ليث الصندوق
الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 12:01
المحور:
الادب والفن
(أنا ، وأنت ، وفرويد )
شعر / ليث الصندوق
إلى الراحل الكبير الدكتور ريكان ابراهيم
كيفَ لقدميك المتوهّجتين
أن تنطفئا تحت أسرّة المستشفيات
مثل عصفورين جردتهما المَهاجر من منقاريهما
لتعوضهما المدن القاسية بجوازي سفر
أنا لا أعرف عنوان شقّتك في الجنة
لأرسل إليكَ لصّاً محترفاً
يسرق لي منها ما يُذكّرني بك
ولا أعرف بريدك هناك
لأرسل إليك يدي اليمنى تصافحكَ
ثمّ تعود إليّ منكَ بسلّة من الإبتسامات
لقد أتعبني انتظارك
فتركتُ لكَ نوافذ بيتي وأبوابه مشرعة
لكنّ القطط السائبة تسللت منها
واتخذت من بطون القدور مهوداً لصغارها
بل صارت تُدخّن السكائر
وتمشي في الأروقة بخيلاء
وهي تلبس ما في خزانتي من أربطة العنق
**
أنا واثق أنكَ الآن تتأرجح على كرسيّكَ الهزّاز
وتشرب قهوتكَ المعطّرة بقصائدَ من نور
من دون أن تُذعن للطارقين على باب عيادتك ببغداد
وهم يحملون النهرَ على أكتافهم
ويتوسلونكَ علاجَهُ من الهُزال
إذ لم تبقَ منه على الضفتين سوى العظام
**
سأنتظركَ كالنسر اليتيم على مدرج المطار
حيث يأتي الملائكة لشراء السِلع الممنوعة في الأعلى
سأنتظركَ ، وبيديّ صورة أستاذك فرويد
بنظرته التي ثقبت في زجاج الصورة ثقبين
وأطلقت منهما عمودي شرر ودخان
كان بودّهِ أن يكون معي بانتظاركَ
لتُضرما معاً نيرانكما بمن تبقّى من العقلاء
لكنه اعتذر عن الحضور
لانشغاله بعلاج الموتى من قلة النوم
**
سأسمح للمصابيح أن تنالَ قسطاً من النوم
فأنتَ لن تعود
خوفاً من أن تطأ قدماكَ الأرضَ المجنونة
فتُعدَيا منها بالجنون
#ليث_الصندوق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟