محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 23:21
المحور:
المجتمع المدني
أن تعيش حياتك وأنت تُزيّف الحقيقة، هو أن تحمل وزرًا ثقيلًا من الأكاذيب التي تخفي بها جذورك الحقيقية. أن تكون غير قادر على رواية تاريخك وأصلك لأبنائك بصدق يعني أنك تخون ليس فقط نفسك، بل أجيال المستقبل التي تعتمد على وضوح الهوية لفهم ذاتها.
عندما يكتشف أبناؤك يومًا أن الحكايات التي رويتها لهم كانت محض أكاذيب أو تزييفًا متعمدًا، فإنهم لن يشعروا فقط بالخيانة، بل سيتولد لديهم شعور عميق بالاغتراب عن أصولهم وثقافتهم الحقيقية. الحقيقة هي أساس البناء السليم للهوية، وعندما تُبنى على الأكاذيب، تنهار أمام أول اختبار للزمن أو للمعرفة.
التاريخ ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو جسر يربط الماضي بالمستقبل. عندما تعيش وأنت تُنكر أصلك أو تخفيه وراء أقنعة مزيفة، فإنك تضعف هذا الجسر وتجعل من الصعب على أبنائك بناء هويتهم بثقة. الأمانة في نقل الحقيقة ليست خيارًا، بل واجب أخلاقي يحدد مدى قدرتنا على الحفاظ على أصالتنا وكرامتنا عبر الأجيال.
عيشك في حالة من الزيف لن يحميك من اكتشاف الآخرين لحقيقتك، بل سيزيد من خيبتك وخيبة من اعتمدوا عليك كمرجع للمعرفة والصدق. الكذب على الذات والآخرين ليس إلا هروبًا مؤقتًا من مواجهة الحقائق، لكنه هروب مكلف سيدفع ثمنه الأبناء والأحفاد في نهاية المطاف.
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟