أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة/ ستار















المزيد.....


قصة قصيرة/ ستار


ليلى جمل الليل

الحوار المتمدن-العدد: 8222 - 2025 / 1 / 14 - 20:53
المحور: الادب والفن
    


ستار


تسلل من باب الحديقة نحو غرفتها، راح يمشط الجوار بنظرة فاحصة خطيرة، شخص بصره نحو القلب الكريستالي المنتصب في الرف، تذكر عيد مولدها واحتفاءه به.
كم كان حبه كبيراً، جاشت خاطرة تفرض نفسها، ألم يكن كفاية!
لكن صوت داهمة لحظتها:
-كيف وصلت هنا؟
-ماذا تفعل؟

تجمد وهو رشقها بنظرة معاتبة متأملة، جياشة بكل ذاك الشعور المضطرب الذي يتخلل جوانحه. هتف بدفء حاني:
-أشجان!

اضطربت كثيرا! ارتجفت فارتمت على كرسي قريبا منها، أطرقت برأسها هنيئات، ثم رفعتْ خِصال غُرتها الذهبية، رمقته بنظرة استهجان قائله:



من تظنُ نفسك!
لما أتيت هنا.
لا تعذبني بماضٍ بائس لا أرغب في تذكر تفاصيله حتى.
لم أعد أهتم لأمرك، هيا أرحل من هنا، لن يسرك الأمر حين يعلمون بوجودك.

حسنا تريد مالا أم وسيلة للهرب بعيدا.. أستطيع أن أدبر لك كليهما، لكنك سترحل بعيدا.

- إذن هل خططتِ لكل شيء، لم ترغبي إلا بنفيي إلى أقصى مكان، هل هذه هي رغبتك، أين حبيبتي؟!
- ‏قاطعته بضحكة ساخرة وصوت متهدج حزين، تظنني ما زلت متيمة بك!
يا رجل هل أنت مخمور!

- ‏هل نسيت ماذا فعلت! . لقد سرقت والدي! وأوشكت على قتل شقيقي!
قاطعها:
- ‏لم أقصد أذيته قط. تعلمين، كان صديقي، الأمر نتيجة رد فعل مهاجمته لي لا غير!
- ‏صرخت!
-رد فعل!
إذن هل ألوم أخي على مداهمتك، وأنت تسرق مكتب والده، عوضا عن توجيه اللوم إليك!
أسمع لا رغبة لي بجدالك!
عليك مغادرة غرفتي حالاً، هناك كاميرات في كل مكان في المنزل!
أرحل فحسب!
لكن لما لا تأتي معي، إلى منزلنا، نكمل حديثنا و...
((مد يده بيأس نحو معصمها, دمعت عيناها الدعجاء، ضمت شفتيها المبللتان بالدموع)).
قائلة:
أرحل أرجوك أن ترحل.
-‏ حسنا، سأرحل لو هذه هي رغبتك الحقيقية، هل تسمحين لي بعناق أخير ...
-‏ارتمت على صدره، ضمته بقوة، حالت بدلة السحن الخشنة من التصاقهما ببعض.
-‏قبلها بحرارة.
-‏وصوت مرعب داهم الغرفة، توقف مكانك!
-‏لا تتحرك أيها السجين الهارب.
-‏صرخت أشجان:
- إنه ليس مجرما، هو صحفي متهور فحسب، يظن أنه قادرا على تحقيق العدالة، لا داعي لإطلاق النار، همست في أذنه سلم نفسك بهدوء يا عزيزي!

لكنه تملص منها ركض نحو الشرفة المطلة على الحديقة كثيفة الأشجار لم يدرك أنها كانت تعج بأفراد الشرطة.
حاول القفز فدوى صوت رصاصتي أحدها من مدخل الغرفة والثانية من تحت الشرفة والأخيرة اخترقت كفه الأيمن. فصرخا
‏معا!
آه آه...
راحت تتلوى أمامه مذعورة، نظرا وإذ يديهما مخضبة بالدماء.
خرت في الأرض ترتجف كسمكة اغتالتها صنارة غادرة.
‏انسلت من مقلتيها دموع حارة خالطتها ابتسامة لهفة ثم حسرة، وهو يصرخ، ويشتم أفراد الشرطة.
‏وتقول بصوت متقطع وخافت،
‏أ رأيت هل كان لا بد من هذه النهاية! اقترب سأخبرك أين تلك الوثائق التي تستميت للحصول عليه...ها. لكن قاطعها
‏- أشجان لا تجزعي، إهدائي فقط.
‏راح يصرخ إسعاف، أحضروا الإسعاف!
‏أخذت تحاول التنفس بمشقة شديدة، أشارت إليه بالاقتراب، فاقترب منها.
‏-همست سوف تأتي إليك وحدها! مع كل هذا! كم أحبك، سامحني كم أحبك!
(بعد أسبوع)
يقتحم شرطيان الزنزانة، يبحثان عنه، يشير أحد السجناء إليهما إلى الزوية، كان جالسا ويداه تطوقان رقبته، وقد دس وجهه بين ركبتيه.
ناداه لم ينتبه لهما، فتقدما وانتشلاه من تلك الزاوية المعتمة.
عند باب مكتب المدعي العام، توقفوا وانصرف الشرطيان.
تقدم مالك ببطء نحو الكرسي المحاذي لمكتب المدعي، أخرج المدعي جهاز اللابتوب نظر إليه قائلا أفتحه الآن:
لكنه ظل شاخصا بصرة، غير مبالي.
كرر المدعي الطلب، لكنه وقد أخرج جواله أخبره كانت قد أرسلته أشجان قبل يومين إليه!
فتعجب كيف يرسل الأموات رسائل.
واستغل هذا المدعي، وأطلع مالك على المحتوى المكتوب في رسالتها.
"السيد المدعي المحترم، ما يقوله زوجي الصحفي مالك الرحباني حقيقي، فقط امنحه فرصة، ستجد كل ما تحتاج في حاسوبي النقال، ملاحظة.
المفتاح هو مالك!
إن هذا اللابتوب خاص بسيدة أشجان.
تبدلت ملامح مالك، وبادل المدعي نظرة استغراب، كتب اسمه على منطقة فتح الرمز لم يفتح الجهاز ثم كتب لقب كانت تناديه به، وهو: مالك الحزين.
نظر إليه المدعي (مالك الحزين)، هكذا كانت تدعوك! وابتسم! أردف لعلها وجدت تشابهاً بين رقبتيكما! (محاول تلطيف جو الكآبة المعتم، وكسب ود جليسه).
رد على مدعي, أو شراهة كلينا في أكل السمك! علت الشفاه ابتسامة سطحية.
ثم ظهر إشعار بريد قبل يومين بعد وصل الجهاز بالإنترنت، قال المدعي نفس تأريخ الرسالة التي تسلّمتها من المرحومة أشجان، أفتح البريد.
فتح مالك البريد، وإذ بملف فيديوهات، وملف مستندات.
فتح أول ملف، وإذ أشجان تظهر بكل أناقتها، جالسة أمام كاميرا اللابتوب،
سيدي مدعي تحياتي لك،
‏أعرف أنكما مستغربان مما يحدث، لكن شاء القدر أن يحدث ما حدث، لم أستطع قول الحقيقة، وأنا على قيد الحياة، من الصعب اتخاذ قرار كالاعتراف بالخطيئة، ناهيكم عن وشاية بعائلتي!
‏الآن تحررت من كل القيود، وأريد التطهير، تركت لكم كل شيء في ملف من وثائق.
‏مالك لا تندم أرجوك على حبك لي، لأني لم أندم قط على حبك والزواج منك!.
‏لقد كنت أعرف أنه لا بد من النهاية، لذا أعددت هذا الفيديو والملفات في بريد لصديق يرسله للمدعي بعد موتي بأسبوع! فلا تستغربا!
انتهى الفيديو ثم طلب المدعي من مالك فتح الملف الأخر.
وهناك صدم مالك بأن الوثائق عليها توقيع أشجان كمدير تنفيذي لمشروع لتهجين الدجاج، الذي كان نتيجته وغيمة، وسبب وفيات ونشر أمراض جديدة فتاكة، مع أن والدها تصدر قائمة أفضل رجال أعمال الأكثر سخاء في دعم مكافحة الوباء تلك الفترة.
وجدوا وثائق وشيكات دفعت لمتنفذين في البلد لتغطية فضيحة مشروع التهجين، الذي أُوقِف بعد ذلك بتكتم شديد، وتمويه إعلامي محترف.
نهض مالك، مذهول لم تكن تحمي عائلتها فقط!
شريط ذكريات انقض عليه، كيف استقطبته بعد عددت مصادفات لهما، وهو يحوم حول المشروع باحثا عن خيوط يمسكها ليدين الجناة الذين تسببوا في موت والديه؛ أثر أكلهما لدجاج الجديد المهجن المكتنز ورخيص الثمن.



#ليلى_جمل_الليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة / العنوان /مرجل القدر
- قصيدة نثرية/ عنوان شجرة القات
- رواية بين الحقيقةوالسراب ج5
- قصة قصيرة جدا/ برد قارس
- قصة قصيرة بعنوان ظل حربمة
- قصة قصيرة بعنوان ظل جريمة
- الجزء الأول من قصة بين الحقيقة والسراب
- قصةقصيرة بعنوان نقطة تحول
- قصة . محور :علاقات عنوان بين الحقيقة والسراب/ الجزء الرابع
- قصة قصيرة/ محور خرافة/ العنوان ليلة في المجهول
- قصة قصيرة/ محور أدب رعب/ صدى الماضي
- سلسلة (بين هو وهي) ج2
- قصة قصيرة العنوان: استراتيجية
- مقال / عيدك ياعدن
- عيد الاعياد ياعدن
- قصة قصيرة / محور صحافة/ العنوان: سبق صحفي
- سلسلة هي وهو(ج١)
- عدن مدينة تلحب
- قصة قصيرة/أدب سجون بعنوان: صرصار الليل
- قصة قصيرة / عناق البتلات


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 177 مترجمة للعربية معارك نارية وال ...
- الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية و ...
- جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار ( ...
- جمال سليمان يوجه رسالة بعد عودته لدمشق عن جعل سوريا بلدا عظي ...
- إبراهيم اليازجي.. الشخصية التي مثّلت اللغة في شكلها الإبداعي ...
- -ملحمة المطاريد- .. ثلاثية روائية عن خمسمائة عام من ريف مصر
- تشيلي تروي قصة أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي ...
- حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل أعضاء لجنة الأوسكار وتتسبب في ت ...
- بعد غياب 13 عاما.. وصول جمال سليمان إلى سوريا (فيديو)
- حفل توزيع جوائز غرامي والأوسكار سيُقامان وسط حرائق لوس أنجلو ...


المزيد.....

- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة/ ستار