أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - آن الأوان لفصل المسار السياسي عن العسكري في الإدارة الذاتية














المزيد.....


آن الأوان لفصل المسار السياسي عن العسكري في الإدارة الذاتية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8253 - 2025 / 2 / 14 - 07:10
المحور: القضية الكردية
    


الإدارة الذاتية في ميزان القوى الدولية، هل هي قوة عسكرية أم إدارة سياسية، وهل عدم الاعتراف بها سياسيا تجاهل مقصود أم مبني على قوانين؟
حان الوقت للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أن تعيد صياغة نهجها السياسي والدبلوماسي بما يتماشى مع القوانين والأعراف الدولية، وأن تقدم نفسها ككيان سياسي مدني متكامل، بعيدًا عن الطابع العسكري في الحوارات الداخلية والخارجية. على الإدارة الذاتية أن تكون الطرف الأساسي في جميع المحادثات مع دمشق ومع الجهات الدولية والإقليمية، من خلال ممثلين سياسيين ودبلوماسيين مؤهلين، وفقًا لمبادئ القانون الدولي، وبما ينسجم مع العقد الاجتماعي الذي يشكل الإطار الدستوري للمنطقة.
إن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تمثل الذراع العسكري الذي يحمي المنطقة ويحافظ على أمن المدنيين، شأنها شأن أي قوة عسكرية نظامية تابعة لحكومة شرعية، ولكن ينبغي أن يكون واضحًا على المستويين المحلي والدولي أن قسد ليست الجهة السياسية المخولة بإدارة المفاوضات أو اتخاذ القرارات السياسية المتعلقة بمستقبل المنطقة، بل الإدارة الذاتية كيان سياسي تابع لسلطة دمشق اللا مركزية، كإدارة فيدرالية لغرب كوردستان، أو كما تُعرف باسم منطقة إدارة ذاتية لشمال شرقي سوريا. بل يجب أن يكون التفاوض والتواصل مع القوى الدولية والإقليمية، بما فيها حكومة دمشق، من اختصاص الهيئات السياسية والقانونية في الإدارة الذاتية، تمامًا كما هو معمول به في الدول التي تمتلك مؤسسات سياسية مستقلة عن الجيش.
إن استمرار تقديم الإدارة الذاتية للعالم من خلال الخطاب العسكري، سواء في ملف السياسة، أو الاقتصاد، وخاصة الطاقة، أو غيرها، يعزز التصورات الخاطئة بأن قسد هي الحاكم الفعلي للمنطقة، ويضعف من شرعية الإدارة المدنية. يجب أن يكون هناك فصل واضح بين الإدارة السياسية والإدارة العسكرية، بحيث تكون القوات العسكرية أداة لحماية الإدارة الذاتية وليس المتحكمة فيه، وبذلك يتوقف الخطاب المتداول حول أن الحوار يجري مع "قسد"، وكأن الاتفاقات المتعلقة بالنفط والغاز ونظام الإدارة تتم حصريًا معها، متجاهلين وجود القيادة السياسية للإدارة الذاتية ودورها المحوري في صنع القرار.
لقد رأينا كيف أن الجهات العسكرية في مناطق أخرى من سوريا تمكنت من فرض واقع سياسي جديد بمجرد إعادة هيكلة منظومتها العسكرية ضمن إطار مدني، كما حدث عندما قامت "هيئة تحرير الشام" بتغيير هياكلها العسكرية وتأسيس حكومة مدنية شكلت وزارة دفاع للإشراف على قواتها، مما أتاح لها فرصة للحوار على مستوى دبلوماسي وسياسي، حتى مع الجهات التي كانت ترفض الاعتراف بها في السابق. بغض النظر عن الموقف من هذه التجربة، فإنها تُظهر أهمية التوجه نحو إدارة مدنية تعزز الاعتراف الدولي، وهو ما يجب أن تأخذه الإدارة الذاتية بعين الاعتبار.
من الضروري أن تتبنى الإدارة الذاتية هذا النهج في تعاملها مع دمشق ومع القوى الدولية، بحيث لا يكون الجنرال مظلوم عبدي، قائد قسد، هو المحاور الرئيسي في القضايا السياسية، بل يتم إسناد هذه المهمة إلى جهات سياسية ودبلوماسية متخصصة، وهو ما سيجعل الحوارات أكثر شمولًا واحترافية، ويشمل جميع الملفات، سواء السياسية، أو الاقتصادية، أو العسكرية، أو الثقافية. فمسألة مستقبل قسد لا يمكن أن تُبحث بمعزل عن الحل السياسي الشامل، ولن يكون منطقياً حلّها دون إطار سياسي متفق عليه.
كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن تولي شخصية عسكرية مثل الجنرال مظلوم عبدي رئاسة الإدارة الذاتية قد يثير إشكاليات داخلية وخارجية، إلا إذا تنازل عن منصبه كعسكري وانخرط في مجال الإدارة السياسية، دونها قد يُنظر إلى ذلك على أنه تعزيز للحكم العسكري في المنطقة، وهو ما يتعارض مع المبادئ الديمقراطية والإدارة المدنية التي تسعى الإدارة الذاتية إلى تكريسها. لذلك، ينبغي أن يتم الفصل الواضح بين السلطات، بحيث تبقى القيادة العسكرية ضمن نطاق وزارة الدفاع أو الإدارة العسكرية، بينما تكون السلطة السياسية والإدارية بيد مؤسسات مدنية تمثل جميع مكونات المنطقة.
لذلك، من الضروري أن تقوم قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والقوى السياسية الأخرى المنضوية تحت مظلة الإدارة الذاتية، بالتنسيق مع الجنرال مظلوم عبدي، لإعادة هيكلة العلاقة بين الإدارة المدنية والقوات العسكرية، بحيث تظهر للعالم كإدارة مدنية ديمقراطية متكاملة، لديها مؤسسة عسكرية لحمايتها، وليس كيانًا عسكريًا يحكم المنطقة. إن تعزيز هذه الصورة هو المفتاح للحصول على اعتراف دولي أوسع، وتجنب الاتهامات التي قد تستخدمها بعض الأطراف لشيطنة المشروع السياسي للإدارة الذاتية، أو الطعن في شرعيتها.
بإعادة بناء هذا الهيكل الإداري والسياسي، ستتمكن الإدارة الذاتية من تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، وستتمكن من خوض مفاوضات ناجحة تؤدي إلى حلول طويلة الأمد لمستقبل المنطقة، بما يضمن استقرارها ويؤمن حقوق جميع مكوناتها، ويؤسس لنموذج ديمقراطي حقيقي يضمن الحماية والشرعية في آنٍ واحد.

الولايات المتحدة الأمريكية
13/2/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيه بين العدم والخلود
- كيف تُدار الحرب ضد الكورد بوجوهٍ بلهاء وألسنة مأجورة؟
- قراءة في انسحاب المجلس الوطني الكوردي من الائتلاف السوري
- تنازل المجلس الوطني الكوردي عن مطلب الفيدرالية، تراجعٌ سياسي ...
- لماذا نشرت قناة NBC الخبر الكاذب حول احتمالية سحب إدارة ترام ...
- الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من سوريا، دعاية مضللة بغايات ...
- الإعلام السوري من التواطؤ إلى التحريض، لماذا كل هذا الحقد عل ...
- الإعلام السوري من التواطؤ إلى التحريض، لماذا كل هذا الحقد عل ...
- خطب الكراهية في ساحة الأمويين
- في سوريا المنتصر لا يجادل بل يفرض قدره
- سوريا من قبضة الأسد إلى مخالب الإرهاب
- حين يحارب الكورد الإرهاب وتصنعه تركيا من جديد!
- احذروا صُنّاع الكراهية ووجوه الحقد التي تلوّث مستقبل سوريا
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب - 3/3
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب 2/3
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب- 2/3
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب - 1/3
- تداعيات الصراع التركي الأمريكي على مستقبل القضية الكوردية
- (بافي طيار) رمز الحب والحياة في ذاكرة الكورد وكوردستان
- الكورد ما بين الثقة والاستراتيجية


المزيد.....




- نشطاء: رسائل تسليم جثث الأسرى بغزة ستحفر بذاكرة الإسرائيليين ...
- فيديو.. إعدام 90 حوتا -كاذبا- في أستراليا بعد فشل إنقاذهم
- نتنياهو يتجاهل مسؤوليته عن قتل الأسرى ويتوعد غزة
- حماس لذوي الأسرى القتلى: كنا نفضل عودتهم أحياء لكن قادتكم اخ ...
- تعرف على الأسرى ذوي المؤبدات الذين ستشملهم الدفعة السابعة من ...
- الأمم المتحدة تندد بطريقة تسليم حماس رفات المحتجزين الإسرائي ...
- 6 رسائل بعثتها القسام خلال تسليم جثث الأسرى الصهاينة.. ما هي ...
- اليابان تؤكد التزامها الثابت بدعم اللاجئين الفلسطينيين
- -يوم صعب وصادم-.. ردود فعل إسرائيلية على مشهد تسليم جثث الأس ...
- رسائل من نار: رد فعل -إسرائيل- على منصات تسليم الجثث وعائلات ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - آن الأوان لفصل المسار السياسي عن العسكري في الإدارة الذاتية