قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 22:17
المحور:
المجتمع المدني
شباط 1963- يوم الدم العراقي- (توثيق 1)
د.قاسم حسين صالح
لا أحد يعرف العدد الحقيقي للعراقيين الذين سفكت دماؤهم في 8 شباط 1963،فهو في تقديرات الحزب الشيوعي العراقي لا يقل عن خمسة آلاف تم قتلهم في (8 الى 10 شباط 63)،فيما قدّر العدد مراقب دبلوماسي بألف وخمسمائة.
ويشير حنا بطاطو الى أن العدد المعلن رسميا بإعدام(149) من الشيوعيين ليس صحيحا.ويذكر ما يسميها “ طرفة!” رواها العقيد محمد عمران،العضو السوري في القيادة القومية للبعث أثناء المؤتمر القطري السوري الاستثنائي للحزب عام ( 964) أنه قال :” طلب من أحد ضباط الجيش العراقي إعدام أثني عشر ولكنه أعلن أمام عدد كبير من الحاضرين أنه لن يتحرك إلا لإعدام خمسمائة شيوعي،ولن يزعج نفسه من أجل أثني عشر فقط “( ص: 304 ، الكتاب الثالث).
ولم يكن حزب البعث،الذي نفذ الأنقلاب بارادة امريكية باعتراف القيادي علي صالح السعدي، وحده مسؤولا عن قتل آلاف الشيوعيين والضباط والعسكريين والوطنيين والمناصرين لعبد الكريم قاسم، بل ان فتاوى دينية صدرت بقتل الشيوعيين. فالوثائق تشير الى ضابط متعصب قوميا وطائفيا اسمه (عبد الغني الراوي)، سعى للحصول عليها بعد 8 شباط 1963 ، واحدة كانت بتوقيع الشيخ محمد مهدي الخالصي بالكاظمية، وثانية بتوقيع السيد محسن الحكيم بالنجف، وثالثة بتوقيع مفتي بغداد الشيخ نجم الدين الواعظ . ووفقا لمذكرات الراوي فان فتوى الخالصي كانت بالنص (الشيوعيون مرتدون ، وحكم المرتد القتل، وان تاب، وان كان متزوجا وحكم الزوجة والاولاد، وان كان لديه اموال منقولة او غير منقولة). ويذكر رشيد الخيون في كتابه “الديانات والمذاهب في العراق” ان فتوى الحكيم كانت ذاتها فتوى الخالصي، وانه بالرغم من ان عدد الشيعة في الحزب الشيوعي العراقي كان كبيرا جدا، الا ان امامين شيعين قد سايرا المتعصب طائفيا عبد الغني الراوي، بينما منعهم امام سنّي عن ارتكاب جريمة بشعة ينوي مرتكبوها حفر اكثر من احد عشر الف قبر..ولو انها كانت قد حصلت لكنت انا ومن معي في القبور!
يتبع
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟