أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - القبض على عبدالرحمن يوسف القرضاوي














المزيد.....


القبض على عبدالرحمن يوسف القرضاوي


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنسبة للقبض على عبدالرحمن يوسف القرضاوي

تابعت على مدار أيام مختلف وجهات النظر حول هذا الموضوع، وخلاصة رأيي الذي وصلت إليه بعد الدراسة ما يلي:

أولا: لم يناقش أحد سياق وأجواء هذا الاعتقال، وهل يدخل في صلب الحدث أم لا، بمعنى أن سياق وأجواء الاعتقال مرتبطة بجريمة القرضاوي المفترضة وهي التحريض على دول عربية من قلب سوريا، فهل لذلك دلالة ومعنى؟

ثانيا: القرضاوي معارض مصري في الخارج منذ عقود، وبالتأكيد أدلى برأيه السياسي المعارض عدة مرات ولم يتم اعتقاله فلماذا الآن بالذات؟...تلك الجزئية تجيب على الفرضية الأولى وهي علاقة (الأجواء والسياق) بالاعتقال..

ثالثا: مؤيدين القبض يعتبرون القرضاوي إرهابيا وبالتالي التعامل معه هو (أمني) وليس سياسي، بينما المعارضين يعتبروه ثوريا وبالتالي التعامل معه (سياسي)..اختلاف وجهات النظر ليس صدفة، بل هو تعبير عن الانشقاق والاستقطاب الحالي في الرأي العام العربي نتيجة لما حدث في سوريا تحديدا، باعتبارها آخر محطات ما يسمى الربيع العربي، وأطولها زمنا وأكثرها خسائر.

رابعا: السؤال الجوهري، هل الأجواء والسياق المذكورين في النقطتين الأولى والثانية، كفيلان بإخراج الاعتقال من كونه حدثا سياسيا إلى حدث أمني؟؟

ولشرح هذه الجزئية: تخيل أن أحد جيرانك الذين يكرهوك ويتربصون بك، لكن في يوم ما حدثت مشكلة بينه وبين شخص آخر، فقام هذا الجار وضربه بآلة حادة وقع صريعا ، وفي نشوة انتصار الجار أرسل إليك رسالة تهديد (الدور عليك) بماذا ستشعر؟..هل تفكيرك وقتها سيكون أمنيا أم الحدث يعتبر طبيعي ولا خوف منه؟ وفي حال شعورك بالذعر فأرسلت له تهديدا مماثلا أو أوكلت جهة أخرى بتلك المهمة، هل وقتها تصرفك طبيعي أم هو خروج عن القانون والعرف؟ ولو كان خروجا عن القانون من الذي بدأ؟

خامسا: تابعت إعلام الإخوان ويمكن وصف حالته الآن (بالذعر) حرفيا، ويمكن القول أن حالة الخوف التي حرصوا على تصديرها إلى مصر الفترة الماضية قد انتقلت إليهم، وفي الجهة المقابلة الإعلام المصري يشعر بالانتصار والنشوة، فقد ارتد الخوف إلى صاحبه، وانتقلت حالة الذعر لمعسكر الأعداء.

هذا تفسير خارج الصندوق للمعركة الجارية، فالعنف اللفظي والحماسة والحُرقة التي يتحدث بها الإخوان ليست نتيجة لخبر اعتقال شخص اعتقل من هم أقوى منه ولم يشعروا بنفس هذا الشعور، إنما دلالة القبض على القرضاوي في هذا التوقيت وبتلك الوسيلة تقول بأن كل تهديداتهم وأحلامهم تجاه مصر (هباء منثورا) وأنهم مجرد أدوات للأتراك ليس إلا، فتركيا هي التي سلمته، ولم يخاطر أردوغان بعلاقته مع دول الخليج ومصر هذا التوقيت مقابل شاب مراهق ثوري قليل الخبرة.

سادسا: كنت قد أشرت في حديثي مع عمرو واكد أن ما يدعون إليه من ثورة في مصر بعيدا عن كونه مخطط إخواني صهيوني لإسقاط الجيش المصري أسوة بالسوري، هو مجرد (كوبي باست) من حركة المقاول محمد علي، والنتيجة ستكون واحدة، ولم أجادل عمرو فقد أشرت فقط إلى تلك الجزئية وقلت دع الأيام تثبت لك ما تشاء..

سابعا: لا توجد ثورة يقوم بها تيار نخبوي، كل الثورات يقوم بها (البروليتاريا) وهي الطبقة العاملة للسيطرة على الحكم، والإخوان علاقتهم بالطبقة العاملة والفقيرة الآن معدومة أو ضعيفة، هي كانت قوية في زمن مبارك لما لديهم من شركات وأموال وعلاقات مجتمعية وشبه اعتراف سياسي، وتضخمت أكثر بعد سقوط مبارك، لكن كل هذه الشركات انتهت والعلاقات المجتمعية اندثرت وصار التعامل مع الإخوان شبهة، فضلا عن عدم الاعتراف السياسي هذا لوحده كفيل بقطع العلاقة تماما مع البروليتاريا بعدم إمكانية الوصول.

ثامنا: البروليتاريا المصرية تعاني هذا صحيح، والإخوان يحاولون استغلال تلك المعاناة لتثويرهم، لكن في الثورات غالبا ما تحدث مراهقات وطفوليات تتعلق برفع شعارات ثورية غير قابلة للتطبيق، أو ثبتت بتجارب سابقة أنها غير مناسبة، والإخوان بما أن لهم تجربة حكم فاشلة سابقا فهم ليسوا مطمحا أو مغنما لدى البروليتاريا المصرية، ولا يوجد ما يتعلق به العامل لدى الجماعة سوى الشعار الديني الذي يجري اختباره بقسوة هذه الأيام في سوريا ويثبت فشله تدريجيا بتسليم الدولة لإسرائيل، وبحصار المقاومة الفلسطينية وقطع الدعم عن المقاومة واستعداءها بشكل عام.

تاسعا: تجربة سوريا خدعت ولا زالت تخدع الإخوان، لقد أعطتهم نوع من غرور القوة الذي صاروا يهددون به دولا عربية في تصرف مراهق ينزع ما تبقى من ورق التوت عن التنظيم، واعتقال القرضاوي يؤكد ما كنا نقوله لهم بأنهم مجرد موظفين وآلات عند الأتراك، وأردوغان سيبيع منهم ما يريد مقابل علاقته مع الدول العربية، والمثير أنهم غير قادرين على الاعتراض أو الثورة على أردوغان، وفي ذات الوقت غير قادرين على تحميله المسؤولية...في وضع هش جدا وصعب للغاية هو الأساس في إفراز الغضب الكبير لدى الجماعة حاليا من اعتقال ابن مرشدهم الروحي.

عاشرا: أكرر ما قلته للإخوان إبان خروجي منهم عام 2011 أنه في حال أردتم تغييرا حقيقيا فلا تكفي الثورة لهدم الموجود، ولكن بامتلاك بناء في المقابل، إن تفكيك مؤسسات الدولة وضرب كوادرها وهدم بنى المجتمع السياسية والإدارية دون وجود بناء مقابل أو مشروع يضمن هذا البناء ، إضافة لإقصاء الآخر وتخوينه، ووصف المعارض بالكافر أو المبتدع أو الفلول، إضافة لتبني الدعوة الثورية الدائمة والمستمرة دون تحديد نقطة توقف، والعجز عن تقدير الكلفة الاقتصادية لهذه التحركات، إضافة لفكرة تصدير الثورة لدول أخرى، هذا كفيل بإزهاق أي تحرك ثوري لكم، وقتل أي مشروع تغيير ترفعوه ووصمه بالخيانة، وسيجري النظر لشعاراتكم أنها صدرت من منافق خائن يريد التلبيس والتدليس، وهذه الصورة كانت ولا تزال أشهر صورة للتنظيم منذ إنشاءه حتى رسخت في الضمائر، ويتعزز رسوخها كل يوم.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من يحكمون سوريا خوارج؟
- نظرية الفتوة النصاب والحرامي المخدوع
- كلمة عن طوفان الأقصى
- المثقفون والعالم متنوع الأقطاب..أزمة قبول
- عن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المرتقبة
- فشل الاغتيال السياسي في صنع الانتصار..إسرائيل نموذج
- العلاقة الجنسية بين المساكنة والزواج الشرعي
- خمسة شروط لمُجددين العصر
- صحوة وادي الحيتان...قصة قصيرة
- من بين الخسارة واليأس..يُولَد الأمل..قصة قصيرة
- عمر وياسمين..قصة قصيرة
- لماذا ينتشر التطرف عبر الإنترنت؟
- كيف تقرأ شخصية الكاتب من مقاله؟
- لماذا يخاف التكفيريون والمتشددون من مركز تكوين؟
- حول تأثير ووزل في علم الحديث
- الإخوان جماعة تتآكل ذاتيا
- مظاهرات الجامعات ضد إسرائيل..ومستقبل أمريكا
- جرائم إسرائيل بين الوصف والمعنى
- الحيلة المكشوفة ونذالة الشيخ..قصة قصيرة
- الخروج من النار..قصة قصيرة


المزيد.....




- أوكرانيا تدعي مهاجمة مستودع وقود يخدم القاعدة الجوية للقاذفا ...
- مقتل ثلاثة فلسطينيين في بلدة طمون في شمال الضفة الغربية
- مجلس النواب اللبناني يفشل في انتخاب رئيس للجمهورية من الدورة ...
- القمر -يبتلع- المريخ!
- كيف أصبحت بلدتا داريا والمعضمية بعد سنوات من حصار الأسد؟
- البرلمان اللبناني يفشل في انتخاب رئيس للبلاد من الجولة الأول ...
- قضى 722 يوما داخل البرلمان.. هل يعود النائب اللبناني ملحم خل ...
- البرلمان اللبناني يخفق في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في دورت ...
- -المرصد السوري-: مقتل 37 شخصا في معارك بين القوات الكردية وا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير أسلحة وبنية تحتية للجيش السوري


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - القبض على عبدالرحمن يوسف القرضاوي