|
رائد التجديد والفكر الحر
عبد الحسين شعبان
الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 20:08
المحور:
قضايا ثقافية
البروفيسور شيرزاد النجار مستشار رئيس وزراء إقليم كردستان للتعليم العالي سابقًا
أيها الحفل الكريم! بعد صداقة ومودّة ومحبّة تمتد لنصف قرن مضى، أتسأل كيف ليّ أن أكتب عن صديق العمر المفكر الدكتور عبد الحسين شعبان ومن أين أبدأ وكيف أساهم في هذه الاحتفالية التكريمية؟ أعتقد أنه من الأفضل تقديم لمحة عن أفكاره المتّسمة بالجرأة والنقد الموضوعي وبعض الإضاءات الفكرية السريعة، حيث أن المفكر شعبان إنطلاقاً من أرضية فكرية عميقة تبدأ من بيئته العائلية مروراً بالحياة الجامعية ووصولاً إلى الفكر الماركسي، أطل على عالم الفكر باحثاً ومراجعاً ومجدداً وناقداً ومفككاً للافكار لاجل إعادة الترتيب والتركيب لتلك الأفكار.
(I) البيئة والوعي الأولي أول تساؤل مهم يتبادر إلى الذهن هو: من أين بدأ المفكر شعبان وعيه الأولي وانفتاحه للحياة؟ يجيب بنفسه على التساؤل ويقول: "بدأ الوعي الأول ينفتح في أجواء العائلة ومحيطها،... لقد عشت في بيت، وقُل بيوت من الكتب والمجلات والصحف، وكل ما حولي كان له علاقة بالكتاب موضوعاته ومحتواه". وهذه البيئة دفعته مبكّراً للعمل السياسي، ووجد نفسه وهو ينخرط في العمل الجماهيري ويشارك في المظاهرات ويلقي أشعاراً وهتافات ثورية معبّراً فيها عن آلام الشعب ومعاناته ومطالبه بـ"إسقاط النظام"، وهكذا تكّونت له هوية خاصة هي الهوية الماركسية.
(II) الحياة الجامعية كنّا من الجيل العراقي الجديد الذي أنهى توّاً الدراســــــــــة الإعدادية 1963- 1964، وتمّ قبولنا في جامعة بغداد. وفي أول أيام الدراسة الجامعية في كلية الإقتصاد والعلوم السياسية- قسم العلوم السياسية (هذه الكلية كانت تقبل فقط أعلى درجات التخرج من الإعدادية) لم يكن الإندماج بهذه الحياة الجامعية الجديدة ” سهلاً “، حيث جئت من مدينة أربيل التاريخية العريقة ذات الطابع المحافظ والديني مع وجود نشاطات وحركات تميل إلى الصبغة اليسارية والوطنية والقومية، وواجهنا مجتمعاً منفتحاً حراً وغير متعصّب، واختلطنا مع طلبة أكثرهم من بغداد العاصمة الجميلة الجذابة الراقية وكذلك من مدن عراقية أخرى، سواءً في الوسط أو الجنوب أو الشمال وكان من ضمنهم طلاب من مدينة النجف الأشرف كـ عبدالحسين شعبان، المرحوم أزهر صالح الجعفري، والمرحوم عبدالجليل الشيخ راضي، وزاهرة عجينة، وطلاب من اليمن والجزائر وفلسطين والأردن. ومن هذا الزمن بدأ شعبان يهتم بالقضية الفلسطينية وأقام علاقات قوية مع الطلبة الفلسطينين في الجامعة وخارجها. وفي خلال دراستنا الجامعية وفي ربيع عام 1967 جرت ولأول مرة في تأريخ العراق إنتخابات طلابية في الجامعة حيث لعب الطالب عبدالحسين شعبان دوراً محورياً فيها كممثل للتيار الوطني التقدمي المتمثل في اتحاد الطلبة العام الذي أحرز 80% من الأصوات و76 من المقاعد الانتخابية. (III) المفكر شعبان والقضية الفلسطينية إرتبطت القضية الفلسطينية بالثقافة العربية إرتباطاً عضوياً ، وأن الفكر التقدمي العربي كجزء من الفكر التقدمي الإنسااني العالمي جعل من فلسطين والقضية الفلسطينية جوهر ومحور أعماله ونشاطه. المفكر شعبان لم يكن إستثناءً من هذا الإرتباط، ولاحظنا هذه الحالة منذ أن كنا معاً في المرحلة الجامعية. كان المفكر شعبان يرى أن الإنسان الفلسطيني هو النموذج الأممي للإضطهاد على المستوى الكوني، لاسيما أنه قد أُقتلع من أرضه وصودر حقه الإنساني الأول في تقرير مصيره، جماعياً وفردياً، وذلك بإلغاء كيانيته في أكبر عملية سطو على التأريخ، لذا كان ومايزال د.شعبان مع حقوق الشعب العربي الفلسطيني العادلة والمشروعة وغير قابلة للتصرف، ولاسيما مع مبدأ حق تقرير المصير. وعليه فهو منحاز مع قضية فلسطين وحقوق الشعب العربي الفلسطيني. (IV) المفكر شعبان والقضية الكردية
تطورت نظرة معظم القوى السياسية العراقية نحو القضية الكردية، لكن الاختلاف بينها ما زال قائماً ويتعاظم أحياناً خصوصاً بتعاظم دور الكرد وبعض النزعات التي برزت على السطح بعد الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق حول مضمون هذه الحقوق وحدودها ومستقبلها فضلاً عن اختلاف زاوية النظر إليها بما فيها ما يتعلق بوحدة العراق أرضا وشعباً. في رأي المفكر شعبان أن المعالجة السليمة للقضية الكردية تحتاج إلى نقاشات علنية وصريحة وواسعة وإلى توفير اقتناعات مشتركة وعامة في ظل ضمانات قانونية ومشروعة لتطور العلاقات العربية الكردية في عراق دستوري موحد. وتثير "الضمانات" التي وردت في قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية 2004 وفي الدستور العراقي 2005 الكثير من الإشكاليات والتداعيات وربما ستثير المزيد منها في المستقبل، مما يقتضي البحث عن صياغات مقبولة فيما يتعلق بهذه الضمانات أو بغيرها لتأسيس العلاقات والاتحاد الطوعي على نحو تعاقدي وفقا لعقد سياسي اجتماعي جديد وليس بنصوص مشوشة وغامضة. ولذلك وعلى صعيد الوضع المستقبلي اقتضى الأمر البحث عن ضمانات دستورية لتأمين الشراكة العربية الكردية مع بقية الأقليات وفي ظل أوضاع سليمة وبعيدة عن التداخلات الخارجية التي تجرح السيادة الوطنية العراقية وتعوّمها. ويمكن القول، يضيف د.شعبان، إن هناك تحديات وتهديدات ومخاوف تعترض طريق العلاقات العربية الكردية ليس على صعيد الوضع الداخلي العراقي فحسب، بل على الصعيد العربي والإقليمي وكذلك على الصعيد الدولي أهمها: محاولة عزل الكرد عن المحيط العربي وإضعاف ما هو مشترك وإيجابي في تاريخ العلاقات وتقديم ما هو خلافي وإشكالي. وينبغي، يؤكد د.شعبان، أن لا يُقدم ما هو طارئ ومؤقت وآنٍ على ما هو إستراتيجي وثابت وبعيد المدى، إذ إن ما يربط الكرد بالعرب سيكون بالتأكيد أكثر بكثير مما يربطهم بيالآخرين، ولهذا اقتضى الأمر التعايش والتفاهم والبحث عن المشترك الإنساني، ومثل هذا الأمر يشمل علاقة الكرد بالفرس وعلاقتهم بالأتراك وغيرهم. وفي رأي د.شعبان أنه إذا كان موقف العربي الذي يعتز بقوميّته من حقوق الشعب الكردي ومن قضيّة حقوق الإنسان يشكل محكّاً للموقف الإنساني، فإن موقف الكردي المعتز بقوميته من حقوق شركائه في الوطن العراقي وبشكل خاص عرب العراق وبالتالي من القضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع هو الآخر محكّاً للانفتاح القومي والإنساني وبخاصة إزاء الشركاء. ويشكل هذا الموقف العربي والكردي الأساس لعلاقة صحيحة بين عرب وكرد العراق وبين العرب والكرد بشكل عام. وحول تحديات تخص العرب والكرد، يؤكد د.شعبان، فإن التحدي الدولي هو التحدي الأول. أما التحدي الثاني فهو التحدي الإقليمي، بينما يمثل التحدي الثالث أهم التحديات هو التحدي الداخلي(الوطني)، فإذا كانت الحرية مقدمة للديمقراطية فإن المواطنة هي التحدي الأول للدولة القانونية، ومن دون مواطنة كاملة وتناوبية وتداولية لا يمكن تحقيق التعددية وضمان حق المواطن في الانتخاب الحر واختيار الحاكم، وفي ذلك إحدى ضمانات حقوق الإنسان.
ويحتاج الأمر إلى قدر من العقلانية في التعاطي مع تركة الماضي البغيض وإلى قدر من التسامح لتجاوز هذا الماضي, مع ضرورة إنصاف الضحايا أو عوائلهم في حالة وفاتهم وإدانة المرتكبين وكشف الحقيقة كما هي في الماضي والحاضر لكي لا تتكرر المآسي والآلام، وفي ذلك خطوة مهمة لسيادة مفاهيم حقوق الإنسان. ولكن قبل الحديث عن الديمقراطية وآلياتها لا بدّ من بناء الدولة، إذ لا ديمقراطية دون وجود دولة لها هيبتها وسلطتها ووحدتها. في رأي د.شعبان أن الحوارضروري وجوهري في العملية السياسية لإنه يعني التواصل حسب رؤية هابرماس. إن هذا الحوار والتواصل يجب، يؤكد د.شعبان، يجب أن يكون عقلانياً ويهدف معالجة شيء عام وشامل وليس من أجل شيء ذاتي وفردي. إن هذا الحواريربطه هابرماس بالديمقراطية ويفعل ذلك شعبان. إذن النموذج المرغوب فيه للديمقراطية هو الذي يُمّكن كل المواطنين من التعبير عن أفكارهم والتوصل إلى تفاهمات. هذا النموذج يحتوي على 3 مفاهيم أساسية هي: العقلانية، السلطة والرأي العام.إذن السياسة يجب أن تكون تواصلية ما بين السلطة والمواطن. في إطار النظام الديمقراطي تلعب الإنتخابات دوراً محورياً في ترسيخ النظام وإستمراريته، ولذلك يكتب المفكر شعبان أن الإنتخابات ظلت أكثر العناصر تحدياً وحساسية سواءً للنظم القائمة أو لعملية الإنتقال الديمقراطي ولها إنعكاسات رئيسية مؤثرة على جميع مستويات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية، وذلك بسبب العلاقة والإرتباط بحقوق الإنسان والحريات العامة وخصوصاً الحقوق والحريات السياسية المُعّرفة بالشرعة الدولية.وعملية الإنتخابات لهاعلاقة مباشرةبالإطار القانوني والإداري لتنظيم الإنتخابات آخذين بنظر الإعتبار المعايير الدولية بهذا الصدد، حيث لايمكن الكلام عن إنتخابات ديمقراطية دون التمتع بالحقوق السياسية ومنها الحق في التظاهر، الحق في التجمع، الحق في التنظيم وتاسيس الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات، الحق في التعبير، الحق في المشاركة. ويضيف بأنه لايمكن إجراء إنتخابات ديمقراطية في إطار قانون إنتخاب غير ديمقراطي. وكتطبيق لأفكاره ، نظم د.شعبان العديد من المؤتمرات والندوات ومن أهمها تنظيم أول حوار عربي – كردي 1992، وتنظيم حوارات تونس وحوارات عمان حول الحوار العربي- الكردي وحول حوار الأمم الأربع . وفي مقابلة تلفزيونية في شهر حزيران 2023 في أربيل ناقش المفكر شعبان عدة قضايا تتعلق بالعلاقات بين حكومة إقليم كوردستان العراق من جهة والحكومة الاتحادية والدول الاقليمية والعالم من جهة أخرى، لافتاً الى أن هناك تقدماً وتطوراً كبيراً على الصعيدين السياسي والدستوري في كوردستان. وان هناك تقدماً كبيراً وملحوظاً في تجربة إقليم كوردستان ، وعلى الرغم من الضغوط والتحديات التي واجهتها، ويجب أن يُنظر اليها على الاقل بأنها تجربة ناجحة و على الرغم من أخطاء ونواقص. وأوضح أنه يجب "ان تقدم الحكومة العراقية التنازلات للكورد وكذلك يجب ان يقدم الكورد تنازلات للحكومة العراقية، في اتجاه يمنع اتساع فجوة الصراع لحين التوصل الى اتفاق تأريخي والتي من خلالها يتم تحقيق كافة مطالب الكورد". ويتذكر عندما كان في المعارضة العراقية عام 1992 كتب عن حق تقرير المصير، وكان هناك العديد من الاحتجاجات في بداية الامر، وكانت هذه المرة الاولى التي تصدر فيها وثيقة سياسية عراقية. وأشار عبد الحسين شعبان الى أن "وجود كوردستان قوية وعراق ضعيف سيكون العراق بأكمله ضعيفاً، ووجود كوردستان ضعيفة وعراق قوي سيكون العراق ضعيفاً أيضاً، لذلك نحن بحاجة الى إقليم قوي بكافة حقوقه ونحتاج الى دولة عراقية فيدرالية قوية لها حقوقهاأيضاً، هنا يمكن حل كافة القضايا العالقة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، على اساس المواطنة والهوية وكذلك على اساس طبيعة النظام الاتحادي الذي تأسس عام 2003. وفي الختام أتمنى للمفكر شعبان دوام الصحة ومزيداً من التألق في عالم الفكر.
- كلمة البروفيسور شيرزاد النجار في حفل تكريم المفكر عبد الحسين شعبان في النجف الأشرف بتاريخ 5/3/2025
#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عرفاناً وتثميناً بذخائر ومأثر منجزاته ونبل مواقفه النجف الأش
...
-
الشرق الأوسط وعواصف الجيوبوليتك
-
من عمّان إلى بيروت حوارات عربية كوردية لتعزيز التعايش وإدار
...
-
عبد الحسين شعبان - العقل المواجه والموازي للغرب
-
الثقافة وثلاثية الظلام
-
عينكاوة تحتفي بعبد الحسين شعبان
-
المفكّر عبد الحسين شعبان... إلّا فلسطين
-
المفكر العراقي عبد الحسين شعبان .. رحلة الإقامة الفكرية بين
...
-
-الماركسية الجديدة- وأزمة اليسار العربي قراءة في مفهوم الدكت
...
-
-الماركسية الجديدة- وأزمة اليسار العربي - قراءة في مفهوم الد
...
-
الكتابة روح وهُويّة وفعل تنوير، كما هي فعل تغيير
-
شريف الربيعي: غياب أم حضور؟
-
اليسار الأخلاقي.. عبد الحسين شعبان نموذجًا
-
يوم الوفاء.. وتجليات الفكر النهضوي
-
رسالة تعزية لرحيل أبو أحمد فؤاد
-
قيس الزبيدي حين تكون الحياة شاشة سينما
-
لماذا مدّدت واشنطن العقوبات على دمشق؟
-
لا تتركوا الأمازيغ...!
-
قصائد الصباح امتطت صهوة المجد وابياتها شامخة انيقة الإحساس:
...
-
وَفُاءً .. لِوْفاّء مثقفي الأمة من شعبان إلى الصباح
المزيد.....
-
روسيا تعلن استعادة 100 كيلومتر مربع في كورسك وتهدد قدرات كيي
...
-
مصر.. الداخلية تعلن ضبط 3 تشكيلات عصابية جديدة تحتال على الم
...
-
-لا مقارنة إطلاقا-.. نجيب ساويرس يرفض تشبيه خالد مشعل حرب 19
...
-
اتفاق قسد والحكومة السورية بين شبح الحرب الأهلية وسوريا لامر
...
-
الجزائر تستورد مليون رأس ماشية استعداداً لعيد الأضحى
-
فيديوهات تحريضية ضد العلويين في سوريا تثير غضبا
-
مفاوضات السلام في السعودية: زيلينسكي يعرض خطته لوقف الحرب مع
...
-
هل يصوم لامين يامال في رمضان؟
-
انتخابات مصيرية في غرينلاند: الاستقلال أم النفوذ الأمريكي؟
-
كيف صارت السعودية وسيطا أساسيا في الأزمات العالمية؟
المزيد.....
-
العرب والعولمة( الفصل الرابع)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الثالث)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الأول)
/ منذر خدام
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أنغام الربيع Spring Melodies
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|