أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - نجاح قمة القاهرة مرهون بوعي القدرة على التأثير، وعدم اضعاف الجانب الفلسطيني














المزيد.....


نجاح قمة القاهرة مرهون بوعي القدرة على التأثير، وعدم اضعاف الجانب الفلسطيني


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون طبيعيا ان لا نستوعب، اذا كان اصدقاؤنا الاوروبيون لم يستوعبوا ابدا ان الحرب في اوكرانيا ثم الحرب على غزة لم تكونا الا الفصل ما قبل الاخير في كتاب نظام علاقات ما بعد الحرب العالمية الثانية، وان ما ستتمخضان عنه من نتائج ستكون تمهيدا لفصله الاخير الذي ينفتح على كل الاحتمالات حتى احتمال الفناء الجماعي، ولذلك فان ردود فعلنا وخطواتنا التالية جاءت مشابهة لخطواتهم وردود افعالهم، ان لم تكن متطابقة الى حد بعيد.
فبعد وصول ترامب للبيت الابيض وتأكيداته المتكررة لخطابات حملته الانتخابية عن عزمه على ترسيخ مبادئ جديده في مفهومي التحالفات والعلاقات مع الدول خارج رؤية امريكا هي الاولى والاعظم، وفي اجواء من الرعب والارتباك عقد الاوروبيون قمتين موسعتين وعدد كبير من القمم الثنائية هذا باستثناء قمة لندن الاطلسية لرد الاعتبار لزلينسكي الذي ُطرد من البيت الابيض، لتدارس الانعكاسات الامنية والاقتصادية التي سيخلفها فراغ القوة الامريكية التي ستتجه نحو المحيطين الهادي والهندي، ومثلهم وفي نفس الاجواء فعل العرب حيث عقدوا مجموعة من القمم الثنائية والثلاثية والسداسية التي اعدت للقمة الكبرى في العاصمة المصرية التي ستبدأ اعمالها اليوم في القاهرة للاعلان عن خطة عربية جماعية بديلة عن خطة ترامب لتهجير مواطني غزة الى خارج القطاع.
صحيح ان مستوى الجراحة الامريكية الذي لا زال سطحيا، وان بعض من عناصر جفرافية المكان ما زال يسمح بامكانية التفكير بالمقاومة والرفض لبعض السياسات الامريكية، ولكن ليس على اي من الطريقتين الاوروبية او العربية حيث لم يعيا بعد عمق تغيرات معايير الاهمية في العلاقات بين الدول وان كثيرا من عناصرها القديمة فقد اهميته واصبح خارج حسابات تلك الاهمية، اذ لم تعد جغرافيا الموقع المجردة خاصة على الصعيدين الامني والعسكري ذات بال، خاصة في ظل تطورات تكنلوجيا الاتصال الحديثة وما احدثته من تغيرات هائلة على مستويي السرعة والزمن، ويصران على تصوير ما يستعد العالم لاستقباله من جديد في قواعد التحالفات الدولية الى نزعة خاصة بالرئيس ترامب.
غير ان ما لا يرجح هذا الاعتقاد الرغبوي، ويؤكد عكسه انه لا اساس لامكانية التأكد على ان دونالد ترامب على وعي بهذه المتغيرات، غير ان خبراء الادارة على علم بذلك، وان الفرق في تأثير هذه الادارة على هذا الرئيس او ذاك يبقى رهين طبيعة تفكير الرئيس ومجموعة كبار مستشاريه الذين يبقى لهم دائما هامش من حرية الاختيار لكنه لا يتجاوز الخطوط الارشادية الكبرى لمجموعة عناصر صنع القرارات الاستراتيجية الذي عادة ما يتصف بقدر كبير من الاستقرار النسبي يمتد لعدة سنوات طويلة.
فبعد تفكك الاتحاد السوفييتي وفي ظل تسارع تطور مستويات تنكولوجيا الاتصال الحديثة لم تعد جفرافيا ماكندر الاوروبية على نفس مستوى الاهمية التي كانت عليها قبل ذلك، وقد هدر الربط الطاقوي لها بالشرق الاوسط خاصة بعد الحرب على اوكرانيا ما تبقى لها من اهمية وفقا للمعايير القديمة، ونقل كثيرا من اهمية المكان في الصراعات الدولية المستقبلية الى منطقة الشرق الاوسط خاصة بالنسبة للولايات المتحدة، ان على مستوى ابقاء اوروبا تحت مظلة التحكم الامريكي بمصادر الطاقة او على مستوى مواجهة الانتشار الصيني واحتوائه والتقليل من قدراته التنافسية الاقتصادية والامنية على حد سواء، وهو ايضا من غير المعروف ان كانت العرب على فهم كامل له ام لا، او انه ُمدرك ولكنه لا يقع ضمن سياسات حفظ امن الانظمة القائمة، وبالتالي فان تجاوزه والقفز عنه لا يشكل لها اي حرج.
الحقيقة ان معرفة ذلك يعد امرا حاسما، لان عليه يمكن للمراقب ان يضبط توقعاته، ويقرر اشياء كثيرة من بينها ما اذا كان حضور وفد السلطة الوطنية الفلسطينية لاعمال قمة القاهرة وان كان لا بديل عنه سيكون مجديا ام لا؟ ان لم يجر تحميله ما لا قصد ولا قدرة له على تحمله، خاصة وان الاعتماد على الرفض العربي لمخطط ترامب لن يكون كافيا ان لم يكن على ارضية شديدة الوضوح من شأنها ان تشكل دفعا اضافيا لاجبار الولايات المتحدة على اخضاع اسرائيل لاستحقاقات حل الدولتين، لان اية نتائج خارج هذا المنحى سيكون التفافا على اهم آلية لاقرار الحقوق الوطنية الفلسطينية، حتى وان تم على ارضية انهاء وجود حماس في القطاع، خاصة ان لم يكن لتعزيز الشرعية الوطنية الفلسطينية بعيدا عن ما قد يوجه لها من انتقادات.
من هنا فان قمة القاهرة ان لم تنطلق من اعتبار اوراق القوة الاضافية التي منحتها نتائج قمة الرياض الروسية الامريكية التي شكلت اولى ملامح صورة خارطة اعادة تقسيم العالم الى مناطق نفوذ جديدة لعرب الشرق الاوسط المختلف عن سابقه، والضغط من خلالها على الولايات المتحدة لاستحقاقات السلام العادل، دون الوقوع في فخ اضعاف الجانب الفلسطيني تحت اية ذريعة من الذرائع، فانها لن تكون -اي قمة القاهرة- اية اضافة هذا ان لم تتحول الى محطة اخرى لتمرير محاولات القفز عن الحقوق الوطنية الفلسطينية.
ويبقى ان نقول انه ولاول مرة يتجمع في ايدي العرب فائض قوة اضافي وليس حاسما فقط بل مقررا لنتائج الصراع الدولي على مناطق النفوذ في العالم بعد ازمة وربما انهيار دولة عولمة الاقتصاد على هيئتها الاولى، وان هذا الفائض يمنحهم فرصة فرض حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا للمبادرة العربية ولمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، وان هدر هذه الفرصة سيكون بداية مشوار تقسيم المنطقة واعادة رسم جغرافيتها وفقا لمتطلبات اقامة تحالف امني يقوده اليمين الاسرائيلي الديني المتطرف.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيؤدي البديل الالماني والحرب في اوكرانيا وعقيدة ترامب الى ...
- لكي لا يكون التطبيع السعودي مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية
- بأي اذن ستسمع العرب تصريحات ترامب؟؟
- دولة سيناء ومدى الواقعية في الرفضين المصري والاردني
- هل سيفهمون الدرس ؟؟؟.
- هل بدأ العد العكسي لاقامة الدولة الفلسطينية في سيناء؟؟
- اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟
- هل سيكون الشرق الاوسط الجديد تركيا ام اسرائيليا ام للسعودية ...
- هل سيكون الاسلام التركي بديلا امريكيا عن الاسلام الشيعي؟
- سقط الاسد عندما اسقط شرط الاستمرار في مواجهة اسرائيل
- هل اقتربت امريكا من اتخاذ قرار الهجوم على ايران ؟
- ما يحدث في سوريا قد يكون خطيرا وجدير بالمتابعة
- هل سيكون الاستثمار التركي في لجظة سوريا الراهنة مجديا ؟؟.
- بعد التردد في المواجهة: سيكون سقوط النظام السوري خطوة ما قبل ...
- لحماية حزب الله فاننا نختلف مع نعيم قاسم
- احتمالات انتهاء الحرب وولادة اسرائيل الثالثة
- لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطي ...
- لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.
- ترامب-الجديد-: استراتيجية بيع القوة وتغيراسس التحالفات الدول ...
- التسريبات الامنية: بناء اسرائيل الجديدة والسيطرة على الاقليم ...


المزيد.....




- محمد دياب يكشف سرا عن مسلسل -أشغال شقَة-
- ترامب يوجه -تحذيرا أخيرا- لـ-حماس- بشأن الرهائن
- قيادي حوثي: إدخال المواد إلى غزة لدينا أهم من مواد قرار التص ...
- زاخاروفا تعلق على تصريحات ماكرون
- أول رد من أبو تريكة على مهاجمته بعد إعلان تلفزيوني: -لن تعلم ...
- -لن يفتقده أحد-.. مدفيديف يرد على كلام ماكرون بشأن -التهديد ...
- زامير يجري تعديلات بقادة الجيش الإسرائيلي ويعلن 2025 عام حرب ...
- ماكرون يتحدث عن دفاع فرنسي نووي عن أوروبا واستغناء عن أميركا ...
- روسيا تصدر جوازات سفر بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا ...
- رومانيا تطرد الملحق العسكري الروسي ونائبه


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - نجاح قمة القاهرة مرهون بوعي القدرة على التأثير، وعدم اضعاف الجانب الفلسطيني