|
العلمانية، الديمقراطية، المواطنة
نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري
(Nayf Saloom)
الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 20:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمت دعوة الدكتور نايف سلوم من قبل التجمع المدني -السياسي "تجمع سوريا الديمقراطية بحمص" لإلقاء (محاضرة) بعنوان: "العلمانية-الديمقراطية-المواطنة" 1-العلمانية مدخل تاريخي العلمانية Saeculum ، secularism ، laicté ، اللائكية laicus مقابل أكليروس يقابلها في العربية "الدهرية"، "العصر" وهو التاريخ القريب للظاهرة، فترة زمنية بطول جيل واحد. والدهر تعني الغلبة والقهر، وقد أقسم القرآن الكريم بالعصر في سورة خاصة بقوله (وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (3)) وهذا معناه أن أنه لا بد من وحي تاريخي لصون الدولة وحكم الانسان من الاستبداد والطغيان. وقد بينت التجربة التاريخية لدولة الإسلام بعد انقضاء حكم الخلفاء الراشدين في جميع أشكالها (الاموية، العباسية، العثمانية، المملوكية) بأن الوحي التاريخي للإسلام المحمدي لم يعصمها من الاستبداد والفساد والطغيان. وكأن الدولة لها قانونها في الصعود والهبوط والزوال. كذلك الامر بالنسبة للدولة السوفياتية في روسيا، لم يعصمها الوحي التاريخي الاشتراكي الماركسي من السقوط في الاستبداد والطغيان والفساد الذي أودى بها بداية تسعينيات القرن الماضي. أول من استخدم كلمة "علمانية" هو سايروس بن المقفع في القرن العاشر الميلادي في قوله: "أما المصريون، أن يكون الاسقف في الإسكندرية بتولاً لم يتزوج في حال علمانيته" أي في حال كونه غير كاهن. فالعلماني هو من ينظر في الأمور الدنيوية، والكاهن من ينظر في الغيبيات، أي يتكهن بالمستقبل. أقدم تلميحات للفكر العلماني كانت دعوة مارسيل البدواني في القرن الثالث عشر في كتابه "المدافع عن السلام " إلى الفصل بين السلطتين الزمنية والدينية (الروحية)، واستقلال سلطة الملك عن الكنيسة. وقد تجسد هذا الصراع الدنيوي-الديني تاريخياً في القرن الرابع عشر بين باباوات روما وباباوات أفنيون جنوب فرنسا الذين دعوا إلى استقلال سلطة الملك عن السلطة الدينية للكنيسة الكاثوليكية. وقد شكل هذا الصراع موضوع رواية امبرتو إيكو "اسم الوردة" في عصر النهضة تحدث اللاهوتي وليم الاوكامي عن فصل السلطة الزمنية عن السلطة الروحية (الدينية). لم تنشأ العلمانية كفكر سياسي مضطرد ومتناسق إلا في القرن السابع عشر على يد باروخ اسبينوزا الفيلسوف اليهودي الذي تمرد على المسيحية-اليهودية في هولندا بعد استقلالها عن الإمبراطورية الاسبانية، وانتشار الحريات مع بدايات صعود البورجوازية الهولندية. يقول سبينوزا: "رجال الدين يحولون قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية" العلمانية مفهوم حديث مستمد من تاريخ أوروبا في الانتقال من علاقات الانتاج الاقطاعية إلى علاقات الانتاج الرأسمالية البورجوازية شكل الباباوات والقساوسة الكاثوليك (رجال الدين الكاثوليك) المثقفين العضويين للإقطاع الأوروبي في العصر الوسيط، وجاءت ردة فعل البورجوازية الصاعدة ومثقفيها العضويين ابتداءً من القرن السادس عشر على مثقفي الاقطاع وعلى الدولة المسيحية الدينية والتفويض الالهي للبابا وأعوانه، بإنكار كل تدخل لرجال الدين في شؤون الدولة الزمنية. كما فرض مشروع الدولة القومية (الدولة-الامة) أو وحدة الجماعة القومية والسوق الداخلية القومية التي جاءت بها البورجوازية الديمقراطية الليبرالية إعادة ترتيب علاقة الهيمنة بين سلطة الكنيسة الكاثوليكية والدولة الزمنية مجسدة بسلطة الملك. هذا الانقلاب في الهيمنة الذي فرضته السوق القومية حوّل الكنيسة من كنيسة كوسموبوليتية عالمية إلى كنيسة القومية، أي أنه باتت الكنيسة ملحقة بالدولة القومية الأوروبية الحديثة. عندما نقابل بين الدولة العلمانية أو الدنيوية أو الدهرية والدولة الدينية (مسيحية أو اسلامية). يكون الغرض الإشارة إلى تخلص الدولة البورجوازية الديمقراطية من الامتياز الديني والطابع الديني ومن هيمنة رجال الدين ومن الامتياز العائلي والعسكري. فهي دولة ديمقراطية علمانية مرجعيتها الشعب وليس ادعاء التكليف الالهي، أرضية وليست سماوية دولة لجميع مواطنيها بغض النظر عن اعتقادهم الديني أو منصبهم العسكري أو قوة عائلتهم وعشيرتهم. لقد ظهرت هذه الدولة الديمقراطية المدنية على مسرح التاريخ بقوة الثورة البورجوازية الديمقراطية التي أنجزتها قوى الشعب المتحالفة. نشير هنا إلى ضرورة لفت الانتباه إلى الفرق بين علمانية الدولة الحديثة من جهة وبين علمانية الحزب السياسي الحديث وعلمانية الافراد. علمانية الدولة الحديثة تعني حياد الدولة الديني أي فصل الدولة عن رجال الدين والامتياز الديني فالدولة سياسية وهي ليست مسيحية ولا إسلامية. هذا بخصوص علمانية الدولة البورجوازية الديمقراطية أما بخصوص علمانية الدولة الاشتركية سواء أكانت اشتراكية ماركسية أم اشتراكية -قومية فيكون حياد الدولة عندها تجاه العقائد الحزبية، بحيث لا يجوز ربط كيان الدولة بعقيدة حزب واحد. كالحزب الشيوعي أو حزب البعث أو الناصري، أو الحزب الإسلامي. علمانية الدولة البورجوازية الديمقراطية هو حيادها الديني والعسكري والعائلي، وعلمانية الدولة الاشتراكية الديمقراطية هو حيادها تجاه العقائد الحزبية وسوف تسألون كيف تكون الدولة بورجوازية ديمقراطية وكيف تكون الدولة الاشتراكية ديمقراطية؟ وما الفرق بين الديمقراطية البورجوازية والديمقراطية الاشتراكية؟ الديمقراطية الليبرالية هي ديمقراطية البورجوازية زمن صعودها التاريخي اعتباراً من القرن السادس عشر حتى 1850، أما الديمقراطية الاشتراكية فهي ديمقراطية البروليتاريا الحديثة في تحالفها مع فقراء الفلاحين. نشير في هذا السياق إلى عجز الدولة العربية الحديثة اعتبارا من حكم محمد علي باشا بداية القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا عن انجاز حيادها الديني ولاحقاً حيادها الحزبي وفقر ديمقرايتها واستبدادها وظهورها كحكم للقلة تجاه الأغلبية الشعبية (حكم الاعيان السوريين واقصاء الفلاحين، وحكم البعث الذي تحول إلى حكم عائلة الاسد) إن علمانية الحزب السياسي هي عقيدة أيديولوجية كباقي العقائد فهي عقيدة لادينية وكذلك عندما تكون عقيدة للفرد أو قناعة راسخة. الاشخاص اللادينيين هم الدهريون حيث مرجعيتهم التاريخ والطبيعة ولا شيء آخر إضافي. بينما الدولة العلمانية لاعقيدة لها ولا دين وهي تحترم جميع العقائد والأديان وتقونن حرية ممارسة الشعائر والطقوس الدينية في أماكنها المعهودة. تهاجم العقيدة العلمانية المتشددة الدين والتديّن ومثال ذلك موقف الفيلسوف الألماني لودفيغ فيورباخ من الدين حيث دعا إلى "دين الانسان" أو دين الحب، وقد ثبت بالتجربة التاريخية تهافت هذا الطرح خاصة لجهة طرافة حب الأغنياء للفقراء. أيضاً نشاهد موقفاً علمانياً متشدداً عند عالم اللاهوت الألماني برونو بوير الذي في سبيله إلى التخلص من مسيحية الدولة في المانيا أراد التخلص من المسيحية واليهودية. ولاحقاً أصبحت الدولة علمانية مدنية في المانيا وبقي معها في مجتمعها المدني كل من الدين المسيحي واليهودي، ما يشير إلى تهافت فكرة باور. وفي العربية لدينا كلمة الدهريّة، والدهر تعني الغلبة والقهر. وكون الدين الاسلامي يهيمن على الدلالة في اللغة العربية فقد كان كل حكم سياسي لا يسترشد بدين (أي يسترشد بوحي تاريخي) فهو يجنح نحو الاستبداد والطغيان ومن هنا جاء المعنى العربي للدهرية. وقد تبين أن الاسترشاد بالوحي التاريخي سواء أكان دينياً أم دهرياً لم يعصم المجتمع من حكم الطغيان والاستبداد 2-الديمقراطية مفهوم يشير إلى حكم الأغلبية من المواطنين الأحرار في المدينة-الدولة (polis)، أو حكم الأغلبية السياسية الشعبية في الدولة الحديثة. الديمقراطية مفهوم سياسي أصلاً، ولس شعوراً وجدانياً للفرد. الديمقراطية شكل تنظيم الطبقة الحاكمة لهيمنتها وسيطرتها بما في ذلك علاقتها مع الطبقات الهامشية الأخرى وأحزابها الديمقراطية الحديثة جاءت بها الطبقة البورجوازية الحديثة التي بدأت بالظهور منذ القرن السادس عشر في أوروبا، الديمقراطية كدعوة لتخليص الدولة البورجوازية من الامتيازات الدينية والعسكرية والعائلية التي ارتبطت بمرحلة الاقطاع الاوروبي. تشطر الدولة السياسية المتخلصة من الامتيازات السالفة الذكر الفرد البورجوازي إلى مواطن وإنسان، بحيث تكون حياة المواطن هي حياته العامة أو حياته السياسية وحياة الانسان الخاصة هي حياته الانانية في المجتمع المدني البورجوازي، حياته الاقتصادية والعائلية والدينية وغيرها. المواطنة مصدرها المواطن لا الوطن لأن التاريخ هو من يحكم الجغرافيا، فجغرافيا غير مسكونة لا قيمة لها، فالوطن يستمد قيمته وحدوده من المواطنين حياتهم وحقوقهم وكرامتهم ودولتهم. حقوق المواطن تشمل: حقه في المشاركة السياسية المتساوية في إدارة الدولة والشؤون العامة وحقه في تشكيل الأحزاب السياسية والمشاركة النشطة فيها حقوق الانسان تشمل: حقوقه في المجتمع المدني بما في ذلك حق التملك وحق التجمع والاحتجاج والتظاهر في الدفاع عن مصالحه الاقتصادية الخاصة النقابية أو المهنية والتعبير عن الرأي وحق الحياة والاعتقاد والحرية الشخصية لهذا نشير إلى أن الروابط في المجتمع البورجوازي الحديث ثلاث -رابطة عائلية تهيمن عليها العاطفة حب أو كراهية -رابطة نقابية مهنية تهيمن عليها المصالح القريبة الخاصة النفعية الانانية كالنقابة والتعاونية -رابطة سياسية تهيمن عليها مصالح قريبة وبعيدة أي أن الوعي في الرابطة السياسية يتجاوز وعي المصلحة الخاصة الانانية لتشمل وعي مصلحة الاخرين، فالحزب السياسي لا يعي مصلحة الطبقة والفئات التي يمثلها بل يعي مصالح الطبقات الأخرى، وهو لا يعمل على المصلحة النفعية القريبة فحسب، بل يعمل على المصالح التاريخية البعيدة للطبقة كمشروع طامح للصعود إلى سلطة الدولة وتنفيذ برنامجها الاستراتيجي التاريخي البعيد المدى. وإذا استخدمنا عبارة هيغل نقول: الوعي النقابي وعي بذاته أي بمصلحته الانانية النفعية القريبة أما الوعي السياسي فهو وعي بذاته ولذاته أي وعي بمصلحة طبقته وبمصلحة الطبقات الأخرى -يتوجب في هذا المقام أن نشير إلى أن الحزب السياسي نوعان: حزب تاريخي عضوي ثوري لديه مشروع تاريخي لتغيير شكل نمط الإنتاج. وحزب اعتباطي متشيّع محافظ ليس لديه الطموح التاريخي السابق، لكن لديه طموحات ومصالح جزئية وشخصية اقتصادية هو حزب أقرب في سلوكه إلى أنانية النقابة أو المهنة. غالباً ما تتسكع الأحزاب الاعتباطية المتشيعة على هامش الحزب السياسي التاريخي العضوي (مثال البعث والاحزاب الأخرى القوموية، البلاشفة والأحزاب الاشتراكية المرافقة) يغلب على أحزاب البورجوازية الصغيرة الاعتباطية والتشيع العقائدي والطموحات الفردية الانانية، بالتالي يكون من السهل على السلطات الحاكمة فصل هؤلاء عن قاعدتهم الشعبية والحاقهم بسلطة الدولة القائمة. من هنا التناحر الشديد الذي يصل حد العنف المسلح بين تيارات الأحزاب البورجوازية الصغيرة (بعثيين –ناصريين-اخوان مسلمين-الخ) إذا وصلت هذه الأحزاب إلى سلطة الدولة البورجوازية تقمع خصومها بشدة وقسوة وتميل نحو السلوك العرفي الاستثنائي عادة وهي قاسية على الجماهير رخوة ليّنة أمام رأس المال العالمي والنظام الامبريالي الصهيوني. قساة على عشيرتهم الاقربين رحماء على الأعداء الغرباء الديمقراطية نظام سياسي محقق في دولة أو في سبيله إلى التحقق، تأفل الديمقراطية مع أفول الدولة وهو حلم الفوضويين. الديمقراطية بالمعنى العام للكلمة هي شكل للسلطة السياسية، نظام هيمنة وسيطرة للطبقة أو ائتلاف الطبقات الحاكمة. مفهوم الدولة المدنية: جرى تداوله بعد تفكك الاتحاد السوفياتي (بداية تسعينيات القرن الماضي)، حيث ظهرت مفاهيم مثل "المجتمع المدني" و"العولمة" والتدخل الامبريالي الإنساني، و"صراع الحضارات" عوضاً عن صراع الطبقات. كان الغرض من طرح المفهوم ليشير إلى تخفيض مهمات عمل الدولة في البلدان المتخلفة، لإعطاء حيز أوسع لنشاط "المجتمع المدني" الذي بات يختزل في حفنة من رجال الاعمال المرتبطين بالاقتصاد الغربي الليبرالي الجديد، والقادمين بقوة الإصلاح الاقتصادي الهيكلي الكلي الذي اقترحه صندوق النقد الدولي. وبحفنة من المنظمات المدنية غير الحكومة (Ngo) ذات التمويل الغربي والتي تعتمد على نشطاء محليين. الملفت في الامر أن الأحزاب السياسية الإسلامية كالإخوان المسلمين قد تبنوا فكرة دولة مدنية-تعاقدية. جاء في " مشروع ميثاق شرف وطني للعمل السياسي" للإخوان المسلمين في سوريا في 3 أيار 2001 قوله: "في الأهداف العامة، الهدف الأول: بناء الدولة الحديثة، الدولة المدنية دولة تعاقدية، والصيغة التعاقدية للدولة هي إحدى عطاءات الشريعة الإسلامية للحضارة الانسانية" تطرح الأحزاب الدينية عادة فكرة الدولة المدنية-التعاقدية حيث تهيمن الشركات الكبيرة ورجال الاعمال على القرارات الاقتصادية الأساسية، إضافة إلى ورشات التأهيل المتخصص التي تقوم بها المنظمات المدنية غير الحكومية تاركة قطاعاً واسعاً من العمال غير المؤهلين، ما يقسم القوى العاملة إلى قلّة محظية بأجور عالية وأغلبية محدودة الدخل ضعيفة الاجر. نجد مثل هذه الدولة المدنية-التعاقدية التي هي ضرب من علمانية لينة ليبرالية في الولايات المتحدة حيث تهيمن الشركات الاحتكارية الضخمة ورجال الاعمال على السياسات الاقتصادية الأساسية للحكومة، بغض النظر عن الحزب الفائز في الانتخابات. وفي أيامنا نشاهد ميل الشركة العملاقة إلى الاستبداد والطغيان مع حكم ترامب في فترته الثانية. الديمقراطية إضافة لرجال الاعمال والشركات النافذة بحاجة إلى دستور عصري ينظم الحياة السياسية والمنافسة بين الأحزاب بغض النظر عن عقائدها. 3-المواطنة ما إن يطرح مفهوم الديمقراطية حتى يطرح مفهوم المواطنة والمشاركة السياسية في إدارة الدولة والتعددية الحزبية والحقوق المدنية في المجتمع حتى يستطيع المواطن المشاركة في الحياة السياسية العامة (سياسة الدولة) لابد أن يتمتع بكامل حقوقه المدنية في المجتمع البورجوازي كحق التعبير والتجمع والاحتجاج والتظاهر السلمي وحق تشكيل النقابات والأحزاب وحق التملك والتصرف في ملكيته بهذا الشكل يتضمن حق المواطنة جميع الحقوق المدنية في المجتمع السالفة الذكر. النظام الديمقراطي هو الذي يكفل هذه الحقوق لجميع مواطنيه بشكل متساو على الأقل أمام القانون الذي ينظم حياة المجتمع المدني البورجوازي لكن المساواة المدنية أمام القانون لا تعني المساواة الاجتماعية الطبقية (يوجد أغنياء وفقراء ومالكون وغير مالكين لوسائل الإنتاج الاجتماعي) كان ظهور المجتمع المدني الحديث في القرن الثامن عشر علامة على ظهور وسيادة الدولة البورجوازية الحديثة المتملصة من الامتيازات الدينية والاقطاعية والتي تبقي على الامتيازات في المجتمع المدني البورجوازي، لذلك لا انفصام بين الدولة السياسية والمجتمع المدني كانت الدعوة الاشتراكية الماركسية تهدف إلى اكمال انجازات الديمقراطية البورجوازية بالقضاء على الامتيازات في المجتمع المدني عبر القضاء على التملك الخاص لوسائل الإنتاج الاجتماعي ومن هنا اتهمت الاشتراكية الديمقراطية المساواة البورجوازية الحقوقية بأنها شكلية مضللة وخادعة ودعت إلى القضاء على اللامساواة في المجتمع المدني نفسه. وفي الثورات الاشتراكية للقرن العشرين ونتيجة تخاذل البورجوازيات بكل أشكالها وعجزها عن انجاز مهماتها الديمقراطية البورجوازية اضطرت الاشتراكية الديمقراطية إلى الجمع بين المهمات الاشتراكية والمهمات الديمقراطية البورجوازية في حزمة تاريخية واحدة حيث أخذت الديمقراطية البورجوازية تحت قيادة الاشتراكية بعداُ تاريخيا مختلفاً ما دعا ماو تسي تونغ لتسميتها بـ “الديمقراطية الجديدة". للإسلام "ديمقراطيته" وهي الشورى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159] ولم ترد المشاورة في الامر في القرآن الكريم إلا في هذه الآية. والمشاورة هي استئناس برأي المقربين من القادة وعليّة القوم، لكن العزم للقائد الذي يتوكل على الله وقت اتخاذ القرار. وقد يشار إلى المشاورة على أنها استئناس برأي ذوي الاختصاص قبل اتخاذ القرار.
#نايف_سلوم (هاشتاغ)
Nayf_Saloom#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشروع الممر الاقتصادي الهندي-الأميركي
-
الدولة السورية الحديثة: تواريخ ومحطات-2
-
سوريا الحديثة: ثلاثة عهود
-
الدولة السورية الحديثة تواريخ ومحطات-1
-
-الأسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات- ترجمة مميزة رقم 3
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-1
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
-
الجباعي* يحْطِم ماركس
-
ملاحظات انتقادية لأقوال علي القادري-2
-
ملاحظات انتقادية لأقوال علي القادري -1
-
المحاولات الأميركية المُتكررة لبناء -شرق أوسط جديد-
-
-الأسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات - ترجمة مميزة رقم 3
-
رسالة في -رَسْمِ العقل- وأقوال
-
استهلال -الماديّة ومذهب نقد التجربة--4
-
استهلال -الماديّة ومذهب نقد التجربة--3
-
استهلال -الماديّة ومذهب نقد التجربة--2
-
استهلال -الماديّة ومذهب نقد التجربة--1
-
نقد -أطروحات من أجل إصلاح الفلسفة-
-
مدخل نقدي إلى كتاب انجلز: لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكل
...
-
مدخل نقدي إلى كتاب انجلز: لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكل
...
المزيد.....
-
تقطعت بهما السبل 3 أيام أسفل منحدر جبلي.. إنقاذ متنزهين سقطا
...
-
74 جلدة للمغني الإيراني مهدي يراحي بسبب أغنيته عن خلع الحجاب
...
-
زاخاروفا: الاتحاد الأوروبي ينسف أي مقدمات للتسوية السلمية في
...
-
هل تستطيع أوروبا سد الفجوة بعد إيقاف الولايات المتحدة الدعم
...
-
انهيار النظام العالمي في عهد ترامب - الإندبندنت
-
ما هي خطة -إعادة تسليح أوروبا- والعقبات التي قد تواجهها؟
-
جنوب السودان على صفيح ساخن: الجيش يحاصر منزل نائب الرئيس ويع
...
-
عن طريق الخطأ.. مقاتلة كورية جنوبية تلقي قنابل على منطقة مدن
...
-
السويد تعتزم نشر مقاتلات -جاس غريبن- لدعم مهام الناتو في بول
...
-
موسكو تعتبر حديث ماكرون بشأن الردع النووي -تهديدا لروسيا-
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|