أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عقيل الفتلاوي - برمجة الأطفال والإعلان: كيف نصنع جيلًا واعيًا رقميًا؟














المزيد.....


برمجة الأطفال والإعلان: كيف نصنع جيلًا واعيًا رقميًا؟


عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث

(Aqeel Al Fatlawy)


الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 00:04
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


في عصر الثورة الرقمية، أصبحت البرمجة لغة العصر، وأصبح تعليمها للأطفال ضرورة ملحة لمواكبة متطلبات المستقبل. ولكن مع انتشار الإعلانات الرقمية التي تستهدف الأطفال عبر المنصات الإلكترونية والألعاب التفاعلية، برزت تساؤلات حول كيفية تعليم الأطفال البرمجة مع حمايتهم من التأثيرات السلبية للإعلانات. فكيف يمكننا تحقيق التوازن بين تعزيز مهارات البرمجة لدى الأطفال وضمان استخدامهم الآمن للإنترنت؟
أن تعليم البرمجة للأطفال ليس مجرد تعلم لغة حاسوبية، بل هو تطوير لمهارات التفكير المنطقي، وحل المشكلات، والإبداع. وفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن 65% من الوظائف التي سيشتغلها الأطفال في المستقبل لم تُخلق بعد، ومعظمها سيكون مرتبطًا بالتكنولوجيا والبرمجة. لذا، فإن تعليم البرمجة للأطفال يعد استثمارًا في مستقبلهم، حيث يمكنهم من فهم العالم الرقمي من حولهم بل والمساهمة في تشكيله.
وهناك العديد من المنصات والأدوات التي تسهل تعليم البرمجة للأطفال، مثل "سكراتش" (Scratch) و"كود.أورغ" (Code.org)، والتي تقدم تجارب تفاعلية ممتعة تجعل التعلم أكثر تشويقًا. هذه الأدوات تساعد الأطفال على بناء تطبيقات بسيطة، وألعاب، وحتى قصص تفاعلية، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على الابتكار.
وعلى الجانب الآخر، فإن الإعلانات الرقمية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تجربة الأطفال على الإنترنت. سواء كانت إعلانات في مقاطع الفيديو على "يوتيوب"، أو إعلانات مدمجة في الألعاب الإلكترونية، فإن الأطفال يتعرضون لكم هائل من المحتوى التسويقي الذي قد يؤثر على سلوكهم وقراراتهم. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ميشيغان، فإن الأطفال دون سن 12 عامًا غير قادرين على التمييز بين المحتوى الترفيهي والمحتوى التسويقي، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالإعلانات.
هذه الإعلانات لا تؤثر فقط على عادات الشراء لدى الأطفال، بل قد تؤثر أيضًا على صحتهم النفسية والجسدية. على سبيل المثال، الإعلانات التي تروج للأطعمة غير الصحية قد تسهم في زيادة معدلات السمنة لدى الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإعلانات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكنها تتبع سلوك الأطفال وتفضيلاتهم، مما يثير مخاوف تتعلق بالخصوصية.
ولتحقيق التوازن بين تعليم البرمجة وحماية الأطفال من الإعلانات الرقمية، يمكن اتباع عدة استراتيجيات:
1. تعزيز الوعي الرقمي : يجب تعليم الأطفال كيفية التعرف على الإعلانات وفهم أهدافها. يمكن للآباء والمعلمين استخدام أدوات تعليمية لشرح كيفية عمل الإعلانات الرقمية، وكيفية تمييزها عن المحتوى العادي.
2. استخدام أدوات حظر الإعلانات : يمكن للآباء استخدام برامج حظر الإعلانات على الأجهزة التي يستخدمها الأطفال، مما يقلل من تعرضهم للمحتوى التسويقي غير المرغوب فيه.
3. تشجيع الإبداع بدلاً من الاستهلاك:
من خلال تعليم الأطفال البرمجة، يمكن تحويلهم من مستهلكين سلبيين للتكنولوجيا إلى مبدعين نشطين. عندما يصنع الأطفال تطبيقاتهم أو ألعابهم الخاصة، فإنهم يصبحون أكثر وعيًا بكيفية عمل التكنولوجيا، وبالتالي أقل عرضة للتأثر بالإعلانات.
4. تعزيز القيم الأخلاقية : يجب أن يرافق تعليم البرمجة تعزيز القيم الأخلاقية المتعلقة بخصوصية البيانات وحقوق المستخدمين. يمكن للأطفال تعلم كيفية تصميم تطبيقات تحترم خصوصية المستخدمين وتجنب الاستغلال التجاري المفرط.
وختاماً فأن تعليم البرمجة للأطفال هو مفتاح لتمكينهم من فهم العالم الرقمي والمساهمة فيه بشكل إيجابي. ومع ذلك، فإن حمايتهم من التأثيرات السلبية للإعلانات الرقمية يعد تحديًا كبيرًا يتطلب جهودًا مشتركة من الآباء والمعلمين والمطورين. من خلال تعزيز الوعي الرقمي واستخدام الأدوات المناسبة، يمكننا أن نضمن أن يصبح الأطفال مستخدمين واعين للتكنولوجيا، وقادرين على الابتكار دون الوقوع في فخ الاستهلاك السلبي. بهذه الطريقة، نصنع جيلًا واعيًا رقميًا، قادرًا على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وإبداع.



#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)       Aqeel_Al_Fatlawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف التلفزيوني: متعة بصرية أم خطر يهدد المجتمع؟
- النزاهة والشفافية: ركيزتان لإعادة بناء الثقة في الحكومة العر ...
- صناعة الوهم في عصر السوشيال ميديا
- فتوى الدفاع الكفائي.. هل كانت الحل الأمثل لدرء فتنة انهيار ا ...
- وداعًا يا أبا حمزة صوت العزة الذي لن يصمت
- هل العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة الشرق الأوسط ساحة الصرا ...
- هل تصبح إسرائيل جارة للعراق
- التحركات العسكرية الأمريكية بين التمويه والإستراتيجية الخفية
- إغلاق قناة -الحرة : قراءة في الدوافع والتداعيات
- التطهير العرقي في سوريا
- ترامب وسياسة العقوبات وتأثيرها على الاقتصاد العراقي والعلاقا ...
- الأمطار الأخيرة في محافظات العراق تكشف هشاشة البنية التحتية. ...
- توظيف الذكاء الاصطناعي في الكتابات الصحفية: ثورة في عالم الإ ...
- الساحل السوري بين نيران الفوضى وشبح الإبادة الجماعية
- العراق وأزمة الغاز الإيراني: بين الضغوط الأمريكية وخيارات ال ...
- وجع المعدان.. ( الآهات السومرية )
- شلع # قلع
- حداد على وطن خانه الجميع
- جاذبية نيوتن .. وجاذبية ارض كربلاء ..
- ,, ليلة الحادي عشر من محرم ليلة عصيبه على عقيلة بني هاشم ,,.


المزيد.....




- محامية الدكتور أبو صفية: موكلي يتعرض لتعذيب ممنهج في سجون ال ...
- احتجاجات في بروكسل ضد العنصرية المتزايدة في بلجيكا والاتحاد ...
- رئيس بلدية أنقرة يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة بعد اعتقال إ ...
- اعتقالات وتعزيزات بالضفة والكابنيت يصادق على مخطط استيطاني ج ...
- الاحتلال يواصل إبادة العائلات والتهجير القسري إمعانًا في الإ ...
- الشاباك يعلن اعتقال إسرائيلي بتهمة تنفيذ مهام تجسس لصالح إير ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل أقامت 849 حاجزا وبوابة في الضفة الغرب ...
- تصعيد إسرائيلي شمال الضفة الغربية وسط تهجير قسري واعتقالات و ...
- -حان الوقت لاستبدال الأونروا- – ذا جيروزاليم بوست
- الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 65 معتقلا


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عقيل الفتلاوي - برمجة الأطفال والإعلان: كيف نصنع جيلًا واعيًا رقميًا؟