أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - كأنه لم يجرب أداة الحصار من قبل














المزيد.....

كأنه لم يجرب أداة الحصار من قبل


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 17:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كأنه لم يجرب أداة الحصار من قبل !!

لطالما استُخدمت سياسية الحصار على مرّ التاريخ البشري كأداة لعزل المدن والمناطق المستهدفة واستنزاف قواها قبل السيطرة عليها.
ومن بين أبرز الحصارات التي شهدها التاريخ الإسلامي كان حصار *قلعة حارم* خلال الحروب الصليبية. حيث قام الصليبيون عام ١١٦٤م بمحاصرة القلعة الواقعة شمال غرب سوريا بهدف السيطرة على طريق حلب/أنطاكية.

ويُذكر بأن عدد من الأمراء الصليبيين من أنطاكية وطرابلس و الإمبراطورية البيزنطية والأرمن قد تحالفوا لمحاصرة القلعة التي كانت تحت سيطرة حامية مسلمة صغيرة، صمدت رغم قلة المؤن والجنود.

وما أن وصلت أخبار الحصار إلى حاكم حلب نور الدين زنكي حتى جمع جيشه واتجه نحو القلعة لفك الحصار عنها وإنقاذ المسلمين فيها.
وقد وصل القلعة بتاريخ ١٠/أغسطس/١١٦٤ وخاض معركة حامية الوطيس مع الجيوش الصليبية المتحالفة. وكان أن كتب الله الانتصار له فيها. فأسر عددا من الأمراء الصليبيين وفك الحصار وفرض هيبة المسلمين على الصليبيين الغزاة، ومهد الطريق لسلسلة من الانتصارات، توّجت بفتح بيت المقدس على يد القائد صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه.

واليوم وبعد قرون على ذلك الحصار وتحديدا في القرن الواحد والعشرين تشهد قطعة من قلب الوطن العربي ليس الحصار الأول لها ولكن الأشرس من قبل دولة صُنعت من الشتات بعد عملية السابع من أكتوبر٢٠٢٣.

إنها غزة....
فبعد ما يقارب ال ٥٠٠ يوم من الحرب الدموية عليها تم إبرام اتفاق بين حركة حماس ودولة الاحتلال بوساطة أمريكية مصرية قطرية.
ولكن ما انتهت آخر دفعة من تبادل الأسرى بين الطرفين حتى نكثت دولة الاحتلال وكما هي عادتها الاتفاق وطالبت بتسليم جميع الأسرى لدى الحركة دون الذهاب للمرحلة الثانية التي كان من المفترض خلالها وقف الحرب على غزة وغيره من البنود.
وهنا كان رد الحركة هو الرفض لأنها اعتبرت هذا المطلب هو النية لعودة العدوان على غزة.
فما كان من حكومة الاحتلال الفاشية إلا أن قررت وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب وإغلاق جميع المعابر المؤدية إليه، مع العلم أن دولة الاحتلال قامت بخرق الاتفاق ضمن المرحلة الأولى مئات المرات كان من ضمنها عدم السماح بإدخال ٥٠ شاحنة وقود يوميا وعدم التزامها بإدخال المساعدات ومواد الإعمار ضمن البروتوكول الإنساني مثل البيوت المتنقلة.

وبالرغم من اختلاف الأزمنة، فإن أوجه الشبه موجودة بين حصار قلعة حارم وحصار غزة. ففي كلا الحالتين استخدم الحصار كأداة للسيطرة. فحصار حارم أراد الصليبيون منه السيطرة على القلعة لفتح الطريق إلى حلب، بينما في حصار غزة فإن دولة الاحتلال تسعى إلى فرض واقع سياسي وعسكري جديد يتضمن التخلص من حركة حماس ونزع سلاح جناحها العسكري وإقصائها عن حكم غزة ثم إعادة استيطانها مرة أخرى.

وفي كلا الحالتين تولّد وضع إنساني كارثي بسبب الحصار. فالمسلمون في قلعة حارم عانوا من نقص الغذاء وغيره، وسكان غزة اليوم يواجهون نفس الكارثة بسبب انقطاع الغذاء والدواء والماء، ناهيك عن الدمار الشامل الناتج عن العدوان الوحشي الذي دمر البشر والحجر والشجر. ففي كلا الحالين كان الحصار لا يقتصر على المواجهة العسكرية بل يمتد ليطال المدنيين.

أما الأهم في الموضوع فهو تحرك المدد الخارجي وقت حصار قلعة حارم من قبل نور الدين زنكي انتهى بفك الحصار وكسر هيبة الصليبيين.. أما في حالة غزة فالمقاومة الفلسطينية تُركت وحيدة تجابه تحالفات صليبية جديدة إلى جانب دولة الشتات، على رأسها الحليف المتغطرس والمتمثل بأمريكا دون أي تحرك من أي جيش عربي.
فالمقاومة اليوم هي التي تتحرك لحماية غزة وأهلها وتسعى أيضا لوحدها في منع الاحتلال وحلفائه من تحقيق أهدافهم هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فأهل غزة تعودوا على الحصار الطويل وبالرغم من ذلك فقد صمدوا وأحبطوا مخططات التهجير الإحلالية. وستحسم النتيجة لصالح غزة ومقاومتها بإذن الله تعالى...يرونه بعيدا ونراه قريبا



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرية ناصر الدين..كانت هنا وستنتفض كفينيق
- التحدي الكبير لا يجابه إلا بالتصدي الكبير
- مياه الليطاني والأردن ولاحقا النيل والفرات
- لا بقاء للصهيونية دون توسع
- من هو القادر على تقويض خطط التهجير؟؟
- الرموز والدلالات في -عبرنا مثل خيط شمس-
- أين -جابوتنسكي-؟ وقريبا أين -سموتريتش-؟
- القسطل
- مدينة حيفا...كانت هنا
- *إنما نعدّ لهم عدا*
- مدينة البرتقال الحزين.... يافا
- وحُقّ اليوم للقبيبة أن تفرح..محمد الضيف شهيدا
- بناء المستوطنات لن يوقف المقاومة الفلسطينية
- نتساريم وأوهام الجنرالات
- مجد الكروم....كانت هنا وستنتفض كفينيق
- -دونالد ترامب- وخدعة السلام
- وسيلة المهزوم
- بصقة على جبين -بايدن-
- كانت هنا وستنتفض يوما كفينيق.. مجزرة الدوايمة
- الحرب على غزة- هنيئا لكم التمكين


المزيد.....




- جينيفر لوبيز تشعل أجواء -فورمولا1- في جدة بالسعودية
- هل يكون مروان البرغوثي المفتاح لمعرفة من سيحكم غزة بعد الحرب ...
- -مستوى جديد من التدهور-.. وسائل إعلام غربية تؤكد -تصرف الاتح ...
- هل ينجح نتنياهو بالقضاء على قدرات حماس؟
- -هذه المرة ستكون من الداخل-.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يحذر ...
- احتفالات عيد الفصح في تبليسي ترافق احتجاجات شعبية ضد الحكومة ...
- -ولّعت ولّعت-.. شاهد لحظة استهداف -القسام- لدبابة إسرائيلية ...
- بالتزامن مع الأنباء حول تقليص وجودها.. وصول تعزيزات أمريكية ...
- الصدر يرفض المشاركة في الانتخابات
- مصداقية ترامب وإدارته تتطلب الشفافية والصدق والشجاعة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - كأنه لم يجرب أداة الحصار من قبل