أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - النكبة الفلسطينية والنكبة القبطية













المزيد.....

النكبة الفلسطينية والنكبة القبطية


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النكبة القبطية والنكبة الفلسطينية
عندما تذكر كلمة نكبة فانها تقترن دائما بالفلسطينية فهي ام النكبات وربما هي الوحيدة التي يطلق عليها نكبة اصابت شعب من الشعوب في المنطقة والعالم اجمع ولكن يتناسي وربما يجهل الكثيرين ان هناك نكبة قبطية كانت امر وافظع واشنع واقدم من النكبة الفلسطينية.
الفرق بين هذه وتلك ان النكبة الفلسطينية لازال الاعلام وخصوصا العربي يردد بعض حكايتها وماسيها وتبعاتها وهي حتي نعطي لكل ذي حق حقه نكبة وماساة فعلا لا احد يستطيع انكارها .
ولكن ما سنتكلم عنه اليوم هو نكبتنا القبطية والفرق بينها وبين النكبة الفلسطينية :-
اولا الفرق بين نكبتنا ونكبتهم ان اليهود قد احتلوا ارض فلسطين وفقا للرواية العربية الفلسطينية او حتي بعض اجزائها وفقا لرواية اخرين واقاموا عليها دولتهم ولكن تاريخيا كانت هناك مملكة لليهود علي هذه الارض فلم تنشئ دولة إسرائيل من العدم بينما في مصر لم تكن هناك دولة عربية في مصر بل وربما لم تكن هناك دولة للعرب علي الاطلاق في اي مكان اخر فقد كانت هناك مجموعة من القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية التي وحدها الإسلام بعدها وكون دولة اسلامية .
ثانيا الفرق بين نكبتنا ونكبتهم انه اذا كان هناك تواجد لمملكة لليهود في هذه البلاد منذ الفي عام واكثر فهذا يعني ان هناك مواطنين يهود سكنوا علي هذه الارض ورغم التشتيت والتهجير الذي تعرضوا له علي بيد البابليين او غيرهم الا انهم عادوا لهذه الارض منذ اكثر من الفي عام وظل بعضهم يسكن في هذه الارض قل عددهم ام كثر تبعا للعوامل المختلفة ووجد مئات الالاف منهم علي الاقل مواطنين يعيشون علي هذه الارض في عشرينات وثلاثينيات القرن العشرين وقبل تاسيس دولة إسرائيل بينما في مصر لم يكن هناك وجود يذكر للعرب في بلادنا ربما اقام بعض التجار فقط الذين مارسوا بعض اعمال التجارة بين مصر وشبه الجزيرة العربية في مصر لفترات مؤقته وفقا لما تقتضيه تجارتهم .
ثالثا الفرق بين نكبتهم ونكبتنا انه عندما هاجر اليهود بكثافة من شتي اصقاع الارض الي هذه الاراضي في عشرينات وثلاثينات واربعينات القرن الماضي بعد وعد بلفور وتشجيع اقامة وطن قومي لليهود هناك فانهم لم يخيروا الفلسطنيين الموجودين علي هذه الارض بين ثلاث اما اعتناق اليهودية او دفع الجزية او القتل بل اشتروا الاراضي من الفلسطينيين ربما بدفع اموال طائلة وربما بالحيلة وربما بوسائل ضغط لكنها لم تصل الي القتل ابدا فلم يبدا القتل والاقتتال الا بعد نشوب حرب 48 ، بينما عندما غزا العرب مصر خيروا سكانها بين الدخول في الاسلام او دفع الجزية او القتل وسالت دماء مئات الالاف من الاقباط علي مدي قرون طويلة.
رابعا الفرق بين نكبتنا ونكبتهم انه حتي بعد حرب 48 واستيلاء اليهود علي اراضي الفلسطينيين وتهجيرهم الي مخيمات اللاجئين في الداخل والخارج فانهم لم يمارسوا ولو جزء بسيط مما مارسه العرب الغزاة بمصر بعد انتصارهم عليهم فمثلا في معارك البشموريين ضد الغزاة العرب وبعد استبسال رهيب من البشموريين فان استسلامهم ادي الي قيام الخليفة المامون بذبح الاف الرجال الاقباط حتي انه يقال ان مدينة دم نهور سميت بهذا الاسم لانه حولها الي نهور من دماء الاقباط ولم يكتفي بهذا فقط بل قام ياسر كل السيدات وحولهن لسبايا هم والاطفال اقتادوهم الي بغداد وتم بيعهم هناك .
خامسا الفرق بين نكبتهم ونكبتنا ان المحتل الاسرائيلي لم يقطع السنة العرب الذين يتحدثون العربية بل العربية لغة موجودة داخل إسرائيل نفسها يتحدث بها الملايين هناك بينما في نكبتنا قام المحتل العربي بقطع السنة من يتحدث القبطية وتم القضاء علي اللغة المصرية القبطية واحلال العربية محلها بالقوة والاجبار .
سادسا الفرق بين نكبتنا ونكبتهم ان اليهود عندما دخلوا الي هذه الارض عملوا واستغلوا في تعاونيات اشتراكية زراعية واقاموا المصانع والمزارع ونهضوا بالدولة فلم يعيشوا عالة علي احد بينما عندما غزا عمرو بن العاص مصر عاش العرب عالة علي المصريين اذ فرض علي المصريين إعاشة آلآف العرب المسلمين الحفاة الجوعى،الذين هبطوا مصر غازين معتدين لا يحملون غير سيوفهم الدامية...يقول البلازري في كتابه "فتوح البلدان":{والزم كل ذي أرض مع الدينارين، ثلاثة أرادب حنطة، وقسطي زيت، وقسطي عسل، وقسطي خل رزقآ للمسلمين تجمع في دار الرزق وتقسّم فيهم وأحصي المسلمون فألزم جميع أهل مصر لكل رجل منهم جبة صوف وبرنسآ أو عمامة وسراويل وخفين في كل عام، أو عدل الجبّة الصوف ثوبآ قبطيآ .
سابعا الفرق بين نكبتنا ونكبتهم ان اليهود عندما احتلوا ارض الفلسطينيين فانهم طوروها وصنعوا منها جنة علي الارض مزارع ومصانع ومنازل استفاد منها بالطبع اليهود اولا ولكن استفاد من خيراتها الفلسطينيين بطريقة او باخري ولكن عندما غزا العرب فانهم استنزفوا خبراتها وعندما زاد العپئ علي المصريين واشتكي عمرو بن العاص من كثرة طلبات عمر بن الخطاب فكتب اليه عمر قائلا إليه عمر اعمل فيه وعجل أخرب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها .
وعندما اراد عثمان ان يكون عمرو علي الحرب، وعبد الله بن سعد على الخراج، فرفض عمرو وقال :أنا إذا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها .
ثامنا الفرق بين نكبتنا ونكبتهم هو ان اليهود اذا كانوا احتلوا ارض وهجروا سكان اصبحوا ساكني مخيمات في الداخل والخارج الا انهم لم يتخذوا النساء ولا الاطفال سبايا ولم تمتلئ الطرقات بالسبايا من النساء القبطيات اللاتي اخذهن العرب الغزاة الي المدينة لبيعهن هناك من اجل المتعة الجنسية والخدمة المنزلية الشاقة .
تاسعا الفرق بين نكبتنا ونكبتهم انه لا جزية ولا ضريبة خاصة فرضها اليهود علي الفلسطينيين في الارض التي احتلوها بل المعاملة ضريبيا بالمثل ولكن عندما غزا عمرو بن العاص مصر ومن قسوة الجزية وشدتها ساله احد كبار الاقباط قائلا :
اخبرنا ما على أحدنا من الجزية فيصبر لها؟ فقال عمرو: وهو يشير إلى ركن كنيسة لو اعطيتني من الركن إلى السقف ما أخبرتك: إنما انتم خزانة لنا ان كثر علينا كثرنا عليكم، وان خفف عنا خففنا عليكم.
عاشرا الفرق بين نكبتنا ونكبتهم وهو اخطرها ان الفلسطيني في الشتات لازال يحمل مفتاح منزله ويروي لاطفاله جيل بعد جيل ماساته ونكبته ولازال الاعلام العالمي والعربي يذكر هذه النكبة بينما ومع كل الاسف هناك اقباط كثر يفضلون الصمت او لا يعرفون الحقيقة وان حاول احد ايقاظهم وتنبيههم فانهم ربما يغضبون منه ويقولون له لا تفتش في القديم ولاتوقظنا فنحن تعودنا علي ذلك .
مع ان هدفنا ليس نكأ الجراح ولكن المصارحة فالمصارحة لابد منها لياتي الاعتذار عما تم في اقباط مصر فالدول المتقدمة اغلبها اعتذر واغلبها قدم تعويضات عما فعلوه بالسكان الاصليين للبلاد حدث هذا في امريكا وفي استراليا ونيوزيلاند وغيرها فهل ياتي يوم يعتذر فيه ألعرب عما فعلوه في الاقباط ؟
باحث اقتصاد دولي



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة اللبنانية الجديدة وهزيمة حزب الله سياسيا
- التهجير وسنينه ومعاناة الاقليات في الشرق
- سلوان موميكا لا الشرق رحمه ولا الغرب حماه
- قراءة سريعة حول فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الامريكية
- يقولون انه في موته كان بطلًا مغوار ونقول
- في التعليق علي مشاعر المصريين حول مقتل السنوار
- اسرائيل ليست السبب في ماساة لبنان واللبنانيين بل حزب الله
- في تفجيرات البيجر ( تليفونات حزب الله )
- قراءة في نتائج الانتخابات الاوربية الاخيرة
- الحكم بسجن اليوتيوبر المصري شريف جابر خمس سنوات
- كلهم يلاعبون ويلعبون بالتيار الديني من عيد الناصر حتي السيسي
- الصفقة بين إسرائيل وحماس اقتربت هذه المرة
- ماري افرايم ساكو بطرك العراق ومواقفه الصلبة
- حساب الارباح والخسائر بعد مائة يوم من الحرب بين اسرائيل وحما ...
- تعليق علي خطاب حسن نصر الله امين عام حزب الله
- ردا علي قول مصطفي بكري ان : صراعنا مع إسرائيل صراع وجود لاحد ...
- عندما نذكر حماس
- اعادة احتلال اقليم كاراباخ الارميني ليس هو نهاية اطماع اذربي ...
- معجزة العذراء في كنيستها بعزبة النخل بين المشككين والمهللين
- السيدة العذراء سيدة حريصا وسيدة درنكة


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - النكبة الفلسطينية والنكبة القبطية