سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 13:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عام 2021، عدما قام الملا خامنئي بهندسة الامور لضمان إختيار السفاح المقبور ابراهيم رئيسي کرئيس للنظام، فإنه کان ينتظر أن يجعل من رئيسي ککاسحة ألغام للنظام بحيث يغير المعادلة التي تضعضت بعد إنتفاضتي 2017 و2019، وصارت مشاعر رفض النظام والعزم والاصرار تتزايد من أجل إسقاطه، ولذلك فإن الملا خامنئي الذي صار يرى عن کثب بأن دور وتأثير المقاومة الايرانية قد تجاوز الخطوط الحمراء للنظام، فإنه أجلس رئيسي على کرسي الرئاسة ليضع حدا للأوضاع السلبية لغير صالح النظام ولکن لم يدر بخلده إن ما يفعله سيٶدي في نهاية المطاف الى کارثة لا يمکن للنظام من معالجتها کما يحدث الان بعد الذي جرى في غزة ولبنان وسوريا.
لم يصادف نظام الملالي طوال ال45 عاما الماضية من مرحلة بالغة السوء مثل المرحلة الحالية التي تواجهه، وعندما نقول بالغة السوء لأن الاوضاع الداخلية والاقليمية والدولية بالنسبة للنظام، جميعها سيئة على حد سواء، وهو ما يجعل الافق متجهما بوجه النظام ولاسيما وإنه ليس هناك من أي أمل للنظام بأن يغير من هذه الاوضاع بل وحتى إن الذي يخيفه أکثر هو إن هناك إحتمالات أن تسوء هذه الاوضاع أکثر من ذي قبل ولاسيما على الصعيد الداخلي.
عندما شرع نظام الملالي بتصدير التطرف والارهاب والتدخلات السافرة في بلدان المنطقة، فإنه کان يعلم إنه عاجلا أم آجلا سيصطدم بالرفض الشعبي الداخلي ولاسيما وإن لجوئه للممارسات القمعية وترکيزه وإعتماده الکامل عليها، أثبت بأنه لا يختلف عن نظام الشاه سوى في الشکل وإن الدکتاتورية باقية على حالها، ولذلك فإنه قام باللجوء للتدخلات وتصدير التطرف والارهاب وجعله رکيزة ثانية له بعد الممارسات القمعية، حتى يخفف من عامل الضغط الداخلي ويحرف عنها الانظار، لکن هذه الرکيزة التي تعرضت لأکبر نکسة من نوعها بعد سقوط نظام بشار الاسد، مثلما إن رکيزة الممارسات القمعية بعد سلسلة الانتفاضات النوعية التي إندلعت بوجه النظام والتي حطمت حاجز الخوف، فإن النظام يجد نفسه أمام وضع جديد يمکن وصفه بالوضع غير الآمن للنظام على الاطلاق ولاسيما وإنه ومع تراجع دور وتأثير النظام في الداخل والخارج على حد سواء، فإن هناك وبموازاة ذلك صعودا إستثنائيا لدور وتأثير المقاومة الايرانية في داخل وخارج إيران وبصورة ملفتة للنظر خصوصا بعد أن تبين للعالم إن المقاومة الايرانية تمتلك قاعدة شعبية ولها دور وتأثير مشهود في صنع الاحداث وتوجيهها، وإن المٶتمرات الدولية التي تم عقدها في مختلف العواصم الغربية ولاسيما في المجالس التشريعية لها، قد شددت على أهمية دور وتأثير المقاومة الايرانية في التأسيس لإيران حرة ديمقراطية تساهم في ضمان الامن والاسلام في المنطقة والعالم.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟