أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الاستقلال الخامس والنهائي للبنان














المزيد.....

الاستقلال الخامس والنهائي للبنان


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1920- 1926 الاستقلال الأول عن السلطنة العثمانية. بل أعوام التأسيس، تأسيس لبنان الكبير. 1943 عام الاستقلال الثاني عن فرنسا، 2000 الثالث عن إسرائيل، 2005 الرابع عن سوريا، 2025 الخامس عن إيران.
ترسيمة لنتعلم منها ونستخلص درسين سياسيين واستنتاجين مفيدين لإعادة بناء الوطن، لا ليعتمدها علماء التاريخ، وإن اعتمدوها فعليهم التدقيق بها.
عندما دخلت القوات الفرنسية والإنكليزية إلى لبنان في الحرب العالمية الأولى(1914-1918)، كان قد سبقها جمال باش السفاح بتعليق المشانق لصحافيين لبنانيين وسوريين(1916) حلموا بانتقال الولايات السلطانية إلى أوطان جديدة لم تكن مرسومة بعد في مخيلاتهم، ولا كانت الحرب العالمية قد أتاحت بعد للمنتصر برسم خرائطها الجغرافية. لم يكن استقلالاً بالمعنى الدقيق لأنه لم يمثل تحرراً من استعمار، فهذا مرتبط إسماً ومضموناً بالتوسع الرأسمالي والسيطرة على العالم بما في ذلك على تركة الرجل المريض، ولهذا حملت إسم الانتداب.
الدرس الأول المستفاد من الاستقلالات المتتالية هو أن أي نفوذ أجنبي في لبنان ما كان ليحصل لولا نقطة ارتكاز له في الداخل اللبناني يستند إليها ويقدم لها الحماية، فرنسا والمارونية السياسية، سوريا والأحزاب اليسارية والقومية، إسرائيل والانعزالية اللبنانية، إيران والشيعية السياسية.
نقطة الارتكاز في كل مرة تمثلت بمشروع سياسي خاص منسوب إلى إحدى الطوائف الكبرى، وتحمله أحزاب تدعي النطق بإسمها وهي ثلاثة، المسيحيون والسنة والشيعة. المذاهب الأخرى لا تملك القدرة، بسبب صغر أحجامها، على تبني مشروع طائفي فئوي. أما أحزاب أهل السنة وزعماؤها فوقفوا خلف تحالف الأحزاب اليسارية والقومية في إطار الحركة الوطنية اللبنانية التي حملت بالنيابة عنهم مشروع السنية السياسية وصياغته في البرنامج المرحلي للإصلاح السياسي.
هذا الدرس الأول يعني أن التحرر من السيطرة الخارجية يبدأ بالتحرر من أوهام السيطرة الفئوية في الداخل، ولا سيما وهم بناء الأوطان بعقليات قروسطية أو بالشراكة أو بالمحاصصة بين زعماء الطوائف أو بالاستئثار والغلبة، بل بالديمقراطية والاعتراف بالآخر وبالتنوع وحق الاختلاف.
الدرس الثاني يتمثل في أن نقطة الارتكاز لم تكن الطوائف بل أحزابها، وهي كلها متشابهة على اختلاف عقائدها وإيديولوجياتها. الأحزاب الدينية أو الطائفية أو العقائدية، اليسارية منها واليمينية، كانت تختار أسلوب استدراج الخارج والاستقواء به ضد أبناء الوطن، كما كانت، على اختلاف مواقعها في السلطة أو في المعارضة، تعتدي على الدستور وتنتهك السيادة والقوانين ما يهدد وحدة الدولة وسيادتها.
الدرس الثاني، لا يكون الدفاع عن السيادة الوطنية بحماية الحدود فحسب من أي اعتداء، فهي كذلك سيادة داخل الحدود، لأن السيادة ليست شيئاً سوى سيادة القانون على الحدود وداخل الحدود.
الاستنتاج الأول هو أن هذا الاستقلال هو النهائي، لأن الطوائف استنفدت طاقاتها على طرح المشاريع الفئوية. مع كل استقلال كان اللبنانيون يثبتون أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، فلا هو الوطن القومي المسيحي، ولا هو ولاية عثمانية أو إسلامية أو عربية، ولا هو بلد التوتاليتاريات السياسية أو الدينية بل هو موئل للديمقراطية والحريات وتجسيد للتنوع والتعدد من داخل وحدته الوطنية وانتمائه العربي.
إن لم يكن من باب اليقين اعتبار الحرب الأخيرة هي خاتمة الحروب وهذا الاستقلال هو النهائي، فليس ما يمنع اللبنانيين من أن يحلموا بأن يكون استقلالهم محل إجماع هذه المرة وأن يناضلوا ليجعلوه محل إجماع، وبأن الوطن لا يكون نهائياً من دون استقلال نهائي.
الاستنتاج الثاني هو أن الاحتضان العربي والدولي للقضية اللبنانية متعدد الدلالات. فهو لا يشير فحسب إلى أن للعالم مصالح سياسية واقتصادية في بلادنا. لكن ذلك من طبيعة النظام الرأسمالي العالمي الذي ما زال يجتاز مرحلة تطوره الأفقي، بالتعبير الماركسي، في بلادنا، لتعميم قيم الحضارة الرأسمالية. من ناحية أخرى، يحتل لبنان أهمية كبرى في نظر محيطه العربي والعالم، وذلك بفضل الصورة الزاهية لدور اللبنانيين المقيمين أو المغتربين، في أميركا وأوروبا كما في العالم العربي، التي يرسمها بنوه في كل الميادين.
يرى البعض في هذا الاحتضان شكلاً جديداً من الوصاية وانتهاك السيادة. مثل هذه النظرة قاصرة عن فهم التحولات الجذرية في العلاقات الدولية، ذلك أن القرية الكونية الموزعة على قارات وبلدان وشعوب كسرت بالعلم والاقتصاد والذكاء الاصطناعي كل الحدود وقلصت من أهمية البعد الجغرافي للسيادة، وجعلت احترام القانون والالتزام بأحكامه من أهم معانيها.
خلاصة الدرسين والاستنتاجين واحد: لا حل إلا بالدولة، دولة القانون والمؤسسات.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الممانعة والمحور
- لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ماهية الدولة
- سقوط الطغيان والتحرر الوطني
- المتضررون من النصر
- نعم انتصرنا
- هل يكتب التاريخ الحديث بمصطلحات طائفية؟
- جامعة الأمة العربية ومحكمة العدل الشعبية
- نقول لحزب الله ما اعتدنا على قوله
- الإذعان بعد فوات الأوان
- اليسار والإسلاميون
- برّي: فرصة واشنطن الأخيرة
- الصهيونية وتحولاتها
- صناع الحروب يخطئون وقرّاؤها أيضاً
- طوفان عيوب في حرب الإسناد
- حزب الله كمقاومة وحزب الله كحركة تحرر وطني
- هل الصمت الدولي مشروع ومبرر؟
- لماذا تعلمت إسرائيل من حروبها ولم نتعلم؟
- تحرير العقول قبل تحرير فلسطين
- نظرية الردع الستراتيجي
- قاسم قصير والعنف الديني


المزيد.....




- ترامب: روسيا عرضت تنازلا كبيرا عبر عدم احتلال أوكرانيا بأكمل ...
- هل يتحرك نتنياهو بمفرده عسكريا ضد إيران؟
- هل يكون زلزال إسطنبول الأخير مقدمة للزلزال الأكبر المنتظر؟
- الجيش الإسرائيلي: مقتل قائد دبابة بنيران قناص في معارك شمال ...
- إطلاق نار على الحدود اللبنانية السورية ودمشق تتهم -حزب الله- ...
- وزيرا الطاقة الروسي والنفط الإيراني يضعان إكليلا من الزهور ع ...
- واقع مرير خلَّفته الحرب في كهرباء السودان
- طفل مصاب يستغيث وسط ركام الموت في غزة
- -مقاومة كشمير-.. فصيل مسلح ولد بعد إلغاء الحكم الذاتي
- ترامب يهاجم جامعة هارفارد ويتهمها بالتطرف


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الاستقلال الخامس والنهائي للبنان