أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: التعاون النووي والتحديات السياسية















المزيد.....


إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: التعاون النووي والتحديات السياسية


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكدت ايران مرة أخرى أنها والوكالة الدولية للطاقة الذرية قادرتان على حل المسائل العالقة بشأن برنامجها النووي السلمي، وتجنب أي تصعيد تريده الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق كتب مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، على منصة أكس مشدداً على ، أن إيران مستعدة للحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسوية القضايا العالقة . حديث غريب آبادي جاء في أعقاب اجتماع هام مع المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، حيث تطرقا إلى جوانب التعاون المستمر بين طهران والوكالة، بالإضافة إلى القضايا النووية العالقة التي تسعى إيران إلى تسويتها في إطار التزاماتها الدولية. لكن هذه التصريحات لا تقتصر فقط على الجوانب الفنية؛ إذ تتضمن إشارات ضمنية إلى التحديات السياسية أي "تسيس" الملف النووي الإيراني، التي تعيق تقدم الحوار.

التعاون النووي: تاريخ طويل مع الوكالة

منذ بداية برنامجها النووي لأغراض سلمية وفق معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية NPT ، سعت إيران إلى الحفاظ على تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الأنشطة النووية والتأكد من سلميتها. هذا التعاون طويل الأمد جعل إيران تبني ثقة متبادلة مع الوكالة رغم محاولات "التسييس" من قبل الدول الغربية ، وهو ما أشار إليه غريب آبادي في تصريحاته الأخيرة. ولكن رغم هذا التعاون المستمر، ظلت بعض القضايا العالقة بين الجانبين تحتاج إلى معالجة، ما يجعل الوضع الراهن محط تساؤل حول مدى إمكانية الوصول إلى حل شامل.

القضايا التي تثار بين إيران والوكالة تتعلق - كما تقول الوكالة- بالأنشطة النووية غير المعلنة في بعض المواقع الإيرانية . من أبرز هذه المواقع موقع “تورقوز آباد” في طهران، حيث تم العثور على جزيئات يورانيوم غير مخصب. كما يُشتبه في موقع “ورامين” في استخدامه لأنشطة نووية غير معلنة. هذه القضايا تثير تساؤلات حول شفافية إيران في الكشف عن جميع أنشطتها النووية، وهو ما يجعل الوكالة تسعى للحصول على تفسيرات واضحة من طهران التي لاتمانع في تقديمها بشرط التوقف عن التهديد بنقل الملف مرة أخرى إلى مجلس الأمن الدولي استجابة للضغوط الغربية .

ورغم هذه القضايا الفنية، أشار غريب آبادي إلى أن إيران لن تتعامل مع هذه المواضيع بشكل منفصل عن الوضع السياسي العام. فإيران، كما يبدو، تسعى إلى التأكيد على أن أي تقدم في هذا المجال لا يمكن أن يتم في بيئة مشحونة بالضغوط السياسية والتهديدات المستمرة من أطراف أخرى، خاصة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

أمن المنشآت النووية: أولوية لا يمكن تجاهلها

من النقاط الحساسة التي أضافها غريب آبادي إلى حديثه هي قضية “أمن المنشآت النووية”. في الوقت الذي تسعى فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تسوية القضايا العالقة مع إيران، يبقى ضمان أمن المنشآت النووية الإيرانية أحد القضايا الجوهرية التي تؤثر على التعاون بين الجانبين. إيران لا تعتبر الأمن النووي مجرد عنصر تكميلي، بل هو أولوية استراتيجية. في هذا السياق، أكد غريب آبادي أن إيران ملتزمة بتوفير الأمان لجميع منشآتها النووية، وهو أمر من صميم التزاماتها الدولية. لكن هذه القضية تصبح أكثر تعقيدًا في ظل تهديدات مستمرة، خاصة من جانب الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.

الإدارة الأمريكية الجديدة ، وعلى الرغم مزاعم محاولة تحسين العلاقات مع إيران من خلال مفاوضات الاتفاق النووي، لم تتوقف عن ممارسة تهديدات يومية في سياق أمني وعسكري، موجهة بشكل أساس ضد المنشآت النووية الإيرانية. هذه التهديدات تتراوح بين الهجمات السيبرانية والإجراءات العسكرية، بالإضافة إلى التحركات الدبلوماسية التي تهدف إلى ممارسة ضغط على إيران في هذا الملف.
من الواضح أن إيران ترى في هذه التهديدات محاولة لزعزعة استقرارها النووي، ما يعرض أي جهود تسوية نووية للخطر. هذا التوتر يعرقل أيضًا أي تقدم حقيقي في ملف المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

التهديدات الأمريكية: توجيه اتهامات لا مكان لها في الدبلوماسية

التصريحات الأمريكية، وخاصة من الإدارة الحالية، والتي تستمر في توجيه الاتهامات لإيران بأنها مسؤولة عن الهجمات الانتقامية التي ينفذها أنصار الله في اليمن، تشكل أحد العوامل التي تضعف أي احتمال للحوار الجاد بين طهران وواشنطن. إن هذه التصريحات تعكس سياسة خارجية تهدف إلى ممارسة الضغط على إيران في أكثر من ملف، من بينها الملف النووي.

اليمن، الذي يشهد صراعًا مريرًا منذ سنوات بسبب العدوان الذي تقوده السعودية ، يمثل نقطة حساسة في العلاقات الإيرانية الأمريكية. الحرب في اليمن ليست مجرد نزاع داخلي، بل هي جزء من حرب بالوكالة تشارك فيها قوى إقليمية ودولية، وتعد إيران أحد الأطراف الرئيسة المتهمة - دون أن يثبت ذلك- لحركة أنصار الله (الحوثيين). لكن الرد اليمني على العدوان السعودي المدعوم أمريكيًا ليس قراراً استراتيجياً من طهران كما يزعمون، بل هو جزء من حق اليمنيين في الدفاع عن أنفسهم. فالهجمات التي كان يشنها أنصار الله. قبل إبرام هدنة هشة ، سواء عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة ضد مواقع التحالف بقيادة السعودية أو استهداف المدن السعودية الكبرى، والسفن الأمريكية في بحر العرب، هي ردود فعل على العدوان المستمر.

الولايات المتحدة، بدلاً من التركيز على إنهاء العدوان على غزة ومحاصرة شعبها المظلوم ، تصر على تحميل إيران المسؤولية عن هجمات القوات اليمنية ، وهو ما تراه طهران غير عادل. و تصر إيران على أن الهجمات هي نتاج العدوان المستمر على اليمن، وأن تحميلها مسؤولية تلك الهجمات هو جزء من حملة سياسية تهدف إلى تقييد تحركاتها في المنطقة، وابتزاز واضح لجرها إلى مفاوضات وفق الشروط الأمريكية .

إيران والحوار: موقف واضح ومشروط

إيران، وفي سياق هذه التحديات، تتبنى موقفًا واضحًا من مسألة الحوار. فهي مستعدة للانخراط في مفاوضات فنية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسوية القضايا العالقة، ولكن بشرط أن تكون هذه المفاوضات خالية من أي ضغوط سياسية. كما أن إيران تضع شرطًا أساسيًا لهذا الحوار، يتمثل في وقف التهديدات الأمريكية ضدها، بما في ذلك حملات الإعلام والتصريحات التي تتهمها بالمسؤولية عن الهجمات في اليمن.

إيران تدرك أن أي تسوية نووية مع الوكالة لن تكون ممكنة في ظل استمرار الحملات السياسية والتهديدات التي تأتي من الأطراف الخارجية. ولذا، فإنها تشترط بيئة من الاحترام المتبادل، حيث يكون التعاون الفني مع الوكالة بعيدًا عن التوترات السياسية.

هل يمكن أن يتحقق الحوار في ظل هذه المعوقات؟

من غير الممكن التوصل إلى تسوية حقيقية في ملف إيران النووي في ظل استمرار الضغوط السياسية التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد طهران. إيران مستعدة للحوار، ولكن هذا الحوار يجب أن يتم في إطار من الاحترام المتبادل، بعيدًا عن التهديدات والاتهامات التي لا تساعد في بناء الثقة بين الأطراف المعنية. الاتفاق النووي مع الوكالة ليس مجرد وثيقة سياسية، بل هو فرصة حقيقية لتحسين العلاقة بين إيران والغرب، وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة. لكن هذا لن يتحقق إلا إذا تم تجاوز العقبات السياسية، ووقف الحملات التي تهدف إلى إضعاف الموقف الإيراني.

و إذا كانت هناك رغبة حقيقية في تحقيق تسوية سلمية في الملف النووي، يجب أن يكون منطلق الحوار هو التعاون الفني المحايد والمستقل، بعيدًا عن الضغوط الخارجية. ولكن ما يبقى غير واضح هو ما إذا كان الغرب مستعدًا للاستجابة لمطالب إيران هذه، أم أنه سيواصل فرض الضغوط السياسية التي تعيق أي تقدم حقيقي في هذا المجال.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساحل السوري: التطهير الطائفي مستمر بصمت والشرع بلا مساءلة
- الإبادة الجماعية بحق العلويين في سوريا: مسؤولية الجناة ومخاط ...
- سوريا: إبادة العلويين بصمت مريب
- المجازر ضد العلويين : صفحة جديدة من المأساة السورية
- الجيش الصهيوني يخطط لعمليات اغتيال مركزة: استراتيجية جديدة ل ...
- العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في ظل العملية العسكري ...
- وهم الوثوق بأمريكا: تعلموا الدرس من زيلينسكي
- المتغطي بالأمريكان عريان: المثال الأوكراني نموذجًا
- أوجلان يدعو للسلام: هل تتراجع تركيا عن العراق؟
- زيارة لافروف إلى إيران في الإعلام الروسي: تحالف استراتيجي أم ...
- صراعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الدولة العميقة بعد إعا ...
- تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وس ...
- جسر الثقافات: الاحتفال بالتعايش والحوار في مهرجان الانسجام ب ...
- تقييم قمة الرياض وتأثيراتها على إيران والعراق ومحور المقاومة
- خطة لنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء كخيار مفضل
- المهمة الحيوية لإعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة
- هل ايران متورطة في طوفان الأقصى..؟!
- اتفاقية عدم اعتداء سعودية ايرانية مطلوبة قبل إعلان التطبيع م ...
- شرق أوسط جديد ..فقاعة بايدن الانتخابية !
- كركوك مدينة القوميات المتآخية تبحث عن هوية


المزيد.....




- اتفاق بين لبنان وسوريا على وقف إطلاق النار بعد اشتباكات الحد ...
- ترامب يكشف عن اتفاق على عناصر في تسوية الأزمة الأوكرانية ويق ...
- تصاعد الاشتباكات في الخرطوم مع تقدّم الجيش السوداني، وعشرة ق ...
- الدفاع المدني السوري: مقتل 3 أشخاص وإصابة 19 آخرين جراء غارت ...
- قطاع غزة.. مخاطر صحية جراء غلق المعابر
- العاهل السعودي يوجه بصرف أكثر من 3 مليارات ريال كمعونة في شه ...
- روبيو يعلق على المحادثة المرتقبة بين بوتين وترامب
- بلومبرغ: ألمانيا تعتزم تعزيز قواتها المسلحة بـ 6 فرقاطات و20 ...
- مصر.. بيان أمني حول واقعة السجل المدني بالإسكندرية
- أبو إسحاق الحويني شيخ وداعية مصري تسمى بقريته وبالشاطبي


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: التعاون النووي والتحديات السياسية