أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جمال أجبرا - ربيع الشعوب أم خريفها؟.. سيروات ثورية أم تآمر/غزو إمبريالي لفرض -الشرق الأوسط الجديد-؟















المزيد.....


ربيع الشعوب أم خريفها؟.. سيروات ثورية أم تآمر/غزو إمبريالي لفرض -الشرق الأوسط الجديد-؟


جمال أجبرا

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 09:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تناسلت المواقف المحللة والمفسرة للزلزال السياسي الذي أطلق شرارته البوعزيزي من تونس الخضراء، بعد فترة ركود لم تكن إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة، وطالت ارتداداته العنيفة كل أقطار المنطقة العربية والمغاربية، من المحيط إلى الخليج؛ ومع اطراد الأحداث واختلاف المآلات المهولة بدأت الهوة تتسع بين الرؤى والتيارات، وطفقت التناقضات تخترق مواقف المحللين السياسيين ذوي المراس المتين، وتشق صفوف أكثر التظيمات السياسية صلابة وجذرية. وحتى لا أطيل (رغم شساعة الملف) يمكن التمييز بين طرحين متناقضين في التعاطي مع ما حدث: طرح السيروة الثورية، وطرح المؤامرة الغربية/الخريف العربي؛ وهما تناقضان سياسيان في جوهرهما ينمان عن تموقعات مختلفة باختلاف المصالح والمدارك.
إذن كانت المآلات متباينة أيما تباين، بعد فترة تشابه في الأنساق (خروج المسيرات السلمية المطالبة بإسقاط الأنظمة أو بدمقرطة الحياة السياسية)؛ فإذا كان بنعلي هرب سريعا إلى البقاع المقدسة في السعودية، فقد انفجرت قنبلة في وجه صالح في اليمن ولم يتنح إلا بعد طول مقام في السعودية أيضا، لكن هذه المرة في مستشفياتها؛ وفيما اشترت أموال البترول السلم السياسي المحافظ على الأنظمة العشائرية في دول الخليج ولو إلى حين، مع مساعدة الأخ الضعيف في البحرين عبر "درع الجزيرة"، فقد شبت حروب طاحنة في كل من سوريا وليبيا وأخيرا في السودان؛ وحسم الانقلاب العسكري الأمور في مصر بوجه مكشوف؛ وهي مآلات مركبة أشد التركيب، أصابت سياسيينا بالدوار، حتى من ادعوا امتلاك بوصلة التحليل المادي الجدلي الرصين، خاصة مع ضعف الزاد التكنولوجي ماديا ومعرفيا، في مناخ موسوم بدخول التزييف العميق إلى أرض معركة التضليل والتوجيه الإعلاميين، أم المعارك لحسم كل سلطة سياسية.

"كل يدرك العالم حسب إدراكه"

انبثق طرح "المؤامرة الغربية/ الخريف العربي" في توصيف "زلزال البوعزيزي" من موقع سياسي براغماتي واع، تمثله أساسا الكتل الطبقية السائدة في المنطقة العربية والمغاربية، والبرجوازية الرأسمالية والريعية، ويروم تبخيس وشيطنة حراك الشعوب لثنيها عن الاندفاع إلى الشوارع والساحات، عن طريق الدفع بأنها بذلك تخدم ما سمتها "أجندة الغرب" الرامية إلى تفتيت دول المنطقة لتسهيل استغلالها، والقضاء على أي مقاومة لربيبته إسرائيل (مؤامرة الشرق الأوسط الجيد)، وكأنه (الغرب الإمبريالي) لم يكن يستغلها من قَبلُ عبر الأنظمة الذاعنة لإرادته أو العميلة له، والمنبطحة أمام الصهيونية. وبالتالي يتبين تهافت هذا الطرح الذي يلغي إرادة الشعوب وتطلعها إلى تقرير مصيرها السياسي عبر فرض الديمقراطية. لكنه طرح تمكن للأسف من بعض المثقفين المحسوبين على تيارات مناهضة للاستبداد، خاصة مع ما وقع أخيرا في سوريا، بعد سقوط نظام الأسد الإجرامي، عقب الحرب الطويلة التي عرفت تعقيدا شديدا، مع تعدد المتدخلين والطوائف والتيارات، والتماس مع القضية الفلسطينية، وتداعيات زلزال السابع من أكتوبر.
تمكن إذن طرح "المؤامرة الإمبرليالية للسيطرة على المنطقة وضرب (المقاومة)" من التمدد ليطال قطاعات واسعة من الجماهير، التي حزنت وأُحبطت بسبب النتائج الكارثية (كما تبدو في الزمن السياسي) التي أسفرت عنها "ثورات الربيع" حتى الوقت الحاضر، وصولا إلى كثير من النخب المستقلة ومناضلي اليسار، باستخدام حرب التضليل الإعلامية؛ وبالتالي بث اليأس في صفوف الحركات المناضلة وتطلع النشطاء الشباب إلى تغيير الأوضاع السياسية البائسة التي تخنق أنفاسهم، وذلك بعدما هددت عموم الجماهير المندفعة في الساحات عروشا وكراسي وثيرة كثيرة.
ووجدت التحالفات الطبقية السائدة، ضمن ثورتها المضادة لربيع الشعوب العربية والمغاربية، في ما وقع في سوريا، بالتزامن مع حرب الإبادة التي تمارسها الصهيونية بدعم فج من الغرب الاستعماري، الذي انفضحت عنصريته وكيله بمكيالين في ميزان حقوق الإنسان (مع استثناءات أهمها إسبانيا)، (وجدت) هدية كبيرة لدعم أطروحة المؤامرة المزعومة، حيث نزل الهجوم المباغت الذي أزاح نظام الأسد المتعفن كقطعة ثلج على أباطرة الثورة المضادة (خاصة أنظمة الإمارات والسعودية ومصر...)، فسارعوا عبر أدواتهم الإعلامية إلى ترويج سيل من الأخبار المضللة (فيك نيوز) التي تصب في خانة قيام إسرائيل وأمريكا وتركيا بتحريك الجماعات الجهادية لغزو سوريا وإسقاط "النظام الوطني السوري المقاوم" (لم يطلق رصاصة من أجل تحرير الجولان)، الذي حاولوا بعد أن خفت حراك الشعوب إدماجه في منظومة الثورة المضادة قبيل الهجوم، متجاوزين عنه جرائمه التي لو اضطروا لقاموا بمثلها ربما، وبالدعاوى نفسها: محاربة الإرهاب؛ وفي الإطار نفسه مازالوا يمولون أطراف الصراع في ليبيا والسودان لإجهاض ثورتيهما، والهدف واضح ومحدد بدقة: نجاح تجربة قد يقتدى بها على جثثنا، خاصة إن كان ضمنها مكون من مكونات الإسلام السياسي (وعليه لن يهنأ الجولاني وإخوانه من دسائسهم إلا أن يذعنوا).
ونالت "نظرية المؤامرة الإمبريالية لإسقاط نظام الممانعة الوطني" في سوريا من كثير من مثقفي اليسار وغيرهم، ساقطين بذلك في فخ دعاية ذهاقنة الثورة المضادة، ومساهمين من حيث لا يدرون في كتم أنفاس الشعوب المقهورة التي أصبح كل تحرك لها يصور كمؤامرة غربية لضرب الاستقرار أو ضرب المقاومة، خصوصا إن كانت جماعات الإسلام السياسي قوة أساسية فيه، وبالتالي يخنق كل أفق ثوري في انتظار "الثورة الطاهرة من كل تدخل خارجي أو رجعي داخلي"، ويصادر وينكر حق الشعوب في تقرير مصيرها. وما جعل تحليل هؤلاء المثقفين يتزحلق ليسقط في الحضن النقيض كون الجماعات الجهادية ذات باع طويل في قبول الدعم الإمبريالي لمحاربة اليسار خصوصا؛ ما زكى قولهم بكونها صناعة من مخابرات الإمبريالية لغزو المنطقة والسيطرة عليها عبر فزاعة الإرهاب، وزينه في نفوسهم، رغم أنه قول لا تسنده معطيات التاريخ ولا الحاضر، ولا مصدر له إلا الأخبار المضللة التي وجدت طريقها إلى بيانات ينسخ ويلصق بعضها عن بعض (كيف يعقل لمن خدعه خبر زائف بسيط أن يدعي الاطلاع على خطط المخابرات البريطانية مثلا؟).
إن التاريخ الذي يجب أن يضيء مواقفنا السياسية يخبرنا بأن الجماعات الجهادية التي ترعرعت في أفعانستان (كما في الشيشان وغيرها)، لم تصنع في أي مطبخ، بل جاءت كرد فعل على سياسات "النظام الشيوعي" القمعية للممرسات الدينية خصوصا، وعلى احتلال البلاد الأفغان من طرف الاتحاد السوفيتي أيام بريجنيف لدعم النظام ضد حركة التمرد التي نالت شعبية واسعة لرفض القمع المسلط على الرقاب. ووجدت الإمبريالية الأمريكية في ذلك فرصة ذهبية لإضعاف العدو اللدود، فدعمت هذه الجماعات بالسلاح وغيره، حتى فر الاتحاد السوفياتي بعد عشر سنوات من القتال المتواصل، تاركا نظاما متداعيا سرعان ما أطاح به الجهاديون (سناريو شبيه بما وقع في سوريا). لكن ومن سخرية القدر أن الأمريكان سيشربون من الكأس نفسها التي شرب منها السفيات بعد أن فروا من بلاد الأفغان بعد غزوها وإطاحتهم بحكم طالبان بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر 2001. ومن هنا يمكن فهم تحفظ أمريكا عن رفع الإسلاميين الحاكمين في سوريا من لوائح الإرهاب رغم كل الضمانات.
إن القول بكون ما حدث في سوريا غزوا عبر "أدوات" جهادية يفتقر إلى الأساس التاريخي والسياسي والجدلي بحيث كان النظام السوري لا يحرك ساكنا في جبهة الجولان، ويبقي البلاد مفككة وضعيفة لا تشكل أي تهديد، إلا من دعم بعض تشكيلات المقاومة الفلسطينية، كما لم يرد على القصف المتواصل الذي شنه الكيان على البلاد، وخاصة على الإرانيين، لأنه كان منشغلا بإلقاء البراميل المتفجرة على شعبه. ومن هنا نفهم قصف إسرائيل مخازن الأسلحة باستغلال الوضع الانتقالي المضطرب، مخافة وقوعها في أيد غير آمنة بعد الأسد "الذي كان عليها نعامة".
إن وصف نظام الأسد بالوطني والممانع من طرف بعض المنزلقين إلى "نظرية المؤامرة" يتغاضى عن جرائمه البشعة ضد شعبه، التي لم يعد أحد ينكرها، ويعطي إشارة سلبية جدا إلى أنهم إن وصلوا إلى السلطة السياسية يمكن أن يتبنوا معادلة جواز قمع الشعب بهمجية إذا كان النظام الحاكم في مواجهة عدو أكبر (أو في حالة نظام الأسد يدعم مقاومة تواجه عدوا أكبر)، ولا يمكن أن يتنحوا بتاتا لأنهم الوطنيون الذين لن تكون أي معارضة إلا مؤامرة إمبريالية ضدهم. إن تبني نظرية المؤامرة هذه لا يخدم سدنة الثورة المضادة فقط، بل ينمي نزعة بيروقراطية ترفض كل معارضة وتشيطنها، كما يعطي إشارات سلبية جدا لكل مكون سياسي مغاير يمكن أن يكون حليفا في المعركة السياسية الحقيقية من أجل الديمقراطية والتحرر. كما أن ذلك يعطي فرصة للمطبعين مع الكيان المحتل، لنشر دعاية همجية وإرهاب "الممانعين".
إن النظام السوري البائد بقمعه وتخلفه هو المسؤول الأول عن جر البلاد إلى مستقع الحرب الأهلية، واستباحة أراضيها ودخول "الجهاديين" من كل حدب وصوب، عوض قبول مجرد إصلاح سياسي يبعد الأسد عن مقود الحكم الذي سيتركه هاربا بعد ما يزيد عن عقد من الاختباء، تاركا جيشا مفككا وشعبا مشردا في مخيمات اللجوء والمنافي، وهو ما كان بردا وسلاما على بني إسرائيل.

طرح السيرورة الثورية.. البوصلة المفقودة

مقابل متبني نظرية المؤامرة المصطفين إلى جانب نظام الأسد، بشكل معلن أو من وراء ستار، حتى بعد أن صار في حكم المنهار، يبرز متشبثون بطرح السيرورة الثورية كموقف ينسحب على كل ارتدادات "ثورة الياسمين"، من الماء إلى الماء، بما يشمل الحالة السورية، رغم أنها الجرح الغائر أكثر؛ فهذا الموقف الذي يستند إلى بوصلة قوية، إذ ينهض على المنهج المادي الجدلي، كبناء فكري لا محيد عنه وغير متجاوز رغم الزخم الهائل الذي عرفته الفلسفة والعلوم الإنسانية، موقف لا يترنح ولا يصيبه الدوار متأثرا بمجريات الأحداث وتقلبات الرياح السياسية، إذ ينظر إلى التاريخ الماضي في تطوره الحتمي عبر قفزاته النوعية، مثقلا بتناقضاته وتراكماته، وإن بدا راكدا أو متراجعا.
وتأسيسا على ذلك بُني طرح السيرورة الثورية لوصف تلك الرجة السياسية والاجتماعية الكبرى التي أطلق شرارتها البوعزيزي، منطلقا من الوعي بأن ما وقع يعبر بشكلي جلي عن قفزة نوعية في الوعي السياسي لدى الشعوب العربية والمغاربية، لكنه مع ذلك وعي في بدايته وفي طور التبلور رغم طابعه العارم والمندفع والمتسارع، مدفوعا بالثورة المعلوماتية التي أحدثت صدعا في إحدى أهم أدوات التحكم الإديولوجي والضبط الاجتماعي ( الإعلام الرسمي)؛ فرغم أنه كان وعيا بوحدة المصير وبسبب الأزمة (النظام السياسي الحاكم)، وبأن قوة الجماهير في وحدتها، كما كان وعيا بالحقوق والحريات وبضرورة تحقيقها للوصول إلى الكرامة، إلا أنه لم يكن يستبطن بديلا معينا أو يتبنى مشروعا مجتعيا مغايرا، ما جعل بعض الشعوب التي نجحت في إسقاط حكومات تدخل في مرحلة تجريبية للمشاريع المتاحة، فكان طبيعيا بدؤها باختبار المشروع الإسلامي (الإسلام هو الحل)، قبل أن تسفر التقلبات عن خفوته وبدء مخاضات سياسية أخرى حسب كل قطر.
إن موقف السيروة الثورية كطرح ثوري كان يستبطن المآلات المختلفة التي ستسفر عنها هبات الشعوب في ظل غياب تنظيمات سياسية قوية (طرحا وتنظيما)، يمكن أن تحمل المشعل وتصل به إلى مرحلة الثورة التامة على البنيات الفاسدة السائدة، والتأسيس لأنساق جديدة تفضي إلى العدالة والحرية والمساواة؛ وباعتباره طرحا يتأسس على مرجع فكري لم يتأثر بالتقلبات التي عرفتها الأحداث في البلدان المعنية، فهي مخاضات لا بد منها ستتلوها ولادة مهما كانت عسيرة ومهما طال أمدها، فالعقد ونصف العقد الذي انقضى من زمن هذه السيرورات لا يشكل ثقلا في ميزان التاريخ، لكنه زمن كان حافلا بالتغييرات المتسارعة والكبيرة، وهو وإن لم يرس بعد على شاطئ الديمقراطية السياسية على الأقل فقد أقبر مشاريع رجعية كانت تقدم نفسها كبديل، وأسقط القناع عن حكام كانوا متخفين وراء حكومات واقية للصدمات، وأخرج يمينيين وعنصريين من أوكارهم إلى المعترك/ المحك السياسي؛ وهو ماض في طريقه رغم التكاليف الباهظة في النماذج التي انجرت إلى الحروب الهمجية المجانية والقمع الأهوج.

الجماهير صانعة التاريخ

إن الفهم المادي الجدلي يجعل التحليل يصب في خانة السيرورة الثورية بمنطق الحتمية التاريخية، وهو منطق ثوري تغذيه تجارب الشعوب وانتصارتها المدهشة بعد أن عدت في حكم المُبادة أو كانت على شفير الهاوية، منطق يستمر في النظر إلى الأمام والتطلع إلى نصر بعد نصر، حتى تعلو راية الإنسانية في أوطاننا الجريحة وكل البقاع. ومن المستغرب والمستهجن القول بتوقف السيروة الثورية هنا أو هناك، بالنظر إلى مآلاتها (خاصة في سوريا)، وهو قول صادر عن بعض مثقفي اليسار، يجعلهم منسجمين فجأة مع أصحاب طرح "المؤامرة الإمبريالية"، ضاربين عرض الحائط أسس المادية التاريخية، وكأنهم بقولهم هذا يزعمون أن الإمبريالية ستوقف التاريخ في منطقتنا بتدخلها، هذا التدخل الذي يعود إلى عقود خلت، وطال كل البقاع، وكشف لينين محدداته الخمسة، عند حديثه عن الإمبرليالية كأعلى درجات الرأسمالية، وهي نمط الإنتاج الذي مازال سائدا بعد أن مدته الثورة التكنولوجية بطوق النجاة إلى حين.
إن القفزة النوعية التي حدثت في الوعي والتفكير السياسي في منطقتنا، مدفوعة بواقع الظلم الاجتماعي والاقتصادي، والانفتاح الإعلامي، وتحولت إلى قوة مادية من خلال الهبات الشعبية الثورية، مفادها أن الوعي الجماعي عرفت تغيرا جذريا، من حالة الاستكانة والخضوع وعدم الاهتمام بالشأن العام إلى عكس ذلك تماما، وهو ما يشمل كل الأقطار، ويشكل الأوكسجين الذي سيضخ الحياة في السيرورات الثورية بأشكال مختلفة، حتى تحقيق مآربها، أو حتى قفزة نوعية أخرى، تشكل وعيا جديدا، أكثر تطورا، وربما حاملا لمشروع مجتمعى جديد تنهدم على أساساته الأنساق العتيقة.
إنه الطرح الثوري الذي يفتح الآفاق الواسعة أمام تطلعات شعوبنا ويمسح عنها غبار القمع والإحباط، وغير ذلك من طروحات المؤامرة انزياح خطير يكرس نظرة من فوق، متعالية ومعزولة عن الواقع، كما يكرس وهم التحكم في مصائر الشعوب ويساهم في محاولات لجمها، ولا يسقط صاحبه إلا في حبال المحافظين الجدد ووكلاء الإمبرياليين، ويكون بالتالي قد سقط من حيث يدري أو لا يدري في مؤامراتهم ودسائسهم الحقيقية، وما أكثرها، لكنها تظل عاجزة تماما عن المسك بزمام حركات الشعوب التواقة إلى التحرر.



#جمال_أجبرا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع الشعوب أم خريفها؟.. سيروات ثورية أم تآمر/غزو إمبريالي ل ...


المزيد.....




- شاهد.. كوبا تغرق في ظلام دامس بعد انهيار شبكة الكهرباء في كا ...
- حماس تحدد شروطها للإفراج عن الرهائن الأميركيين والإسرائيليين ...
- لحظة اغتيال -أبو خديجة- الرجل الثاني في تنظيم -داعش-
- -وول ستريت جورنال-: اتصال يمنع ضربة عسكرية أمريكية لموقع عسك ...
- الكرملين: مهلة بوتين لقوات كييف للاستسلام تتلاشى كانكماش جلد ...
- الدفاعات الروسية تسقط مسيّرة أوكرانية في لوغانسك حملت قذيفة ...
- بعد الآفاق المبشرة بالانفراج الدولي ما المطلوب من السوريين
- ما وراء انتشار كاميرات المراقبة في العاصمة الأفغانية كابل
- مشهد مخيف لفيضانات عارمة تغمر سيارة بداخلها السائق.. شاهد ما ...
- بعد مرور شهر له في المستشفى.. إليكم آخر مستجدات الحالة الصحي ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جمال أجبرا - ربيع الشعوب أم خريفها؟.. سيروات ثورية أم تآمر/غزو إمبريالي لفرض -الشرق الأوسط الجديد-؟