أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - في العنف والعنف المضاد أو ثقافة العبث وجذور العنصرية القديمة














المزيد.....


في العنف والعنف المضاد أو ثقافة العبث وجذور العنصرية القديمة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 17:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العنف والعنف المضاد
أو ثقافة العبث وجذور العنصرية القديمة


إبراهيم اليوسف

لا ينشأ العنف من فراغ، البتة، وإنما هو نتاج ثقافة متجذرة في العنصرية والكراهية، وفق تربية: البيت- الشارع- الوسط الاجتماعي الضيق- البيئة، حيث تتوارث الأجيال مفاهيم التفوق والإقصاء، ما يجعل الآخر دائمًا في موقع المستهدف. العنف المضاد، بحد ذاته، ليس سوى ردة فعل تصب، مكرهة أو مستمرئة، في استمرار لهذا النهج المدمر، حيث يصبح العنف مسوغًا بمزيد من العنف، فتُطمس الحدود بين الضحية والجلاد، ويتحول الصراع إلى دوامة لا تنتهي. ما تشهده المنطقة خلال سنوات الحرب الأخيرة ليس مجرد صراع عسكري، بل هو امتداد لسياسات تحريضية تمارسها دول إقليمية، تدعم وتمول وتجيّش المرتزقة ضد شعوب أخرى، في مشهد يكشف أبشع وجوه الاستغلال السياسي والعسكري.
ومؤكد أن الهجوم على الآخر، سواء بالتحريض أو باستهداف عرضه وشرفه، انحطاط ورذالة لا تليق بأي قضية عادلة. حينما يلجأ طرف إلى تشويه خصومه بالكذب والتخوين والتشهير، فإنه يعكس حالة من الإفلاس الأخلاقي والعجز عن تقديم حجج منطقية. إن أي قضية عادلة لا تحتاج إلى الافتراء والتضليل، لأن اللجوء إلى ذلك ليس سوى دليل ضعف، وعلامة على اهتزاز القناعة بعدالتها. من هنا، فإنه لا بد من وجود روادع قانونية تمنع هذا الانحدار لمن لا يردعه وازعه الأخلاقي. الوازع الذي تشترك في خلقه وتنشئته وزرعه ثقافة: الأبوين- المجتمع، المدرسة- المؤسسة- المحيط العام، لأن ترك الأمور دون ضوابط يشجع على استمرار خطاب الكراهية، ويؤدي إلى انفلات أخلاقي خطير يُفاقم الأزمات ويعزز الانقسامات.
الابتعاد عن المواجهات الإعلامية
لابد من معرفة أن الجدل الإعلامي في زمن الصراعات غالبًا ما ينحرف عن هدفه الأساسي، فيتحول إلى ساحة تراشق وتصفية حسابات، بدلًا من أن يكون فضاءً للحوار الجاد والبنّاء. لهذا السبب، لم أكن ممن يسعون إلى الظهور الإعلامي لمواجهة خصوم أيديولوجيين أو سياسيين، ورغم قلة المرات التي شاركت فيها في برامج تلفزيونية، فإنني كنت أخرج منها مستاءً من الأسلوب السطحي للطرح، ومعاتبًا من دعاني إليها، محذرًا إياه من دعوتي لمواجهات كهذه في المستقبل. في السنوات الأولى من الحرب، وبعد 2011، كان الظهور الإعلامي محدودًا، واقتصر على - ندرة من المساهمين- لأسباب معروفة، لكن ما إن أصبح الأمر اعتياديًا حتى انسحبت تدريجيًا، تاركًا المجال لمن يمتلكون القدرة على هذا النوع من المواجهات.
في محاسن خيار الكتابة
من هنا، فإن الكتابة تتيح لي ضبط انفعالاتي، وتوفر لي مساحة للتأمل والتحليل دون الوقوع في فخ الانفعال اللحظي. لهذا أواصل الكتابة منذ الأيام الأولى للثورة، وما زلت أرى أنها الوسيلة الأعمق والأكثر تأثيرًا، رغم انتشار الإعلام المرئي وسرعة تأثيره. إذ يمكنني عبر الكتابة، تفكيك الخطاب الزائف، والتصدي لمحاولات تشويه التاريخ، بعيدًا عن الفوضى التي ترافق النقاشات التلفزيونية.
عود على بدء
ورغم هذا وذاك، فإن محاولات تزوير التاريخ مستمرة، وأعداء الكرد يسعون إلى تصويرهم كدخلاء على أرضهم، بينما يمنّون عليهم بقبولهم كجيران لهم، في مغالطة فاضحة لا تستقيم مع الحقائق التاريخية. حيث لا يمكن التعامل مع هذه القضايا كمسائل قابلة للنقاش العابر، لأن الأمر يتعلق بحقوق شعب وأرض وإنسان مهدد بالإبادة والاقتلاع. لكل معركة فرسانها، والمواجهة الإعلامية تحتاج إلى من هم قادرون على التصدي لدعاة التحريض والإبادة، بينما تبقى الكتابة، رغم تراجع القراءة، أداة قوية تمتلك ديمومتها وفعاليتها الاستراتيجية، في مواجهة الزيف والتضليل، لأنها تمنح فرصة لتقديم رؤية واضحة وعميقة، بعيدًا عن الانفعال والتشويش.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أسقط الأسد؟ أو سقوط وهم القوة وصمود هم المصالح
- الالتفاف على القضية الكردية في سوريا الجديدة: إعادة إنتاج ال ...
- تشويه صورة الأقليات في سوريا: وهم الأكثرية وصناعة الإقصاء
- تشويه الصورة المصطنعة ل- الأقليات- في سوريا: وهم الأكثرية وص ...
- الكرد في سوريا بين الإقصاء الممنهج ووعود الخداع
- أول رمضان سوري دون حكم البعث والأسد
- سحر أنقرة ينقلب على رؤوس طباخيها.1
- ضدَّ إعادة تدوير نظام البعث – الأسد
- الشاعرة البوطانية ديا جوان: حياة مترعة بالكفاح والحلم
- بيان استنكار لماسمي بمؤتمر الحوار الوطني
- ملك العود ملك المقامات: رشيد صوفي ما كان عليك أن تغادرنا الآ ...
- زمن الزور زمن التزوير: إلى روح الموسيقار الكردي الكبير رشيد ...
- الكتابة عبر الذكاء الاصطناعي وسلطة الكاتب
- أبواق الفتنة والتهليل لقرع طبول الحرب!
- فيمن ينتظرون حرباً تركية ضد الكرد السوريين: من يخرج بسواد ال ...
- العهد الجديد وتحريض الشوفينيين ضد الكرد والدروز والعلويين
- ضيف جديد الليلة على مقبرة خزنة
- انتقام وتشفٍّ بالجملة: عنصريون يستثمرون خلافاتنا ويحرضون علي ...
- وسائل التواصل الاجتماعي في وجهها الإيجابي: دعونا نستفد منها ...
- الانقلاب الثقافي والتنمر الديسمبري


المزيد.....




- تقطعت بهما السبل 3 أيام أسفل منحدر جبلي.. إنقاذ متنزهين سقطا ...
- 74 جلدة للمغني الإيراني مهدي يراحي بسبب أغنيته عن خلع الحجاب ...
- زاخاروفا: الاتحاد الأوروبي ينسف أي مقدمات للتسوية السلمية في ...
- هل تستطيع أوروبا سد الفجوة بعد إيقاف الولايات المتحدة الدعم ...
- انهيار النظام العالمي في عهد ترامب - الإندبندنت
- ما هي خطة -إعادة تسليح أوروبا- والعقبات التي قد تواجهها؟
- جنوب السودان على صفيح ساخن: الجيش يحاصر منزل نائب الرئيس ويع ...
- عن طريق الخطأ.. مقاتلة كورية جنوبية تلقي قنابل على منطقة مدن ...
- السويد تعتزم نشر مقاتلات -جاس غريبن- لدعم مهام الناتو في بول ...
- موسكو تعتبر حديث ماكرون بشأن الردع النووي -تهديدا لروسيا-


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - في العنف والعنف المضاد أو ثقافة العبث وجذور العنصرية القديمة