عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 00:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدولة العثمانية سيئة الذكر و التي يريد أردوغان إحياء امبراطوريتها الآفلة ليجعل من الدول العربية إيالة عثمانية تابعة للسلطان في إسطنبول ومن شعوبها رعية وخدما في جيشه الإنكشاري وهذا يا يصبو إليه بكل خبث وتقية أردوغان المتاجر بالدين مثل سابقيه وبالقضية الفلسطينية. فهو يؤجر عواطف المغفلين في الوطن العربي والمتأسلمين ليبيع ويتاجر بقضاياهم وأزماتهم وصراعاتهم مع بعضهم ومع الخارج لابسا جبة الإسلام فهو تارة مع علي وتارة أخرى مع معاوية ولا يستحي من تقبيل الأيادي وبيع إخوانه إذا انقلب الوضع لغير صالحه. فالسياسة النفعية البرغماتية التي اتبعها السلطان العثماني هي بالنسبة له لعبة على حبال عديدة مثل مهرج السرك ومجاله المفضل المنطقة العربية بعد أن لفظته أوروبا رغم انتمائه للحلف الأطلسي (الناتو) فهاهو في العراق زمن الحصار والاحتلال الأمريكي وهاهو في ليبيا المنقسمة على نفسها بعد التدخل فيها وهاهو في سورية محتلا لبعض المناطق ومساعدا للمتطرفين حتى يتسللوا إليها قادمين من كل أصقاع الدنيا متاجرا بآلام وعذابات الناس وقابضا للمال من أوروبا المرعوبة من تدفق المهاجرين الغير نظاميين. فأردوغان يتربح من كل الأزمات التي حدثت في البلاد العربية وينتفع من غباء البعض من شعوبها وأنظمة حكمها فهو المساند الرسمي للإخوان المسلمين في العالم وحاميهم والمدافع عنهم ومانحهم اللجوء والتخفي فقد استثمر فيهم طمعا في وصولهم للسلطة مثلما حدث في ما يسمى بالربيع العربي بداية من 2011 إلى غاية اليوم.لقد حكمت الدولة العثمانية العرب في الماضي عموما ما يقارب الأربعة قرون كاملة مع اختلاف المدد حسب الدول فنهبت خيراتهم ومواردهم وثرواتهم لتمويل حاجيات الباب العالي في حروبه المتتالية وملذات سلاطينه واستعبدت شعوبهم ووظفتهم مثل العبيد والرق كخدم ومرتزقة في جيشها وفي آخر المطاف وفي لحظات سقوطها المدوي باعتهم كالخرفان ضمن صفقات مشبوهة وهم شبه حطام وخردة للغرب خاصة فرنسا وانكلترا وهذا الطبع الغادر والانتهازي مازال ساري المفعول إلى حد الآن ولم يتبدل رغم مرور الزمن فما أشبه اليوم بالبارحة.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟