حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 04:47
المحور:
المجتمع المدني
في أيامنا لم يعد للخصوصية اعتبار، بل أصبحت عملة نادرة وسط تهافت وتكالب على إفشاء البعض أسرار حياته العائلية أمام المتابعين دناوة منه لجمع أكبر عدد من اللايكات والمشاهدات حتى تزيد قيمته في سوق التفاهة.
فما ان تبدأ بالتصفح في وسائل التواصل الاجتماعي ستدخل وتجول في العديد من البيوتات وتقتحم خصوصياتهم لتعيش تفاصيل حياتهم من حيث لا تدري.
أشخاص بشعر منفوش ووجوه مسفرة أو ملونة من عالم الفلاتر والجگات، يبثون يومياتهم لحظة بلحظة ليأخذوا جلسة حمارية تأملية في التعليقات وجمع المشاهدات من أجل دراهم التفاهة!!
الخلافات الزوجية المصطنعة ودموع الأطفال وبراءتهم أصبحت أسيرة لزمن البث المباشر المليئ بالتكبيسات والتدليكات!!
نرى طنوش ومن على شاكلته يُبدعون في استعراض مناسباتهم الشخصية والهدايا المغسولة بغسالات اللصوص الاوتوماتيكية، أما عن القُبل فتوزع بين الأفواه قبل أن تُشعر بالدفء! في سلسلة مشاهد مغلية بدرجة ٧٤٦٩٥٤٩٨٤٩٥ مئوية في عالم گوادا لوبي الجزء الثاني من الحلقة ٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥
زمن أمست فيه المشاعر الهابطة مغموسة في وحل مستنقعات الفضاء المادي كما تباع البضاعة بثمن بخس، وتعرض الخصوصيات كحال الثياب المبعثرة في محلات البالة ( اللنگات )
أصبحت حياة هؤلاء في الزمن الطنوشي عبارة عن مسلسل سخيف يعرض بالمجان في زمن البثوث المباشرة، وأنا على يقين أن الحلقات القادمة ستكون أكثر إثارة وربما أكثر تفاهة!!
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟