أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - القلق الإنصياعي في نص(زيف حلم) ل جابر السوداني














المزيد.....


القلق الإنصياعي في نص(زيف حلم) ل جابر السوداني


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


أولاً: في العنوان
الزيف أو الزائل هو الشيء المزيّف، يعني المخادع أو الكاذب، الذي لا يمت للحقيقة بصلة، يعني الذي ليس أصيلا بمعنى مغشوش. وهنا اضاف الشاعر له "أي للعنوان" كلمة مرافقة له، فقال: "زيف حُلم"، فصار المعنى رمزي، اراد الشاعر به تصوير معنىً بصيغة مبالغة، مع التأكيد للرمزية، والرمزية كثيرا ما يستخدمها الشاعر، بهدف التمويه والاخفاء، وايضا لتعطي النصوص أكثر من معنى تأويلي. فالعنوان بهذا المعنى، هو: أن الحلم ينتابه الشك، لأنّه بعيدا عن الواقع، أي أنّه بتعبير آخر، اضغاث أحلام، وبتفسير فرويد ويوغن واريك فروم، أضغاث الاحلام عبارة عن خيالات منامية يشعر بها الرائي نتيجة نومه المضطرب، حيث عادة ما يحدث هذا بسبب حالة القلق النفسية التي تنتاب الشخص المعني. والنص، بشكل عام، يحتوي على جملة من الصور الرمزية التي تعرّض لها الشاعر في نصه هذا، والهدف منه بناء هيكلية نفسية، ربما مرّ بها الشاعر نفسه، أو شاهدها بخياله الخصب، وهي تحدث ايضا لكثير من الناس، وتُحسب للشاعر ابداع.
ثانيا: تشابه النصوص
ويلاحظ أن النص هذا لا يبتعد، جذريا، عن نصوص السوداني السابقة، فهي، تقريبا، نفس القالب الشعري الذي يكتب على نمطه في جُل نصوصه؛ وهو ما عوّدنا عليه الشاعر، ونحن نقرأ له نصوصه الباقية؛ وما نقوله ليس من باب المثلبة، أو التقليل من شأن النصوص، وانما لكل شاعر نمط شعري، وطريقة في الكتابة يسير على نهجها؛ مثلا اسلوب السياب يتفرق جذريا عن اسلوب عبد الرزاق عبد الواحد؛ هذا كمثال وليس مقاربة، لأننا لسنا بصدد مقاربة بين شاعر وآخر من الناحية الابداعية، أو البيانية، أو حتى الفلسفية (باعتبار الشعراء هم فلاسفة بالعنوان الثانوي). إذن نصوص جبار السوداني يشابه بعضها البعض من الناحية هذه التي اوضحنا، وهذا واضح للعيان.
ثالثا: الرمزية
الرمزية التي يستعملها الشاعر، نستطيع أن نقول هي ذاتها في أغلب نصوصه؛ للسبب الذي بينها في الفقرة الـ - ثانية – و أوعزنا سبب تشابه النصوص من الناحية البنائية والفلسفية، وربما في هذا النص ثمة تغيّر طفيف في هذا النص بالذات، وهو ما سنُشير اليه، لكي يكتمل لدينا الطرح الموضوعي، ونحن نحلل النص هذا تحليلا معرفيا – كما نشير دائما في أكثر المرات على أننا نقوم بهذا التحليل، أي لا نطرح ذلك طرحا اكاديميا يجري وفق قالب ثابت غير مطاط – والمعرفي – بطبيعة الحال – يستخدم المفردات والتحليلات المعرفية التي تخضع للجانب الفلسفي والتصوفي أو العرفاني، والفسيولوجي وغير ذلك. فقوله: "مرتحلاً عبرَ الليلِ لمدنٍ أخرى" أو " بحثا عن مائدةٍ أو مأوى منذ قرونٍ" وأيضا "وخيامُ الغجرِ تناست وجهي" كذلك "ولدتُ غريباً يا أورَ النائيةَ جنوباً". وكل هذه رموز اراد بها الشاعر أن يوضّح جملة من الحيرة التي تكتنف الانسان، والمأساة التي يتعرض لها طوال حياته، لاسيما إنسان العصر الحاضر، هذا العصر المتناقض غير المستقر، والانسان فيه يلوذ محتارا، كما يلوذ المستجير بالرمضاء، والظامئ بالهجير. فالرمز كما هو معروف جزء هام في النصوص النثرية، لكي تعطي الصورة المختزلة، والموضوعية التي يكون طابعها الدهشة والبعُد التعبيري، لا البُعد المتعارف عليه في مساحة لا تتسع للأبعاد والرموز الشعرية، وهي تريد أن تعج بصرخة، تستوعب المأساة.
رابعا: على سبيل التقييم
استطيع أن أقيّم النص على أنّ: نصا يستحق الاهتمام، وفي ذات الوقت يُعد نصا مختلفا عن كثير من النصوص التي نقرأها اليوم، إذ أن جابر السوداني يختلف كما يكتب الكثير، فهو له نهجه الخاص، وله فلسفته في الطرح عندما يعالج النص الشعري، ويضيف روحية خاصة به؛ وهو ديدن كثير من الشعراء المعاصرين له، في هذا الخضم.
خامسا:
نص: (زيفُ حلم)
جابر السوداني
نافذةُ قطارٍ في منتصفِ الليلِ تراودني مثلَ امرأةٍ عن نفسي ضيقةٌ بغدادُ بخطوي أضيقُ من زنزاناتِ الحبسِ تراها كيفَ ستأخذني مرتحلاً عبرَ الليلِ لمدنٍ أخرى وقرىً نائيةٍ لم تألفَها قدمٌ غيرَ خطاي ببغدادَ ترنُ خطى الشعراءِ البوهيميينَ على إسفلتِ الشارعِ تقذفهم حاناتُ الخمرِ جياعاً مثل وجوهِ القططِ السائبةِ يجوبون زوايا الليل. بحثا عن مائدةٍ أو مأوى منذ قرونٍ والشعراءُ ببغدادَ يبيتون على الإسفلتِ جياعاً يلتحفون القيظَ روائحَ أرغفةٍ وشواء. منذُ قرونٍ والشعراءُ يلوذونَ عن العسسِ السري وراء الظلمةِ وزوايا الباراتِ الصيفيةِ كانت مرتاداً لمساءاتِ لخطوِ الوافدِ من أور. بعيدا أقصتني الطرقاتُ لذلِ النفي وخيامُ الغجرِ تناست وجهي كأني من شقٍ الأرضِ ولدتُ غريباً يا أورَ النائيةَ جنوباً ماذا أبقيتِ غير ترابِ القبرِ لسوءاتِ بنيكِ المنفيين.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدنان الفضلي الشاعر الذي أغوته الساعات
- المنحى الصوفي في قصيدة (خمرةُ اليقين) للشاعر كريم القيسي
- ذاتية المعنى.. قراءة في مجموعة (أأقيم على حافة هاوية) للشاعر ...
- زمكانية النص الشعري.. قراءة في (منذُ زمنِ الانتظار) لـ عبد ا ...
- الشعر بوصفه لعبة الابداع قراءة في نص (كَسَاحِرٍ يُرَوِّضُ عَ ...
- الخيال في (أحزانٌ بلا مراكب) للشاعر حسين السياب
- تعويذة الشجن في نص (وداعا) للشاعرة ميسون المتولي
- اغتصاب الجدال
- انتصار الفكر الحُرّ على التاريخ في سردية (القبر الأبيض المتو ...
- سياحة قصيرة في (كفُّ تلوَّح لكلماتٍ في الدّخان) لأمير الحلاج
- حكايات من بحر السراب
- لها.. وهيَّ على فراش الغياب
- أدب الرسائل ‘الى (.....) الرسالة الثالثة والأخيرة 17 تموز
- وحيد شلال شاعر الجمال والحماسة والوطنية
- في نصّها (منافي الرماد) عطاياالله ترسم جدارية للبوح
- لها فحسب
- المتعة أو الزواج المنقطع
- اللاهوتيون وعلي والوردي
- العمامة والغناء
- نتانة التاريخ وصناعة الأقزام


المزيد.....




- جوائز الأوسكار: فيلم -إميليا بيريز- يتصدر السباق
- سيارة فارهة ومليونا جنيه.. خلافات أسرية تكبد شقيق فنان مصري ...
- هيئة الأدب والنشر والترجمة تقود مشاركة السعودية في معرض القا ...
- جوائز -الراتزي-: -أوسكار- أسوأ الأفلام
- انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ56 بمشاركة 80 دولة
- -إميليا بيريز- أبرز الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار المؤجلة ...
- “شوف أجدد الأفلام” ثبت الآن تردد قناة سينما شبرا بلس الجديد ...
- مصر تستقبل وفدا من الأدباء الروس بـ -الكاتيوشا- (فيديو)
- رئيسة اللوفر تحذر من تردّي حالة المتحف الباريسي
- المغرب: تنصيب عضوين جديدين في أكاديمية المملكة


المزيد.....

- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - القلق الإنصياعي في نص(زيف حلم) ل جابر السوداني