أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت العبيدي البيبة - مجدي يعقوب: أيقونة الإنسانية والعلم في مسار نحو نوبل وجامعة خالدة














المزيد.....


مجدي يعقوب: أيقونة الإنسانية والعلم في مسار نحو نوبل وجامعة خالدة


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8222 - 2025 / 1 / 14 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


في عالمٍ يزداد ضجيجه بصراعات لا تنتهي، يبرز الدكتور مجدي يعقوب، كحكاية نادرة تختزل في تفاصيلها معنى العطاء وتجسد قيم الإنسانية في أبهى صورها. إنه الطبيب الذي اختار أن يحمل رسالة الرحمة متجاوزًا كل الحدود، وصانع الأمل الذي أحيا قلوبًا خفقت بالحياة من جديد. ففي رحلته الطويلة، لم يكن باحثًا عن الأضواء، بل كان منشغلاً بتلك القلوب الصغيرة التي تنتظر لمسة شفاء، منشغلاً بغرس علمه في تلاميذه ليبقى العطاء مستمرًا.

إن مجدي يعقوب، الاسم الذي تحوّل إلى أيقونة عالمية في جراحة القلب، لم يسأل يومًا عن لون المريض أو دينه أو جنسيته. ففي مركزه بأسوان، حيث يلتقي الإنسان بالعلم، تتجسد أسمى معاني الإخلاص. فهناك، يُزرع الأمل في وجوه أنهكها المرض، وهناك، يُعلّم الأجيال الجديدة كيف يمكن أن يكون الطب رسالة حب وسلام. إنه الرجل الذي أدرك أن العلم بلا إنسانية كالجسد بلا روح، فصنع من علمه حياة، ومن تواضعه درسًا لمن ظنوا أن الشهرة هدف أو أن الثروة غاية.

إن اختراعاته وابتكاراته العلمية ليست إلا انعكاسًا لعقل لا يعرف التوقف، وإرادة لا ترضى إلا بالكمال. آخر اختراعاته الباهرة، جهاز "الضاغط الأبهر التاجي المصغر" (Miniature Aortic Pressure Compressor) والذي يُعد طفرة في مجال علاج الجراحات المعقدة للقلب، حظى بإشادة الأوساط الطبية العالمية. إن هذا الجهاز المتطور يسهم في تحسين كفاءة العمليات الجراحية وتقليل معدلات المضاعفات، مما يجعله إنجازًا عظيمًا في علم الطب.

ومع ذلك، لا يزال الدكتور يعقوب متواضعًا، رافضًا أن يقف عند إنجازٍ واحد، مؤمنًا بأن التعليم ونقل الخبرة هما السبيل لتخليد الرسالة. ومع كل هذا العطاء، لم يسلم من محاولات النيل منه. فهناك من نصبوا أنفسهم أوصياء على الجنة والنار، وأطلقوا أحكامهم الجائرة عليه، وكأنهم امتلكوا مفاتيح الغيب. لكن الحقيقة أن هؤلاء لم يروا ما هو أبعد من أفكارهم الضيقة. لقد غاب عنهم أن الله، العدل والرحيم، هو وحده الذي يحاسب عباده، وأن أعمال الخير والرحمة التي يزرعها يعقوب في كل مكان لا يمكن أن تغفلها عين السماء. هنا، يقف صوت العقل، ممثلًا في علماء الإسلام المعتدلين مثل الشيخ علي جمعة، ليؤكد أن الحساب لله وحده، وأن العلم والعمل الصالح هما من أعظم القربات إلى الله.

إن اسم مجدي يعقوب يستحق أن يُخلد بأكثر من كلمات شكر. إن مصر، التي قدمت للعالم هذا الرجل العظيم، مطالبة اليوم بتكريمه بما يليق بمكانته. فإنشاء جامعة تحمل اسمه سيكون خطوة ملهمة تضعه في مصاف العلماء العظماء الذين خلدت الأمم أسماءهم بإطلاقها على مؤسسات علمية كبرى، مثل جامعة هومبولت في ألمانيا، التي تحمل اسم ألكسندر وفيلهلم فون هومبولت، ومعهد ماكس بلانك الذي يكرم أحد أعلام الفيزياء الحديثة، أو جامعة بيير وماري كوري في فرنسا التي خلدت رمزين من رموز البحث العلمي. إن تكريم مجدي يعقوب بهذه الطريقة لن يكون مجرد تخليد لاسمه، بل رسالة اعتراف وامتنان لكل إنسان آمن بأن العلم يمكن أن يكون جسراً نحو السلام والمحبة.

بصفتي الشخصية، وككاتب يعبر عن نبض قلوب الملايين العاشقين لطبيب القلوب، وبالنيابة عن كل من يقدر جهود الدكتور مجدي يعقوب، فإننا نرفع أصواتنا بأمنية صادقة أن يُمنح هذا العالم الجليل جائزة نوبل في الطب. إن هذا التكريم العالمي لن يكون مجرد تقدير لإنجازاته الطبية الفريدة، بل اعترافًا بإنسانيته العظيمة وإسهاماته التي تجاوزت حدود العلم لتلامس جوهر الإنسانية ذاتها.

لقد أثبت الدكتور مجدي يعقوب، من خلال مسيرته الممتدة، أن الطب ليس مجرد مهنة، بل رسالة سامية تعبر الحواجز الجغرافية والثقافية والاقتصادية، لتصل إلى كل محتاج دون تفرقة. إن إنجازاته الرائدة في علاج أمراض القلب وإنقاذ حياة آلاف الأطفال حول العالم، تجعل اسمه رمزًا عالميًا للعطاء العلمي والإنساني.

إن منح جائزة نوبل لهذا الطبيب الإنسان لن يكون فقط تتويجًا لمسيرته الاستثنائية، بل رسالة إلى العالم بأن الجهود النبيلة التي تهدف إلى تحسين حياة البشر تستحق التقدير الأسمى. نحن على يقين أن هذا الاسم العظيم، الذي حمله علمه ليعبر جميع الحواجز، يستحق أن يصدح على منصة نوبل، تأكيدًا على أن العالم لا يزال يقدر العطاء الجليل والإنسانية السامية.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسرى في ظلال الكهف: رحلة العقل من القيود إلى النور
- العقل المسلم بين تأكيد القناعات الذاتية والوقوع في فخ الأخبا ...
- العقل العربي بين الشماتة والكوارث: قراءة في الانهزام الحضاري
- أصداء الرعب: كيف تتحطم الأمم تحت وطأة الديكتاتورية
- العرب والمسلمون بين أسطورة الماضي وسراب الحاضر
- الإنسان المغترب: قراءة في فكر إريك فروم وأبعاد الاغتراب في ا ...
- انتظار الحلول الغيبية: هروب من الواقع أم أمل زائف؟
- ما الذي يدفع العقول المتعلمة إلى رفض العلم لصالح الوهم؟
- احترام الأديان والتعايش السلمي: رؤية نقدية لسلوكيات تسيء للإ ...
- سوريا على مفترق طرق: تساؤلات حول انهيار الجيش وتحديات المرحل ...
- فرحة بمرض نتنياهو أم هروب من مواجهة الواقع؟
- الثورة الإدراكية: قفزة الإنسان العاقل نحو السيادة على الأرض
- حوار حول مستقبل سوريا: بين التفاؤل والتشاؤم
- محمد صلاح: رمز سلام يتحدى التعصب
- الحروف الفينيقيّة: الثورة الصامتة التي غيّرت مجرى التاريخ
- الرشدية اللاتينية: بذور النهضة الأوروبية وخسارة العالم الإسل ...
- التنوير العربي: رحلة متواصلة نحو العقلانية والعلم
- العقل السحري بين الشرق والغرب: تأملات في عقول الجماهير والمد ...
- ألمانيا في محنة: بين جراح الإرهاب وصوت الضمير
- إعمال العقل في النصوص الدينية: بين نور الفكر وظلام الجمود


المزيد.....




- -فلسطين.. شعب لا يريد الموت-.. كتاب جديد لآلان غريش
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 177 مترجمة للعربية معارك نارية وال ...
- الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية و ...
- جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار ( ...
- جمال سليمان يوجه رسالة بعد عودته لدمشق عن جعل سوريا بلدا عظي ...
- إبراهيم اليازجي.. الشخصية التي مثّلت اللغة في شكلها الإبداعي ...
- -ملحمة المطاريد- .. ثلاثية روائية عن خمسمائة عام من ريف مصر
- تشيلي تروي قصة أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي ...
- حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل أعضاء لجنة الأوسكار وتتسبب في ت ...
- بعد غياب 13 عاما.. وصول جمال سليمان إلى سوريا (فيديو)


المزيد.....

- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت العبيدي البيبة - مجدي يعقوب: أيقونة الإنسانية والعلم في مسار نحو نوبل وجامعة خالدة