أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الفرصة الأخيرة من أجل الحقيقة في العراق















المزيد.....


الفرصة الأخيرة من أجل الحقيقة في العراق


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المحتمل أن تواجه الاستراتيجية (السياسة) الجديدة لحرب بوش معركة شاقة في الكونغرس الخاضع حالياً لأغلبية الديمقراطيين. هذه الاستراتيجية التي تشكل، في الواقع، صفعة لأغلبية المقترعين الأمريكان وللعملية الديمقراطية ذاتها.
صنع المقترعون بأغلبيتهم قرارهم الواضح، وبصوت عالٍ ومسموع، عندما اقترعوا في نوفمبر/ ت2 بإسقاط وهجر فكر بوش- الخليط من توجهات إمبريالية عتيقة تتكئ على تكديس (استعمار) accumulation الأقاليم، واستراتيجية الهيمنة، ومعتقدات دينية مظللة خادعة غير قادرة على الصمود.
وحسب آخر استطلاع، ذكر ثلاثة أرباع المشاركين أنهم لا يقرون كيفية تعامل بوش مع الوضع في العراق. في حين أن الثقة في قيادته انحدرت إلى أدنى مستوى قياسي.
لا زال على بوش أن يتعلم، وعلى أي حال، إن الولايات المتحدة ليست روما. ولم يعد الضعف والقوة يُقاس بعدد مقاتلي البلد. إن فترة الثلاث سنوات ونصف السنة من الفشل الكلي في العراق كان يمكن أن يشكل علامة لأي قائد حكيم لتغيير المسار change course. لكن الكثيرين يرون الرئيس مجرد تمثال للقائد أو حتى فاقد للقيادة. وهكذا هي الاستراتيجية "الجديدة" للعراق.
بعد يوم واحد فقط من انتقال قيادة الكونغرس رسمياً للمنتصرين الديمقراطيين- وبعد سنين طويلة من الغياب- بدأ بوش بتغيير جنرالات حربه بطريقة لا هي متفقة مع رغبات الشعب الأمريكي ولا مع الأغلبية في الكونغرس.
إن علامة الشؤم الأولى في الاستراتيجية الجديدة تتمثل في قرار بوش زيادة قواته بواقع 21.5 ألف عسكري إضافي لدعم ألـ 140 ألف الموجودين فعلاً في العراق. ويصرّ على أن هذه الزيادة المثيرة وقتية وسيُعاد النظر ببقائها فقط عندما يتسلم تأكيداً ضامناً من الحكومة العراقية الحالية- الحكومة الدميّة وفق كل المقاييس- بأنها ترغب أن تتحمل المسئولية وأن تمارس دورها.
من المتوقع معارضة الكثيرين من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، بل وحتى أعضاء من حزب بوش الجمهوري، لهذه الحركة. وهذه المعارضة كُتبت ونُشرت في رسالة مفتوحة يوم الجمعة موجهة إلى بوش وموقعة من رئيسة مجلس النواب- نانسي بيلوسي- ورئيس مجلس الشيوخ- هاري ريد.
"إن إضافة المزيد من الجنود المقاتلين ستؤدي فقط إلى إلحاق المزيد من المخاطر بالقوات الأمريكية المتواجدة في العراق في ظروف اتساع انتشارها وضعف خطوطها إلى أقصى حد ممكن وبالتالي سهولة اختراقها دون أن تتحقق فائدة من هذه الاستراتيجية. كما أنها ستضعف جهودنا في جعل العراقيين يتحملون مسئولية مستقبلهم بأنفسهم،" حسب الرسالة.
كذلك سيطلب بوش من الكونغرس 100 بليون دولار- علاوة على ألـ 75 بليون دولار سبق ووافق عليه الكونغرس بأغلبيته الجمهورية العام الماضي- بغية تمويل عمليات الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان للسنة المالية 2007.
ليس الديمقراطيون الساخطون وحدهم في موقف المعارضة لهذا المقترح الأحمق الطائش لـ: بوش، بل أن قادة في الجيش يرونه كذلك متهوراً وتافهاً. لذلك فإن قادة مثل الجنرال جورج كيسي والجنرال جون أبي زيد ممن ينظرون بشك عميق لزيادة القوات الأمريكية في العراق هم في طريقهم للاستبدال ليحل محلهم مؤيدو الحرب.
سيحل الجنرال دافيد بترويس- المؤيد للحرب والذي اشترك في غزو العراق: مارس/ آذار 2003- محل كيسي. الأكثر من ذلك سيرأس الجنرال فالون القيادة الوسطى. إن اختيار فالون، حسب مراسل التايمز اللندية في واشنطن- جاء مفاجئة كبيرة للبنتاغون لأن فالون قائد بحري له خبرة ضئيلة في شئون المنطقة.
يرى الخبراء العسكريون أن بوش يستطيع زيادة قواته فقط من خلال تمديد فترة الخدمة و/ أو اللجوء للاحتياطي. وكل حالة ستقود إلى زيادة الإصابات بمعدلات أعلى من معدلاتها الحالية(الإرهاق وقلة الخبرة)- مع ملاحظة مقتل أكثر من ثلاثة آلاف جندي في هذه الحرب. وسترفع أيضاً فاتورة الحرب بشدة- تم صرف حوالي 350 بليون دولار.
سيتم نشر أغلبية القوات الجديدة في مناطق (الأقلية) الثائرة في بغداد ومحافظة الانبار، ويظهر أنها تشكل قلب المقاومة. يمكن فقط لشخص تافه أن يتصور أن مثل هذه الاستراتيجية يمكن أن تقود إلى أي شيئ سوى تزايد حمامات الدم ورفع حيوية ومصداقية وشرعية المتمردين (المقاومة الوطنية العراقية.)
ومن السخرية أن الظهور المتزايد لمليشيات طائفة (الأغلبية) كان استراتيجية أمريكية مبكرة لوضعهم في صراع دموي ضد المتمردين (المقاومة) من الطائفة الأخرى، بهدف إضعاف وتشتيت العراقيين وتقليل مخاطر إصابات الأمريكان.
والآن يضم الجيش والشرطة في العراق أعداداً من السفاكين لهذه المليشيات. ويجد الكثير من العراقيين أنفسهم وقد أصبحوا ضحايا هؤلاء ممن يُفترض أنهم جيش عراقي وقوة شرطة عراقية. إن أولئك ممن يتوقعون من العراقيين "تحمل مسئولية مستقبلهم" أُناس غافلون لحقيقة أن مستقبل العراق أكثر ظلاماً في ظل السياسة الأمريكية التقسيمية الطائفية.
إن الطريقة المهينة التي أعدم بها الرئيس العراقي السابق صدام حسين أوحت وكأنها إعدام العسكر (انقلاب غير شرعي) ضد حكومة شرعية، وجسّدت شاهداً على استمرار الصراع في العراق الذي أصبح يُنظر إليه وفق خطوط طائفية. وهذا الصراع يفرض على بوش أن يدرك أن الوضع في العراق بلغ نقطة حساسة غير مسبوقة وأن سياساته الاسترجالية macho politics وتعصبه السيئ يمكن أن تؤدي إلى كوارث أبعد. إن قراراته وتوجهاته الجديدة ستقود إلى حالة لا يمكن إصلاحها لا من قبل حزبه ولا من قبل الديمقراطيين في سياق منظورهم الضبابي.
يجب على بوش أن يوفر حالاً خارطة طريق للانسحاب من العراق على مراحل، وإشراك أطراف إقليمية ودولية، بما فيها الأمم المتحدة، الجامعة العربية، والأكثر أهمية كافة
الأطياف الاجتماعية العراقية، باعتبارها خياراً أخيراً لا مفر منه.

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد
مممممممممممممممممممممممممممممـ
One last chance for sanity in Iraq, By: Ramzy Baroud, Aljazeera.com- 11 January, 2007.
-- Ramzy Baroud s latest book, The Second Palestinian Intifada: A Chronicle of a People s Struggle (Pluto Press), is available at Amazon.com and also from the University of Michigan Press. His website is ramzybaroud.net




#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع قانون جديد لقطاع النفط العراقي
- تعاظم قوافل هجرة وتهجير العراقيين
- نمر من ورق؟ ربما تواجه إيران انحداراً اقتصادياً حاداً
- الأمريكيون يريدون خروجاً سريعاً من العراق لكن القادة المنتخب ...
- تصاعد قياسي للقتلى المدنيين في العراق
- أكراد العراق يتحولون ضد حلفائهم الأمريكان
- ماذا عن القتلة الآخرين في العالم المدعمين أمريكياً والقتلة ا ...
- الولايات المتحدة تفتح جبهة قتال أخرى في العالم الإسلامي
- 108000 عراقي هربوا من منازلهم الشهر الماضي
- 2007: عام سيئ آخر للعراق
- ذروة عشر أساطير بشأن العراق*
- تحليل: تهريب النفط العراقي*
- تطورات البرنامج النووي الإيراني
- حرب العراق قتلت من الأمريكيين عدداً أكبر من قتلى 11 سبتمبر*
- تقرير: مشروع أمريكي سري للإطاحة بالنظام السوري*
- لم أصنع في حياتي أبداً هذا العدد الكبير من التوابيت*
- اليورانيوم المنضب وراء تصاعد انتشار السرطان في العراق*
- إسرائيل تتهيأ لشن الحرب ضد حزب الله وسوريا*
- بيئة محاكمة صدام: مأساة لظلم الغزاة*
- استقالة رامسفيلد طريقة متأخرة جداً*


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الفرصة الأخيرة من أجل الحقيقة في العراق