الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق

رابطة المرأة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 13:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

دراسة بحثية للباحثة الدكتورة ابهى علي تم اعدادها ضمن مشروع وخطة عمل رابطة المرأة العراقية وبدعم من منظمة المرأة للمرأة السويدية



مقدمة
الانسان والنبات والحيوان و التلوث هو كل ما يؤثر في عناصر البيئة جميعا وكذلك كل ما يؤثر في تركيب العناصر الطبيعية غير الحية مثل الهواء والتربة والبحار والمحيطات
وايضا يعرف بأنه ادخال الملوثات الى البيئة عن قصد او دون قصد بتركيزات إيذاء هذه البيئة وحتى الى تغيير في خصائصها الأصلية الى خصائص اخرى وعليه يعرف التلوث البيئي1 حيث ان كل تغيير كمي او كيفي في مكونات البيئة الحية وغير الحية ولا تقدر الأنظمة البيئية على استيعابه دون ان يختل توازنه مهما كان نوعه او اي جزء منه مما ينتج عنه مخاطر تؤثر في الصحة 2
يشهد العراق بغياب الرقابة والتنظيم وعدم الالتزام بالقوانين والتشريعات او بعض الأحيان عدم تحديثها وحتى عدم وجودها , إضافة الى سوء الأوضاع الأمنية وسيطرة بعض الجهات غير الحكومية على بعض القطاعات الصناعية أدى الى انتشار مصانع الطابوق بطريقة عشوائية مع عدم مراعاة موقعها الجغرافي وقربها من السكان إضافة لعدم الالتزام بقواعد السلامة المهنية والصحية للعاملين حيث يتم استخدام ( النفط الأسود ) في صناعة الطابوق وعدم نقاوته وغياب وحدة المعالجة المناسبة والارتفاع غير الكافي للمداخن فينتشر الدخان الاسود الحاوي لعدة غازات سامة بالإضافة الى العناصر النادرة والمواد الكربونية المنبعثة من الوقود المستخدم مما يسبب تلوث البيئة ومكوناتها على الجو.
حيث ان أكثر من %70 وفق الدراسات المتعلقة بالبيئة ناجمة من تلوث الهواء عن عمليات الاحتراق الصناعية المنشأ وكثير من الصناعات في العراق تقع داخل او بالقرب من المدن لذلك فان تأثيرها كبير على السكان مما يهدد الصحة وظهور امراض كثيرة تؤثر في الأمن الصحي (وخاصة على الجهاز التنفسي)، مما يزيد الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية في المدن.
وأبرز الملوثات المنتقلة في الهواء وأثرها هي:
الغازات الحمضية : مثل كلوريد الهيدروجين وفلوريد الهيدروجين وغازات تؤدي الى تحسس وتهيج في العين والبشرة والحلق.
مسببات المشاكل في الجهاز التنفسي المعادن الثقيلة : كالزرنيخ والمنغنيز والنيكل وهي من المواد المسرطنة وخاصة للرئتين بالإضافة الى تأثيرها على القلب والمناعة والجهاز التنفسي.
.2 الرصاص: ويأتي من احتراق بعض انواع البنزين اذ يستخدم كمحفز للاشتعال
اوكسيدات النيتروجين: وتؤدي الى امراض كثيرة للجهاز التنفسي


ففي دراسة عن تقييم تلوث الهواء في منطقة النهروان-العراق، استخدم في هذه الدراسة جهاز جمع الدقائق العالقة لجمع 8 مرشحات حاملة للدقائق العالقة. معدل تركيز الدقائق الصلبة الكلية العالقة كان m/µg 2391.8 ويعتبر عال بالمقارنة مع الحد المسموح به محليا وعالمياً كما تم قياس تراكيز عناصر نادرة سامة ووجد انها قد تجاوزت الحد المسموح به في جميع المحطات
3. مخلفة العديد من الحالات الصحية التي تؤثر على الجهاز التنفسي.


اضافه الى المواد المستخدمة في صناعة الطابوق هو التربة (الطين) المستخدمة حيث تشير دراسة عن تقييم الأثر البيئي لمعامل الطابوق في تلوث التربة في قضاء الصالح،
تناول البحث دراسة بعض الخصائص الكيميائية والفيزيائية للتربة وكذلك دراسة بعض العناصر الثقيلة المنبعثة من معامل الطابوق والتي لها الأثر على البيئة والصحة، تم جمع العينات في أيلول 2021 والمتمثلة بالرصاص، النيكل، الكادميوم، الكوبلت، النحاس (العناصر التي تعد الأكثر تأثيرا في الصحة) وتمت مقارنة النتائج مع المحددات البيئية العالمية، واتضح ان المحطات القريبة من بؤرة التلوث قد تجاوزت المحددات البيئية المسموح بها للمعامل(4)
حيث نرى الأثر من دراسة أجريت عام 2013 بعنوان بعض تأثيرات الغازات السامة على صحة العاملين في معامل طابوق (النهروان) لمعرفة بعض التأثيرات الصحية للغازات المنبعثة من استخدام وحرق النفط الاسود وحتى مخلفات الدهون المستخدمة في المكائن والسيارات على العاملين فيها. وقد استخدمت التغييرات لبعض الدلائل الدموية والكيميائية وسيلة لمعرفة مديات التأثير وشملت الدلائل الكيميائية في مصل الدم: سكر الجلوكوز واليوريا والكرياتينين والصوديوم والكولسترول والكلسيرات الثالثية.
وقد اظهرت النتائج ان معدل سكر الكلوكوز قد انخفض بشكل معنوي لدى العاملين من 5.64 الى 3.23 مليمول / لتر بينما ارتفعت اليوريا من 3.37 في المجموعة الضابطة الى 4.1 مليل / لتر عند العمال ، وكذلك ارتفعت نسب الكرياتينين والصوديوم والكليسيرات الثالثية5. -
اضافه الى التلوث في (المياه، التربة، الهواء) قلة الامن الصحي بسبب انتشار الأمراض الأنتقالية، والمعدية أيضا بكثرة حول مناطق المصانع.
مراحل صنع الطابوق:
حفر التربة :
تبدأ العملية بحفر التربة المطلوبة لإنتاج الطابوق. يتم استخدام آلات متخصصة لحفر الأرض واستخراج التربة. تُستخدم هذه التربة كمادة خام أساسية لصنع الطابوق

نقل التربة :
بعد استخراج التربة، يتم نقلها يدويا من قبل العمال من موقع التجميع إلى مكائن تصنيع الطابوق. هذه المرحلة تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا حيث يتم نقل التربة يدويا إلى الموقع المحدد حيث سيتم تشكيل الطابوق
تشكيل الطابوق وترتيبه قبل الفخر:
بعد وصول التربة إلى مكائن صنع الطابوق، يتم معالجتها وتشكيلها إلى طابوق ، قبل عملية الفخر (الطبخ) يقوم العمال وخصوصا العاملات بنقل الطابوق وترتيبه في أفران الفخر. يتم ترتيب الطابوق بعناية داخل الأفران وتتم مراقبة وضعها بعناية. قد تتطلب العملية إعادة ترتيب الطابوق لضمان توزيع الحرارة بشكل متساوٍ أثناء الفخر.
يتم تنفيذ معظم مهام نقل وترتيب الطابوق خلال هذه المراحل من قبل العاملات، وخاصة في الفترات المسائية. يعود ذلك أساسًا إلى الأجور المنخفضة التي تُعطى للعاملات، مما يجعلهن القوة العاملة المفضلة لأداء هذه المهام الشاقة والمستهلكة للوقت.

هدف الدراسة:
تقييم وضع العينة من الناحية الصحية والمتغيرات المتأثرة بالتلوث البيئي.
العينة :
- عشوائية من العاملات بلغت عدد العينات ( 90 ) في معامل الطابوق
- استخدام استبيان لتقييم حالة العاملات
تهدف هذه الدراسة إلى تقييم الوضع البيئي والصحي للعاملات في معامل الطابوق في العراق، مع التركيز على التأثيرات السلبية للتلوث البيئي الناتج عن هذه الصناعة. تتضمن الدراسة تحليل مستويات التلوث في الهواء والتربة والمياه المحيطة بهذه المعامل، وتحديد المخاطر الصحية التي تتعرض لها العاملات نتيجة التعرض المستمر للمواد السامة والغازات الناتجة عن عمليات الاحتراق. كما تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على الظروف الصعبة التي تواجهها العاملات في هذا القطاع، بما في ذلك قلة الأجور وعدم توفر وسائل الحماية الصحية اللازمة. سيتم جمع البيانات من خلال استبيانات تُوزع على عينة عشوائية من العاملات، التي تسعى الدراسة في النهاية إلى تقديم توصيات لتحسين الظروف البيئية والصحية في معامل الطابوق وضمان سلامة العاملات وتقليل المخاطر البيئية.

فجوة الدراسة:
فجوة الدراسة في سياق تقييم الوضع البيئي والصحي للعاملات في معامل الطابوق في العراق تشير إلى الجوانب أو النواحي التي لم يتم تناولها أو معالجتها بشكل كافٍ في الدراسات السابقة. تحديد فجوة الدراسة ضروري لفهم الإسهامات الفريدة التي يمكن أن تقدمها هذه الدراسة.
فيما يلي بعض الفجوات:
1- نقص البيانات حول الآثار الصحية طويلة الأمد
قد تكون الأبحاث السابقة قد ركزت على التأثيرات الصحية الفورية، ولكن هناك نقص في الدراسات الطولية التي تتبع العواقب الصحية طويلة الأمد للعاملات المعرضات لمستويات عالية من الملوثات في بيئات صناعة الطابوق على مدى سنوات عديدة.

2- الفحص غير الكافي للعوامل الاجتماعية والاقتصادية
لم يتم دراسة التفاعل بين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتأثيرات البيئية والصحية بشكل كافٍ. تشمل فجوة الدراسة هنا فهم كيفية تأثير الأجور المنخفضة، وغياب البدائل الوظيفية، والاعتماد الاقتصادي على النساء على العمل في ظروف خطرة، وكيف تساهم هذه العوامل في تفاقم المخاطر الصحية.
3- البحث المحدود حول الملوثات المحددة ومصادرها
هناك حاجة لمزيد من الدراسات التفصيلية حول الأنواع المحددة من الملوثات المنبعثة في عملية تصنيع الطابوق، خاصة في المصانع العراقية، ومصادرها الدقيقة. تتضمن فجوة الدراسة هنا البحث حول كيفية مساهمة أنواع الوقود المختلفة المستخدمة في الأفران في تدهور جودة الهواء والمشكلات الصحية.
ندرة الدراسات المحلية:4
توجد فجوة في البحث المحلي الذي يأخذ في الاعتبار السياق البيئي والثقافي والاقتصادي الفريد للعراق، وهو ضروري لتطوير التدخلات والسياسات الفعالة.
5- اهمال التأثيرات النفسية:
لم يتم استكشاف التأثيرات النفسية للعمل في ظروف خطرة بشكل كافٍ. تشمل فجوة الدراسة هنا فهم التوتر النفسي وآثاره على الصحة النفسية للعاملات، خاصة فيما يتعلق بتعرضهن للتلوث وظروف العمل السيئة.
6- فجوة في التحليل الشامل:
هناك نقص في التحليل الشامل حول فعالية السياسات البيئية والعمالية الحالية في حماية صحة العاملات في قطاع صناعة الطابوق. يمكن للدراسة أن تستكشف هذه الفجوة من خلال تقييم اللوائح الحالية وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين التركيز على القوانين العراقية وتعديلها بما يتلائم مع الوضع الحالي والتوعية ببرامج السلامة المهنية .
تمثيل غير كافٍ لأصوات العاملات -7
قد لا تكون الدراسات السابقة قد شملت بشكل كافٍ وجهات نظر وتجارب العاملات أنفسهن، خاصة العاملات في هذا القطاع. تكمن فجوة الدراسة هنا في الحاجة إلى البحث النوعي الذي يلتقط التجارب الحية والتحديات والاستراتيجيات التكيفية لهؤلاء النساء بكلماتهن الخاصة.

أهمية البحث:
تتجلى أهمية هذا البحث في عدة جوانب رئيسية تؤثر بشكل مباشر على البيئة والصحة العامة للعاملات في معامل الطابوق في العراق، وكذلك على المجتمع بشكل أوسع
تحسين الظروف الصحية للعاملات:أ
يهدف البحث إلى تسليط الضوء على المخاطر الصحية التي تتعرض لها العاملات في معامل الطابوق نتيجة التعرض المستمر للملوثات السامة والظروف البيئية الضارة. من خلال فهم هذه المخاطر، يمكن وضع توصيات لتحسين ظروف العمل وضمان صحة العاملات وسلامتهن
تعزيز الوعي البيئي: ب
يسهم البحث في رفع مستوى الوعي حول التأثيرات البيئية السلبية الناتجة عن صناعة الطابوق، ليس فقط على العاملات، بل أيضا على المجتمعات المحلية المحيطة بهذه المصانع. هذا الوعي يمكن أن يدفع نحو تبني ممارسات صناعية أكثر استدامة وودية للبيئة.
تقديم توصيات للسياسات الحكومية: ت
يساعد البحث في تحديد الثغرات في السياسات البيئية والصحية الحالية، مما يتيح تقديم توصيات ملموسة لصانعي القرار. يمكن أن تشمل هذه التوصيات تحسين اللوائح المتعلقة بالسلامة المهنية، وتحديث معايير الانبعاثات البيئية، وتوفير رعاية صحية أفضل للعاملات.
ث : دعم حقوق العاملات
يعزز البحث من الدفاع عن حقوق العاملات في بيئة عمل آمنة وصحية. من خلال تسليط الضوء على الظروف الصعبة التي تواجهها العاملات، يمكن أن يسهم البحث في تشجيع النقاشات حول تحسين الأجور، وتوفير حماية اجتماعية أفضل، وضمان العدالة في مكان العمل.
البحث عن حلول مستدامة: ج
يُمكن أن يساعد البحث في تطوير حلول مستدامة لصناعة الطابوق، مثل استخدام تقنيات أنظف وأقل تلوثا، مما يساهم في تقليل التأثيرات البيئية والصحية السلبية.

تعزيز البحث العلمي في العراق:ح
يساهم هذا البحث في إثراء الأدبيات العلمية المتعلقة بالبيئة والصحة المهنية في العراق، ويفتح المجال لمزيد من الدراسات المستقبلية التي يمكن أن تبني على نتائجه لإحداث تأثير أكبر.

الأسئلة البحثية:
تتضمن استمارة التقييم الخاصة بالعاملات في معامل الطابوق مجموعة من الأسئلة التي تهدف إلى جمع بيانات شاملة حول الوضع الصحي والبيئي لهؤلاء العاملات. كل سؤال في الاستمارة مصمم لتوفير معلومات محددة تسهم في فهم الظروف التي تعيشها العاملات وتأثير هذه الظروف على صحتهن وحياتهن اليومية. فيما يلي تفصيل للأسئلة البحثية الموجودة في الاستمارة:-
البيانات الشخصية : (العمر، نوع العمل، الحالة الزوجية، السكن، عدد أفراد الأسرة)
تهدف هذه الأسئلة إلى جمع معلومات ديموغرافية عن العاملات التي تساعد في تحديد الفئات العمرية الأكثر تعرضا للمخاطر الصحية، والتعرف على نوعية الأعمال التي قد تكون أكثر خطورة. كما توفر معلومات حول الخلفية الاجتماعية والاقتصادية للعاملات، مما يساعد في فهم تأثير هذه العوامل على صحتهن، والمتمثلة بالوضع الاجتماعي للعاملة داخل الاسرة من حيث أماكن السكن وتوفر ظروف العيش الملائمة وعدد افراد الاسرة حيث تكون هي المعيل لأسرة إضافة الى الاعتناء بأسرتها، إضافة الى ان السكن في أماكن قليلة التهوية ومكتظة قرب مداخن المصانع هي من العوامل الرئيسية للإصابة بالكثير من الامراض الانتقالية وأخرى مزمنة.
عدد سنوات العمل (متقطعة أم مستمرة):
هذا السؤال يحدد مدى تعرض العاملة للمخاطر الصحية المرتبطة بالعمل في معامل الطابوق. العمل المستمر لفترات طويلة قد يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المهنية، بينما العمل المتقطع قد يكون له تأثير مختلف. تساعد هذه المعلومات في تحليل تأثير طول فترة العمل على الحالة الصحية.
الأمراض المزمنة وتاريخ الأسرة بالأمراض المزمنة :
يهدف هذا السؤال إلى تحديد مدى انتشار الأمراض المزمنة بين العاملات وربطها بالتعرض المستمر للملوثات في مكان العمل. أيضا، يسلط الضوء على العوامل الوراثية التي قد تزيد من تعرض العاملات للمخاطر الصحية
ان الامراض المزمنة هي من المشاكل الصحية الكامنة بداخل جسم الإنسان ويظل يتعايش معها طوال حياته بعد الإصابة بها، فهي أمراض تدوم فترات طويلة وتتطور ببطء في غالب الأحيان، وهناك أنواع من هذه الأمراض المزمنة مثل مرض ارتفاع ضغط الدم وداء السكري والامراض التنفسية وامراض القلب والشرايين وتكون لديها العديد من عوامل الخطورة ،اما هنا على الرغم من أنه لا يمكن الجزم ان المسبب هو الوضع البيئي الا انه عامل خطورة مشترك بين جميع العينات في هذا البحث.
ان الأعراض الصحية الواردة في الاستبيان مثل (صداع، دوار، غثيان، صعوبة بالتنفس، إصابة بالربو، تضخم الغدد اللمفاوية، خدر في الأطراف، أمراض المفاصل) تتعلق بمعلومات حول الحالة الصحية التي قد تكون نتيجة مباشرة أو غير مباشرة للعمل في بيئة ملوثة. يساعد ذلك في تحديد الأمراض أو الأعراض الأكثر شيوعا بين العاملات وربطها بظروف العمل البيئية

طريقة قياس الضغط الدم بواسطة جهاز قياس الدم .
تاريخ العمليات الجراحية :
يساعد هذا السؤال في معرفة ما إذا كانت العاملات قد خضعن لعمليات جراحية نتيجة لمشاكل صحية مرتبطة بالعمل أو التعرض للملوثات. هذه المعلومات يمكن أن تكون مفيدة لفهم تأثير بيئة العمل.
اما بالنسبة للصحة الإنجابية: (انتظام الدورة الشهرية، عمر العاملة عند أول حمل، عدد الولادات والإجهاضات، القدرة على الرضاعة الطبيعية)
تسعى هذه الأسئلة إلى فهم تأثير العمل في معامل الطابوق على الصحة الإنجابية للعاملات. من خلال هذه البيانات، يمكن تحديد ما إذا كانت الظروف البيئية تؤثر سلبا على القدرة الإنجابية والصحة النسائية بشكل عام.
التدخين:
يهدف هذا السؤال تحليل العلاقة بين التدخين والأعراض الصحية الأخرى التي تعاني منها العاملات
الصحة النفسية:
حيث هناك أسئلة عن كيفية تأثير الوضع الصحي على الصحة النفسية
وأيضا أسئلة عن شعور العاملة بعض الأحيان على العمل المتواصل او المجبرة عليه.
هذه الأسئلة تغطي الجوانب الديموغرافية والصحية والبيئية والاجتماعية، مما يساعد في فهم التأثيرات المعقدة لبيئة العمل على صحة العاملات. من خلال تحليل هذه البيانات، يمكن للدراسة تقديم توصيات لتحسين ظروف العمل وتعزيز الصحة العامة للعاملات.

وصف العينة:
التوزيع العمري
بناءً على البيانات التي تشير إلى أن متوسط عمر العاملات هو حوالي ٣٢,٦ سنة، يمكن القول إن معظم العاملات في هذا المجال ينتمين إلى الفئة العمرية الشابة إلى منتصف العمر.
الانحراف المعياري الكبير (١٣,٥٢ سنة) يوحي بأن هناك تفاوتاً كبيراً في أعمار العاملات، مما يعني أن هناك مزيجاً من المراهقات إلى النساء في منتصف العمر وربما أكبر ... ذلك لان هناك عوائل كاملة عاملة في هذا المجال .
حيث نرى وجود فئة عمرية صغيرة (١٣ سنة) في هذا المجال يشير إلى أن العائلات تلجأ إلى تشغيل بناتهن في سن مبكرة للمساعدة في دعم الأسرة، مما يثير قضايا تتعلق بعمل الأطفال والتعليم.
ومن ناحية أخرى ، تقدم العاملات في العمر قد تزداد مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمل البدني الشاق، مما يستدعي الحاجة إلى توفير بيئة عمل آمنة وإجراءات وقائية وصحية

الحالة الزوجية
النسبة الأكبر من عاملات معامل الطابوق هن متزوجات حيث بلغت النسبة (62%)، وهو ما قد يشير إلى أنهن يقمن بالعمل لدعم أسرهن. هذا قد يعكس ضغوطاً اقتصادية تدفعهن إلى العمل في ظروف قاسية لتأمين دخل إضافي للأسرة.
اما نسبة14% من العاملات هن أرامل. هذا قد يشير إلى أن فقدان المعيل الرئيسي يجبرهن على العمل في ظروف شاقة لتوفير احتياجاتهن واحتياجات أسرهن.
نسبة العاملات غير المتزوجات تشكل 24% من العينة. حيث يعملن لدعم أسرهن أو لمواجهة متطلبات الحياة اليومية.
الضغوط الاقتصادية والاجتماعية: من الواضح أن العديد من عاملات الطابوق يعانين من ضغوط اقتصادية كبيرة تدفعهن للعمل في مثل هذه الظروف القاسية. هذا الأمر قد يعكس أيضاً نقص الفرص الوظيفية الأخرى المتاحة لهن حيث ان دور المرأة في دعم الأسرة يُظهر هذا التوزيع أن المرأة في هذه المجتمعات تتحمل جزءاً كبيراً من العبء الاقتصادي للأسرة، سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة أو أرملة

السكن :
النسبة الأكبر من عاملات الطابوق يسكنّ في ديوانية حيث بلغت 42%، مما يشير إلى أن هذه المنطقة تعاني من نقص الوظائف المخصصة للنساء خصوصا ذوات التعليم الابتدائي اضافة الاعتماد على المرأة في هذه المنطقة بسبب العادات في تلك المحافظة التي توجب عمل المرأة لانهم من ( الغجر ) حيث تتنقل العوائل للعمل في محافظات أخرى .
ونسبة 33 % تسكن في بغداد، وهو أمر متوقع نظراً لأن بغداد عاصمة البلاد وقد تحتوي على فرص عمل أكثر حتى في الصناعات الشاقة مثل صناعة الطابوق اضافه الى توفر بعض المصانع الحديثة لتسهيل مهام العمل مما تزيد من فرص الرخاء للعاملات.
وأيضا نسبة 14% تمثل جزءاً لا بأس به من العاملات اللواتي يسكنّ في محافظة المثنى، مما يدل على أن هذه المنطقة قد تكون أيضاً مركزاً ثانوياً لصناعة الطابوق , أيضا تتناسب مع عدد سكان المنطقة اضافة الى نوع الاتربة في تلك المنطقة التي تعيق صنع الطابوق حيث تكون ذات طبيعة رملية مما يؤثر على الجودة لذلك نرى العاملات من المثنى تنتقل الى محافظات أخرى منها الديوانية لقربها من المثنى او اللجوء للعاصمة .
النسبة الأقل من العاملات تأتي من النجف حيث بلغت 9.5%، مما قد يشير إلى قلة فرص العمل في صناعة الطابوق في هذه المنطقة مقارنة بالمناطق الأخرى .
ان هذه البيانات قد تعكس العوامل الاقتصادية والجغرافية التي تؤثر على توزع العاملات في هذا المجال.
ان محافظات الديوانية وبغداد قد تكونان مناطق توفر فرص عمل أكثر أو أن هناك حاجة أكبر لليد العاملة في هذه الصناعات.
حيث ان هناك استفادة من قرب هذه المناطق من مراكز إنتاج المواد الخام أو الأسواق المستهدفة، مما يجعل العمل في صناعة الطابوق أكثر انتشاراً في هذه المناطق اضافه الى
الاحتياجات المحلية ان هناك طلب محلي أكبر على الطابوق في هذه المناطق، مما يفسر نسبة العاملات الكبيرة في الديوانية وبغداد

عدد سنوات العمل
أن العاملات لديهن خبرة متوسطة تقدر حوالي 6,5 سنوات في مجال صناعة الطابوق. هذا يعني أن معظم العاملات لديهن خبرة عملية تتراوح حول هذا العدد من السنوات
الانحراف المعياري٦ سنوات هنا قريب من المتوسط، مما يشير إلى أن هناك تفاوتا كبيرا بين سنوات العمل للعاملات. بعض العاملات قد يكون لديهن سنوات خبرة قليلة جدًا، في حين أن البعض الآخر قد يكون لديهن خبرة طويلة
أن هناك عاملات لديهن خبرة تصل إلى ٢٣ سنة في العمل في هذا المجال. هذا يعني أن هناك من بين العاملات من هن مخضرمات في هذه الصناعة، مما قد يعكس خبرة كبيرة ومعرفة عميقة بالتفاصيل العملية.
من ناحية أخرى هناك عاملات لديهن سنة واحدة فقط من الخبرة. قد يكون هؤلاء العاملات من الجدد في هذا المجال أو قد تكون هذه الوظيفة مؤقتة بالنسبة لهن.
التوزيع الواسع لسنوات العمل: التفاوت الكبير في سنوات العمل (من ١ إلى ٢٣ سنة) قد يشير إلى اختلافات في مستوى الخبرة والمهارات بين العاملات. العاملات ذوات الخبرة الطويلة قد يكنّ أكثر كفاءة أو يمتلكن مهارات محددة، في حين أن العاملات الجدد قد يكنّ في مرحلة التعلم والتكيف مع طبيعة العمل.
استدامة العمل :
المتوسط المنخفض نسبيًا (6,5 سنوات) قد يشير إلى أن العمل في صناعة الطابوق قد لا يكون مهنة طويلة الأمد بالنسبة لكثير من العاملات، وربما يتركن هذا العمل بعد سنوات قليلة حيث يجب على الإدارات والسياسات الحكومية تهيئة أوضاع مناسبة للعاملات من الناحية الصحية والاقتصادية والنفسية, إضافة إلى وجود عاملات جدد في المجال (بخبرة سنة واحدة)، قد تكون هناك حاجة لتوفير برامج تدريبية وتطويرية لتعزيز مهاراتهن وزيادة كفاءتهن .


عدد أفراد الاسرة :
أن متوسط عدد أفراد الأسرة في العينة هو ٧٫٢ فرد. هذا يعني أن معظم الأسر في العينة تحتوي على حوالي ٧ أفراد، وهو عدد كبير نسبيا، مما قد يعكس طبيعة الحياة الأسرية في المنطقة أو المجتمع الذي تم جمع البيانات منه.
نرى ان الانحراف المعياري يشير إلى تباين عدد أفراد الأسر حول المتوسط. بوجود انحراف معياري قدره ٣٫٤٣، يمكننا القول إن هناك تنوعًا في أحجام الأسر. بعض الأسر قد تكون أصغر بكثير من المتوسط، بينما البعض الآخر قد يكون أكبر بكثير.
القيمة الكبرى تشير إلى أن أكبر أسرة في العينة تحتوي على ١٥ فردًا. هذه أسرة كبيرة جدًا، وقد تكون ممتدة (تشمل أفرادًا من الأجيال المختلفة مثل الأجداد والأحفاد) أو تضم أفرادا من نفس الجيل مع عدد كبير من الأطفال, بينما هناك عوائل مكونه من فرد واحد ذلك لعدم وجود برامج تأمين اجتماعي او رعاية للمسنين او برامج التقاعد للعمال القطاع الخاص مما يضطر العاملة على العمل حتى ان احتاجت الراحة او التقاعد.
توزيع حجم الأسرة: يشير المتوسط والانحراف المعياري إلى وجود مجموعة متنوعة من أحجام الأسر، من الأسر الصغيرة إلى الأسر الكبيرة جدًا. هذا التنوع قد يعكس مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، مثل الدخل ومستوى التعليم ونمط الحياة
البيانات تشير إلى أن حجم الأسرة في المجتمع الذي تم جمع البيانات منه متوسط إلى كبير، مع وجود بعض الأسر الكبيرة جدا. هذا قد يعكس طبيعة العلاقات الأسرية وأهمية الأسرة الممتدة في هذا المجتمع كما هو موضح في الجدول التالي :

الوضع الصحي عند عاملات الطابوق:
أ -الامراض المزمنة
- ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم، المعروف أيضًا باسم فرط ضغط الدم، هو حالة طبية مزمنة يكون فيها ضغط الدم في الشرايين مرتفعا بشكل مستمر. يُعتبر ضغط الدم مرتفعا عندما تكون القراءات باستمرار أعلى من الحدود الطبيعية. ضغط الدم هي القوة التي تضخ الدم ضد جدران الشرايين أثناء ضخه في جميع أنحاء الجسم. يمكن قياس ضغط الدم باستخدام جهاز قياس ضغط الدم، وتُعطى القراءة بوحدتي قياس: الضغط الانقباضي (عندما ينبض القلب) والضغط الانبساطي (عندما يرتاح القلب بين النبضات)
في كثير من الأحيان، لا يسبب ارتفاع ضغط الدم أعراضا واضحة ويُعرف باسم "القاتل الصامت". قد تشمل الأعراض، إذا ظهرت :
صداع
دوخة
ضيق في التنفس
نزيف الأنف
حيث تبلغ نسبة ضغط الدم في عينة العاملات عند قياسها 43% , اما الاعراض من الصداع 71%والدوار 48%. للأسباب التالية:
العوامل المهنية
الجهد البدني1-
العمل في صناعة الطابوق يتطلب جهدا بدنيا كبيرا، والذي يمكن أن يؤدي الى إجهاد القلب وارتفاع ضغط الدم
التعرض للحرارة2-
العمل في بيئات حارة، مثل مصانع الطابوق، يمكن أن يزيد من الإجهاد الحراري، مما يؤثر سلبا على ضغط الدم
التعرض للمواد الكيميائية:-3
بعض المواد المستخدمة في صناعة الطابوق قد تحتوي على مواد كيميائية تؤثر على الصحة العامة، بما في ذلك ضغط الدم
العوامل الاجتماعية والنفسية
الضغوط النفسية1-
العمل تحت ضغوط نفسية مستمرة، سواء كانت مرتبطة بالعمل أو الحياة الشخصية، يمكن أن يساهم في ارتفاع ضغط الدم.
الوضع الاقتصادي2-
العاملات في هذه الصناعة قد يواجهن ضغوطًا اقتصادية تؤدي إلى توتر مزمن، والذي يمكن أن يرفع ضغط الدم.
العوامل الصحية والغذائية
النظام الغذائي: النظام الغذائي الفقير للمواد الغذائية الصحية والغني بالملح يمكن أن يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
الأمراض المزمنة: الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب يمكن أن تكون مترافقة مع ارتفاع ضغط الدم , اضافه الى امراض الغدة الدرقية التي كانت ملحوظة عند هذه العينة .
داء السكري:
داء السكري هو اضطراب مزمن يحدث عندما يكون مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم مرتفعا جدا، إما بسبب عدم إنتاج الجسم للأنسولين بشكل كافٍ أو عدم استخدامه للأنسولين بشكل فعال. يتطلب السكري إدارة مستمرة من خلال النظام الغذائي الصحي، النشاط البدني، والأدوية، حيث بلغت نسبة العاملات المصابات 20%
أسباب محتملة لارتفاع نسبة السكري بين عاملات الطابوق:
الجهد البدني والإجهاد:
العمل الشاق والجهد البدني المكثف يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والإجهاد، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
النظام الغذائي:
غالبا ما يكون النظام الغذائي للعاملات فقيرًا بالعناصر الغذائية الضرورية وغنيا بالكربوهيدرات والسكريات، مما يساهم في زيادة خطر الإصابة بالسكري
قلة الوعي الصحي:
نقص الوعي حول أهمية النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المناسب يمكن أن يؤدي إلى عادات غذائية غير صحية وزيادة في الوزن، وهي عوامل خطر رئيسية للسكري.
العوامل الوراثية:
يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورا كبيرا في زيادة خطر الإصابة بالسكري.
قلة الفحص الطبي الدوري:
عدم توفر الرعاية الصحية والفحوصات الدورية يمكن أن يؤدي إلى تأخر تشخيص الحالات المبكرة من السكري، مما يزيد من صعوبة السيطرة عليه , حيث لا توجد مراكز صحية قريبة لمعظم المعامل مما يضعف دور التوعية والوقاية من المرض.
السكري يمكن أن يؤثر على الطاقة ومستويات النشاط، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية في العمل , يمكن أن يؤدي السكري غير المنضبط إلى زيادة عدد الإجازات المرضية بسبب مضاعفاته

الامراض التنفسية المزمنة: مثل الربو والتحسس
من الواضح أن هذه الأمراض التنفسية تشكل تحديًا كبيرًا لعاملات الطابوق، خاصة إذا كانت نسب الإصابة بها مرتفعة بهذا الشكل الربو بلغت 41% وصعوبة التنفس 59%.
الربو وصعوبة التنفس يمكن أن تكونا مشكلتين خطيرتين للعمال، وقد تؤثر بشكل كبير على صحتهم، لها تبعات خطيرة منها مشاكل مزمنة في القلب والدورة الدموية والرئة.
فيما يتعلق بالجيوب الأنفية، يمكن أن تلعب دورًا في زيادة التعرض للتهيجات الرئوية والتنفسية، حيث يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الشعب الهوائية.
حيث ان استخدام النفط الأسود في العمل يسبب في زيادة التعرض لملوثات الهواء والجسيمات الضارة، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
أن هناك حاجة ملحة لتحسين شروط العمل والسلامة في هذا القطاع، بما في ذلك اتخاذ إجراءات للوقاية من التعرض المفرط لملوثات الهواء وتوفير التدريب والمعدات الواقية اللازمة للعمال.

أمراض المفاصل:
مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على المفاصل، مما يؤدي إلى الألم والتورم والتشوهات والضعف في حركة المفاصل. تشمل هذه الحالات الروماتيزمية مثل التهاب المفاصل الروماتزمي، وكذلك الإصابات المباشرة، التآكل التدريجي للمفاصل مثل تآكل الغضاريف والتهاب المفاصل الناتج عن الاستخدام المفرط.
ان نسبة العاملات في مجال الطابوق اللاتي يعانين من أمراض المفاصل 86% وخدر الأطراف67%. يُعزى ذلك في العديد من الحالات إلى الظروف العملية التي تتضمن التعرض للإجهاد المتكرر والحمل الثقيل على المفاصل والأطراف
من المهم جدا توفير بيئة عمل صحية وآمنة لهؤلاء العاملات، وذلك من خلال
تخفيف الحمل البدني: يجب توفير معدات أو أساليب عمل تقلل من الضغط والحمل الثقيل على المفاصل والأطراف، مما يقلل من احتمالية التعرض لإصابات المفاصل وخدر الأطراف
ينبغي تطوير برامج توعية وتثقيف حول أهمية الحفاظ على صحة المفاصل والوقاية من الإصابات، بالإضافة إلى تقديم توجيهات للتقنيات البدنية والتمارين اللازمة لتقوية العضلات المحيطة بالمفاصل.
الامراض الكلوية المزمنة:
مجموعة من الحالات التي تؤثر على وظيفة الكلى والمجاري البولية، مما يمكن أن يتسبب في مشاكل مثل فقدان الوظائف الكلوية، وتكون الحصى، والتهابات المثانة، وأمراض الكلى المزمنة
أمراض المجاري البولية والكلوية بين عاملات الطابوق بنسبة 52%, أحد الأسباب هو النقص في شرب الماء يمكن أن يؤدي إلى تركيز عالٍ للمواد الضارة في الادرار، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات المثانة وحصى الكلى. علاوة على ذلك، كانت المياه المستخدمة للشرب ملوثة بالمواد الضارة مثل البكتيريا أو المواد الكيميائية، مما أدى الى تزايد الإصابة بالأمراض المعوية والمجاري البولية.
ب- امراض الغدد الدرقية:
حيث بلغت نسبة 42% من حالات أمراض الغدة الدرقية بين عاملات الطابوق، خاصة إذا كان بعضهن قد أجرين عمليات إزالة للغدة. أمراض الغدة الدرقية متنوعة والتي تزيد من حاجة الجسم للهرمونات الدرقية، وأورام الغدة الدرقية، والتهابات الغدة الدرقية
هذه الحالات لها أثر كبير على حياة العاملات، حيث قد تؤثر على مستويات الطاقة والتركيز والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب حالات أمراض الغدة الدرقية علاجا مستمرا ومراقبة دورية، مما قد يؤثر على قدرتهن على العمل بكفاءة، اضافة ان نقص التغذية والملوثات في الجو وزيادة المعادن في المياه سبب لزيادة هذه النسبة بينهن.
ج- امراض اخرى
قرح معوية (14%): هي حالة تنتج عن تلف الغشاء المخاطي للمعدة أو الأمعاء، مما يؤدي إلى تشكل قرح تسبب الألم وأحيانًا النزيف لها أسباب عديدة.
تحسس في العين (40%): ناتجة عن تعرض العين للمواد المهيجة مثل الغبار أو المواد الكيميائية في بيئة العمل، وهو أمر شائع بين العاملات في ظروف عمل مغبرة، حيث رافقت العديد من حالات التحسس الأخرى منها الحصف الجلدي وغيرها ..
ث- الامراض المناعية
الصدفية: مرض جلدي مناعي ذاتي يتسبب في تراكم خلايا الجلد وتكوين قشور سميكة
الذائبية (الذئبة): مرض مناعي ذاتي آخر يصيب العديد من أجزاء الجسم مثل الجلد والمفاصل والأعضاء الداخلية.
هذه النسب تشير إلى انتشار هذه الأمراض بين عاملات الطابوق، وقد تكون مرتبطة بظروف العمل القاسية مثل التعرض للغبار، المواد الكيميائية، والإجهاد البدني، والتي قد تؤثر على الصحة العامة بشكل مباشر.
ج- الامراض الانتقالية:
بلغت نسبة العاملات 15 % من تم تشخيصهن بالأكياس المائية وأيضا 30 % ممن يعانون من اعراض الديدان المعوية التي ممكن ان نعزو أسباب انتقالها من المياه الملوثة او من العمل بالأتربة بدون وسائل وقاية مع ضعف التوعية بمخاطر هذه الامراض من قبل مراكز الرعاية الأولية وكيفية الوقاية منها من تعقيم مياه الشرب وغسل الأطعمة.
ح- الامراض النسائية

نسبة الدورة غير منتظمة: بلغت النسبة بين العاملات 43% حيث تشير إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وهو مؤشر على اضطرابات هرمونية أو عوامل مؤثرة على الصحة العامة للعاملات ,مثل الضغط النفسي والجسدي الذي يمكن أن يتسبب في تغيرات هرمونية وبالتالي تأثير على الدورة الشهرية.
نسبة النزف أثناء الحمل: كانت نسبة 27% ومما تتبعها تشير وجود مشاكل في الحمل والولادة، مثل احتمالية حدوث الإجهاض أو التشوهات الخلقية. يحتاج ذلك إلى متابعة ورعاية طبية جيدة للعاملات الحوامل.
حيث كانت اعداد الاسقاطات في الحمل للعاملات بنسبة 1.25 % مع قله المتابعة الطبية والرعاية لعدم توفر المراكز المتخصصة بالقرب منهن إضافة الى قلة التوعية بوجوب المتابعة الصحية لهن للتأكد من سلامة الأم والجنين.
اما بالنسبة لعدد الولادات للعاملات كان المعدل 5.8% بالنسبة للعينة التي اختبرت، حيث ان هذا المعدل هو اعلى من المعدل العام الذي بلغ لسنة 2022 نسبة 3.4%ويمكن أن يعكس ارتفاع معدل الخصوبة بين العاملات، والذي قد يكون مرتبطاً بعدد الأطفال في الأسرة وظروف الحياة والحاجة للأيادي العاملة لتحسين الظروف الاقتصادية للأسرة، لكن من المؤشرات الإيجابية هو معدل عمر اول حمل عن عمر 18 سنة الذي يعتبر عمرا لابأس به للإنجاب بين هذه المجتمعات.

الرضاعة الطبيعية:
حيث توصي المنظمات الصحية، مثل منظمة الصحة العالمية، بالرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، مع الاستمرار فيها جنبا إلى جنب مع تقديم الأطعمة التكميلية حتى سن السنتين أو أكثر، حسب الحاجة والرغبة , كانت النسبة بين العاملات اللواتي قمن بالرضاعة الطبيعة 38% لمدة تتراوح من سنة الى سنة ونص , اما بقية العاملات لم تستمر بالرضاعة لأسباب منها:
- اعراض نقص التغذية وفقر الدم وعدم القدرة على در الحليب للطفل
- العمل لفترة طويلة مما تصعب عليها عملية الرضاعة مع عدم القدرة على استراحات لتغذية الطفل
- بسبب الحالة الاقتصادية الرجوع للعمل بعد شهر ونص من الولادة وإيقاف الرضاعة
- بعض العينات كانت لديهم التهابات في منطقة الصدر مما أدى الى عدم القدرة على استمرار الرضاعة.


الاستنتاجات:
1- ارتفاع ضغط الدم: تعاني العديد من العاملات من ارتفاع ضغط الدم بسبب العوامل المهنية مثل الجهد البدني، التعرض للحرارة، والمواد الكيميائية، مع ظهور أعراض مثل الصداع والدوار.
2- داء السكري: يعتبر الجهد البدني المكثف، النظام الغذائي غير المتوازن، ونقص الوعي الصحي من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري بين العاملات
3- الأمراض التنفسية المزمنة: الربو وصعوبة التنفس من المشاكل الشائعة بين العاملات، ويرتبطان بالتعرض للملوثات البيئية مثل استخدام النفط الأسود في العمل
4- أمراض المفاصل: العاملات يتعرضن للإجهاد المتكرر والحمل الثقيل على المفاصل، مما يؤدي إلى مشاكل في المفاصل وخدر الأطراف
5- الأمراض الكلوية المزمنة: تعاني العديد من العاملات من أمراض الكلى والمجاري البولية، وذلك بسبب النقص في شرب المياه النظيفة والتعرض للملوثات البيئية
6- أمراض الغدد الدرقية: أمراض الغدة الدرقية منتشرة بين العاملات، ويرتبط ذلك بالتلوث البيئي ونقص التغذية
7- الأمراض الانتقالية: التلوث في المياه والبيئة يؤدي إلى انتشار الأمراض الانتقالية مثل الأكياس المائية والديدان المعوية
8- الأمراض النسائية: تواجه العاملات مشاكل في الصحة الإنجابية مثل اضطرابات الدورة الشهرية والنزف أثناء الحمل، مع تحديات إضافية في الرضاعة الطبيعية بسبب الظروف الصحية والاقتصادية
التوصيات:
أ- تحسين ظروف العمل
• تقليل التعرض للملوثات البيئية والمواد الكيميائية الضارة
• توفير معدات حماية شخصية للعاملات مثل الأقنعة والقفازات
• تحسين نظام التهوية وتقليل التعرض المباشر للحرارة العالية.
.
ب – الرعاية الصحية المنتظمة
1- انشاء مراكز صحية قريبة لمناطق المعامل و مفارز طبية متنقلة لتقديم الخدمات الكاملة او تخصيص قطعة ارض لمستوصف طبي (بيوت طبية) لتوفير الخدمات .
2- توفير فحوصات طبية دورية للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، وأمراض الجهاز التنفسي
3- تقديم الدعم الصحي للعاملات الحوامل لضمان متابعة الحمل بشكل دوري وتقديم التوعية اللازمة حول الرعاية الصحية أثناء الحمل
تحسين الوعي الصحي-ت
1- تنظيم برامج توعوية حول أهمية التغذية السليمة وأثرها على الوقاية من الأمراض المزمنة
2- رفع مستوى الوعي بأهمية الوقاية من الأمراض التنفسية والمفاصل عن طريق تقديم إرشادات حول تقنيات العمل الصحيحة والتمارين البدنية المناسبة
دعم الصحة الإنجابية:ت
1- توفير استشارات ودعم صحي خاص بالصحة الإنجابية، بما في ذلك الرعاية أثناء الحمل وبعد الولادة
2- تشجيع الرضاعة الطبيعية من خلال تقديم فترات راحة مناسبة للعاملات ومساعدتهن على التوازن بين العمل والرضاعة

ج- تحسين بيئة العمل الاقتصادية
1- تحسين الأجور وظروف العمل لتخفيف الضغوط الاقتصادية التي قد تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والجسدية للعاملات
2- شمول العاملات بقانون الضمان الاجتماعي والصحي
3- توفير برامج دعم اقتصادي، خاصة للنساء العاملات اللاتي يواجهن صعوبات في توفير الرعاية الصحية أو التغذية السليمة
توفير مياه نظيفة وصحية:ح
1- التأكد من توفر مياه شرب نظيفة وصحية للعاملات لتقليل الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه
2- تقديم برامج توعية حول أهمية النظافة الشخصية والشرب الكافي من المياه

المصادر :
1-مانيساليديس إ، ستافروبولو إي، ستافروبولوس أ، بيزيرتزوجلو إي. الآثار البيئية والصحية لتلوث الهواء: مراجعة. فرونت بابليك هيلث. 2020؛8:14. doi:10.3389/fpubh.2020.00014
2-سعدون ه. ف. التلوث البيئي في العراق وأثره على الصحة والأمن الصحي. *مجلة كلية التربية الأساسية*. 202242(204):793.
3-ناجي أ. س. تقييم تلوث الهواء في منطقة النهروان-العراق. *مجلة المثنى للهندسة والتكنولوجيا*. 20186(1):1-9.
4-عمة د. ه، المياحي إ. ك. أ. تقييم الأثر البيئي لمعامل الطابوق في تلوث التربة في قضاء الإصلاح. جامعة البصرة، كلية التربية للعلوم الإنسانية، قسم الجغرافيا.2022
5-الشمري أ. غ. ح، الزيدي ك. ع. م. بعض تأثيرات الغازات السامة على صحة العاملين في معامل طابوق النهروان - جنوب شرق بغداد. مجلة علوم المستنصرية. 201324(2).














الفهرست :
المقدمة 1.......................................................
1-1 تعريف التلوث وانواعه واثره ...........................................
1. 2 مراحل صنع الطابوق ...........................................................
2- هدف الدراسة......................................................................
3- فجوة الدراسة .......................................................................
4- اهمية البحث........................................................................
5- الاسئلة البحثية...........................................................................
6- وصف العينة ..........................................................................
7- الوضع الصحي عند عاملات الطابوق ...............................................
8- الاستنتاجات ..............................................................................
9- التوصيات ............................................................................
10- المصادر ...........................................................................

#رابطة_المرأة_العراقية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات