علي إبراهيم آلعكلة
كاتب
(Ali Ogla)
الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 16:02
المحور:
الادب والفن
الحزن ليس ضيفًا غريبًا، بل عابرٌ يطرق أبواب الجميع دون استئذان. يتسلل كظلٍ لا يُرى، ويستوطن زوايا الروح دون سابق إنذار، كأنه صديق قديم يعرف الطريق إلينا جيدًا. لكن السؤال الذي يُثار هنا: هل نحن من نختار الحزن، أم أنه يختارنا؟
ربما يكون الحزن نتيجة لظروفٍ قاسية فرضتها الحياة، لكنه أحيانًا يبدو كقرارٍ نتخذه، كحاجة تلبّي صمتنا الداخلي. فالحزن ليس دائمًا عبئًا على الروح؛ أحيانًا يكون وسيلةً نعود بها إلى أنفسنا. إنه يُذكرنا بالماضي، وإن كان تعيسًا، ويجعلنا نفكر في الحاضر، وإن بدا مبهماً، وربما يفتح لنا أبواب التأمل في مستقبلٍ مجهول.
والحزن أيضًا له وجوهٌ متعددة:
• منه ما لا تُطيقه النفس، فيثقل عليها.
• ومنه ما يمر سريعًا كنسمةٍ خفيفة.
• ومنه ما يدوم طويلًا، يترك أثره كندبةٍ لا تندمل.
• ومنه ما نستحضره بإرادتنا، حين نحتاج إلى استراحةٍ من زيف الابتسامات أو حين نسعى لفهم أعمق لمعاني الحياة.
بعض الحزن يشبه المفتاح الذي نلجأ إليه لفتح أبواب الأمل. نعم، قد يبدو غريبًا، لكن أحيانًا لا نعرف قيمة النور إلا حين نجرب العيش في الظلام.
الحياة قصيرة، لكن فيها الكثير من الأبواب المغلقة التي نخشى الاقتراب منها. ربما يكون الحزن دليلنا إليها، وربما هو الدرس الذي يجعلنا أكثر قوة وإنسانية.
ويبقى السؤال مفتوحًا: من يختار من؟ هل نحن من نعانق الحزن، أم أنه هو من يعانقنا؟
#علي_إبراهيم_آلعكلة (هاشتاغ)
Ali_Ogla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟