أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - شهادة بولادة محور ترامب - بوتين















المزيد.....



شهادة بولادة محور ترامب - بوتين


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1. معالم محورالفاشية الجديدة
انها لظاهرة مثيرة حقا، من الناحية التاريخية على الاقل، ان تتكرر نفس الاحداث والمعالم تقريبا لما حدث قبل قرن بالتمام ، بولادة مجموعة من النظم ألفاشية في اوربا (المقصود بالفاشية الايديولوجيا التي تعادي وتلغي الديمقراطية السياسية في ادارة الدولة لتستبدلها بنظام شمولي ذو سلطة مطلقة لقائد قومي أعلى تمجده الامة وتخضع له كافة مؤسسات الدولة وتعمل بتوجيهاته وقيادته وعبادة وتمجيد شخصيته) تقودها احزاب اليمين القومي المتطرف واقامة تحالف بينها للسيطرة على اوربا ولتقاسم اركان العالم ، وتعاد اليوم نفس الظاهرة ، بولادة انظمة فاشية مماثلة وبدء معالم اصطفافها في محور دولي محاكيا لما حدث بالامس، أي منذ قرن . وارجو من القارئ ان يعرف الفرق بين النظم القومية والفاشية فالاخيرة ايضا قومية ولكنها شمولية وتوسعية تسعى لانشاء امبراطورية.

نشأ في القرن الماضي اول تحالف بدأ من نواة لنظام فاشي اقامه موسوليني عام 1922 في ايطاليا تحت شعار اعادة مجد الامبراطورية الرومانية ، وجذب نموذجه بعد عشرة سنوات اقامة نظام مماثل وفي دولة اكبر واعظم واقوى هي المانيا بقيادة هتلر وتحت نفس الشعار باعادة مجد الامبراطورية الجرمانية ،وحدث بينهما غزلا وتناغما شخصيا ولقاء بين نظم فاشية اقامت تحالفا بينهما ليساعد كلا منهما الاخر على اقامة امبراطوريته. واليوم ، وللدهشة ، فنحن نرى تقريبا نفس المشهد وتعاد الظاهرة بمثيلها وتفاصيلها. ان قائد النواة الاولى هو بوتين وشعاره اعادة مجد روسيا الامبراطورية، وجذب له دولة اكبر واقوى هي اميركا الترامبية بنفس الشعار تقريبا باعادة عظمة اميركا ، ومنه فلاغرابة باللقاء والاطراء المتبادل والاعجاب ، كلاهما يقود امة كبيرة وكلاهما يدين بنفس العقيدة ، عقيدة اعادة مجد وعظمة الامة والامبراطورية ، وعليهما التفاهم على التعاون وتقسيم النفوذ بما يضمن المصالح، ونظرا للتاريخ الطويل للعداء بين معسكر قادته اميركا الديمقراطية واخر قادته روسيا السوفياتية، فلو حدثت بتحالف يقوم بينهما لاية ربة بيت في اي مكان في العالم ، حتى قبل شهر، لضحكت وقالت ياله من خيال، ولكنه ولسوء تقديرها ها هو اليوم يصبح واقعا، وانا لا الومها بذلك، فها هم عباقرة القوم من محللين ومتخصين سياسيين عدا الهواة والمتأدلجين وحتى قادة الاحزاب هم اما مذهولون او ينفون و يخجلون الاعتراف بهذه الولادة ( وواجد لنفسي المتواضعة حق الافتخار بتنبؤي بها واوردته في مقالة لي على موقع الحوار تحت عنوان " تحليل الظاهرة الترامبوية" قبل عام تقريبا ويمكن للقارئ الرجوع اليه، على اني ايضا اجد لزاما علي ان اذكرللقارئ اني استمعت لهذا الطرح بامكانية التحالف بين الاميركان والسوفيت بداية الثمانينات من استاذين سوفياتيين محترمين كانا زائرين لمدة عام في قسم هندسة الكومبيوتر في جامعة تورونتو بكندا ، وربطتني بهما صداقة منذ وقتها ولازالت باحدهما لليوم ، وكان طرحهما بسيطا ، لم العداء وكلا الامتان الروسية والاميركية عظيمتان ومبدعتان وعمليا قائدتان في العالم، يمكنهما الاتفاق وارساء السلام وتجنيب امتيهما والعالم مساوئ العداء والتحول للتعاون على حل القضايا في العالم بما يلبي المصالح المشتركة لهما وللعالم بالاعتراف بمصالح الطرف الاخر والكل يخرج رابحا)، وكان سؤالي كيف يمكن اقامة هذا الاتفاق ولكل منهما ايديولوجيا مناقضة ومعادية للاخر؟ كان الجواب ياتي انه وفق المدرسة المادية فالمصالح المشتركة هي من يقرر واما الايديولوجيات ( الافكار) فهذه يمكن ترويضها وتطويعها لو تم الاتفاق على المصالح. وحتى اني وبعد انحلال الاتحاد السوفياتي وواول صعود لبوتين، سمعت احدهما متهكما قائلا " اترى ، نحن قمنا بالتخلي عن الايديولوجيا وستتخلى اميركا يوما ما عنها وتسير بمصالحها، وعندها سنتفق وسترى ) ، وما حاجة اميركا لذلك ، وكيف يمكن لها التخلي عن الديمقراطية وتغيير كل معاييرحياتها وعمل مؤسساتها، كيف سيتم ذلك ؟ يمكن استغلال نفس الديمقراطية الاميركية لجلب رئيس قومي يتفاهم معنا. وهكذا نرى فالديمقراطية الاميركية عند الروس ركيكة ومضحكة ويسهل اختراقها بضخ المال في الاعلام وتصعيد من يشاء وتين..انه امر اعترف اني وجدته مضحكا حقا ،واعتبرته دعابة وخيال ،ولكني ولدهشتي وجدت ذلك قد وقع حقا بعد اقل من عشر سنوات بانتخاب ترامب عام 2016 ومنه ايقنت ان هذا التوجه الذي كان شائعا بين النخب والانتلجنسيا الروسية ليس مجرد دعابة او خيال بل اصبح واقعا عمليا، وعليه فتنبؤي اعلاه ليس نظريا بحتا بل له مقدمات بقيت اتابع مجراها لسنوات حتى اقتنعت نعم انه ممكن.
مالذي يوجب اصدار شهادة الميلاد اليوم لهذا الحلف رغم غياب اعلان رسمي عن ولادته؟ لا اعتقد انه امرا اصبح لا يحتاج اليوم لبرهان بل لمعرفة التفاصيل ، رغم الصدمة التي يعيشها قادة اوربا والعالم، وديناسورات السياسة في اميركا ، وهواة السياسة الطبقية والليبرالية من اليسارفي كل مكان ، فيكفي اعلانين خلال الشهر الجاري ، احدهما بعناوين عريضة لخطة ترامب لاحلال السلام في اوكرانيا ( ان تتنازل لروسيا عن الاراضي التي احتلها بوتين بالقوة واعتبارها روسية ، وان تدفع اوكرانيا فوق عزائها 500 بليون دولار لترامب على شكل حقوق في المعادن النادرة في ارضها لتعويض ماقدمته اميركا لها خطأ من مساعدات ومعدات لمحاربة الرفيق بوتين المحب للسلام ، وبعث ترامب وزير خزانته لتوقيع الصك ( وهو اول زائر من فريق ترامب ) ليضعه في الجيب وبعدها يتم ابرام اتفاق مع بوتين، لاضمانة فيه لاستقلال اوكرانيا من اميركا، بل وحتى صرح " من يعلم، فيوما ما يمكن ان تصبح اوكرانيا جزء من روسيا، علينا ضمان حقوقنا" ،كما قالها حرفيا، اي مكافأة بوتين على عدوانن كل اوكرانيا ( عدا ربما مقاطعة كورباتيا كون ترامب اوعد حليفه فيكتوراوربان باعادتها لهنغاريا وسيحترم بوتين هذا الوعد ( لم يقل به ترامب اليوم ولكنه قاله غير مباشرا مرة عندما اشار لعظمة وعبقرية اوربان وحرصه على هنغاريا ) ، وهكذا فالامر ليس الا تقاسم لكعكة اوكرانيا بين الاحبة، بوتين سيحترم تجهيز المعادن بقيمة الصك ب 500 بليون دولار من الاراضي التي سيضمها ، واوربان وبوتين بضم اوكرانيا فهو بالدفع مقدما، ويبدو ان زيلنسكي عرف بتفاصيل خطة ترامب، ورغم صمت بريطانيا فانه اخذ بكلمتها وطلب تأجيل التوقيع حتى الاتفاق على ضمان اميركي بالحفاظ على استقلال وسيادة اوكرانيا على اراضيها ، ومنه رجع الوزير خائبا بدون صك ليسلمه لرئيسه بطل الصفقات.
وكان مؤتمر وزراء دفاع حلف الاطلسي في بركسيل يوم 11 فبراير الجاري هو الساحة التي اعلن فيها تفاصيل الاتفاق اعلاه الذي جاء على على لسان وزير الدفاع الجديد بييت هيغسيث ( المذيع السابق في محطة فوكس نيوز وعينه ترامب بهذا المنصب لاهانة اقوى مؤسسة في اميركا وربما في العالم بتسليط احد ازلامه ذو الطاعة العمياء له لتحييدها واخراجها من معادلة السياسة متعضا بدرسه من الرئاسة الاولى بعدم الاستعانة بكوادر كفوءة من نفس المؤسسة ، كما قام بتعيين تولسا هيغارد ،وهي خريجة مدرسة متوسطة وعريفة سابقة في الجيش الاميركي مديرة للاستخبارات الوطنية ، اي رئيسة على كافة وكالات الاستخبارات ال 18 في اميركا ، لاصدار تقارير ابتزاز لفضائح للسياسيين ومنهم الجمهوريين ممن يفتح فمه مخالفا لعبادة ترامب، وسنتناول تحت منهج ترامب في اخضاع المؤسسات الاميركية الهامة التي تتمتع باستقلالية في رسم السياسات تحت سقف المصالح العليا للدولة الاميركية بعيدا عن الاحزاب ضمن قانون اميركي يعود لعام 1893 ، ومنهجه بهذه التعيينات جزء من اقامة نظام جديد في اميركا يحمل سمات العبادة الشخصية الفاشية للرئيس فيها وهو امرا لم يحدث مسبقا). ولا بد لمن تابع خطاب وزير دفاع ترامب ان يلاحظ ان جوهر خطابه كان التهديد للتمهيد لانسحاب اميركا منه او اعلان تخليهاعن حماية حلفائها ان يرفعوا ميزانيتهم ( أي ان لم يدفعوا )، ومنه ترى ان رئاسة الحلف قد حولت رسميا لوزير دفاع بريطانيا بمثابة اعلان اولي عن تخلي محتمل لاميركا عن الحلف ، او بقاؤها فيه لاستخدام حق الفيتو لاغير، والا لوقع ترامب مرسوما بالانسحاب من الحلف من بين ال 200 مرسوم التي وقعها لليوم وخلال الشهر الاول لرئاسته، فهو مقتنع تماما بطرح بوتين ان لافائدة من بقاء الحلف ان تصالحا).
وتفاجأ العالم ايضا بخطاب نائب الرئيس السيد عزت الدوري (اسف للخطأ انه ‏ نائبلاالرئيس فانس الترامبي) في مؤتمر الامن في ميونيخ وبحضور 60 رئيسا لدولة ومنظمة دولية مصرحا انه يعتبر ان " لاخطر على اوربا من روسيا بل الخطر منا ومن داخلنا" ويقصد به انه من الليبرالية والليبراليين. انه واقعا تقول بواحدة من اهم الاركان التي تشكل الاساس العقائدي للمحور العالمي الجديد ، محور ترامب – بوتين الذي يجري حثيثا الاعلان عن ولادته قريبا وربما سيتم من السعودية بلقاء بوتين ترامب المرتقب حول اوكرانيا.
وقبل هذين الحدثين كان ترامب قد اعلن مشروعه للتهجير وللتطهير العرقي لغزة عند زيارة ناتنياهو لواشنطن كأول رئيس اجنبي يستقبله فيها ، وناتنياهو ،اضافة لفيكتور اوربان ، سيكونا احد المؤسسين لهذا التحالف الفاشي الجديد، وجاء تصريح الكريملن وعلى لسان بيسكوف " انه لايمكنه التعليق عليه لعدم توفر معلومات عنه " وكأنه حزورة ، ولم يخجل بتصريحه هذالارضاء حليفهم ترامب وصديقهم ناتنياهو والعالم باجمعت تقريبا ادان هذا الطرح لهمجيته وكونه واضحا مناف لقوانين الامم المتحدة ومواثيقها وهو واقعا يلغي حق الشعوب في تقرير المصير الذي تم طرحه وتبنيه دوليا بعد طرحه منذ قرن على يد الرئيس الاميركي وويدرو ويلسون في مؤتمر السلام بباريس عام 1919 ، ومنه تم حل الامبراطوريات وولادة عشرات الدول المستقلة.
تبع اعلان غزة ، اعلان الحل لاوكرانيا ، وقبله الاعلان عن خطته لضم كندا وكرين لاند ، انه عصر اعادة الامبراطوريات قد حل ، ذلك الذي يقوم عليه تحالف ترامب –بوتين وكل هذه هي الممهدات والمقبلات اتت لاعداد الجميع لابتلاع الاعلان عن هذا المولود الجديد للتحالف القائم على تشارك المصالح وعلى اللقاء في الفكر القومي اليميني المتطرف (الفاشي) ، ومن جديد فالفاشي تشير الى النظام الشمولي الامبراطوري التوسعي ،كما قام في ايطاليا والمانيا مثلا ، في الامس،قبل قرن.
2. فهم ظاهرة صعود اليمين القومي المتطرف اليوم
توجد هناك اختلافات جوهرية بين الفاشية القديمة والجديدة ،رغم انهما يتشاركان بنفس العقائد وبنفس الشعارات وقيادة احزاب اليمين القومي المتطرف لكل منهما. ولكن الاختلاف اليوم هو فقط بالطريقة التي يتم فيها الصعود للسلطة ، حيث بديل تشكيل الميليشيات لممارسة الارهاب للوصول اليها، كما قام به هتلر وموسوليني ، نجد ان صعودها اليوم يتم من خلال صناديق الاقتراع في انتخابات هادئة دون ارهاب ميليشياوي ، كما ان فوز احزاب اليمين القومي في البلدان الصغيرة الاوربية لايعني انها فاشية ، فهي لن تقوى على اقامة نظما شمولية ، دعك عن ان تكون توسعية كالتي قام بها هتلر وموسوليني في القرن الماضي ، اوعلى يد بوتين في هذا القرن، ومن هنا يصبح الحديث عن اقامة تحالف فاشي حقيقي فقط بين الدول التي تنادي باعادة مجد الامبراطوريات ، ومنه ينبع اللقاء الحميم . والمحور الثاني للقاء العقائدي ، وهو الاهم ، هو محاربة الفكر الليبرالي ، واعتباره الد اعداء الامة .
ان اهم سبب ، من بين اسباب عديدة اخرى ، لصعود احزاب اليمين القومي المتطرف للسلطة اليوم، هو عجز النظم البرلمانية والحكومات البيروقراطية التي تشكلها الاحزاب التي تؤمن بالديمقراطية البرلمانية، من يسار الوسط ( الاحزاب الليبرالية) ، ومن يمين الوسط ( الاحزاب القومية المعتدلة)، عن تقديم حلول لقضايا ملحة ، وعن اجراء اصلاحات هامة وحاسمة يراها الجمهور ملحة وجوهرية ، ومن عجزها وتجاهلها يتجه الجمهور للقوى المتطرفة التي تعده بالحلول السريعة الحاسمة، والابرع بينها هي الحركات القومية اليمينية المتطرفة (الفاشية ) التي تخاطب غرائز الجمهور شعبويا وتمطره وعودا حالمة لتخدره وتطربه بحلول سريعة وحاسمة ،باعادة مجد وثراء الامة ورفاهها بالتخلص مثلا من المهاجرين ،او بارجاع المصانع من الصين ، اوخفض سعر البنزين ، وايقاف اليسار الليبرالي المتطرف بضرب الدين والتقاليد ( مثل سماحه بزواج المثليين وبتبني الاطفال او عدم تسمية الجندر للاطفال عند الولادةوغيرها ) ، وحدث بلا حرج ، فيلتف الجمهور حول اليمين الشعبوي المتطرف لتحمله للسلطة عبر صناديق الاقتراع ،عبر حملة اعلامية قوية خصوصا ببذخ وضخ مئات ملايين الدولارات من بوتين لتشغيل مئات المكاتب والماكنات الاعلامية المحلية لترويج بضاعة ودعاية واكاذيب اليمين القومي وللتسويق له ( يكفي ايراد مثلا واحدا لمكتب شركة اعلامية اشهارية في لوس انجلس من اربعة صحفيين شباب في العشرينات كان يتلقى 400 الف دولار اسبوعيا خلال حملة ترامب الاخيرة ، وتم كشفهم والقاء القبض على مديرة التمويل للمكتب ،الكندية الجنسية الصينية الاصل ، التي تعاقدت معهم بعقد اعلامي لمدة 6 اشهر ، وهي بدورها كانت متعاقدة مع امراة وزوجها من اصل روسب عرف بعد الحقيق انهما يديران مكتب روسيا اليوم في اميركا وتم اغلاق المكتب وطردهما بقرار من المحكمة التي غطت تفاصيلها واسعا في الاعلام الاميركي ، وكانت هذه من بين مئات القنوات والمكاتب الاعلامية والترويجية مزروعة في كل الولايات الاميركية وممولة ببذخ من بوتين اي من اموال الشعب الروسي ، وبلاشك مثلها مزروعة في كل بلد اوربي وتعمل تحت حماية دستورية لحرية الرأي والاعلام للترويج الشعبوي لاحزاب اليمين المتطرف والتحريض على الاحزاب التقليدية وفشلها في ادارة دفة الحكم ومنه التصاعد السريع للوزن الانتخابي لاحزاب اليمين المتطرف ).
ولكن اقعا تبقى الحجة قائمة ،فان اغلب الجمهور الوسطي الغير مؤدلج قد مل من تعاقب ألادوار وتدوير السلطة بين الاحزاب المعتدلة الليبرالية والقومية منها، وبالتالي استطاع اليمين المتطرف كسب انصار كثر من الاحزاب القومية المعتدلة ، (اضافة لنواة جماعته الفاشية القليلة التعليم ولكنها المتحفزة المؤدلجة )، واستطاع تكوين كتلة لا بأس بها فاقت 50% في انتخاب ترامب مثلا، وهذا النموذج مرشحا للتكرار في بلدان هامة عديدة في اوربا ، ربما اقربها واخطرها على الاطلاق سيكون في حالة فوز لوبان في انتخابات الرئاسة الفرنسية مثلا ،فهي ستقلب موازين القوى في اوربا الغربية ( بل وفي العالم كما سنرى تحت).
ولكن من الجدير ايضا ملاحظة ان فوز اليمين المتطرف يقوم اساسا على قاعدة احتجاجية تضم قطاعا واسعا من المتذمرين غير المؤدلجين لايؤمنون بالقائد الفذ المنقذ للامة، وهذا هو الفرق الجوهري بين فاشيات القرن الماضي واليوم ،فهي تقف عاجزة عن اقامة نظام شمولي سشمولي وسرعان ما سينقلبون بعدما يدركون ان وعود اليمين القومي المتطرف كانت من وعودا عسلية ضمن حملات دغدغة للمشاعر سرعان ما تصطدم بالواقع فتتبخرالاحلام ويحين الرجوع للواقع، وطردهم من الحكم وعبر الصناديق. ، خصوصا بعدما لقنوا القوى الوسطية درسا لتحسين الاداء والايفاء بالوعود وجعل وطروحاتها اكثر ملموسة وتنفذها بجدية.
3. هل سينجح ترامب باقامة نظام شمولي في اميركا
ان التحليل الموضوعي لواقع الولايات المتحدة اليوم، بما فيها الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ، لايشير الى وجود ظروف خانقة وقاتلة لانجازات الديمقراطية بحيث تسمح لطموحات اليمين المتطرف وترامب بفرض الشمولية واقامة نظام فاشي في اميركا ،فالواقع الاميركي يشير لغير ذلك، ولن يسمح للتحول لاي نوع من النظم الشمولية، وذلك يرجع لاسباب موضوعية يمكن تلخيصها بترسخ قوة وسلطة الدستور والقانون والحقوق والحريات ، يدعمها قانون منع تسييس اجهزة الدولة الذي سن عام 1893 ، مما سمح تاريخيا بنمو الولايات المتحدة كدولة مؤسسات وطنية متخصصة وغير منحازة لاحد حزبيها ، اضافة للنظام الفيدرالي لتوزيع لسلطات وتحويلها الى الولايات التي يضمن لها الدستور ادارة شؤونها وتمتلك كل سلطات الحكم واتخاذ القرار والقضاء الخاص بها في كل الامورعدا الامور الخارجية والدفاع ، ووضع كل ماهو خارجهما بيد سلطات الولايات كما ينص الدستور الاميركي الفيدرالي. اضف لهذه التركيبة للدولة قوة الرأي العام التي تعبر عنها استقلالية منظمات المجتمع المدني عن السلطة والحكومة وحرية الرأي وحرية الاعلام الموثقة دستوريا الذي يمارس واقعا مهام السلطة الرابعة الرقابية للرأي العام على اعمال وممارسات الحكومة، (ويحرم الدستور على الدولة امتلاك وسائل اعلام خاصة بها لهذا الغرض) ، ولا تسمح مواد الدستور والتشريعات القانونية الكثيرة للاجهزة الحكومية للتمييز بين المواطنين او الانحياز للعقائد السياسية او الدينية كما لاتسمح لها بالتجسس على خصوصيات مواطنيها وافكارهم وعلى تجمعاتهم ونقاباتهم ومنظمات المجتمع المدني التي يقيمونها وجميعها يحميها القضاء والدستور والقوانين المشرعة لمنع اية خروقات لها من اجهزة الدولة .لقد تشبع المجتمع والمواطن الاميركي بهذه الحقوق ومنها تمسكه بالحريات العامة والخاصة ،بل ويضعها اغلب السكان انها لهم هي فوق العقائد والطروحات السياسية للاحزاب. ولا بد من اضافة قضية اخرى تلعب دورا هاما جدا في منع فرض عقائد الحزب الحاكم على الناس ( أي منع اقامة نظم شمولية) ، وهي ان اكثر من 95% من الشعب الاميركي يعتمد في عيشه على عمله خارج اجهزة الدولة والسلطة ،اي في القطاع الخاص ، ومنها استقلاليتهم في تدبير امور معيشتهم مما يجعلهم خارج الابتزاز السلطوي بالولاء من تهديدهم بوسائل معاشهم لو كانوا موظفين عند الحكومة ( وهذه احدى الفضائل الهامة للنظام الرأسمالي التي طالما يجري تغطيتها او تجاهلها والتي تشكل احدى اهم الدعائم للديمقراطية وتحرير الناس عن سيطرة السلطة عليهم كونهم دافعي ضرائب ، عكس امكانية فرض العقائد الديكتاتورية كما تقوم به النظم ذات الاقتصاد التابع للدولة والذي يسمي اشتراكيا حيث لاخيار للناس غير الخضوع للدولة والنظم الحاكمة الشمولية كون معيشتهم تعتمد على الدولة وسلطاتها).
كل هذه هي عوامل موضوعية تشكل في الواقع جدرانا سمنتية عالية لوقاية الديمقراطية لايستطيع ترامب او غيره من اليمين المتطرف تجاوزها او تهديمها لاقامة نظام شمولي (فاشي) مطلق السلطات في الولايات المتحدة ، ومثلها كذلك في اوربا الغربية . انها ليست كالظروف التي استطاع هتلر وموسوليني سابقا،او بوتين اليوم، من اخضاع كافة مؤسسات الدولة ووضعها تحت يده وسيطرته وتتويجه حاكما مطلقا بيده كافة السلطات واقامة نظام شمولي مطلق.
وهناك خصوصية للنظام الانتخابي في اميركا يفرض اقامة انتخابات نصفية كل سنتين لتجديد عضوية نصف ممثلي الشعب في مجلسي السلطة التشريعية النواب والشيوخ، وهي مادة دستورية اساسية منذ كتابة الدستور اريد بها منع حالات الاستئثار بالسلطة في حالة تمكن رئيس وحزبه من الفوز في الانتخابات ومنها سيضع السلطتين التشريعية والتنفيذية بيد واحدة لاكثر من سنتين ، وهي كما في حالة فوز ترامب الحالي حيث يهيمن على المجلسين الرئاسة ( اي السلطتين التشريعية والتنفيذية ) . ومنه فربما يخسر المجلسين او احدهما في الانتخابات النصفية عام 2026 وتنتهي بها هيمنته وتضعف سلطته للنصف ( وفق توزيع السلطات في اتخاذ القرار ووضع حق اصدار القوانين وتحديد الميزانيات والصرف بيد المجلسين ) ومنها فقد تدوم هيمنته لسنتين ، وفي اسوء الاحوال اربعة سنوات ليتسنى للشعب انتخاب رئيس جديد وتغيير ممثليه في الكونغرس ومنه يتمكن عمليا من وضع حد لاستدامة اية هيمنة واقامة نظم شمولية شبيهة بالفاشية سواء لترامب او لغيره.ومنه يميل معظم المحللين اليوم لاعتبار الظاهرة الترامبية هي موجة سياسية يمينية عابرة ستنتهي بعد سنتين ، وخلالها وبعدها سنشهد فصلا من الامتحان الحقيقي لقوة الديمقراطية الاميركية التي ستفرض نفسها وقوتها دون شك وللاسباب الموضوعية اعلاه. انه واقعا صراعا مريرا بين الديمقراطية والفاشية خلال الفترة الترامبية ، وهي ظاهرة لم تشهدها اميركا منذ استقلالها منذ 250 عاما والى اليوم.
وملخصا وللاسباب الموضوعية اعلاه يمكن الخروج بنتيجة ان الموانع والحواجز الدستورية والمؤسساتية والفيدرالية تمنع اقامة نظام شمولي فاشي داخل المجتمع الاميركي ، واذا صعد تيار متطرف فلن يدوم حكمه لغير نصف دورة او دورة انتخابية كاملة من اربعة سنوات لاغير. ومنه يمكن الخروج بنتيجة وخلاصة تقول ان امكانية اقامة نظام حكم شمولي فاشي يحكم سيطرته على الحياة الداخلية والمجتمع في الولايات المتحدة (وللاسباب الموضوعية التي تم عرضها اعلاه ) من الناحية النظرية له صفر بالمئة من الحظوظ ،ومنه لن ينجح ‏ترامب داخليا بتمرير اقامة حكم شمولي ( فاشي) في المجتمع الاميركي.
ولكن هذا لايعني ان ترامب لن يحاول ، فهو يسعى الان وبكل جهوده لخلق ظروف الانتقال لنظام حكم شبه مطلق على الاقل يتساير مع عقائده الفاشية ، وهو قد بدء به فعلا ، فمنذ يومه الاول اخذ يتصرف كفوهرر يحكم اميركا باوامر رئاسية عليا كي يتعود المجتمع الاميركي عليه ( وهو امرا غير مألوفا ، فالقرارات والقوانين عادة تناقش في الكونغرس وتسن منه لتذهب لموافقة الرئيس) ، واولى الخطوات عنده لتثبيت صورة الحاكم المطلق السلطة، والكثير من قراراته موجهة اساسا لضرب واضعاف استقلالية المؤسسات الحكومية الفيدرالية ، ،وتحت حجة تقليص الانفاق الحكومي يهاجم المؤسسات بقيادة عصابة ماسك جميعها موجهة لتثبيت صورة القائد العظيم المطلق السلطة وهي غير مألوفة ولا مستساغة فيه ويعتبرها مسرحية كوميدية من ترامب للافتخار بنفسه بشكل ترضي نزواته، وهو ينظر للنتائج .
ومنه للوللاسباب الموضوعية اعلاه، فهو لن يتمكن من اقامة نظام شمولي داخل اميركا كحاكم مطلق، فاميركا بيئة غير حاضنة للفاشية والشمولية، وهي ليست روسيا، ولا بيلاروسيا ، ولا اوكرانيا زمن يانيكوفيج ، ولا جمهورية فايمار الديمقراطية الضعيفة في المانيا التي استطاع هتلر اغتيالها بحموع من القمصان السود، بل ستواجهه بدستورها ، واستقلالية مؤسساتها عن الاحزاب قانونيا ، وتوزيع السلطات ، وطريقة عيش وعمل وحريات وتنظيم حياة شعبها لاتتحمل الشمولية او سلطة العقيدة الواحدة ، ومنه فلن يستطيع ترامب او غيره من اقامة نظم شمولية ، وفوزه بموجة شعبوية سرعان ماتزول ليبدأ الحساب ، ولايعتبر مبالغة اطلاقا القول والاستخلاص باستحالة اقامة نظام شمولي لحكم اميركا داخليا ، على ان الامر يختلف خارجها ، كما سنناقشه ادناه .
4. الاركان والاهداف لتحالف ومحور ترامب - بوتين
اذا لن يتمكن ترامب، بل وأي رئيس اميركي ، من اقامة نظام شمولي للحكم داخل اميركا، فالامرغيره في السياسة الخارجية، حيث اعطى الدستور للرئيس الاميركي والحكومة الفيدرالية مطلق الصلاحيات لرسم وتنفيذ السياسة الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة. ومن هذه النافذة يطل اليوم ترامب على العالم ليعلمه انه سيقيم حلفا عقائديا مع بوتين، وهو دون شك حلف فاشي المحتوى والتوجه والاهداف ،حيث يقام على عقائد امبراطورية (امبريالية) تتبنى فكر التوسع تحت شعارات اعادة مجد الامبراطورية ( والبعض مازال يقول انه لم يولد بعد، وهناك اللكثيرين ينفون اساسا وجوده وان هناك اي حلف، ربما خجلا من تكرارهم لعشرات السنين ان اميركا وحدها هي الامبريالية ، وليس كذلك الاتحاد السوفياتي ، وبالتأكيد ليس بوتين المسكين امبريالي ، فهو غزا اوكرانيا لتهديده من الناتو فقرر غزوها مضطرا للدفاع عن النفس وليس له اهداف واطماع امبراطورية (امبريالية ) فيها،
ما هو اهم اركان واهداف هذا الحلف الفاشي لترامب وبوتين ؟
لعل اهم ركن فيه هو عقائدي مشترك وموجها اساسا للعمل المشترك للقضاء على النظم الديمقراطية والاحزاب الليبرالية في اوربا كما وفي مناطق النفوذ التي يقررون تقاسمها. نعم انه اهم الاركان العقائدية لتحالفهما، وإلاّ كيف يمكن ان يتمكنا من اقامة الامبراطوريات اذا سادت اوربا ومناطق النفوذ فيها نظما ديمقراطية ترفض انصهارها او ولائها وخضوعها لاحد المحورين لتصبح دولا تابعة ( Satellite States ) تدور في فلكها وتخضع لاوامر الامبراطورالأعلى ومصالح الامبراطورية ، انه غير ممكن عمليا بنظم ليبرالية بل لن يقام الا بنظم شمولية يكون على رأسها قادة مأجورين يمجدون ويعبدون الزعيم الامبراطور،كل في مناطق نفوذه، وطبعا وفق اتفاق لتقاسم النفوذ والمصالح الامبرااطورية للكعكة الدولية .
مالذي يدور في رأس بوتين وترامب من اهداف قريبة لهذا الحلف وكيف يرون هم فعلا صورة العالم؟ لا اعتقد ان هناك صعوبة كبيرة لقراءة ذلك ويكفي ما ترشح خلال الشهر الاول لحكم ترامب من طروحات وخطط وتصريحات له ولموظفيه ،خصوصا في الدفاع والخارجية ، سوا بضم كندا وكرينلاند ولايات تابعة ،اوالتطهير العرقي لغزة لضمها مع الضفة لاسرائيل ناتنياهو الكبرى ( حليفهما العقائدي في التحالف) ، اوطرح شكل الحل السلطاني لانهاء الحرب في اوكرانيا ( استخدم هنا كلمة السلطاني اشارة لحلول السلاطنة العثمانيين الذين يغزون ليحتلون وينهبون ثم يضعون جزية خراج تدفع للسلطان تشكرا لاحتلاله) ، وهذه تضاف الى اوامره التنفيذية وتعييناته التي تنهي استقلالية المؤسسات الاميركية للدفاع والخارجية والتعاون الدولي، وهناك مفاجئات اخرى ستأتي ، ولكن لتحديد الاهداف القريبة لتحالف بوتين ـ ترامب فيمكن وضع ثلاثة على رأس القائمة :
1. تفكيك وانهاء الاتحاد الاوربي الذي توغل في الليبرالية بدء من تاسيسه الجديد مع فرنسا بعد اتحاد المانيا ووضعه دستورا وقوانين ليبرالية تتطلب الالتزام بنظم الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان من جميع الدول الاعضاء فيه (ويكفي لتفكيكه مثلا فوز حزب البديل في المانيا وحزب ماري لوبان في فرنسا وكلاهما طرح في برنامجه الخروج من الاتحاد الاوربي، ومنه سنرى تركيز بوتين وترامب عليهما، وليست مصادفة ان يأتي خطاب نائب الرئيس فانس في ميونيخ متهما دول الاتحاد بمحاربة دعاية بوتين، فروسيا ليست دولة عدوة كما صرح، بل العدو فينا وبيننا) وخروجهما يكافأ بامبراطورية ونفوذ وانضمام لنادي الكبار ليصبح خماسيا حيث معهم ستنضم بريطانيا (وان رفضت الهدية فهذا شأنها).
2. محاولة التخلص من الناتو اوبقاء ترامب فيه لغرض استخدام حق الفيتو او ادخال روسيا فيه ومنه عمليا حله ، او النجاح في توجيهه ضد الصين اذا وافق بوتين على الانسحاب من تحالفه مع الصين رغم ان بوتين يعمل على اقناع ترامب على اضافة الرئيس تشي لنادي الثلاثة الكبار ( ويبدو ان ترامب اخذ يقتنع بذلك بدليل تخليه عن تصريحاته ضد الصين بعد ان ملأ الدنيا صراخا في دورته الاولى انها ليست روسيا العدو والمنافس الاول لاميركا بل الصين، ومنذ توليه للرئاسة ولليوم لم تسمع منه ذلك بل عكسه تصريحات بصداقة تربطه بالرئيس تشي ).
3. تقسيم اوربا لمناطق نفوذ بين روسيا واميركا، وتقسيم جنوب شرق اسيا بين ترامب وتشي ، والشرق الاوسط لما يشتهيه ناتنياهو ( ومنه لم يعلق لليوم بوتين على مقترح تهجير غزة) .
ان هذه ليست فانتازيا اطلاقا، فترامب واقعا قد افصح عنها ولوبقطع ومواقف وتصريحات يرميها هنا وهناك، وكل ماهو مطلوبا تجميعها ( كما تجمع لوحات البزل من قطع باجزاء الصور) لنرى الصورة لتحالف بوتين ـ ترامب وماسيحمله للعالم من مفاجئات، ولكنها واقعا ليست كذلك لمن يقوم بتحليل بوتين وترامب بمعتقداتهم وشخصياتهم وغرائزهم ومهنهم وكيفية صعودهم وممارستهم للسلطة، فجميعها مترابطة.
هل سينجح تحالف ترامب-بوتين في انجاز اهدافه، وماالعوائق امامه؟
هناك عوائق جمة امام هذا التحالف الامبريالي الفاشي ، ولكني سأبسط واختصر الامر ،حيث فخ الاطالة ، وأضع اهم عاملين ستتسببان بالتراجع عنه اوتجميده او اسقاطه او الحد من تأثيراته.
الاول :هو عامل الوقت الذي لقصره لا يسير في صالح ترامب كونه لن يستطيع احكام سيطرته داخليا اكثر من سنتين وفي احسن الاحوال اربعة وهو وقت قصير لانجاز اهدافا تقلب اميركا والعالم رأسا على عقب داخليا وخارجيا ولا احد يستطيع التنبؤ بما سيحصل حقا في اميركا او في العالم. قد ينجح ترامب مع بوتين في احداث اضرار كثيرة للاتحاد الاوربي خاصة، او لحلف الناتو ، او لاوكرانيا ، ولكنه لن يستطيع انهائهم بهذه السرعة وخلال سنتين، بل على الارجح ربما سيضطر للتراجع لاحقا باعتباره رجل الصفقات وحاول ولم يفلح ( خط الرجعة وعذرها دوما جاهزا عنده) ، وتحليل ظروف التراجع يحتاج لبحث منفصل ولكن خسارته للكونغرس بعد سنتين مثلا ،ان حصل ، ستضطره حتما للتراجع.
الثاني : هو موقف فرنسا والمانيا ، فهما اليوم بلدان قويان اقتصاديا وعسكريا ،وهما ليسا بحاجة لا لأميركا ولا لبوتين، بل سيطرحان مشروعا بديلا لتحويل الاتحاد الاوربي لقوة عظمى عسكريا واقتصاديا منافسا ، وربما تجذب الصين اليه في حالة خلافها مع اميركا ووجدت من مصلحتها خلق تحالف مع الاتحاد الاوربي لتخلق محورا اقوى عسكريا واقتصاديا من محور ترامب – بوتين ، وهو امر وارد لو طلب ترامب من بوتين التخلي عن تحالفه مع الصين ، وفي حالة عدم موافقة بوتين للتخلي عن تحالفه معها سيتركه ترامب ويعيد تحالفه مع اوربا وينهار حلفهما. ان وزن وتوجه المانيا وفرنسا هو الذي سيديم الحلف او سيقوضه ، والامر واقعا سيعتمد على قدرة احزاب اليمين القومي المتطرف للوثوب للسلطة فيهما ، ويبدو ان المانيا هي المانع الاساس اليوم وهي التي ستتبوأ قيادة الاتحاد الاوربي ومنه ستقود المحور الديمقراطي المضاد لليمين الفاشي ، وهكذا تنقلب الاية، فمن كان ديمقراطيا بالامس سيقود تحالفا فاشيا، ومن كان فاشيا بالامس القريب سيتصدر قيادة تحالف ديمقراطي مضاد ، انه لعالم عجيب حقا، كما نراه اليوم ، يوم اصدار شهادة الولادة لمحور بوتين ترامب العجيب حقا ولكنه واقعا امامنا وليس خيالا ابدا.
د. لبيب سلطان
15/2/2025



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة الغرائز السياسية في ترامب شو
- مطالعة في نشأة الديانات الابراهيمية
- عرس لبنان ودلالاته الكثيرة
- دستور جولاني
- أرفع راسك فوق انت سوري حر*
- صورتين للصين
- مداولة في وقائع اسقاط نظام الاسد
- ظاهرة هوكشتاين
- مخطط ترامب للانقلاب
- الولائية مشروع لاجهاض حل الدولة العلمانية ( تشريح محور المقا ...
- بحث في دهس الولائية على الوطنية (تشريح محور المقاومة ـ2)
- تشريح محور الممانعة والمقاومة
- حول كتابين في معرض بغداد الدولي
- تحليل بوتين
- بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي-2
- بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي
- في دحض الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- تحليل للظاهرة الترامبوية
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
- نافالني رمزا لادانة الاستبداد والدولة البوليسية


المزيد.....




- -مسحوا ذكرياتنا-.. شاهد الجيش الإسرائيلي يهدم منازلاً في مخي ...
- الجيش الكويتي يعلن مقتل اثنين من عناصره خلال تمرين ليلي للرم ...
- الدفاع المدني اللبناني: انتشال جثامين وأشلاء 11 قتيلا جراء ا ...
- السيسي في مدريد لحشد الدعم لإعمار غزة
- بن غفير يدعو لحرب شاملة على غزة
- واشنطن: مناورات مروحية صينية هددت سلامة طائرة فلبينية قرب جز ...
- نتنياهو يضع شروطا جديدة لمفاوضات المرحلة الثانية
- المغرب يعلن إحباط -مخطط إرهابي بالغ الخطورة-
- عون لمستشار الأمن القومي الأمريكي: ضرورة إنهاء الاحتلال الإس ...
- هل ينهي مقترح مصر لإعمار غزة خطط ترامب؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - شهادة بولادة محور ترامب - بوتين