احمد الجسار
كاتب وصحفي
(Ahmed Al-jassar)
الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 23:12
المحور:
الادب والفن
في عام 2003، عندما كان العراق يتغير أمام أعيننا، وجدت نفسي غارقًا في دوامة من المشاعر والأحداث التي لم أكن أعرف كيف أعبّر عنها. كان ذلك زمنًا عصيبًا، حيث تغيّر الوطن وتغيّرنا معه. لجأت إلى الشعر لأرسم ملامح ما أشعر به؛ كلمات تحمل وجع الفقد وألم التحولات. ومع ذلك، شعرت أن الشعر بقواعده وحدوده لم يكن كافيًا ليمنحني الحرية لأقول كل ما في داخلي.
بدأت أبحث عن فضاء أوسع، مساحة تمكنني من التقاط شذرات روحي المتناثرة. فكانت البداية مع كتابة يوميات بسيطة. تلك اليوميات كانت أشبه بمرآة، تعكس ما بداخلي من ألم وأمل. لم أكن أعلم آنذاك أنها ستتحول إلى أولى خطواتي في عالم السرد. في عام 2005، كتبت أول قصة قصيرة لي. كانت قصة تحمل تجربة شخصية مؤلمة، لكنها شكّلت شرارة دفعتني إلى كتابة المزيد.
بحلول عام 2008، كنت قد كتبت حوالي خمسين قصة قصيرة، تناولت فيها موضوعات الحياة اليومية وصراعات النفس البشرية، وحاولت أن أسلط الضوء على جمال التفاصيل الصغيرة وألمها. ولكن مع انشغالي بالدراسة والعمل، توقفت عن الكتابة. شعرت أنني ابتعدت عن الحلم الذي حملته طوال تلك السنوات.
مرت السنوات، وفي زمن الجائحة، شعرت بدافع قوي للعودة إلى القلم. كتبت بعض القصص، لكنها لم تكن كافية لاستعادة شغفي القديم. كان هناك شيء ينقصني، شيء يربط بين ما كنت عليه وما أصبحت عليه.
في بداية هذا العام، قررت أن أعطي لنفسي فرصة جديدة لتطوير موهبتي بشكل أكاديمي. سجلت في برنامج دبلوم الأدب العربي، ووجدت في هذه التجربة طريقًا جديدًا لفهم الكتابة والنظر إليها من زوايا مختلفة. لم تكن هذه الدراسة مجرد وسيلة لتعلم القواعد والأساليب، بل كانت نافذة تطل على عالم مليء بالإلهام.
"أرض بلا أكاذيب" هو ثمرة هذه الرحلة الطويلة. إنه ليس مجرد كتاب، بل هو انعكاس لتجربة عمر بأكملها. المجموعة القصصية تحمل بين طياتها قصصًا تنبض بالإنسانية، وتعكس ما عشته وما تأملته. إنها دعوة للقارئ إلى أرضٍ خالية من الأقنعة، حيث يمكننا أن نكون أنفسنا دون خوف أو تزييف.
هذا الكتاب ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة لحلم كنت أحمله منذ عشرين عامًا. حلم أن أكتب وأن أروي حكايات يمكنها أن تمسّ قلوب الآخرين.
لعل "أرض بلا أكاذيب" تكون نافذة لفتح حوارات جديدة حول التجربة الإنسانية، وآمل أن تجد هذه القصص صدىً في أرواح القراء الذين يبحثون عن الحقيقة في عالم مليء بالأقنعة.
----------------
المصدر: https://www.facebook.com/share/p/1EqNMKznCr/
#احمد_الجسار (هاشتاغ)
Ahmed_Al-jassar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟