أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - المعلم العراقي في قرن!














المزيد.....


المعلم العراقي في قرن!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعلم العراقي..في قرن! (توثيق)
لمناسبة يوم المعلم

أ.د.قاسم حسين صالح

كان الزمن الذهبي للمعلم هو النظام الملكي..ففيه كان يلقب بـ(الأفندي) لأنه ارتدى الزي الاوربي ولوضعه الاقتصادي المعتبر. والأهم..لأنه كان يحظى بالاحترام والاعتبار الاجتماعي..ويعدّ القدوة في الثقافة والاخلاق والسلوك..وكان في ذاك الزمان ينظر اليه كما لو كان (رسولا) المقترن بتكريمه من قبل النبي محمد الذي قال (انما بعثت معلما(.

عن ذلك الزمن اذكر لكم حادثة واقعية تعكس كيف كانت للمعلم هيبة واحترام في خمسينيات القرن الماضي.كنت تعلمت التدخين بعمر(12)سنة..لأنني كنت ابن ديوان،وكان الجالسون كثيرا ما يكلفونني باشعال سجائرهم( عمو قاسم..ورّث هاي الجكارة من الموكد..موقد القهوة يقصدون).وفي احد الايام كنت واضعا السجارة بفمي وامشي متبخترا في احد شوارع قريتي (آلبوهلاله)..وهب..واذا انا ومعلمي وجها بوجه. لم ارمها..بل ضغطها براحة يدي واطبقت كفي على جمرتها.

هكذا كنا نحن تلاميذ ذاك الجيل وما قبلنا..نحترم المعلم ونهابه ونخافه ايضا..وبقي يحظى بالأعتبار الاجتماعي والكفاية الأقتصادي في زمن الجمهورية الأولى.وكان في سبعينيات القرن الماضي يعيش وضعا اقتصاديا جيدا ايضا.اذ كنّا يومها نجوب بلدان اوربا الشرقية في العطلة الصيفية بألف دولار ونعود محملين بالهدايا..الى الثمانينات التي شكلت بداية تدهور مكانة المعلم..وتحديدا..يوم أجبر على الالتحاق بالجيش الشعبي،ثم تلته الضربة الأوجع في زمن الحصار (1991-2003)..ففيه كان راتب المعلمة لا يساوي ثمن حذاء لها..وساء الحال الذي اضطر كثيرون الى فتح (بسطيات) في الشوارع،ووصل الأمر الى ان بعض الناس كانوا ينظرون للمعلم بعين العطف والشفقة..والتصدّق عليه( خطية..معلم!).وانمحت هيبة المعلم..واضطر هو الى ان يهدر بقيتها بقبوله هدايا(رشاوى) من الطلبة.

في اواسط التسعينيات..اجريت دراسة ميدانية عن التخلخل في المكانات الاجتماعية والاقتصادية تبين منها ان الأستاذ الجامعي الذي كان يحتل المرتبة الرابعة في قمة هرم المكانة الاقتصادية في المجتمع،تراجع في زمن الحصار الى المرتبة الرابعة والعشرين،وتراجعت مكانة المعلم الى المرتبة ما قبل الأخيرة بنقطتين!.وحدث في التسعينيات ايضا ان اضطر الأستاذ الجامعي الى ان يعمل سائق اجرة بسيارته الخاصة،واضطر آخرون ان يبيعوا أعز ما يملكون..مكتباتهم.

وتعد السلطة او الطبقة السياسة الحاكمة هي التي لها الدور الأكبر في الأساءة الى المعلم..بدأها النظام الدكتاتوري في ثمانينات القرن الماضي بزج الأستاذ الجامعي في الجيش الشعبي..وتبعه (النظام الديمقراطي) بالتمييز الطائفي لدرجة ان الحال وصل باحد الطلبة في كلية آداب بغداد وبالقسم الذي كنت أدّرس فيه، ان دخل القاعة الدراسية وسحب الأستاذ من سترته واخرجه..واهانه امام طلبته.ومثل هذا..وأشنع..حدث كثيرا لمجرد ان الطالب يتمتع بسلطة الحزب الفلاني.ومع اننا في اكثر من مؤتمر طالبنا ان تكون المؤسسات التربوية بعيدة عن السياسة..واتخذت فعلا بعض الاجراءات الا ان تأثير الأحزاب،الاسلامية بخاصة، ما زال موجودا،وما تزال الطائفية فاعلة على صعيد وزارة التعليم العالي تحديدا...فحين يتولى الوزارة (سنّي) تكون في حال وحين يكون الوزير (شيعيا) تكون في حال آخر..
وللتاريخ..في نيسان 2012 وبدعوة من مكتبه،جرى لقاء شخصي مع وزير التعليم العالي السيد علي الأديب وعرض عليّ العودة الى بغداد مع تلميح نقله لي ملحق ثقافي كان حاضرا اللقاء بأسناد موقع اكاديمي كبير لي..فشكرته واعتذرت. وفي نهاية اللقاء اسديت له نصيحة قلتها له بالنص: ان سيكولوجيا السلطة في العراق عودت المحيطين بالمسؤول ان يقولوا له ما يحب ان يسمعه..واخشى أن يكون المحيطون بك من هذا النوع سيما وأن بينهم من هو حديث الخبرة(بينهم طلبتي!)..وعليه اقترح على جنابك تشكيل هيئة مستشارين بدرجة بروفيسور من الاختصاصات العلمية والانسانية على ان يكونوا مستقلين سياسيا.(موثق في كتابنا..كتابات ساخرة ص 17)..ولم يأخذ بها..وتردى حال التعليم الجامعي في زمنه وزمن من بعده بعد ان كان يتصدره على مستوى العالم العربي.

ثمة من لا يدرك ان دور المعلم يتعدى نشاطه في المدرسة،فبين المعلمين من هم مفكرون وأدباء بارزون وفنانون مبدعون،بل ان الكثير من القادة السياسيين الوطنيين كانوا في الأصل معلمين!..وكان المعلمون يشكلّون النسبة الأكبر من السجناء السياسيين!..ما يعني انهم بناة مجتمع..وتلك حقيقة ادركها هتلر الذي استثنى المعلمين من زجهم في الحرب،ولما سئل لماذا؟ اجاب..انهم هم الذين سيعيدون بناء المانيا بعد الحرب. وقبله كان الحكيم كونفوشيوس قد قسّم المجتمع الى ثلاث طبقات:الحكّام، الشعب، المعلمون..واوصى بالعناية بالطبقة الثالثة لانه بصلاحها يصلح المجتمع.

ما المطلوب لأعادة دور المعلم وتفعيل رسالته في توعية المجتمع وبناء الوطن؟
الأول:ان تبتعد السياسة عن المؤسسات التربوية؟
الثاني:ان يتولى مسؤولية وزارتي التربية والتعليم العالي تربويون واكاديمييون اصحاب اختصاص..وليت يتولى التعليم العالمي اكاديمي بروفيسور..مسيحي!
الثالث:ان يصادق البرلمان على قانون يحمي المعلم ويرعاه.
الرابع:ان يعمل المعلم ذاته على اعادة الاعتبار لنفسه وان يكون بمستوى (كاد المعلم ان يكون رسولا).

هل ترتقي السياسة ويرتقي المعلم نفسه الى ادراك ان معظم التحولات الايجابية وقادة التغيير في العالم كانوا معلمين..وان نعمل جميعا على تفعيل دور المعلم العراقي..الذي يحتاجه الآن في زمن المحنة؟
في اليابان تقليد لطيف: في كل مناسبة تخرّج يجلس المعلمون ويضعون ارجلهم في طشوت ويقوم الطلبة بغسل اقدام معلميهم.

هل يعملها طالبنا؟.مستحيل!..بس عالأقل من يشوف المعلم..خل يخفي الجكاره!
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع الثقافة في الناصرية يحتفي بالدكتور قاسم. الدكتور هيثم ع ...
- عبد الجبار عبد الله ايقوة عالم الفيزياء العراقي
- عبد الرزاق عبد الواحد. للذين سخروا من شاعريته
- شباط 1963 يوم الدم العراقي (توثيق 3). ليلة التحقيق
- شباط 1963 يوم الدم العراقي (توثيق 2)
- 8 شباط 1963 يوم الدم العراقي
- مسلسل ..مع الدين؟ ضد الدين؟ 10 . ابو حيان التوحيدي
- مسلسل..مع الديم؟ ضد الدين. 9. معروف الرصافي
- مسلسل..مع الدين؟ ضد الدين؟ 8.أحمد بن يحيى الراوندي
- مسلسل..مع الدين ؟ضد الدين؟ 7 . الأمام جعفر الصادق
- جواد سليم تحليل سيكولوجي لشخصيته واهم اعماله - لمناسبة ذكرى ...
- مسلسل..مع الدين؟ ضد الدين؟
- مسلسل..مع الدين؟ ضد الدين؟ 5. موقف الفيلسوف ابو بكر الرازي
- العراقيون بين زيارتين للأمام موسى الكاظم..هل ما تزال عرض مظا ...
- بعد عشر سنوات ..جهة(...) تطلب من ادارة جريدة الصباح حجب صفحة ...
- لأن ما طالب به العراقيون لم يتحقق..رأيكم في تجديده؟
- مسلسل ..مع الدين؟ ضد الدين؟ 4 - فرانكل مع الدين
- يتباهون بالأمام علي ولا يقتدون بأخلاقه!
- مسلسل ..مع الدين؟ ضد الدين؟. اريك فروم
- مسلسل ..مع الدين؟ ضد الدين؟ يونغ ..مع الدين (2)


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - المعلم العراقي في قرن!