل نظرة الدولة بهامشية للدراما وكذلك تعاظم تكلفة الإنتاج بالنسبة للثانية.
وبالتالي وجب علي الدولة عدد من الإجراءات القياسية :
١ضرورة عودة الدولة المصرية لرسم خريطة للمحتوي الدرامي من خلال عدد من الخطوط العامة التي تحدد ملامح الشخصية المصرية المراد ابرازه.
٢ضرورة تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي علي مضمون الدراما المقدمة وهو أمر لايمس حرية رأس المال المقدسة وفق العقيدة الإقتصادية المصرية والطبقة حاليا.
٣تفعيل دور وزارة الثقافة في إعتماد السيناريو قبل تنفيذه.
وقد آن الأوان لتقوم الدولة المصرية في تبني مشروع ثقافي قومي بدلا من دور الدولة القابلة للتطوع وفق مقتضيات الأزمة.وذلك لأن مصر تستحق.



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيري شلبي
- عرب الدغايمة
- مشروع احمد عفيفي الشعري
- أنتهي الدرس يأوكرانيا
- نجيب محفوظ للناقد ابداعا
- غزة أريحا ثانية
- مصطفي نصر ٢/ه
- مصطفي نصر عالم من الإبداع١٥
- صلاح چاهين وعصره
- تقديس اللغة
- بعد ان يموت الملك
- وكانت إمرأة قراءة في ادب محمد الجابري
- المجد للشباب
- طه مقلد ابداع لن يمون
- سيد النماس
- عالم يطن في اذني قراءة في ادب مروة مجدي
- العالم الروائي لمحمد المراكبي
- مصطفي نصر وابراء الذمة
- الذات عبر الشعر رؤية وجودية
- السردية الفلسطينية


المزيد.....




- الصفدي: 900 خرق إسرائيلي للهدنة والتهجير القسري يعني -بيئة ل ...
- غضب في -الرادا- ومطالبات بإقالة مبعوث ترامب بعد تصريحات -صاد ...
- فنزويلا: الجفاف يجبر السلطات على خفض أيام العمل في القطاع ال ...
- في رمضان والصيف.. هكذا تحمين بشرتك من الجفاف!
- ألمانيا تندد بالمستوطنات الإسرائيلية وتطالب بإدخال المساعدات ...
- مخاوف في لاهاي بشأن انقطاعات الكهرباء المحتملة خلال قمة -الن ...
- حاسب آبل قديم يباع بـ 375 ألف دولار!
- طريقة بسيطة لحماية الدماغ من الشيخوخة
- الخارجية الأمريكية تنتقد قطع بايدن للاتصالات مع روسيا وتعتبر ...
- تحالف منظمات التعليم الأمريكية يرفع دعوى قضائية ضد أمر ترامب ...


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهاء الدين الصالحي - دراما وأشياء أخري