أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر كردلاس - قراءة في- البيان الختامي لقمة العرب- المنعقدة بالقاهرة














المزيد.....


قراءة في- البيان الختامي لقمة العرب- المنعقدة بالقاهرة


الطاهر كردلاس

الحوار المتمدن-العدد: 8274 - 2025 / 3 / 7 - 00:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


3- المقال السياسي الثالث
بقلم الطاهر كردلاس

قراءة في" البيان الختامي لقمة العرب" المنعقدة بالقاهرة

بعد قراءتي للبيان الختامي للقمة العربية حول القضية الفلسطينية بمصر ، وتداعيات هذه القضية، وما تمخض عنها من أزمات قد تنذر بالتوتر واشتعال الفتيل الذي قد لا يبقي ولايذر ، فيأتي على الاخضر واليابس في الشرق الاوسط؛ ساحاول ان أسلط الضوء على هذا البيان الختامي وأبين بشكل موضوعي بعض جوانبه الايجابية والسلبية..

ففي رأيي أن هذا البيان ليس إلا امتدادًا لسلسلة طويلة من البيانات التي كرست تكرّس عجز النظام العربي عن تجاوز ذاته، أو بالأحرى عن مواجهة ذاته. فقد تتبعت لأكثر من ثلاثين عاما جل القمم العربية – شأني شان جيلي -والتي بقيت في الأغلب الأعم تراوح مكانها بفعل عوامل ذاتية وموضوعية.

فهذا البيان الختامي الأخير المنعقد يوم2025/3/4 بمصر فيه بعض الاستثناءات التي لابد من ذكرها بكل نزاهة ودونما اجتناء.. فهو من الناحية السلبية خطابٌ مُحكم البناء من حيث الشكل اللغوي والأسلوبي، ولكنه هشٌ من حيث المضمون، فهو لا يتجاوز دور "اللافتة" التي تُرفع عند كل منعطف كارثي، دون أن تكون لها أي امتدادات او ممارسات فعلية على مستوى الواقع.

يتحدث البيان عن "رفض التهجير القسري" باعتباره "جريمة ضد الإنسانية"، لكنه لا يوضح كيف ستواجه الدول العربية هذا التهجير إن حدث بالفعل. فهل مجرد الإدانة كافٍ في وجه مشروع استيطاني قائم على الإبادة التدريجية والتجويع المتعمد؟ وإذا كان الاحتلال نفسه قائمًا على التجريف الديموغرافي منذ عقود، فما الجديد الذي يستدعي كل هذا الاندهاش العربي وكأننا أمام ظاهرة طارئة؟ إن رفض التهجير دون اتخاذ إجراءات ملموسة ليس سوى نوعٍ من المصادقة الضمنية عليه، خاصة أن السياسات الإسرائيلية تتجاوز مرحلة التهديد إلى التنفيذ الفعلي، بينما تقف العواصم العربية أمام المشهد وكأنها تراقب مباراة شطرنج بين طرفين متكافئين، لا جريمة إبادة تُرتكب أمام أعين الجميع. ولا شعب يباد عن آخره بتواطأ مع الدول العظمى

وتحت أنظار العالم الحر!!

أما الحديث عن إعادة الإعمار، فهو التكرار الأكثر سذاجة في المشهد، إذ تحوّلت غزة إلى ورشة ترميم مستدامة، تُهدم وتُبنى بلا نهاية، بينما تتكدس استثمارات إعادة الإعمار في جيوب المقاولين والمنظمات الدولية، لا في ضمان استقرار سياسي حقيقي. إعادة الإعمار في غياب أي حل جذري هي ببساطة صفقة غير معلنة: العرب يدفعون فاتورة الدمار، والاحتلال يستمرّ بلا تكلفة حقيقية. ما الجدوى من إعادة بناء ما سيُدمّر مجددًا بعد عام أو عامين؟ هل صارت غزة حقل تجارب لمشاريع البناء أكثر منها وطناً يُراد له الحياة؟

ثم يأتي القسم الأكثر فجاجة في البيان: "الاستعداد للانخراط الفوري في المفاوضات". بعد كل ما حدث، وبعد عقود من عملية تفاوضية أفرغت القضية من مضمونها، لا تزال الأنظمة العربية تتحدث عن استئناف المفاوضات كما لو أنها تتحدث عن حدث مرتقب سيغيّر المعادلة. أي مفاوضات هذه التي تُجرى تحت القصف، وفي ظل ميزان قوى مختلّ إلى حدّ الانسحاق؟ إن الحديث عن حل عادل وشامل في ظل هذه الظروف ليس سوى تأجيل إضافي للهزيمة، محاولة لكسب الوقت أمام شعوبٍ تعي جيدًا أن هذه المسرحية قد أُعيد إنتاجها مئات المرات دون أن تنتهي بنهاية مختلفة.

لكن المشكل الأكبر في البيان ليس في المضمون فقط، بل في السياق الذي يُطرح فيه هذا البيان. فمن يتحدث عن رفض الاحتلال والجرائم الإسرائيلية هم هم أنفسهم الذين يدعمون تحالفات دولية تخنق أي مقاومة فعلية على الأرض. لا قيمة لأي بيان يصدر عن أنظمة أصبحت جزءًا من لعبة التوازنات الدولية وعلى راسهم الولايات المتحدة، .

إنني أخشى ما أخشاه هو ان يصبح العرب مجرد شهود على مأساة يصيغون بياناتها، لا فاعلين في مسارها.

لكن رغم هذه الانتقادات ووجهة النظر الخاصة بي لا أريد ان أغمط حق هذا البيان الختامي حقه الموضوعي إذ لايمكن إنكار بعض الإيجابيات التي حملها، سواء من حيث المضمون أو من حيث التأثير المحتمل في بعض السياقات.
أولًا، يشكل التأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين موقفًا رسميًا يُكرّس في الخطاب العربي والدولي أن أي محاولة لإعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية لفلسطين بالقوة هي جريمة حرب، وهو أمر مهم على المستوى القانوني والسياسي. هذا الموقف، رغم أنه ليس جديدًا، يظل ضروريًا لمواجهة أي محاولات لفرض حلول أمر واقع تتجاهل الحقوق الفلسطينية.
ثانيًا، تضمن البيان التزامًا بدعم إعادة إعمار غزة، وهي خطوة قد تكون ذات أهمية إن تم تنفيذها بآليات شفافة وفعالة. رغم المخاوف من أن تتحول هذه العملية إلى مجرد تكرار لدورات البناء والهدم، فإن توفير الدعم المالي لإعادة الحياة إلى القطاع يظل ضرورة إنسانية لا يمكن تجاهلها.
ثالثًا، شدد البيان على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على القوى الدولية، خاصة الولايات المتحدة، لدفعها نحو تبني مقاربة أكثر توازنًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ورغم الشكوك حول فاعلية هذا المسار، إلا أن أي تحرك عربي مشترك يبقى أفضل من الفراغ السياسي أو التعامل الفردي الذي يخدم إسرائيل عبر تقسيم الموقف العربي.
وأخيرًا، مجرد انعقاد القمة بجدول أعمال يضع القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات هو في حد ذاته مؤشر على بقاء هذه القضية في قلب الاهتمام العربي، رغم المتغيرات الدولية والإقليمية. ففي عالم عربي مليء بالأزمات الداخلية، كان يمكن للقضية الفلسطينية أن تُهمل تمامًا، لكن استمرارها في صدارة المشهد يعكس وجود إدراك، ولو نظري، لأهميتها الاستراتيجية.
يبقى التحدي الأكبر هو ترجمة هذه الإيجابيات إلى خطوات ملموسة، بعيدًا عن لغة البيانات التي أصبحت مألوفة دون أثر حقيقي في الواقع.
بقلم الطاهر كردلاس اكادير المغرب



#الطاهر_كردلاس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لماذا خذل العرب القضية الفلسطينية- بقلم الطاهر كردلاس
- حوار أدبي/ علمي مع البرت اينشتاين بقلم الطاهر كردلاس
- قصيدة حارس الغسق الطاهر كردلاس
- استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط
- قصة فصيرة بعنوان : المتشائل الطاهر كردلاس اكادير المغرب
- قصيدة: وتر في طيفِ جيتارة شعر: الطاهر كردلاس
- -حيرة الإنسان بين الوجود والعدم في قصة حلم رجل مضحك- للكاتب ...
- صفاقة وجود شعر الطاهر كردلاس اكادير المغرب
- التسول المقنَّع بقلم الطاهر كردلاس اكادير المغرب
- شعر ود وقضية
- تتمة من وحي الذاكرة : فلسطين التي يهزني ذكراها كلما...
- من وحي الخواطر : بداية المشوار
- تتمة من وحي الخواطر فلسطين
- من وحي الخواطر فلسطين التي يهزني ذكراها كلما..
- قراءة لقصيدة حريق الوجع للشاعر الطاهر كردلاس بقلم مسعود العر ...
- بعبه
- حريق الوجع شعر الطاهر كردلاس اكادير
- مرحبا بهولاكو مرة أخرى شعر الطاهر كردلاس
- قراءة في قصة- ما في القنافد أقرع- للقاص الطاهر كردلاس للناقد ...
- قصة قصيرة : ما في القنافذ أقرع


المزيد.....




- عائشة كاي ممثلة سعودية- كندية تلفت الأنظار في -شارع الأعشى- ...
- ترامب: أجرينا محادثات مع حركة -حماس- ونساعد إسرائيل
- -الخيار واضح-.. الدفاع السورية توجه رسالة لفلول النظام الساب ...
- بوتين: سنختار صيغة السلام الأنسب لنا
- ترامب يشكك في استعداد أعضاء -الناتو- للدفاع عن الولايات المت ...
- ترامب يرد على ماكرون بعد عرض الأخير توفير مظلة نووية فرنسية ...
- رمضان يفاقم معاناة سكان غزة
- الحكومة اللبنانية تقر موازنة 2025
- سوق الأسماك في طرابلس.. عراقة بروح العصر
- الجزائر تطلب توضيحات من فرنسا بشأن مناورات مغربية فرنسية


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر كردلاس - قراءة في- البيان الختامي لقمة العرب- المنعقدة بالقاهرة