أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - حقبة ترامب ومسارات الفتنة: قراءة في الخطاب الفصامي للطغمة الاستعمارية..كتيب















المزيد.....


حقبة ترامب ومسارات الفتنة: قراءة في الخطاب الفصامي للطغمة الاستعمارية..كتيب


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 21:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة: نقطة التحول التاريخية
في نوفمبر 2016، وفي خضم أزمة عالمية تتداخل فيها السياسة بالاقتصاد والحروب بالدعاية، نشر المفكر الشيوعي الكبير سمير أمين مقالة تحليلية عميقة ترجمها الشاعر والباحث أحمد صالح سلوم، ونُشرت في موقع "الحوار المتمدن" تحت عنوان "مساهمة في ترجمة مقالة سمير أمين عن انتخاب دونالد ترامب". لم تكن هذه المقالة مجرد تعليق عابر على فوز ترامب، بل كانت محاولة لفك شفرة الأزمة البنيوية التي تعصف بالنظام الإمبريالي العالمي، وتحديدًا النظام النيوليبرالي المعولم الذي بدأ ينهار أمام أعيننا.
اليوم، وبعد مرور تسع سنوات، وفي ظل التطورات المأساوية التي تشهدها المنطقة العربية حتى 13 مارس 2025، نجد أن رؤية أمين لم تكن مجرد تحليل نظري، بل كانت بمثابة نبوءة تكشف عن خيوط المؤامرة الكبرى التي تُحاك ضد شعوبنا. في هذا الكتيب، نستلهم أسلوب مادي تاريخي يجمع بين العمق التاريخي والتحليل السياسي الثاقب، لنقدم قراءة شاملة لما أسماه أمين "حقبة ترامب"، وكيف شكلت أرضية للخطاب الفصامي المتعمد للحزب الديمقراطي الأمريكي، ممثلاً في طواغيته الاستعماريين: جو بايدن، هيلاري كلينتون، أنتوني بلينكن، جيك سوليفان، وروبرت ويليامز. سنتناول كيف أدى هذا الخطاب إلى تعزيز الفتنة في المنطقة العربية، وصولاً إلى تمكين أدوات الإبادة مثل أحمد الجولاني، عصابات الإخوان، وشيوخ الوحدة 8200 الإسرائيلية، تحت إشراف أردوغان ومحمود الحسنات، في إطار مشروع أكبر يهدف إلى تدمير المنطقة وإضعاف مقاومتها.
الفصل الأول: أزمة النظام النيوليبرالي - نقطة التحول الكبرى
عندما كتب سمير أمين مقاله في 2016، كان العالم يعيش لحظة مفصلية. فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وصعود الأصوات الفاشية في أوروبا، لم يكن مجرد أحداث متفرقة، بل كان تعبيرًا عن أزمة عميقة في النظام النيوليبرالي المعولم. أمين، ببصيرته النقدية، وصف هذا النظام بأنه "فاقد الصلاحية" و"متهالك"، مؤكدًا أنه "ينهار أمام أعيننا في القلب منه تمامًا، أي في الولايات المتحدة".
لكن أمين لم يقف عند هذا الحد. فقد أشار إلى أن انهيار النظام لا يعني تلقائيًا تقدمًا نحو بديل أفضل للشعوب. "تهالك الرأسمالية وسقوطها لا تتزامن تلقائيًا مع ربيع الشعوب"، كما كتب، محذرًا من أن هذا الانفصال بين الانهيار والتقدم يفتح الباب أمام "مخاطر عميقة متسارعة تتسم بأنها الأخطر اليوم". ومع ذلك، رأى أمين في هذا الانهيار "فرصة تاريخية متاحة أمام الشعوب"، إذا ما استطاعت القوى اليسارية الجذرية أن تضع استراتيجية واضحة تعتمد على محورين: أولاً، التخلي عن القواعد الاقتصادية النيوليبرالية لصالح مشاريع ذات سيادة شعبية؛ وثانيًا، بناء نظام عالمي متعدد المراكز يعتمد على التفاوض الدولي.
ما يثير الانتباه في تحليل أمين هو تركيزه على دور الثالوث الإمبريالي (الولايات المتحدة، أوروبا الغربية، واليابان)، الذي يحكمه أقليات مالية أوليغارشية تسيطر على أنظمة الإنتاج والسياسة والإعلام. هذه الأقليات، كما يوضح أمين، "تدير وحدها الأنظمة السياسية المتوارثة للتمثيل الديمقراطي البرجوازي الانتخابي بعد تدجين كلا من اليمين واليسار معًا"، مما أدى إلى تآكل شرعية الممارسة الديمقراطية. هذا التآكل لم يكن مجرد نتيجة طبيعية، بل كان جزءًا من استراتيجية لتعزيز هيمنة القلة المالية على العالم بأسره.
هذا النظام، الذي يعتمد على العولمة الاقتصادية والهيمنة العسكرية، واجه مقاومة متزايدة من شعوب الجنوب، خاصة في المنطقة العربية، إيران، وأمريكا اللاتينية، حيث أدت سياسات التقشف والخصخصة إلى تفاقم الفوارق الاقتصادية.
وفقًا لإحصاءات البنك الدولي، ارتفعت نسبة الفقر العالمي من 8.2% في 2013 إلى 9.2% في 2020 بسبب السياسات النيوليبرالية، مع تركيز الثروة في أيدي 1% من السكان الذين يمتلكون حوالي 44% من الثروة العالمية (تقرير أوكسفام 2023). في المنطقة العربية، أدت هذه السياسات إلى تدهور الناتج المحلي الإجمالي للدول مثل مصر وسوريا بنسب تتراوح بين 10-20% خلال الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
أمام هذه المقاومة، لجأ الثالوث الإمبريالي إلى أدوات جديدة، أبرزها الإسلام السياسي الرجعي، الممول من الوهابية الخليجية بمئات المليارات من الدولارات. أمين حذر من أن انهيار النظام لا يعني تقدمًا تلقائيًا للشعوب، بل قد يفتح الباب أمام "مخاطر عميقة متسارعة". ومع ذلك، رأى في هذا الانهيار "فرصة تاريخية" إذا استطاعت القوى اليسارية الجذرية وضع استراتيجية تعتمد على مشاريع ذات سيادة شعبية ونظام عالمي متعدد المراكز.
رسم بياني 1: توزيع الثروة العالمية (2023)
المحور العمودي: النسبة المئوية من الثروة.
المحور الأفقي: الفئات السكانية (1% الأعلى، 10% التالي، 90% الباقون).
البيانات: 44% للـ1%، 38% للـ10% التالي، 18% للـ90% الباقين.
التعليق: يبرز تركز الثروة كعامل رئيسي في أزمة النظام النيوليبرالي.
الفصل الثاني: الخطاب الفصامي والعسكرة الإمبريالية
أحد أهم الجوانب التي تناولها سمير أمين في مقاله هو الخطاب الفصامي الذي يتبناه الثالوث الإمبريالي لتبرير هيمنته. هذا الخطاب، الذي تجلى بوضوح في السنوات التالية لفوز ترامب، يعتمد على التلاعب بالرأي العام من خلال تضخيم تهديدات وهمية، مثل "التهديد الإرهابي" الذي تشكله الجهادية الإسلامية. أمين يكشف الحقيقة المرة: "الجهاد هو نتاج حتمي للدعم الذي استمر الثالوث الإمبريالي بتوجيهه عبر الإسلام السياسي الرجعي، بتمويل الوهابية الخليجية التي تعين أنظمتها مخابرات الثالوث الإمبريالي".
هذا الدعم لم يكن سرًا. وثائق ويكيليكس، كشفت عن دور هيلاري كلينتون المباشر في تأسيس داعش ودعمها عبر وكلاء خليجيين مثل السعودية وقطر. "ممارسة هذه السلطات الإسلامية المزعومة هي أفضل سبل التدمير الذاتي في المنطقة لإضعاف مقاومتها لإملاءات العولمة النيوليبرالية"، كما كتب أمين، مضيفًا أن هذا التدمير يقدم "أفضل الذرائع لتظهر الاحتلالات لحلف شمال الأطلسي على أنها بصبغة شرعية".
الخطاب الفصامي لم يقتصر على تضخيم التهديد الإرهابي، بل امتد ليشمل تضخيم تهديدات أخرى، مثل "الخطر الروسي". أمين يشير إلى أن الولايات المتحدة، بقيادة أوباما في 2016، ثم بايدن لاحقًا، حاولت تصوير روسيا كتهديد رئيسي لتبرير العقوبات الاقتصادية والتهديد بالحرب. لكن الحقيقة، كما يوضح أمين، هي أن القضية الحقيقية ضد بوتين كانت رفضه للانقلاب الأوروبي النازي في كييف (2014) وعدم قبوله بسيطرة مافيا قطاع الطرق في جورجيا. هذا الرفض جعل روسيا هدفًا للعقوبات والتهديدات، ليس لأنها تشكل خطرًا، بل لأنها تقاوم الهيمنة الإمبريالية.
هذا الدعم أدى إلى تدمير المنطقة وإضعاف مقاومتها، حيث قُتل أكثر من 500,000 شخص في سوريا وحدها بين 2011 و2025، وفقًا لمركز العدل السوري. كما قدم التدمير ذريعة للاحتلال، حيث أنفقت الولايات المتحدة 2.3 تريليون دولار في الحروب بالشرق الأوسط منذ 2001 (تقرير وطني أمريكي 2024). الخطاب الفصامي امتد ليشمل "الخطر الروسي"، حيث حاولت الولايات المتحدة تصوير روسيا كتهديد رئيسي لتبرير العقوبات، لكن الحقيقة كانت أن روسيا عارضت الانقلاب النازي في كييف (2014).
رسم بياني 2: تكاليف الحروب الأمريكية بالشرق الأوسط (2001-2025)
المحور العمودي: المليارات من الدولارات.
المحور الأفقي: السنوات (2001-2025).
البيانات: 500 مليار (2001)، 1 تريليون (2010)، 2.3 تريليون (2025).
التعليق: يظهر الارتفاع المستمر في التكاليف كدليل على استمرارية السياسة العدوانية
الفصل الثالث: من ترامب إلى بايدن - استمرارية المؤامرة
فوز دونالد ترامب في 2016، كما يحلل أمين، لم يكن انتصارًا للشعبوية بقدر ما كان هزيمة لهيلاري كلينتون وعشيرة الصقور الأكثر عدوانية التي كانت تقودها. "هزيمة هيلاري كلينتون - أكثر من انتصار دونالد ترامب - هذا هو الخبر السار"، كما كتب أمين، مضيفًا أن هذه الهزيمة لا تعني بالضرورة تغييرًا في المسار الإمبريالي، لأن "لا أحد يقول إن ترامب سيربط بلاده في مسار مختلف".
لكن ما حدث بعد ترامب كان أسوأ بكثير. عندما تولى جو بايدن السلطة في يناير 2021، واصل المشروع الإمبريالي بأدوات أكثر وحشية، محاطًا بفريق من الطواغيت الاستعماريين: هيلاري كلينتون (التي ظلت لاعبًا خفيًا)، أنتوني بلينكن، جيك سوليفان، وروبرت ويليامز. هؤلاء لم يكونوا مجرد مسؤولين، بل كانوا ممثلين للطغمة الصهيونية-الاستعمارية التي تحكم العالم من وراء الستار.
في سوريا، تجلى هذا المشروع بوضوح مع تمكين الإرهابي الداعشي أحمد الجولاني، إلى جانب الإخوانجي محمد البشير، على رأس سلطة دمشق بعد الإطاحة بنظام الأسد.
الجولاني، الذي يقود عصابات الإبادة الجماعية مثل "العمشات" و"الحمزات"، لم يكن مجرد أداة محلية، بل كان جزءًا من مشروع أكبر يديره تحالف أمريكي-صهيوني-تركي، بإشراف مباشر من رجب طيب أردوغان وفيدان، رئيس المخابرات التركية،ووزير الخارجية اليوم ، وبدعم من شيوخ الوحدة 8200 الإسرائيلية، بقيادة الداعية الصهيو-فلسطيني - قطري محمود الحسنات.
الفصل الرابع: الجولاني ومحميات الخليج - أدوات التدمير الذاتي
الجولاني ليس مجرد قائد ميليشيا، بل هو نتاج مباشر للدعم الأمريكي-الصهيوني-الخليجي، كما كشف سمير أمين في مقاله. وثائق ويكيليكس، التي استشهد بها أمين، أثبتت أن داعش، ومن بعده الجولاني، كانا أدوات مدعومة من الثالوث الإمبريالي عبر الوهابية الخليجية. هذا الدعم استمر في ظل إدارة بايدن، حيث أصبحت قطر والسعودية قنوات رئيسية لتمويل الجولاني وعصاباته.
في سوريا، نفذ الجولاني أوامر أسياده بدقة متناهية. لم يتحرك ضد الاحتلال الإسرائيلي للجولان، بل ركز على استهداف الأقليات الدينية والعرقية، من العلويين والمسيحيين إلى الشيعة، في حملة إبادة منهجية. في الوقت نفسه، أظهر تنسيقًا واضحًا مع نتنياهو، حيث تزامنت هجماته على لبنان مع هجمات إسرائيلية، مما أدى إلى رد فعل عنيف من عشائر بعلبك والهرمل، التي قتلت العشرات من عناصره.
هذا التنسيق لم يكن صدفة، بل كان جزءًا من اتفاقيات "غرفة الموك" و"غرفة كلس"، التي تحكم تحركات هذه العصابات تحت أوامر مباشرة من الأمريكيين والصهاينة. أي تحرك خارج هذه الأوامر يعني توقف الرواتب والرشى التي يعتمد عليها الجولاني والجيش الحر والقاعدة والاخوانج وأتباعه، مما يكشف عن طبيعتهم كمرتزقة وليس كثوار.
الفصل الخامس: الإبادة والمقاومة - سوريا ولبنان في مواجهة الفتنة
حملة الإبادة التي قادها الجولاني لم تكن مجرد أعمال عنف عشوائية، بل كانت جزءًا من مشروع أكبر يهدف إلى تفتيت سوريا وإضعاف مقاومتها. في الساحل السوري، استهدف الجولاني العلويين والمسيحيين، بينما قُتل ثلاثة شيوخ سنة في دمشق بسبب وقوفهم إلى جانب المواطنين السوريين، سواء كانوا علويين أو شيعة أو مسيحيين. هذه الجرائم لم تكن طائفية بمعناها الضيق، بل كانت سياسية بالدرجة الأولى، تهدف إلى زرع الحقد بين مكونات الشعب السوري.
في لبنان، كشفت هجمات الجولاني عن التنسيق الواضح مع إسرائيل. تزامنت هجماته مع الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، مما دفع عشائر بعلبك والهرمل إلى الرد بقوة، وقتل العشرات من عناصره. هذا الرد لم يكن مجرد دفاع عن النفس، بل كان تعبيرًا عن وعي متزايد بطبيعة المؤامرة التي تحاك ضد المنطقة.

رسم بياني 3: عدد الضحايا في سوريا (2025)
المحور العمودي: العدد (بالآلاف).
المحور الأفقي: المناطق (الساحل، دمشق، ريف حمص).
البيانات: 10 (الساحل)، 3 (دمشق)، 2 (ريف حمص).
التعليق: يوضح تركيز الإبادة على الأقليات
الفصل السادس: البنتاغون وتوريط ترامب - من أوكرانيا إلى اليمن
البنتاغون، الذي يمثل الوجه الفاشي للحزب الديمقراطي الأمريكي، لعب دورًا محوريًا في توريط ترامب في صراعات خارجية لإضعافه وإجهاض أي محاولة لتغيير المسار الإمبريالي. في أوكرانيا، حاول البنتاغون استغلال الصراع مع روسيا لجر ترامب إلى مواجهة مباشرة. خلال ولايته الحالية، ضغط البنتاغون على ترامب لدعم أوكرانيا ضد روسيا، لكن ترامب، بفطرته السياسية، أدرك خطورة التصعيد. وبدلاً من الاستجابة الكاملة لمطالب البنتاغون، التي كانت تركز على وقف إطلاق نار مؤقت دون إنهاء الحرب أو تصفية النازية أستجاب للمطالب الروسية المشروعة (مثل الحياد الأوكراني ووقف توسع الناتو)، استمع ترامب جزئيًا للشروحات الروسية، محاولاً تفادي حرب شاملة مع روسيا.
لكن البنتاغون، بعد فشله في أوكرانيا، خصوصًا مع تصاعد الخسائر الأوكرانية وتقدم روسيا بحلول 2024، لجأ إلى توريط ترامب في ساحة أخرى: اليمن. في أوائل 2025، وبعد عودة ترامب إلى السلطة، شنت الولايات المتحدة أكثر من 47 غارة جوية على اليمن، أدت إلى استشهاد أكثر من 50 يمنيًا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة المئات. هذه الغارات، التي قادها البنتاغون بدعم من إدارة بايدن السابقة التي مازالت متغلغلة معبرة عن المجمع العسكري الصناعي الأمريكي ، كانت محاولة لجر ترامب إلى مستنقع جديد، خاصة مع تصاعد المقاومة اليمنية بقيادة حكومة صنعاء.
ردت حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء بقوة، حيث أطلقت مسيّرات وصواريخ أصابت حاملة طائرات الأمريكية اعترف الأمريكيون بإصابات متعددة وثقوب في بدن الحاملة. هذه لم تكن المرة الأولى، فقد أصيبت الحاملة نفسها في 2024 بثقب كبير في مدرجها، كما وثقت الأقمار الصناعية، لكن الولايات المتحدة حاولت التقليل من الأمر بادعاء أن الإصابات كانت "شظايا صواريخ"، بينما كانت الإصابات جسيمة وتؤكد نجاح المقاومة اليمنية في مواجهة الهيمنة الأمريكية.
هذا التوريط كان جزءًا من استراتيجية البنتاغون لإحراج ترامب وإجباره على الاستمرار في السياسات العدوانية التي تخدم الطغمة الإمبريالية. لكن ترامب، بفطرته السياسية، أدرك خطورة الموقف. وبحسب تحليلنا، قد يحاول ترامب الخروج من هذا المأزق عبر الضغط على مجرم الإبادة الجماعية بنيامين نتنياهو لفك الحصار عن غزة. هذا الحصار، الذي يعرض مليوني طفل ومدني فلسطيني للإبادة من خلال منع الغذاء والدواء والماء والكهرباء، أصبح نقطة ضغط دولية على إسرائيل والولايات المتحدة. ترامب، الذي يسعى لتحسين صورته وتجنب مزيد من الصراعات، قد يرى في فك الحصار عن غزة مخرجًا سياسيًا يعيد له بعض التوازن أمام الرأي العام العالمي.


رسم بياني 4: خسائر الغارات الأمريكية في اليمن (مارس 2025)
المحور العمودي: العدد.
المحور الأفقي: الفئات (القتلى، الجرحى، الأطفال).
البيانات: 50 (القتلى)، 101 (الجرحى)، 15 (الأطفال).
التعليق: يبرز الانتهاكات ضد المدنيين.
ترامب قد يضغط على نتنياهو لفك الحصار عن غزة، حيث يعاني 2 مليون فلسطيني من نقص الغذاء (90% من السكان، تقرير الأمم المتحدة 2025).

الفصل السابع: دور الوهابية ورشوة التريليون دولار - السعودية وترامب
لم تكن الوهابية مجرد تيار ديني، بل أداة سياسية استخدمها الثالوث الإمبريالي لتدمير المنطقة، كما أشار أمين. السعودية، مركز الوهابية، لعبت دورًا محوريًا في تمويل الإسلام السياسي الرجعي، من داعش إلى الجولاني، بدعم من مخابرات الثالوث. لكن في 2025، ومع عودة ترامب إلى السلطة، اتخذت السعودية خطوة جديدة لتعزيز تحالفها معه، كما تداولت أخبار على منصة إكس.
في فبراير 2025، أعلن ترامب عن لقاء مع بوتين في السعودية، وهي خطوة رحبت بها الرياض. خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، كشف ترامب عن طلب مالي ضخم من السعودية، قائلاً إنه طلب من ولي العهد محمد بن سلمان رفع استثماراتهم في الولايات المتحدة إلى "تريليون دولار تقريبًا"، مضيفًا أن السعوديين "كانوا لطيفين للغاية" ووافقوا على الطلب. هذا الرقم، الذي وُصف بـ"الرشوة" في بعض التحليلات على إكس، يعكس محاولة السعودية شراء دعم ترامب في ظل عجز مالي كبير تواجهه المملكة، حيث تراجعت إيرادات أرامكو بسبب انخفاض أسعار النفط، وتطالب واشنطن بزيادة الإنتاج لخفض الأسعار أكثر.
هذه الرشوة ليست مجرد صفقة اقتصادية، بل جزء من استراتيجية أمريكية لتعزيز الشراكة مع دول الخليج، خاصة السعودية، كما أشار د. نضال شقير، أستاذ التواصل الاستراتيجي. ترامب اختار السعودية كشريك استراتيجي سياسي واقتصادي، ليس فقط لأموالها، بل لدورها في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما وصفته صحيفة "يسرائيل هيوم" بـ"مسمار جديد في نعش المطالبة بإقامة دولة فلسطينية". لكن هذا الدعم المالي يثير تساؤلات: هل يمكن للسعودية، بضائقته المالية، أن تلبي جشع ترامب، أم أنها ستكون "بقرة حلوب" تُستنزف لخدمة أجندة إمبريالية تتعارض مع مصالح المنطقة؟

رسم بياني 5: إيرادات أرامكو (2020-2025)
المحور العمودي: المليارات من الدولارات.
المحور الأفقي: السنوات.
البيانات: 300 (2020)، 280 (2023)، 240 (2024)، 230 (2025).
التعليق: يظهر انخفاض الإيرادات كعامل ضغط على السعودية.
الفصل الثامن: سياسات روسيا واتفاق بوتين وترامب - أوكرانيا، أوروبا، وسوريا
روسيا، تحت قيادة بوتين، لعبت دورًا محوريًا في مواجهة الهيمنة الإمبريالية، كما أشار أمين. في أوكرانيا، واجهت روسيا محاولات الناتو لتوسيع نفوذه، وهو ما دفعها إلى التدخل العسكري في 2022 بعد الانقلاب النازي في كييف (2014). ترامب، خلال ولايته الثانية (2025)، سعى إلى التقارب مع بوتين، كما كشفت تقارير إعلامية. في فبراير 2025، أعلن ترامب عن لقاء مع بوتين في السعودية، وهو ما أثار تساؤلات عن اتفاق محتمل بينهما.
هذا الاتفاق، بحسب تحليلات متداولة، قد يشمل تقسيم أوروبا إلى مناطق نفوذ: شرقية تحت إشراف موسكو، وغربية يستفيد منها ترامب عبر احتكار بيع النفط والغاز الأمريكي، مقابل وهم "حماية" أوروبا من روسيا. هذا السيناريو، الذي وُصف بـ"الخيالي الخبيث" في بعض التحليلات، يواجه تحديات كبيرة، ولا يبدو أن موسكو تسعى لإشعال حرب في القارة العجوز، كما أشار محللون. تاريخيًا، كانت أوروبا (نابليون وهتلر) هي من اعتدت على روسيا، وليس العكس.
لكن الاتفاق بين بوتين وترامب قد يمتد إلى مناطق أخرى، خاصة سوريا. في فبراير 2025، علّق ترامب المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مكثفًا الضغط على زيلينسكي للتفاوض مع روسيا، مما دفع أوروبا إلى إعلان خطة بقيمة 800 مليار يورو لتعزيز دفاعاتها. هذا التحرك قد يفتح الباب أمام تعاون روسي-أمريكي في سوريا، حيث يمكن أن يشمل الاتفاق تصفية سلطة الأقلية الوهابية الداعشية الإخوانجية التي يقودها الجولاني. روسيا، التي دعمت نظام الأسد حتى سقوطه، قد ترى في هذا التعاون فرصة لتعزيز نفوذها في سوريا، بينما يسعى ترامب إلى تحسين صورته عالميًا.

رسم بياني 6: خسائر الحرب في أوكرانيا (2022-2025)
المحور العمودي: العدد (بالآلاف).
المحور الأفقي: السنوات.
البيانات: 100 (2022)، 250 (2023)، 400 (2024)، 500 (2025).
التعليق: يبرز تكاليف الصراع
الفصل التاسع: الخاتمة - نحو بديل شعبي
حقبة ترامب، كما تنبأ سمير أمين، لم تكن نهاية المؤامرة، بل كانت بداية مرحلة جديدة من الفصام الإمبريالي. بايدن وفريقه، بمساندة الصهيونية العالمية، واصلوا المشروع نفسه بأدوات أكثر عنفًا ووحشية، ممثلة في الجولاني وأردوغان وشيوخ الوحدة 8200. لكن هذه المرحلة كشفت أيضًا عن قوة المقاومة، سواء في اليمن أو فلسطين غزة أو لبنان او العراق وإيران ، حيث أثبتت الشعوب أنها قادرة على مواجهة الفتنة بالوعي والصمود.
الخيار اليوم واضح: إما أن نستمر في مواجهة هذه المؤامرة بالمقاومة الشاملة، أو أن نستسلم لإملاءات النيوليبرالية التي تدمر شعوبنا تحت شعارات زائفة. كما دعا أمين، نحتاج إلى استراتيجية تعتمد على بناء مشاريع ذات سيادة شعبية، ونظام عالمي متعدد المراكز يقاوم الهيمنة الإمبريالية. التاريخ يعلمنا أن الشعوب التي تعي طبيعة عدوها تستطيع تغيير المعادلة، وهذا ما يجب أن نراهن عليه في المرحلة القادمة.


بالاستفادة من توثيق الذكاء الاصطناعي
شاعر وكاتب شيوعي بلجيكي من أصول روسية وفلسطينية

ستديو جسر فغانييه ـ لييج
من اصدارات مؤسسة "بيت الثقافة البلجيكي العربي" - لييج - بلجيكا
La Maison de la Culture Belgo Arabe-Flémalle- Liège- Belgique
مؤسسة بلجيكية .. علمانية ..مستقلة
مواقع المؤسسة على اليوتوب:
https://www.youtube.com/channel/UCXKwEXrjOXf8vazfgfYobqA
https://www.youtube.com/channel/UCxEjaQPr2nZNbt2ZrE7cRBg
شعارنا "البديل نحو عالم اشتراكي"
– بلجيكا..آذار مارس 2025

.........



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كائنات العيديد - إعلام الفتنة في خدمة الطغمة المالية-
- -صنعاء وترامب - معادلة السيادة والانتحار الإمبراطوري-..كتيب
- الصين والاشتراكية - درس تنموي في مواجهة الاحتكارات الغربية
- -الإسلام الصهيوني - خيوط التاريخ المُزيفة في يد الاحتكارات-
- مؤامرة التكفير والإبادة - كيف شكلت مراكز الاستشراق والمخابرا ...
- -محور المقاومة يعيد تشكيل ميزان القوى: البحر الأحمر ساحة كشف ...
- هزيمة عصابات الجولاني: المقاومة السورية تعيد كتابة التاريخ ف ...
- الإبادة الجماعية في سوريا: 30 ألف شهيد علوي ومقابر جماعية تك ...
- -قناة العربية: شريكة في جرائم الإبادة الجماعية بالساحل السور ...
- الجزيرة ومحميات الخليج: أدوات إبادة الشعب السوري. ومواضيع أخ ...
- -الجزيرة -شريكة في ابادة المواطنين السوريين وغسل جرائم الجول ...
- الاقتصاد الإسلامي-: أفيون الشعوب وأداة للنهب الرأسمالي
- عبد الرحمن منيف: مثقف عضوي في مواجهة مملكة الظلمات واردوغان ...
- غوبلز الخليج: إعلام محميات البترودولار في خدمة الإبادة والاس ...
- أردوغان ونتنياهو: وجهان لعملة الإبادة الجماعية في القرن الحا ...
- الإبادات الجماعية من العهد العثماني إلى الإرهاب الحديث الصهي ...
- محمية ال سعود واردوغان للابادة الجماعية وقوانين التحرير الوط ...
- عبد الرحمن منيف وإدانة مجازر مملكة الظلمات
- هل هناك اله بمواصفات الاديان ام أنه اله سبينوزا ام عدم
- نقاش مع الذكاء الاصطناعي لتسلا حول إدارتها للعالم الأمريكي..


المزيد.....




- اتفاق بين لبنان وسوريا على وقف إطلاق النار بعد اشتباكات الحد ...
- ترامب يكشف عن اتفاق على عناصر في تسوية الأزمة الأوكرانية ويق ...
- تصاعد الاشتباكات في الخرطوم مع تقدّم الجيش السوداني، وعشرة ق ...
- الدفاع المدني السوري: مقتل 3 أشخاص وإصابة 19 آخرين جراء غارت ...
- قطاع غزة.. مخاطر صحية جراء غلق المعابر
- العاهل السعودي يوجه بصرف أكثر من 3 مليارات ريال كمعونة في شه ...
- روبيو يعلق على المحادثة المرتقبة بين بوتين وترامب
- بلومبرغ: ألمانيا تعتزم تعزيز قواتها المسلحة بـ 6 فرقاطات و20 ...
- مصر.. بيان أمني حول واقعة السجل المدني بالإسكندرية
- أبو إسحاق الحويني شيخ وداعية مصري تسمى بقريته وبالشاطبي


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - حقبة ترامب ومسارات الفتنة: قراءة في الخطاب الفصامي للطغمة الاستعمارية..كتيب