سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8279 - 2025 / 3 / 12 - 12:12
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ليس عداء نظام الملالي للمرأة، عداء طارئ وعرضي يمکن أن يزول أو حتى تخفيفه في يوم ما، بل إنه عداء متأصل لا يمکن للنظام أن يتخلى عنه وإنما وکما أثبت طوال ال46 عاما المنصرمة فإنه ليس يصر على التمسك به فقط بل وحتى إنه يتمادى الحدود المألوفة في مما رسة القمع المنظم ضدها وحتى إن ما يسمى ب"دوريات الارشاد"سيئة الصيت الخاصة بقمع المرأة الايرانية ليست في الحقيقة إلا کمحاکم التفتيش القرووسطائية!
أکثر ما قد ضاعف في عداء وکراهية النظام الديني المتطرف في طهران للمرأة الايرانية، هو دور وحضور المرأة الايرانية في الاحداث والتطورات ذات البعد السياسي والفکري، وحتى إن دورها المميز في الثورة الايرانية وإنتصارها، قد جعل التيار الديني في الثورة الايرانية يأخذ حذرا بالغا منها ويضعها على رأس أولياته حيث أسس منذ البداية لنهج يٶدي الى تهميش دورها وجعلها أسيرة أربعة جدران.
الانتفاضات الشعبية الايرانية ذات الطابع السياسي ونقصد بها إنتفاضات 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، و16 سبتمبر2022، کان للمرأة دور بارز فيها بالاضافة الى دورها في وحدات الانتفاضة، وهذا ما دفع النظام الى المزيد من ممارسة التشديد ضدها إذ لاتزال قضية النساء تمثل أحد أخطر التحديات التي يواجهها النظام. فقد أدى صمود المرأة الإيرانية إلى تصدير أصداء المقاومة إلى داخل أروقة الحكم، مما تسبب في تصاعد الخلافات داخل بنية النظام. وفي هذا السياق، وجه 209 من نواب برلمان النظام رسالة إلى الحكومة يطالبون فيها بتنفيذ مشروع قانون "العفاف والحجاب"، وهو القانون الذي كان يشكل أزمة خانقة قبل ثلاثة أشهر وأجبر النظام على تعليقه.
ومن دون شك فإن العودة للترکيز على هذا القانون الرجعي اللاإنساني، يأتي في ذروة تصاعد عملية الصراع والمواجهة ضد النظام في سائر أرجاء إيران والدور البارز للمرأة فيها، ويتصور النظام بأنه وفي حالة تطبيق هذا القانون فإنه سيٶثر على الاوضاع لصالحه، لکن المرأة الايرانية لم تستسلم يوما لحملات النظام ضدها بل وحتى إن النظام وکلما سعى من أجل ممارسة الضغط عليها فإنها وکرد فعل على ذلك تضاعف من دورها ونضالها بين صفوف الشعب الايراني وتسابق الزمن من أجل الحرية ونيل حقوقها والذي لا يمکن له أن يتحقق إلا بإسقاط النظام.
واحد من أهم الاسباب التي قادت الى الاوضاع السلبية السائدة في إيران، هو تهميش دور المرأة الايرانية في الحياة السياسية والفکرية والاجتماعية في البلاد والسعي لإقصائها منه لا لشئ إلا بسبب کونها امرأة، لکن المرأة الايرانية ردت وترد وبکل قوة على هذا المسعى الخائب وتسعى الى جانب أخيها الرجل إستعادة حقوقها وفرض دورها وحضورها في الواقع الايراني وهو ما سيتسنى بعد إلحاق هذا النظام بسلفه نظام الشاه.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟