أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ما بين التسوّل السياسي الكوردي والقيادة الحقيقية














المزيد.....


ما بين التسوّل السياسي الكوردي والقيادة الحقيقية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 01:45
المحور: القضية الكردية
    


هل نستطيع أن نقول أن الفيدرالية لغرب كوردستان والنظام اللامركزي في سوريا باتا أقرب إلى السراب؟ ليس فقط بسبب رفض الدول الإقليمية لها خشية من تحولات كبرى قد تعيد تشكيل المنطقة، ولا لأن الفصائل الإسلامية المتطرفة مثل هيئة تحرير الشام وحلفائها لديهم من القوة ما يكفي لفرض مشروعهم الإقصائي، بل لأن الكورد أنفسهم، وهم القوة الأهم في المعادلة السورية، لا يتعاملون مع قضيتهم بثقلها الحقيقي، بل باتوا رهائن خلافاتهم الداخلية، وأسرى تباين رؤاهم الأيديولوجية والسياسية، مما يجعلهم يفقدون القدرة على فرض شروطهم بقوة وثقة.
رغم أن الكورد في سوريا قدموا تضحيات جسيمة، وكانوا ولازالوا رأس الحربة في محاربة الإرهاب، إلا أن القوى السياسية الكوردية، خاصة المجلس الوطني الكوردي، أو الشخصيات المدعية بأنها تمثله، وأستبعد أن يكون هذا موقف المجلس العام، أظهرت عجزًا عن استثمار هذه المكاسب استراتيجيًا.
فبدل أن يكونوا الطرف الأقوى على طاولة المفاوضات، والتي لا بد منها، باتوا يتسولون دورًا في مستقبل سوريا، يتهافتون على فتات اعتراف لا قيمة له، بينما تتعامل معهم القوى الأخرى بصفتهم مجرد بيادق يمكن تحريكها وفق المصالح الدولية، وللمصداقية حتى الأن قوى الإدارة الذاتية وطرف من المجلس الوطني الكوردي لم يتنازلوا ومنطقهم كبعد قومي ووطني صحيح بالنسبة لمنطقة الإدارة الذاتية ولكلية سوريا.
رغم أن الحوارات السياسية التي لم تُجرى معهم حتى الأن بالشكل المطلوب والتي يجب أن تكون على مستوى ثقل القضية الكوردية والقوة التي تملك وتحمي ربع سوريا، لا تتم بصفة رسمية، بل عبر شخصيات ثانوية بلا نفوذ أو تأثير في القرار، مما يعكس استخفافًا واضحًا بحقوق الشعب الكوردي، واستهانة بمطالبه التاريخية، وهو ما لم يحدث مع شعوب أخرى ناضلت لتحقيق حريتها.
المتسول لا يطلب أكثر من لقمة العيش وغطاء يحمي به ذاته، أما القائد الحقيقي فهو من يعرف مكانة أمته، ويطالب بحقوقها غير منقوصة، مدركًا أن الشعوب الحرة لا تُمنح حقوقها، بل تنتزعها بثقة وإصرار.
إن التاريخ حافل بقادة قادوا شعوبهم نحو التحرر، دون أن يساوموا أو يقبلوا أنصاف الحلول:
• نيلسون مانديلا لم يساوم على إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ورغم قضائه 27 عامًا في السجن، خرج ليقود شعبه نحو الحرية والكرامة.
• مصطفى البارزاني كان نموذجًا للقائد الذي لم يتوقف عن النضال، إدراكًا منه أن الحقوق لا تُستجدى، بل تُنتزع بالقوة والعزيمة.
إن هؤلاء القادة لم يقبلوا أن يكونوا على هامش المعادلة، ولم يرضخوا لمناورات سياسية تجعلهم مجرد أدوات بيد القوى الكبرى، أما الحراك الكوردي في سوريا اليوم، فهو بعيد عن هذا النهج، حيث يتفاوضون من موقع الضعف، وبدل أن يكونوا هم من يحددون شروط مشاركتهم في سوريا المستقبل، يجدون أنفسهم مجرد طرف ينتظر ما يُملى عليه، تمامًا كما كان حال العديد من القوميات التي فشلت في الحفاظ على وجودها السياسي.
إن المستقبل القريب ينذر بمخاطر كبرى على القضية الكوردية، في ظل التهافت غير المدروس على المفاوضات، وعدم امتلاك رؤية سياسية واضحة، ناهيك عن انعدام الوحدة الداخلية، وهي عوامل ستؤدي إلى خسارة المطالب الفيدرالية والحكم الذاتي، وربما حتى أبسط الحقوق القومية.
إذا لم يغيّر المدعين بأنهم قادة الحراك الكوردي نهجهم، ويبدؤوا في التصرف بثقة تليق بتضحيات شعبهم، فسيظل الكورد على هامش التاريخ، يشهدون كيف تُبنى الدول، بينما هم يرضون بأقل القليل. فالمعادلة واضحة، من يطالب بحقه كاملاً، يحصل على نصفه على الأقل، أما من يطلب الفتات، فلن يحصل حتى عليه!
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
18/2/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلاد كوردستان بداية الاستقرار والتعايش في الشرق الأوسط
- إعادة تشكيل الشرق الأوسط هل هو مخطط خارجي أم نتيجة بنية داخل ...
- إعادة تشكيل الشرق الأوسط هل هو مخطط خارجي أم نتيجة بنية داخل ...
- مؤتمر الحوار الوطني السوري تهميش للكورد ومخطط لإقصاء الحراك ...
- من متطلبات المرحلة تصعيد دور القيادة السياسية في الإدارة الذ ...
- آن الأوان لفصل المسار السياسي عن العسكري في الإدارة الذاتية
- تيه بين العدم والخلود
- كيف تُدار الحرب ضد الكورد بوجوهٍ بلهاء وألسنة مأجورة؟
- قراءة في انسحاب المجلس الوطني الكوردي من الائتلاف السوري
- تنازل المجلس الوطني الكوردي عن مطلب الفيدرالية، تراجعٌ سياسي ...
- لماذا نشرت قناة NBC الخبر الكاذب حول احتمالية سحب إدارة ترام ...
- الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من سوريا، دعاية مضللة بغايات ...
- الإعلام السوري من التواطؤ إلى التحريض، لماذا كل هذا الحقد عل ...
- الإعلام السوري من التواطؤ إلى التحريض، لماذا كل هذا الحقد عل ...
- خطب الكراهية في ساحة الأمويين
- في سوريا المنتصر لا يجادل بل يفرض قدره
- سوريا من قبضة الأسد إلى مخالب الإرهاب
- حين يحارب الكورد الإرهاب وتصنعه تركيا من جديد!
- احذروا صُنّاع الكراهية ووجوه الحقد التي تلوّث مستقبل سوريا
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب - 3/3


المزيد.....




- نتنياهو يتجاهل مسؤوليته عن قتل الأسرى ويتوعد غزة
- حماس لذوي الأسرى القتلى: كنا نفضل عودتهم أحياء لكن قادتكم اخ ...
- تعرف على الأسرى ذوي المؤبدات الذين ستشملهم الدفعة السابعة من ...
- الأمم المتحدة تندد بطريقة تسليم حماس رفات المحتجزين الإسرائي ...
- 6 رسائل بعثتها القسام خلال تسليم جثث الأسرى الصهاينة.. ما هي ...
- اليابان تؤكد التزامها الثابت بدعم اللاجئين الفلسطينيين
- -يوم صعب وصادم-.. ردود فعل إسرائيلية على مشهد تسليم جثث الأس ...
- رسائل من نار: رد فعل -إسرائيل- على منصات تسليم الجثث وعائلات ...
- إعلام إسرائيلي: لدينا حكومة خائنة وترامب هو الأمل الوحيد لاس ...
- نائبة إسرائيلية: كم من الأسرى سيقتلون بسبب اعتبارات نتنياهو ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ما بين التسوّل السياسي الكوردي والقيادة الحقيقية