تأثير التغيرات السياسية على هيكل الجيش االعراقي وعملياته بعد 2003

عبدالله حيدر الشمرتي

الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شهد الجيش العراقي منذ تأسيسه العديد من التطورات، خاصة فيما يتعلق بدوره ومهامه، التي تأثرت بشكل مباشر بالمتغيرات السياسية. بعد انقلاب عام 1958، برزت نخبة من العسكريين الذين تولّوا الحكم في العراق حتى عام 2003، مما منح المؤسسة العسكرية نفوذًا كبيرًا في صناعة القرار السياسي، رغم افتقارها للخبرة السياسية الحقيقية. وقد أدى هذا الواقع إلى زج الجيش في حروب استنزافية أثّرت على بنيته العملياتية، وفرضت تغييرات على سياسة التسليح والتعاون العسكري مع الدول الأخرى.

تحولات في سياسة التسليح بعد 2003

في ظل النظام السابق، اعتمد العراق على مصادر تسليح متنوعة، مع تركيز أساسي على الاتحاد السوفيتي، إلى جانب تبادل الخبرات في مجالي الأمن والدفاع. إلا أن سقوط النظام عام 2003 أدى إلى تراجع النفوذ الروسي في تسليح العراق بشكل شبه كامل، خصوصًا مع العقوبات المفروضة على الدول المستوردة للأسلحة الروسية. وتعدّ تجربة تركيا مع منظومة الدفاع الجوي S-400 مثالًا على القيود المفروضة على التعامل مع الصناعات العسكرية الروسية. وباعتبار العراق من الدول الصديقة للولايات المتحدة، فقد لجأت الحكومة العراقية إلى التعاون مع واشنطن وحلف الناتو في مجال التسليح.

أبرز صفقات التسليح بعد 2003
- منظومة الدفاع الجوي الكورية الجنوبية M-SAM-II: تم التعاقد على شراء 8 بطاريات لتعزيز الدفاعات الجوية العراقية.
- طائرات مقاتلة فرنسية من طراز رافال: اشترى العراق 14 طائرة بعد المشكلات التي واجهتها مقاتلات F-16 الأمريكية، خصوصًا فيما يتعلق بالصيانة وقطع الغيار.


خيارات بديلة في مجال التسليح

1. ألمانيا: مقاتلات التايفون
تُعد ألمانيا خياراً واعداً في مجال التسليح، خاصة فيما يخص القوة الجوية، حيث تمتلك مقاتلات تايفون التي تمثل شراكة أوروبية بين عدة دول. هذه المقاتلة تتميز بقدرات شبحية، ويمكنها التحول إلى قاذفة قنابل بسهولة، كما أنها مزودة بصواريخ جو-جو متطورة. بالإضافة إلى ذلك، توفر ألمانيا دعمًا لوجستيًا متكاملًا، مع إمكانية الوصول المستمر إلى قطع الغيار، مما يجعلها خيارًا استراتيجيًا في عملية تحديث القوة الجوية العراقية.

2. بولندا: الدبابة Pl-01
في مجال المدرعات، تُعد الدبابة البولندية Pl-01 خيارًا مثاليًا، حيث تمتاز بوزنها الخفيف نسبيًا مقارنة بالمنافسين، بفضل صناعتها من سبائك كربونية. كما أنها مزودة بنظام تحميل أوتوماتيكي، ومدفعين من عيار 120 ملم بواقع 46 قذيفة.

إضافة إلى ذلك، فإن العلاقات العراقية-البولندية تشهد تطوراً، خاصة مع مبادرات مثل منظمة العمل الإنساني البولندية التي أطلقت منذ عام 2014، والتي تعمل على تقديم المساعدات الأساسية للنازحين الإيزيديين، والاستثمار في البنية التحتية مثل مرافق الصرف الصحي. ويُعد دور بولندا في العراق نموذجًا للتدخل الدولي الملتزم، حيث ساهمت في إرساء الديمقراطية، إلى جانب مساهمتها العسكرية ودعمها للأقليات.

تحديات تحديث الجيش العراقي

رغم المساعي المستمرة لإعادة بناء الجيش وتحديث منظومته التسليحية، فإن العراق يواجه تحديات كبيرة، أبرزها:
1. التقلبات السياسية: أثرت الأوضاع السياسية غير المستقرة على أداء المؤسسة العسكرية وقدرتها على التطور.

2. دور الجماعات المسلحة: تشكّل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران عائقاً أمام حصول الجيش على أسلحة متطورة من الدول المصنعة، بسبب المخاوف من وقوعها في أيدي هذه الجماعات.


3. النفوذ الإيراني: يمثل الوجود الإيراني المتزايد داخل العراق أحد العوامل التي تحدّ من استقلالية القرار العسكري العراقي، مما يعيق جهود التحديث وإعادة الهيكلة الفعالة.


في الختام... يظل العراق أمام اختبار صعب في سعيه لبناء جيش قوي ومُحدّث، قادر على مواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية. ولتحقيق ذلك، لا بد من تبني سياسات تسليح متوازنة، وتحييد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية، وتعزيز الشراكات الدولية التي تضمن تطوير القدرات الدفاعية العراقية على المدى الطويل.

#عبدالله_حيدر_الشمرتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات