خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 14:01
المحور:
الادب والفن
إستفاق وبيده حقيبة بالية لم تعد تصلح لشئ. شعر برعب مقيت، فلقد حاول الرجال سحب ما كان بيده بكل قوة لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. رفع القهوة التي بيده ليرتشف جرعة منها، كانت قد تجمدت و لم تعد صالحة للإستهلاك.
رفع عائد رأسه للسماء. كانت رمادية كفصل الشتاء وبدت الأشجار طويلة عارية لا ينقصها شئ. إستغرب الرجل كما هي عادة كل من يأتي إلى ذلك المكان. تذكر أنه كان قد أغلق باب القبو جيدا قبل النوم، فعادة ما يتجمع الشباب اليائس خارجا مقتسمين ما تبقى من زجاجات الكحول المسروقة. ثم يحاولون كسر باب القبو بعدها.
فتح الرجل عينيه جيدا ليتأكد من أنه لا يزال على الفراش. رأى فراشة تحوم حوله تارة ثم تختفي تارة أخرى و سمع أصواتا تشبه أصوات حيوانات خائفة. حاول القيام لكنه لم يستطع إذ شعر بنمل ثقيل يجوب ساقيه متحركا نحو إتجاه ما ثم يعود النمل في نفس الطريق محملا بأمتعة و هدايا تفوق حجمه. تمنى لو كانت ثقته بنفسه كثقة النمل في مزاولة مهامها دون ملل. بدأت قطرات الماء تنسكب على الحقيبة و بدأت الحقيبة تنفتح على أشياء بداخلها.
رفع رأسه. كان السقف يمطر ماء، حينها فقط علم أن بينه و بين السماء سماوات عديدة و أنه لن يصل إلى المبتغى مهما كانت المحاولة.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟