أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الحرب النفسية والدعاية السوداء كيف تستهدف تركيا استقرار غربي كوردستان؟














المزيد.....


الحرب النفسية والدعاية السوداء كيف تستهدف تركيا استقرار غربي كوردستان؟


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 20:56
المحور: القضية الكردية
    


على الحراك الكوردي، بجميع أطيافه، أن يكون على درجة عالية من الوعي تجاه الحملات الإعلامية والدعائية التي تنشرها تركيا وأدواتها، إلى جانب القوى المتربصة بالقضية الكوردية عمومًا، والتي تهدف إلى خلق بلبلة داخل مناطق الإدارة الذاتية، وبين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في غربي كوردستان على وجه الخصوص. هذه الدعايات ليست عشوائية، بل تندرج ضمن إطار حرب نفسية ممنهجة تهدف إلى توسيع شرخ الخلافات بين أطراف الحرك الكوردي ومن ثم إضعاف ثقة المجتمع الكوردي بذاته، وزعزعة استقراره، وإثارة الشكوك بين مكوناته.
كما وأن هذه الدعاية، رغم ضعفها، تحمل في طياتها محاولة واضحة لتقوية مركز الحكومة السورية الانتقالية، بحيث تتمكن من الضغط على الحراك الكوردي، وخاصة الإدارة الذاتية، لدفعها إلى تقديم تنازلات والقبول بشروط تمليها قوى معادية لحقوق الشعب الكوردي.
إحدى هذه الدعايات هي الترويج، بشكل غير مباشر، لفكرة:
أولا، أن إدارة ترامب تسعى إلى تهجير سكان غزة وتوطين جزء منهم في عفرين وكري سبي ومناطق الجزيرة.
ثانيا، يجري تسريب أخبار مفادها أن الولايات المتحدة ستساعد وتدعم الحكومة السورية الانتقالية، وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) بالسلاح، للتدخل في لبنان ومحاربة حزب الله، مقابل تخليها عن قوات سوريا الديمقراطية، والسماح للحكومة السورية بالسيطرة على غربي كوردستان.
إلى جانب دعايات شريحة تم تجنيدها لنشر مثل هذه الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، وبينهم شخصيات معروفة، بعضها كان جزءًا مما كان يُسمى بالمعارضة السورية.
هذه الروايات لا تستند إلى أي مصادر موثوقة، وهي جزء من دعاية سياسية تهدف إلى بث الرعب وإضعاف الثقة بالتحالفات الحالية. من الناحية السياسية والاستراتيجية، لا يمكن تصديق مثل هذه الادعاءات للأسباب التالية:
1. الولايات المتحدة لن تتخلى عن سوريا بسهولة.
المصالح الأمريكية في سوريا أعمق وأوسع من مجرد صفقات سياسية عابرة. فالوجود الأمريكي في المنطقة ليس فقط لدعم طرف معين، بل هو جزء من استراتيجيتها الجيوسياسية لموازنة النفوذ الإيراني، والحد من التمدد الروسي، وتأمين تدفق موارد الطاقة العالمية.
2. هيئة تحرير الشام والحكومة السورية الانتقالية ما زالتا ضمن قوائم الإرهاب.
قبل أيام فقط، أكد أحد مستشاري ترامب أن الإدارة الأمريكية لا تثق بالحكومة السورية الانتقالية، وأنها لن ترفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب. وبالتالي، لا يمكن أن تكون هذه القوى شريكة للولايات المتحدة في أي مخطط إقليمي كبير، خاصة أن واشنطن تدرك تمامًا أن هذه التنظيمات تشكل تهديدًا مباشرًا على الأمن الأوروبي والأمريكي والإسرائيلي.
3. ملف السجون والمخيمات يشكل تهديدًا استراتيجيًا.
لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح بأن تقع السجون والمخيمات التي تضم آلاف الدواعش وعائلاتهم في أيدي تنظيمات إسلامية متطرفة، لما يشكله ذلك من خطر أمني يمتد إلى أوروبا والولايات المتحدة نفسها. الحفاظ على السيطرة على هذه المنشآت مسألة أمن قومي بالنسبة لواشنطن، ما يعني أن دعمها لقسد سيستمر ضمن هذا الإطار على الأقل.
4. المصالح الاقتصادية لأمريكا تتعارض مع الدعاية التركية.
الولايات المتحدة تعمل على تعزيز مشاريعها الاقتصادية في المنطقة، ومن بينها مشروع تصدير غاز الخليج إلى أوروبا، ليكون منافسًا للغاز الروسي. البنية التحتية المتوقعة لهذا المشروع تمر عبر مناطق الجغرافيا السورية والعراقية، حيث للقوات الأمريكية نفوذ مباشر أو غير مباشر. وهذا يوضح أن واشنطن لا يمكنها الانسحاب من هذه المناطق لصالح لاعبين آخرين.
5. عدم ثقة البيت الأبيض بأردوغان.
رغم التصريحات الإيجابية التي يطلقها ترامب أحيانًا عن أردوغان، فإن الدوائر السياسية في واشنطن تدرك تمامًا علاقته الوثيقة مع التنظيمات التكفيرية، واستخدامه لها كورقة ضغط على أوروبا وإسرائيل وحتى أمريكا نفسها. لقد استخدم أردوغان المهاجرين السوريين والأفغان، وملف داعش، وعلاقاته مع روسيا وإيران، للضغط على الغرب لسنوات، مما يجعل أي تحالف استراتيجي أمريكي معه محفوفًا بالمخاطر.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
بناءً على ما سبق، يجب على الحراك الكوردي التحلي بالوعي والتريث في تصديق أو نشر مثل هذه الأخبار السطحية التي تهدف إلى خلق الفوضى والتوتر. هذه الدعاية ليست موجهة إلى الإدارة الأمريكية التي تمتلك معلوماتها الاستخباراتية وتدرك الواقع على الأرض، بل تستهدف الشارع الكوردي وشعوب المنطقة، لإضعاف موقفهم وإحداث شرخ داخلي بينهم.
إن مواجهة هذه الحرب النفسية تتطلب توحيد الصف الكوردي، وتعزيز الحضور السياسي والدبلوماسي، والارتقاء بأسلوب التعامل مع الأزمات. كما يجب عدم الانجرار وراء الأكاذيب الإعلامية التي تهدف إلى شلّ الإرادة السياسية، والتأكيد على ضرورة التحليل العميق لأي معلومة قبل نشرها أو التفاعل معها.
القضية الكوردية ليست قضية يمكن إضعافها بمجرد إشاعات أو دعايات مضللة، بل هي قضية شعب له جذوره العميقة، ويملك مقومات البقاء والاستمرار. ولكن، لتحقيق ذلك، لا بد من الوعي، واليقظة، وعدم الانجرار وراء الحرب الإعلامية التي تشنها القوى الإقليمية لضرب استقرار المنطقة وتحقيق أجنداتها الخاصة.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
18/2/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين التسوّل السياسي الكوردي والقيادة الحقيقية
- ميلاد كوردستان بداية الاستقرار والتعايش في الشرق الأوسط
- إعادة تشكيل الشرق الأوسط هل هو مخطط خارجي أم نتيجة بنية داخل ...
- إعادة تشكيل الشرق الأوسط هل هو مخطط خارجي أم نتيجة بنية داخل ...
- مؤتمر الحوار الوطني السوري تهميش للكورد ومخطط لإقصاء الحراك ...
- من متطلبات المرحلة تصعيد دور القيادة السياسية في الإدارة الذ ...
- آن الأوان لفصل المسار السياسي عن العسكري في الإدارة الذاتية
- تيه بين العدم والخلود
- كيف تُدار الحرب ضد الكورد بوجوهٍ بلهاء وألسنة مأجورة؟
- قراءة في انسحاب المجلس الوطني الكوردي من الائتلاف السوري
- تنازل المجلس الوطني الكوردي عن مطلب الفيدرالية، تراجعٌ سياسي ...
- لماذا نشرت قناة NBC الخبر الكاذب حول احتمالية سحب إدارة ترام ...
- الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من سوريا، دعاية مضللة بغايات ...
- الإعلام السوري من التواطؤ إلى التحريض، لماذا كل هذا الحقد عل ...
- الإعلام السوري من التواطؤ إلى التحريض، لماذا كل هذا الحقد عل ...
- خطب الكراهية في ساحة الأمويين
- في سوريا المنتصر لا يجادل بل يفرض قدره
- سوريا من قبضة الأسد إلى مخالب الإرهاب
- حين يحارب الكورد الإرهاب وتصنعه تركيا من جديد!
- احذروا صُنّاع الكراهية ووجوه الحقد التي تلوّث مستقبل سوريا


المزيد.....




- إسرئيل: تسليم جثامين الأسرى سيتم السبت دون تغييرات
- تقزيض مهمة -الأونروا- جزء من مخطط تصفية قضية اللاجئين وحقوقه ...
- الأمم المتحدة تُعلن دعمها للعراق في استرداد أمواله المُهربة ...
- الولايات المتحدة تتخذ الخطوة الأولى للانسحاب من الأمم المتحد ...
- سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة يتهم حماس بإعادة جثة غير معرو ...
- تقرير للأمم المتحدة: اقتصاد سوريا قد يحتاج 50 عاما ليتعافى و ...
- الأمم المتحدة: الاقتصاد السوري بحاجة لـ55 عاماً للعودة إلى م ...
- ميتا تطلق العنان لحرية التعبير... هل تكون حقوق الإنسان الضحي ...
- واشنطن تدشن مسارا جديدا لترحيل المهاجرين إلى فنزويلا
- تقرير للأمم المتحدة: اقتصاد سوريا قد يحتاج 50 عاما ليتعافى و ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الحرب النفسية والدعاية السوداء كيف تستهدف تركيا استقرار غربي كوردستان؟