أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - ستفشل كما فشلت كل مرة...














المزيد.....


ستفشل كما فشلت كل مرة...


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيس دولة الاحتلال عام ١٩٤٨، كان الإرهاب المنظم والمجازر الجماعية جزءا أساسيا من سياساتها تجاه شعبنا الفلسطيني. ولم يكن القمع مجرد رد فعل عسكري على أي مقاومة، بل شكل استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال مستوطني الشتات مكانهم.
النكبة لم تكن مجرد حدث تاريخي عابر، بل كانت البداية لسلسلة من المجازر التي تواصلت لعقود، من مجزرة دير ياسين وكفر قاسم، مرورا بصبرا وشاتيلا وقانا، وصولًا إلى المجازر المتكررة في غزة. فكل عدوان جديد على صاحب الأرض الشرعي لم يكن منفصلا عن السابق، بل كان امتدادا لنهج صهيوني يستمد جذوره من الأنظمة الاستعمارية التي سبقت دولة الاحتلال، مثل الاستعمار الفرنسي في الجزائر ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

في ليلة الحادي والعشرين من رمضان عام ٢٠٢٥، كانت غزة على موعد مع مجازر دموية جديدة، حيث لم يميز القصف بين منزل أو خيمة.
هذا الاعتداء الوحشي لم يكن الأول من نوعه، لكنه وفي هذا التوقيت حمل رمزية خاصة لأنه جاء في واحدة من أكثر الليالي قدسية عند المسلمين، فهي ليلة وترية بمعنى أنها قد تصادف ليلة القدر. اختيار هذا التوقيت لم يكن صدفة، بل كان رسالة صهيونية واضحة مفادها أن لا حرمة عندهم لمكان أو زمان، في محاولة لكسر الروح المعنوية لشعبنا في غزة. لكن التاريخ لطالما أثبت إن مثل هذه الجرائم لا تؤدي إلا إلى مزيد من التمسك بالمقاومة والصمود.

وما جرى في هذه الليلة لم يكن معزولًا عن السياق العام للصراع الفلسطيني الصهيوني.
فمنذ بداية القرن الحادي والعشرين، كانت غزة قد تحولت إلى رمز للصمود الفلسطيني. بعد الانسحاب الصهيوني منها عام ٢٠٠٥ حين فرض عليها حصار خانق جعل الحياة اليومية فيها أقرب إلى سجن مفتوح. ومع ذلك، لم تستسلم غزة، بل تحولت إلى مركز رئيسي للمقاومة دفع دولة الاحتلال إلى شن حروب متكررة بهدف القضاء على أي تهديد محتمل يأتي من مقاومتها.
فمن حرب ٢٠٠٨٢٠٠٩ التي أسفرت عن استشهاد المئات، إلى حرب ٢٠١٤ التي كانت الأكثر دموية من حيث عدد الشهداء، ثم معركة سيف القدس ٢٠٢١ التي قلبت المعادلة وأظهرت قدرة المقاومة على فرض معادلات جديدة، فظل القطاع عصيا على الإخضاع.

اليوم تواجه دولة الاحتلال معضلة استعمارية مشابهة لما واجهته القوى الاستعمارية في الماضي. فكما لم يستطع الفرنسيون الاحتفاظ بالجزائر رغم ١٣٢ عاما من الاحتلال، وكما لم يتمكن نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا من الاستمرار رغم كل محاولات فرض هيمنته، فإن دولة الاحتلال أيضا تجد نفسها في مواجهة معادلة صعبة، بين شعب صامد يتمسك بأرضه، ومشروع استيطاني لا يستطيع تأمين بقائه دون اللجوء إلى العنف المتكرر.
فرغم كل المجازر، لم تنجح في تحقيق أهدافها، بل وجدت نفسها عالقة في صراع أفقدها اتزانها، حيث لم تتمكن من القضاء على المقاومة الفلسطينية أو فرض الاستسلام عليها.

والأحداث التي شهدتها غزة في رمضان ٢٠٢٥ ليست مجرد تصعيد عسكري، بل هي جزء من معركة وجودية ممتدة منذ أكثر من سبعة عقود. فبينما قد تنجح دولة الاحتلال في تنفيذ المزيد من الإبادة الجماعية بحق الأبرياء وتدمير المنازل والبنى التحتية وسياسة التجويع وغيرها من السياسات المخالفة للقوانين الإنسانية، فإنها ستفشل مرة أخرى في تحقيق هدفها الحقيقي بالقضاء على الروح الفلسطينية.
فالمجازر لم تفلح في الماضي في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولن تفلح اليوم. وكما أسقطت الشعوب الاستعمارية الأخرى أنظمة القهر، فإن أصحاب الحق سيسقطون دولة الاحتلال الإحلالية الظالمة.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الفاشية تعود إلى غزة ١٨/آذار
- القوانين الدولية والاتفاقيات تسقط في وحل حصار غزة
- ما بين قرط ساندي بيل وقرط روح الروح يتقزم الخيال وتتضخم الحق ...
- الاستيطان الرعوي أداة سريعة لقضم الأراضي الفلسطينية
- البحث عن الهوية في رواية مرايا القدس-سفر سقوط الأقنعة للكاتب ...
- كأنه لم يجرب أداة الحصار من قبل
- قرية ناصر الدين..كانت هنا وستنتفض كفينيق
- التحدي الكبير لا يجابه إلا بالتصدي الكبير
- مياه الليطاني والأردن ولاحقا النيل والفرات
- لا بقاء للصهيونية دون توسع
- من هو القادر على تقويض خطط التهجير؟؟
- الرموز والدلالات في -عبرنا مثل خيط شمس-
- أين -جابوتنسكي-؟ وقريبا أين -سموتريتش-؟
- القسطل
- مدينة حيفا...كانت هنا
- *إنما نعدّ لهم عدا*
- مدينة البرتقال الحزين.... يافا
- وحُقّ اليوم للقبيبة أن تفرح..محمد الضيف شهيدا
- بناء المستوطنات لن يوقف المقاومة الفلسطينية
- نتساريم وأوهام الجنرالات


المزيد.....




- آلاف الفلسطينيين في غزة يشاركون في -أكبر احتجاجات- ضد -حماس- ...
- إيران تكشف عن مدينة صاروخية تحت الأرض... آلاف الصواريخ الدقي ...
- ألمانيا ـ شتاينماير يقيل حكومة شولتس ويكلفها بتصريف الأعمال ...
- Vua ??nh c? 789club – B?n c? vui th? ga, nh?n th??ng m?i ngà ...
- ترامب يحث طرفي النزاع في أوكرانيا على الاجتماع وتوسيع نطاق و ...
- الدبيبة يشدد على ضبط الحدود والتصدي لتدفقات الهجرة غير الشرع ...
- نائب في كتلة -حزب الله-: الحزب لن يسلم سلاحه للجيش اللبناني ...
- نائب أوكراني يحدد -الطرف الخاسر- بعد نجاح المحادثات الروسية ...
- رئيس الإمارات يستقبل الملك الأردني في أبوظبي
- واشنطن تضيف شركات من خمس دول إحداها عربية إلى قائمة العقوبات ...


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - ستفشل كما فشلت كل مرة...