سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8205 - 2024 / 12 / 28 - 16:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ تأسيسه، منح نظام الملالي الاهمية القصوى لضمان بقائه وعدم سقوطه وسعى دائما للإختفاء خلف العامل الديني والإدعاء بأن المدد الغيبي يحافظ عليه ويحول دون سقوطه، لکنه وفي الوقت الذي يستخدم فيه العامل الديني کذريعة من أجل بقائه فإنه کان في الحقيقة قد وضع مخططا من أجل ذلك يعتمد على رکيزتين أساسيتين هما قمع الشعب الايراني وتصدير التطرف والارهاب الى المنطقة والعالم.
عند البحث والتقصي في الجهد غير العادي الذي بذله ويبذله نظام الملالي من أجل ضمان بقائه وعدم سقوطه فإنه يوضح الاهتمام الاستثنائي الذي يمنحه هذا النظام للممارسات القمعية التعسفية بأقسى وأبشع صورها، ومن دون شك فإنه ومنذ الايام الاولى علم بأن لا مستقبل له في إيران ولذلك فإنه شمر عن ساعديه وأسس لنظام دکتاتوري قمعي بدأ أول ما بدأ بالمرأة عندما فرض عليها الحجاب الاجباري وسعى ولازال يسعى من أجل إبقائها داخل أربعة جدران، والحقيقة لا توجد شريحة إجتماعية في المجتمع الايراني لم تنال حصتها من الممارسات القمعية الاجرامية لهذا النظام.
منح الاولوية للممارسات القمعية من قبل هذا النظام الرجعي جاء لأنه علم منذ البداية بأن عدوه الاساسي سيکون الشعب الايراني خصوصا بعد إصطدامه بمنظمة مجاهدي خلق وعدم تمکنه من کسبها بالترغيب أو الترهيب کما فعل مع مختلف أطراف المعارضة الايرانية، ولأنه کان يعلم عمق العلاقة الراسخة بين الشعب والمنظمة وتأصلها، فإنه أدرك أن خياره الوحيد لمواجهة ذلك يکون في تمسکه بالممارسات القمعية والتمادي فيها، وبعد هذه الممارسات جاء إهتمامه بالمرتکز الثاني له أي تصدير التطرف والارهاب الى المنطقة والعالم من خلال تأسيس أحزاب وميليشيات عميلة تابعة له يستخدما من أجل إثارة الحروب والازمات في المنطقة والعالم في سبيل تحقيق أهدافه ومراميه المشبوهة والتي من أهمها من أجل تخفيف عبأ الرفض والمواجهة الشعبية ضده في داخل إيران.
والملجفت للنظر إن هذا النظام قد قام بتسمية المناطق التي يتواجد فيها وکلائه أو حلفائه بعمقه الاستراتيجي وقال بأنه يقاتل في هذه المناطق کي لا يقاتل في شوارع وأزقة طهران والمدن الايرانية الاخرى، وقد ظل متمسکا بهٶلاء الوکلاء وکذلك حليفه الدکتاتور بشار الاسد ومدهم بکل أسباب القوة من أجل ضمان بقائهم کقوى عميلة يستخدمها من أجل أهدافه المشبوهة، لکن الکارثة التي حصلت لحرکة حماس وحزب حسن نصرالله بالاضافة الى سقوط نظام الدکتاتور الاسد، وضعه في فوهة المدفع وجعله وجها لوجه أمام الجبهة التي يخاف منها ويحرص على إبقائها غير ساخنة، ولاسيما وإن الشعب الايراني ومجاهدي خلق يعلمون جيدا هدف النظام من وراء هذه الاذرع العميلة، وإن خامنئي ونظامه يعلمون بأن اليوم الذي کانوا يخشونه قد جاء وإن جبهة الشعب ومجاهدي خلق سوف تحسم ومن دون أدنى شك وعن قريب أمر نظام الملالي.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟