أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبير خالد يحيي - مجزرة حماة 1982: إبادة جماعية بأوامر الأسد وجرح لم يندمل















المزيد.....


مجزرة حماة 1982: إبادة جماعية بأوامر الأسد وجرح لم يندمل


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 8241 - 2025 / 2 / 2 - 18:48
المحور: حقوق الانسان
    


في 2 فبراير 1982، أطلق نظام حافظ الأسد واحدة من أبشع عمليات القمع في تاريخ سوريا، مستهدفًا مدينة حماة بحملة عسكرية وحشية، نفذتها القوات المسلحة السورية وسرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد. استمرت المجزرة 27 يومًا، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتدمير أحياء بأكملها. لا تزال المجزرة رمزًا للعنف الممنهج الذي مارسه النظام السوري ضد شعبه.
بدأت الحملة بهجوم مباغت من قبل الجيش السوري، حيث حاصر المدينة بالكامل لمنع أي فرار.
قامت المدفعية الثقيلة وسلاح الجو بقصف عشوائي للمناطق السكنية، ممّا أسفر عن هدم أحياء بأكملها على رؤوس ساكنيها.
في الأيام التالية، دخلت القوات البرية، وخاصة سرايا الدفاع والوحدات الخاصة، التابعة لرفعت الأسد شقيق حافظ الأسد، وبدأت عمليات قتل جماعي للمدنيين.
تم إعدام عائلات بأكملها في منازلها، حيث كانت القوات تقتحم البيوت وتعدم سكانها ميدانيًا.
استخدمت قوات النظام القصف الجوي والمدفعي المستمر لإجبار المقاومة المسلحة على الاستسلام.
بعد أسابيع من القصف العنيف، اجتاحت قوات النظام أحياء المدينة، حيث تم اعتقال الآلاف، ولم يظهر معظمهم أبدًا بعد ذلك.
كانت الإعدامات الجماعية من أبرز الجرائم خلال المجزرة، في المدارس والساحات العامة والمساجد كما في مسجد السلطان، حيث تمّ إعدام مئات الرجال أمام عائلاتهم، إضافة إلى اغتصاب النساء في بعض الأحياء من قبل جنود سرايا الدفاع. وإعدام الأطباء والجرحى في المستشفيات: حيث اقتحمت القوات مستشفى حماة الوطني وقتلت الطاقم الطبي والمرضى.
استهدفت المجزرة العلماء، والمفكرين، والأطباء، والتجار، والشخصيات الدينية، وحتى الوجهاء في المدينة، وتمّ تصفية العديد منهم بطرق وحشية، بهدف إبادة أي مقاومة فكرية أو اجتماعية للنظام. لا تزال أسماء العديد من الضحايا غير موثّقة بالكامل بسبب التعتيم الإعلامي، لكن الذاكرة الشعبية في حماة وسوريا تحتفظ بهذه الجرائم المروعة.

فيما يلي بعض تلك الشخصيات التي تمت تصفيتها:
1. الشيخ محمد الحامد (عالم دين بارز – تم إعدامه ميدانيًا)، كان من أبرز علماء الدين في حماة، وكان له تأثير واسع في المجتمع. تم القبض عليه أثناء المجزرة وأعدم على الفور بسبب معارضته للنظام.
2. الشيخ محمود الشقفة (إمام وخطيب جامع السلطان – قتل في المسجد)، كان من الشخصيات الدينية المؤثرة في المدينة، واشتهر بخطبه القوية. اقتحمت القوات مسجد السلطان خلال المجزرة، وأعدمته مع عشرات المصلين داخله.
3. الدكتور عبد الكريم النعسان (طبيب في مستشفى حماة – أعدم ميدانيًا مع الكادر الطبي)، كان طبيبًا معروفًا، ورفض مغادرة المستشفى رغم القصف المستمر.عند اقتحام قوات النظام للمستشفى، تمّ إعدامه مع عدد من الأطباء والممرضين.
4. الحاج عبد الغني القصاب (تاجر ورجل أعمال – أعدم هو وأفراد عائلته). كان من كبار تجار المدينة، وشارك في تقديم المساعدات الإنسانية للأهالي أثناء الحصار. تمّ اقتحام منزله، وأعدم مع عائلته بالكامل، ولم يُعثر على جثثهم لاحقًا.
5. الشيخ أحمد الطيب (مدرس علوم شرعية – قتل في منزله). كان من مدرسي العلوم الشرعية وأحد الشخصيات المحترمة في المدينة.أعدمته قوات النظام في منزله، حيث تم إحراق المنزل بالكامل بعد قتله.
6. الشيخ عبد الستار السقا (عالم دين – أعدم في ساحة عامة). كان من العلماء المعروفين في المدينة، وله تأثير واسع على طلاب العلم. تمّ اعتقاله خلال المجزرة، وأُعدم علنًا في إحدى ساحات حماة أمام المدنيين.
7. محمد خير البرازي (محامٍ ومدافع عن حقوق الإنسان – تمّ تصفيته في المعتقل). كان من الشخصيات القانونية البارزة، ودافع عن عدد من المعتقلين السياسيين قبل المجزرة. اعتقل أثناء الاجتياح، وتعرّض للتعذيب قبل أن يُعدم في أحد السجون السرية.
8. الشيخ محمود العثمان (إمام مسجد – قتل داخل المسجد مع المصلين). كان يؤم الناس في أحد المساجد، ورفض مغادرة المسجد أثناء القصف.تم إعدامه داخل المسجد مع المصلين، وأضرمت النيران في المسجد بعد ذلك.
9. الدكتور عدنان العظمة (أستاذ جامعي – اختفى قسرًا بعد الاعتقال). كان أستاذًا جامعيًا معروفًا بتخصّصه في الأدب العربي. اعتُقل خلال المجزرة، ولم يُعرف مصيره بعد ذلك، ولم تسلّم جثته لعائلته.
10. إضافة إلى الشخصيات الفردية، استهدفت المجزرة عائلات بأكملها، مثل:
عائلة آل طيفور- عائلة آل قزق - عائلة آل زينو - عائلة آل الشامي - عائلة آل المصري
حيث تم تصفية بعض هذه العائلات بالكامل، ولم ينجُ منها أحد.
تراوحت التقديرات حول عدد الضحايا بين 20,000 إلى 40,000 قتيل، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال. تمّ اعتقال آلاف الأشخاص، اختفى معظمهم قسرًا. تم دفن الجثث في مقابر جماعية، بينما تمّ حرق بعض الجثث لإخفاء الأدلة.
أما عن التدمير المادي: 80%من المدينة القديمة دُمّرت بالكامل، وخاصة أحياء الحاضر والباشورة والبزة.
استُخدمت الجرافات لإزالة المباني بعد أن تمّ قصفها، ممّا أدى إلى طمس معالم الأحياء، وتدمير الأسواق التاريخية والمساجد، حيث تم قصف جامع النوري الكبير وغيره من المواقع الأثرية.
أمّا عن ردود الفعل الدولية:
لم يتحرّك المجتمع الدولي بشكل فعال، حيث اعتُبرت سوريا دولة حليفة للاتحاد السوفيتي، ممّا جعل الغرب يتجنب التدخل.
لجنة حقوق الإنسان الدولية وثّقت المجزرة لكنها لم تتّخذ أي إجراءات ضد النظام.
بقيت المجزرة سرًّا داخل سوريا لسنوات بسبب القمع الشديد، وتمّ حظر الحديث عنها في الإعلام الرسمي.
وعن تداعيات المجزرة:
تسبّبت المجزرة في إسكات أي معارضة سياسية داخل سوريا لسنوات طويلة.
رسّخت سياسة القمع الدموي كأسلوب حكم في سوريا، وهو ما ظهر لاحقًا في قمع الثورة السورية عام 2011.
وخلّفت آلاف العائلات المكلومة، حيث لم يتمكن الكثيرون من معرفة مصير أحبائهم.
ختامًا:
مجزرة حماة 1982 لم تكن مجرّد رد عسكري على تمرد، بل كانت جريمة إبادة ممنهجة ضد مدينة بأكملها. رغم محاولات النظام طمس الحقيقة، إلّا أن الذاكرة الجماعية للسوريين احتفظت بتفاصيلها، وتستذكرها الآن بعد مضي 43 عامًا، كمجزرة بقيت وتبقى دليلًا على وحشية النظام الأسدي البعثي القمعي الذي حكم سوريا لأكثر من خمسة عقود
#دعبيرخالديحيي الإسكندرية – مصر 2/2/ 2025



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروح الضائعة في اللحن المكسور : بين الشغف والتضحية دراسة ذر ...
- مأساة الأطفال المختطفين من أبناء المعتقلين في سوريا: جريمة إ ...
- النقد وأدب الذكاء الاصطناعي
- الميتاقص- أساليبها وتمظهراتها في قصة / رسول الشيطان/ للقاص ا ...
- ديستوبيا الماسونية الجديدة في رواية (العوالم السبع) للأديب ا ...
- أدب الرسائل عند الأديبة حياة الرايس (رسائل أخطأت عناوينها) د ...
- قراءة في رواية / جبل الزمرد/ للروائية المصرية منصورة عز الدي ...
- تجلّيات المكان في أدب الحرب رواية / زند الحجر/ أنموذجًا للكا ...
- اقرئي.. ابحثي.. واكتبي
- فن الواو.. فن الإيحاء والتجريد بمفهوم ذرائعي الناقدة الدكتور ...
- جماليات القبح وتجليات أدب الديستوبيا في رواية /العالقون/ للأ ...
- تجلّيات الأدب التأمّلي في قصيدة الومضة دراسة تقنية ذرائعية م ...
- تجليات أدب الخيال العلمي في المجموعة القصصية / تشابك سرّي/ ل ...
- إشهار كتاب /عوالم حياة الرّايس السّردية/ للناقدة السورية د. ...
- النبوءة والتجليات الملحمية في رواية الأجيال رواية / تاج شمس/ ...
- الروائح عتبة واقعية مثيرة لتيار الوعي في رواية (رائحة الزنجب ...
- أدب المرايا من الكلاسيكية إلى المعاصرة في رواية / نساء المحم ...
- الإرهاب.. والتشافي بالحب في رواية / بعض الفرح قد يكفي/ للكات ...
- تقنيتا البازل والكولاج السردي في رواية / ماتريوشكا من أسوان/ ...
- الفلسفة الذرائعية العربية واشتراح المصطلح رواية (رحيل السومر ...


المزيد.....




- حماس: الإحتلال يتلكأ في تنفيذ مسار الإغاثة والإعمار في غزة
- مصر والأمم المتحدة تبحثان ترتيبات المؤتمر الدول لإعادة إعمار ...
- -تيك توك- خابي.. من الفكاهة إلى سفير للنوايا الحسنة لدى اليو ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام شخص -تعزيرا- وتكشف ما أُدين ب ...
- حماس تطالب الصليب الأحمر بتكثيف متابعة أوضاع الأسرى الفلسطين ...
- مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس: الأسرى المحررون تعرضوا لتعذي ...
- شبكة حقوقية تدعو لتحقيق العدالة لضحايا مجزرة حماة 1982
- جيش الاحتلال يعتقل صيادا لبنانيا عند نقطة رأس الناقورة.. ويع ...
- السعودية.. إعدام مقيم أدين بجريمة مخدرات
- الجزيرة ترصد أوضاع مدارس الطوارئ بمخيمات النازحين في السودان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبير خالد يحيي - مجزرة حماة 1982: إبادة جماعية بأوامر الأسد وجرح لم يندمل