أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الأسطل - هل ستصبح كندا الولاية الأمريكية 51؟














المزيد.....

هل ستصبح كندا الولاية الأمريكية 51؟


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون من المغري بالنسبة لأولئك الذين لم تطأ أقدامهم أمريكا الشمالية قط، أن يعتقدوا أن الولايات المتحدة وكندا شقيقتان، أو توأم -بسبب اللغة والموقع الجغرافي- لا يفصل بينهما أي شيء تقريبا. من الواضح أن مثل هذا الافتراض محض هراء، فالاختلافات بين البلدين عديدة.

بشكل عام، يعتبر الأمريكيون الكنديين أشخاصا بسطاء لطفاء، الأفراد الذين نمتدح طيبتهم أو بالأحرى سذاجتهم بلمسة من التعالي التي تليق "بالعقول" التي تعتقد أنها "متفوقة" على الآخرين.

إن نظرة الأمريكان للكنديين تشبه نظرة الفرنسيين للبلجيكيين إلى حد ما: جيران، أوربيون، بيض، ودودون، يشربون البيرة ويتناولون بلح البحر مع البطاطس المقلية، ولكن لا ينبغي الاعتماد كثيرا على عقولهم.

من خلال تجربتي، يمكنني أن أنصحك بعدم إخبار الكنديين بأنهم يشبهون الأمريكيين، فقد يفهمونك بشكل سيئ للغاية. الكندي هو كل شيء إلا الأمريكي. إنها مسألة مبدأ يوحّد -من المحيط الهادئ إلى المحيط الأطلسي- شعبا بأكمله، بل وربما هو القاسم المشترك الوحيد الذي يربط الكنديين ببعضهم البعض. إن كراهية أمريكا وقيمها من أهم ما يميّز الشعب الكندي.

ينمّي أحد البلدين التسامح وروح الانفتاح، بينما يطلق الآخر العنان للعنف الذي يغذّي المجتمع برمّته. لا يقتني المواطنون الكنديون الأسلحة مثل جيرانهم الذين يقبلون على شرائها إقبالهم على شراء البيتزا. لا يمارس الكنديون عمليات القتل الجماعي، ولا يتناولون الطعام إلى درجة المعاناة من البدانة، كما أن حكومتهم تعفيهم من إنفاق أموالهم للعلاج في مستشفياتها. وفي كثير من النواحي، تبدو كندا ديمقراطية كدولة إسكندنافية، بخلاف أمريكا الأشبه بالغابة.

يقول دونالد ترامب إن كندا يمكن أن تصبح الولاية الأمريكية الواحدة والخمسين! هل أنت جاد يا رجل!

إذا كانت لكندا طبيعة متوحشة جامحة، فإن مجتمعها ليس كذلك. إنه يقوم على احترام جميع الأفراد بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو أصلهم، وهو تسامح يصل إلى حد الهوس والمبالغة في بعض الأحيان. ولا يعني هذا أن العنصرية غائبة تماما عن الهوية الكندية، لكنها تظل رأيا لا يمكن الدفاع عنه ولا يحلم أحد بالتفاخر به. والدليل على ذلك أن كندا تظل حتى يومنا هذا إحدى الدول الغربية التي لم يجد فيها اليمين المتطرف بعد أرضية مناسبة للتعبير عن أفكاره. وهذا يوضّح مدى اختلافها عن أمريكا.

ما تزال كندا تعتمد إلى حدّ كبير على سياسة الهجرة القوية. ومن دون التدفّق الضّروري والمستمرّ للمهاجرين لن تكون قادرة على تسيير أمورها بسلاسة. لذا ليس أمام المجتمع خيار آخر سوى الترحيب بالمهاجرين والتحلّي بعقل منفتح يتعارض مع فكرة الانطواء على الذّات أو التأكيد على القومية السّامّة التي يدعو إليها دونالد ترامب ومناصروه.

إن مجرّد التّخيّل للحظة واحدة أنّ كندا يمكنها الاندماج في المجتمع الأمريكي هو أمر غريب مثل الرّغبة في دمج الصيّادين والناشطين البيئيين في نفس الحركة السياسية، أو أن تطلب من مهووس بالسيارات -مثلي- التخلّي عن سيارته واستبدالها بدراجة هوائية بسيطة. نحن أمام عدم توافق رهيب، يرتكز قبل كل شيء على مفاهيم فلسفية تقع على النقيض من بعضها البعض.

إذا كان ترامب ينوي ضم كندا، فسيتعيّن عليه استخدام القوّة المسلّحة. فلست أرى كيف يمكن للكنديين أن يتخلوا من تلقاء أنفسهم عمّا يشكّل أساس هويّتهم. إن مطالبتهم بالانتماء إلى الأمة الأمريكية سيكون بمثابة إنكار لتاريخهم وثقافتهم وطريقتهم في الوجود في العالم وجوهر هويتهم، فهم بشر متسامحون ومنفتحون على العالم.

يعتبر ترامب كندا فريسة سهلة! واتكاء على جهله الشديد، ينوي منح أمريكا مساحة أكبر للعيش، مثل أدولف هتلر وفتوحاته التوسعية. ولكن كندا ليست النمسا. ذلك أنه من سابع المستحيلات -اليوم- أن يتجمّع الكنديون في شوارع أوتاوا أو مونتريال للترحيب بترامب "الفاتح"، كما رحّب النمساويون ذات مرة بالمستشار الألماني (هتلر)، بسبب حمّى قومية دفعتهم إلى التعبير عن موافقتهم على الانضمام إلى الأمة الجرمانية العظيمة.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية كما أراه
- رواية قبل أن تختفي.. ليزا جاردنر
- عن رواية قصة خرافية.. ستيفن كينغ
- ستيفن كينغ والأدب الخفيف
- عن رواية حجر القمر.. ويلكي كولنز
- خواطر
- فرانك.. من مجموعتي القصصية شيء مختلف
- قصة بعنوان توم. من مجموعتي القصصية (شيء مختلف)
- الناقد عمار بلخضرة يكتب عن شيء مختلف
- صباح مقاطعة شامبانيا (فرنسا)
- من سجل تجاربي ٣
- مشيناها خطى كتبت علينا
- الناقد الأستاذ عمار بلخضرة يكتب عن رواية -سقوط-
- من سجل تجاربي ٢
- حوار أجرته معي الكاتبة ياقوت شريط
- سقوط؟
- عن روايتي -سقوط- بقلم الكاتب الطيب صالح طهوري
- لا تغرنكم الألقاب
- من سجل تجاربي
- رأي الناقد السينمائي مهند النابلسي في روايتي سقوط


المزيد.....




- -مسيء وغير مقبول-.. ردود فعل غاضبة لمكسيكيين على رسائل تحذير ...
- السعودية.. كم يبلغ سِن -الأمير النائم- الوليد بن خالد بن طلا ...
- مسؤولون يكشفون لـCNN كيف نجح الحوثي بإعاقة خطة ترامب والانتق ...
- نائب أمريكي يكشف شروط الرئيس السوري للانضمام إلى -اتفاقات أب ...
- الحرائق تلتهم آلاف الهكتارات من الغابات بولاية نبراسكا الأمر ...
- ألمانيا: ورود ودعوات لتحقيق العدالة بعد مقتل شاب أسود برصاص ...
- خمس أوراق رابحة قد تستخدمها الصين في حربها التجارية مع الولا ...
- كوريا الجنوبية تطور جيلا جديدا من القوارب العسكرية المسيّرة ...
- اكتشاف أول دليل ملموس على وحشية العروض الترفيهية في الإمبراط ...
- هل يدفع ترامب كاليفورنيا لمسار الانفصال عن أميركا؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الأسطل - هل ستصبح كندا الولاية الأمريكية 51؟