طوفان الأقصى - 512 - خبراء المجلس الروسي للشؤون الدولية - حول سياسة اللاعبين الخارجيين في الشرق الأوسط

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 02:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


10 فبراير 2025



في 7 فبراير 2025، عُقد في مكتبة دوستويفسكي "إفطار المدينة" الذي نظمه المجلس الروسي للشؤون الدولية، والذي كان مخصصًا لسياسة الفاعلين الخارجيين في الشرق الأوسط. ناقش المشاركون الأولويات الرئيسية لسياسة اللاعبين الخارجيين في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، تبادل الخبراء وجهات النظر حول ديناميكيات تطور العلاقات بين الدول الخارجية ودول الشرق الأوسط.

شارك في إفطار المدينة:

- أندريه يفسيينكو، نائب مدير معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية؛
- آنا كيرييفا، أستاذة مساعدة في قسم الدراسات الشرقية، وباحثة أولى في معهد الدراسات الدولية بجامعة MGIMO التابعة لوزارة الخارجية الروسية؛
- ليديا كوليك، رئيسة قسم أبحاث الهند في كلية إدارة سكولكوفو، وباحثة أولى في مركز الدراسات الهندية التابع لمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية؛
- إبراهيم إبراهيموف، باحث في مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بريماكوف للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية؛
- إيفان بوتشاروف، مدير البرامج في المجلس.
أدارت الاجتماع مساعدة البرامج في المجلس آنا كورزون.

**ملخص النقاط الرئيسية:**

**أندريه يفسيينكو:**
بالنسبة للولايات المتحدة، لم يعد الشرق الأوسط يحظى بنفس الأهمية التي كان يتمتع بها خلال الحرب الباردة بسبب التغيرات في الوضع الجيوسياسي: فقد اختفى الصراع الأيديولوجي، كما انخفضت أولوية مكافحة الإرهاب. اليوم، تسعى الولايات المتحدة إلى تحسين وجودها في الشرق الأوسط مع الحفاظ على أدوات التأثير في المنطقة.

الهدف الرئيسي للولايات المتحدة حاليًا هو تعزيز القدرات العسكرية لحلفائها الإقليميين. لتحقيق ذلك، تقدم واشنطن دعمًا عسكريًا منتظمًا لحلفائها. ومن الأمثلة الناجحة على ذلك مساعدة الدول العربية في صد الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل 2024.

على الرغم من الخسائر التي لحقت بسمعة الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، تظل واشنطن الضامن الوحيد لدول الشرق الأوسط للحفاظ على الأنظمة السياسية والسلامة الإقليمية، حيث يمكن الاعتماد على قدراتها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية.

ستواصل الولايات المتحدة، بغض النظر عن الإدارة الحاكمة، العمل على إشراك دول المنطقة في منافستها التكنولوجية مع الصين.

**آنا كيرييفا:**
تمثل دول الشرق الأوسط أهمية خاصة للصين من حيث ضمان الأمن في مجال الطاقة، حيث يعتمد نصف واردات النفط الصينية منذ عام 1993 على دول المنطقة. ومع ذلك، أصبح الشرق الأوسط اليوم سوقًا مهمًا للسلع والخدمات الصينية، خاصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

تعد دول الشرق الأوسط شركاء مهمين للصين في مبادرة "الحزام والطريق"، حيث تهتم بتنفيذ مشاريع البنية التحتية المشتركة، وخاصة بناء مصافي النفط والموانئ البحرية. وعلى عكس الشركاء في مناطق أخرى من العالم، فإنها مستعدة للاستثمار في هذه المشاريع على أساس متساوٍ.

مع تراجع النفوذ الأمريكي تدريجيًا، أصبحت الصين تلعب دورًا أكثر نشاطًا في الشرق الأوسط كوسيط، حيث تعتمد على علاقاتها الاقتصادية مع دول المنطقة. ولديها بالفعل تجربة إيجابية في الوساطة بين السعودية وإيران، لكنها لا تستطيع أن تحل محل الولايات المتحدة كضامن للأمن في المنطقة.

مع تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، تركز الصين بشكل متزايد على أن الولايات المتحدة هي المصدر الرئيسي للمشاكل في الشرق الأوسط، وتقدم نفسها كقائدة للجنوب العالمي ووسيط في الحوار بين دول المنطقة.

**ليديا كوليك:**
تشمل الأولويات التقليدية للهند في الشرق الأوسط ضمان إمدادات الطاقة دون انقطاع ومنع تعزيز نفوذ باكستان في المنطقة.

الهند هي المورد الرئيسي للعمالة في دول الخليج، حيث يبلغ عدد الجالية الهندية في المنطقة حوالي 9 ملايين شخص. كما أن تحويلات العمالة من الخارج لها أهمية كبيرة للاقتصاد الهندي، حيث جاء حوالي نصف التحويلات في عام 2023 من دول الشرق الأوسط.

تركز الهند في تطوير علاقاتها مع دول الشرق الأوسط على الأجندة الإنسانية والاقتصادية. وأطلقت الهند مشروعًا خاصًا لتعزيز الترابط وزيادة التجارة، وهو الممر اللوجستي "الهند-الشرق الأوسط-أوروبا"، لكن تنفيذه تعثر بسبب تصاعد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

فيما يتعلق بتصاعد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، اتخذت الهند موقفًا مؤيدًا لإسرائيل، مما أثر على علاقاتها مع الدول العربية، لكنه ساهم في تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع إسرائيل.

**إبراهيم إبراهيموف:**
قبل أحداث فبراير 2022، كانت روسيا تنتهج سياسة في الشرق الأوسط تركز على ثلاثة اتجاهات رئيسية: ضمان الأمن في الخارج، ودعم استقرار المنطقة من خلال تقديم مقترحات لإنشاء نظام أمني، وتعزيز التعاون في إطار بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

بعد فبراير 2022، زادت أهمية المنطقة لروسيا. اليوم، يتطور التعاون مع دول الشرق الأوسط في مجالات متعددة، مثل الطاقة النووية والتعاون العسكري الفني والتجارة.

بدعم من روسيا، يتم تنفيذ العديد من المشاريع في الشرق الأوسط، مثل المنطقة الصناعية الروسية في مصر والممر الدولي للنقل "شمال-جنوب" عبر إيران.

بعد تغيير القيادة السياسية في سوريا، تم تعديل مواقف روسيا في الشرق الأوسط، لكن الموقف الاستراتيجي ظل دون تغيير. تظل روسيا لاعبًا مهمًا على المستويين العالمي والإقليمي، ويعد الحفاظ على الوجود الروسي عنصرًا ضروريًا للحفاظ على توازن القوى في الشرق الأوسط.

**إيفان بوتشاروف:**
العالم العربي غير متجانس، وهو ما ينعكس في بناء العلاقات مع الفاعلين الخارجيين المختلفين. ومع ذلك، يمكن تحديد الأولويات المشتركة، مثل التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والأمن.

تواصل معظم الدول العربية اعتبار الولايات المتحدة الشريك الرئيسي على الرغم من تراجع وجودها في المنطقة. وتسعى دول الشرق الأوسط إلى تحقيق التوازن في علاقاتها مع الشركاء الخارجيين، لكن الصين تُعتبر شريكًا اقتصاديًا وليس سياسيًا.

تنظر الدول العربية إلى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين بحذر، ولا ترغب في الانجرار إلى صراعات دولية أو مواجهة بين القوى العالمية. وربما تتمكن من استخدام الثنائية القطبية الجديدة لصالحها وتعزيز مواقفها التفاوضية من خلال المناورة بين مراكز القوة.

في ظل تراجع دور الدول الخارجية، تزداد رغبة الدول العربية في حل مشاكل المنطقة بشكل مستقل، مع زيادة الاهتمام بالمشاركة في أشكال التعاون متعدد الأطراف.
*****

**المجلس الروسي للشؤون الدولية**
**Russian International Affairs Council (RIAC)**.
هو مركز أبحاث أكاديمي ودبلوماسي غير ربحي يركز على العلاقات الدولية والسياسة الخارجية والقضايا العالمية التي تتعلق بروسيا.
*****

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات