خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8222 - 2025 / 1 / 14 - 11:10
المحور:
الادب والفن
يا صديق القلب،
على ضفاف الصمت تنمو أشرعة الحنين،
ويسافر في ضوء العيون شعاع
لا يخبر أحدًا بالاتجاه.
هل ترى البحر؟
إنه غارق في حلم قديم
عن نجمة سقطت يومًا،
لكنها لم تغب.
في الجبال،
تحكي الرياح حكايات الغيم،
عن طائر لم يهبط،
عن جناح يبحث عن سماء،
عن ريح لا تستأذن أحدًا في المرور.
أيها العابر،
لا تصدق الجداول التي تعِدُكَ بالماء.
قد تكون عطشة.
لا تخشَ الأشواك،
فهي تكتب رسائلها للورد
حين لا يراها أحد.
ثمة نجمة تنتظرك.
ثمة سرّ في الصخر
لا يُفصح عن نفسه
إلا لمن يطرق بأصابعه أبواب الصمت.
وإن نادتك شجرة،
فلا تتردد في الإصغاء،
ربما تخبرك عن ظل كان يبحث عنك
في زمن آخر.
أيها الحالم،
الريح وصية النسيان،
والحب مرآة لا ترى وجهك،
بل وجه العالم حين تكون أنت فيه.
اغرس قدميك في الطريق،
وامضِ كأنك نسمة،
كأنك صوتٌ أضاع لغته،
لكنه لم يضِع أبدًا أغنيته.
وإن ضاقت بك النجوم
لا تخف،
فالظلام لغة قديمة
تتحدثها الأرواح
حين تتوه في مجرة الحيرة.
امشِ بخفة الريح،
واهمس للغيم:
"أنا ابن الأرض،
لكنني أبحث عن جذوري في السماء."
ستلتفت إليك الشموس الخفية،
وتمنحك شُعاعًا
لا يحترق،
بل يضيء دربك
حين تنسى الطريق.
لا تَسأل أين النهاية،
فكل بداية تختبئ
في قلب سراب.
وإن أغلق العالم أبوابه،
اصنع لك نافذة
من حُلم،
ودع الرياح تدخل،
تحمل أنفاسك إلى حيث
تكتب النجوم اسمك
على دفتر الأبدية.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟