|
اقترب اكثر من القصيدة
بوجمعة الدنداني
الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 14:03
المحور:
الادب والفن
شعر
كيف اصرخ وترى صرختي دمعتي كيف اكتب اه يا وجعي وترى وجعي يتحرك حيا بين يدي وفي أضلعي كيف تدخل نصي وترى انيني تسمع توتري تلمس نشيجي رغبتي الجامحة في التحرر غضبي هل لمست دمع غزة وهي تلمع والشامة على الخد تحت العين تهتز وتتدلى ولا تسقط وتحت الأنقاض تصرخ إني هنا اتنفس هل رأيته يمخر البحر ويصرخ إني هارب لم اعد اثق في الظلال
اقترب أكثر من القصيدة
هل رأيت العروس هدى وعريسها مجدي يمشيان وسط هودج الفرح باتجاه قاعة المجد مسيّرة من حديد تغبط الفرح فرح الناس الطاغي على العطش والفقر هل سمعت القصف في نصي وبين الكلمات انا أحزن انسان على الأرض أرحل وحزني يعمّر هل رأيت حزني مكوم في الطرقات وفي البيوت هل شممت رائحة الشواء والورد المفتت والبحر المسجور يكاد في ارتفاعه يلامس السماء ونهنهة الصبية تحت الركام وشيخ ميت وهو يبتسم هل رأيت البسمة في نصي ام كانت باهتة وخانتني اللغة مشاعري اقوى من التعبير واقوى من اللغة
اقترب أكثر من القصيدة
انت لا تفهم نصي نصي أكبر منك فيه كل الماسي لكنك اعمى لا تتعرى لا تتمشى حافيا مكبل تخلص من قيودك واقترب أكثر من القصيدة ولا تتعلل بالأناشيد القديمة ولا تمش في طريق مبلط فللمسارب الوعرة نكهة الطوفان
اقترب حتى ترى أوضح فاللغة القديمة لا تقرا صراخ طفل يجري خلف نعش امرأة ليست امه اقترب أكثر ترى ليست ألوان قزح ولا اعلام الفرح ولا اهازيج احتفالات النصر ولا وقفة عز لصاحب القصر دماء لطخت وجه الطفولة والرجولة وحنت ايادي النساء اقترب ترى حذاء صغيرا في حجم وردة في معرض للشهداء في برلين كلما لمست حذاء قفز طفل متى اعود الى غزة عمي ففردة حذائي الأخرى تحت الردم وككل الجشعين تنزل دمعة للكاميرا وتمضي في برلين لا يبكي الناس على غزة انما يتأملون موتنا الحضاري اقترب ان بقي فيك بعض انسان تلمس وجع الطفولة لم يعد نتفا صار سيلا ومجاري اقترب انه يبكي يكذبون كحكامهم الوجع يمرق كالطير بسرعة البرق هل يدركه البصر كذا في النص كذا في برلين اقترب أكثر لم يبق في الكف زيوان
اقترب أكثر من القصيدة لا تتورع امامها اقترب أكثر وادخل في مغاليقها (نهر الأردن) يبكي من العطش بي علة الا تسقيني يا (دجلة) (الفرات) توغل في صحاري فارس و(النيل) غار في الأرض فلا نراه يمشي او يتجلى و(مجردة) كالتيس يبعبع ويخون و(درعة) رغم طوله انكمش من وخزات (الرمال) (بانياس) يتوجع و(العاصي) يقول ما دخلي انا و(العوجا) يرفع راسه قليلا ويدسها في الرمل الايادي تترصده بالعصي: اقتلوا الثعبان نهر الأردن يبكي من العطش تجيبه صحراء نجد لا فم لي.
اقترب اكثر من القصيدة تلمس هنا انظر ترى يا اعمى جرحا بطول وطن وعرض امة لن يبرأ وان شفاه الوقت والزمن انكاه حتى لا يبرأ ولا يندمل يلح علي واظل طول الليل اردد اسم عدوّي حتى لا يندمل واملأ غرفي بصور القتلة وعليها تواريخ الجريمة وصوري في السجن وتحت الردم وانا ابكي اطفالي المفقودين وامي تطلب شربة ماء واختي تغتصب امام الكاميرات وابي يسحل وجاري بلا أطراف وارضي سليبة تتحالف معهم الطبيعة الريح والمطر وتصير فلسطين بحرا ولا سفينة وحولنا الاجلاف تأكل وتتجشأ وتسرق حقدي جمرة تظل في يدي ملتهبة كشعلة الاولمب رياح الأرض والرب لا تطفئها بحار الكوكب لا تطفئها انام على الشوك واكل كسرة يابسة حتى لا أنسى واؤرخ لجراحي: هذا في معركة القسطل والذي تحت الجبين وفوق العين في معركة الكرامة والذي في الساق في حمام الشط وفي الظهر سكين من جبان والنحول من أثر السجن والجوع والسرطان من غلتنا /غلتهم المغشوشة لن ابكي مع الدمع يسيل الحقد والثأر لن ابكي اريد من الدمع ان يتجمع في الصدر ويتخثر ويتحول الى قنبلة موقوتة كلما هادنت او نسيت او بررت تفجرت لن أنسي اانسى جرحا في يدي وفي كبدي وفي لساني ومهجتي وعلى مخدتي وزير الماء المجبّر كذراعي في الركن يئن أأنسى دمعا يئن
لا ارى الا البشاعة يا وجه البشاعة
اقترب أكثر عرفتها عرفتها من شعرها من لون عينيها من دمعها وهزال خصرها والجبهة وظهرها المعوجّ من نقل البنادق من يديها المجروحتين من جرار الماء الماء الذي فاض من بئرها على السواني والمقاتلين والمنافقين من عصرها الذي سمي باسمها فلسطين امرأة لا نعرف سنها من عمرها
صرت الان دمعة في نص من يقرأ النص
اقترب أكثر من القصيدة كنت تعرف ان قانصك يدك أكنت تعلّمها ان لا تخون كثيرا مرّة واحدة ولا تستطيب كل يد لها مرة واحدة وتتوب ونمضي شهداء واحياء الى قوت القلوب فلسطين دهشة الأرض والسماء الموت على ارضها حرية وفي غيرها غيوب
يا يدي هل تخونينني يا يدي نعم خنت اصابعي
اقترب أكثر لن تروا ابعد من أرنبة انوفكم لن ترفعوا رجلا ولن تحركوا الأخرى طيننا يأبى ان تتقدموا ولن تطلع شمس الغد بحبال المقاومة مشدودة لمدارها كل النجوم مثبتة والهلال لن يكبر لا شيء يتحرك سوى الحجارة لا غد لكم لن تخرجوا من يومكم هذا السابع يأتي بعده السابع من أكتوبر لن تخرجوا لم نسمح لكم ان تعبروا او تمروا او تعودوا ليس لكم الا ان تموتوا مت ..كيف لا تموت ..يا ابن الكلب
لا تغفروا لنا نحن لا ننتهي بسرعة جلدنا الأرض والأرض جلدنا نموت ولا ننسلخ انتظروا ان كان لكم صبر يلزمكم قرنا ربما أكثر كالهنود الحمر اصواتنا في كل منحنى وفي صوت الريح وتحت كل شجرة وفي همس العشب وهرهرة الوادي وزقزقة الطير وفي كل ماء نلد من افواهنا من كل ثقب فينا فاصبروا تفنى العناقيد ولا نفنى نحن من جنس الحجر
#بوجمعة_الدنداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ورقة مقتطعة من كتاب إغاثة الامة بكشف الغمة للمقريزي قصة
-
- المعلم -
-
قصيدتان
-
الم يكن ممكنا لو جئت قبل الان
-
ميشال عفلق والعروبة والاسلام السياسي
-
لعبة
-
لن احتمل اكثر من سنة
-
البرغي / قصة
-
قتل القومية العربية
-
الدولة المتدينة
-
اللعين مسرحية
-
الوجه والقفا: قراءة أخرى بعد خمس سنوات عجاف في حكم سعيد
-
الشعب العربي بين الجدار العازل والتهجير القسري
المزيد.....
-
الجديد كله “هنــــــــــــا” .. عبر تردد قناة بيروت أفلام ال
...
-
الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم
-
-الهبة العليا- لباولو كويلو تنطق بالروسية
-
إصابات برذاذ الفلفل في حفل مغني الراب الأميركي -جيبيغ مافيا-
...
-
طور جديد من الرواية الفلسطينية.. اسطنبول تستضيف منتدى -تواصل
...
-
ثلاثة أفلام روسية تفوز بجوائز في مهرجان دكا السينمائي
-
-من النهر إلى البحر- لسامر أبو هواش: رحلة في قلب الألم الفلس
...
-
عبد الجبار الرفاعي في اتحاد الأدباء: القراءة رحلة اكتشاف مرت
...
-
الناصرية تلتحق ببغداد والبصرة والموصل باعادة افتتاح شارع الث
...
-
-من الصفر إلى القمة-.. جمال بنون يقدم دليلاً عمليًا لتحقيق ا
...
المزيد.....
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
المزيد.....
|