أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - مهمّة لا تحتمل التأجيل!














المزيد.....


مهمّة لا تحتمل التأجيل!


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




منذ «طوفان الأقصى»، شهدت منطقة الشرق الأوسط، ولا تزال، توترات وحروباً تداعت، بدورها، إلى حروب وتوترات أوسع وأخطر: في فلسطين ولبنان والإقليم عموماً. وهي مرشحة إلى مزيد من التداعيات بشكل أزمات وحروب مقرونة، دائماً، بمزيد من التدخل الخارجي (المتأجج بصراعات دولية ضارية ومتصاعدة)، تطويراً أو تثبيتاً أو مقاومة، لمعادلة قديمة، أو لفرض أخرى جديدة.
لن نناقش هنا أولئك الذين سارعوا (وتسرعوا) في إعلان التوصل إلى حسم ونهايات، وقرروا، تعسفياً، أنهم منتصرون وأنه حان وقت القطاف! ليست الأمور على هذا النحو، حتى في نظر الصهاينة الذين يبالغون الآن في ممارسة القتل والتدمير والإبادة. فهؤلاء يدركون حجم المقاومة التي واجهوها ولا يزالون في لبنان، وحتى في غزة التي دمروا فيها كل أشكال الحياة والعمران وأسبابهما، وكل التقاليد والقيم الإنسانية. إلى ذلك فإن قرارات وقف إطلاق النار، ومنها ما أقر أو سيقر مع العدو الصهيوني، ما زال هشاً وغير مطبق إلا من قبل فريق واحد. وإنه لأمر شديد الدلالة، في هذا الصدد، أن ترتيبات الهدنة بين دمشق وتل أبيب لعام 1974 قد جرى سحقها تماماً بجنازير الدبابات الإسرائيلية. كذلك الأمر بالنسبة إلى «محور فيلادلفيا» الذي بكَّر العدو في اجتياحه خلافاً لبنود «معاهدة السلام» بين مصر وإسرائيل لعام 1979. إن العدو نفسه هو من بادر إلى تمزيق تلك الاتفاقيات التي سعى من أجلها طويلاً، وذلك، طبعاً، لتحقيق مكاسب أكبر ذات طابع إستراتيجي على مستوى منطقة الشرق الأوسط عموماً والمنطقة العربية خصوصاً. إن اتفاقيات وقف إطلاق النار، الموقعة أخيراً، هي أقرب إلى هدنة مؤقتة سواء بالنسبة إلى المعتدي الذي يجاهر بمشاريعه التوسعية، أو بالنسبة إلى المعتَدى عليه الذي قاوم بضراوة وسيواصل ذلك عندما يكون ذلك ضرورياً، ومهما كان الثمن.
لم تحسم المعركة من قبل العدو ولو تمكّن من تحقيق بعض المكاسب عبر نهج سقوط سياسي وأخلاقي وحضاري قلَّ نظيره، وعبر دعم غير مسبوق من قبل القوى الاستعمارية القديمة والجديدة وتابعيها بقيادة واشنطن.
ذلك يملي استنتاجاً سريعاً لا جدال حوله: العدوان مستمر وقواه معروفة تماماً وهو في حالة هجوم وتصعيد، فماذا عن المقاومة؟ من سيقاوم؟ ما هي الأهداف؟ ما هي الوسائل؟
لا ينطوي هذا التساؤل على أي نوع من الشك أو التشكيك، بالنسبة إلى الوضع اللبناني، بالمقاومة الإسلامية وبدورها، وباستمراريتها. لكن لأسباب عدة، كانت تلك المقاومة، وحيدة، ومنذ أكثر من ثلاثة عقود، تحملت متفردة ومنفردة، أعباء المقاومة ومسؤولياتها دون سواها. لا ينبغي أن يستمر الأمر على هذا النحو بسبب عوامل عدة مهمة أبرزها اثنان: الأول تعاظم واتساع المشروع الصهيوني الاستعماري المهدد للبنان وكل المنطقة. الثاني ضرورة تحويل الفعل المقاوم إلى مشروع شامل، جبهوي موحّد الهدف والأولوية والخطة والقيادة. مشروع يجند ويستقطب كل المستهدفين والمتضررين في عمل نهضوي مصيري، يشكّل، في الوقت نفسه، رداً تاريخياً على متطلبات المرحلة وتحدياتها. المقاومة، في الشروط الراهنة، ستكون عسكرية بالدرجة الأولى. لكنها لن تكون عسكرية فقط. إن أساليب المقاومة متنوعة: سلمية وعنفية، سياسية واقتصادية، تعبوية وتنظيمية، حضارية وثقافية.
دائماً ما كان نشوء الجبهات، على نطاقٍ محدودٍ، داخل البلد الواحد، أو شاملٍ على مستوى الدول، كما شهدت الحروب الكبرى (العالمية)، أمراً طبيعياً وضرورياً في الوقت عينه. ينطلق ذلك من مبدأ بسيط يرى في «الاتحاد قوة». ذلك أنه عندما يكون الهدف، في مرحلةٍ ما، موحداً بالنسبة إلى مجموعة من القوى والجماعات والأفراد، يصبح عملها المشترك أقرب الطرق إلى تحقيقه. ينطبق ذلك، بالدرجة أولى، على مواجهة عدو خارجي عندما يستهدف وجود ووحدة وسيادة بلد من البلدان على النحو الذي يمثله، بامتياز، العدو الصهيوني. هذا أمر بات بديهياً ومكرساً في المواثيق الدولية، وهو حق، مثل ما هو واجب. لذلك حملت تجارب عدة في تاريخ كفاح الشعوب من أجل الحرية والاستقلال أسماء حركات وصيغ جبهوية حتى أصبحت تتكرر كحاجة أو صفة لا غنى ولا بديل عنها. في تجارب لبنان ما هو مفيد جداً بهذا الصدد: ضد الاستعمار الفرنسي، ضد الغزو الإسرائيلي عام 1982. إلى تجارب ذات طابع إصلاحي ضد نظام ومنظومة المحاصصة التي ألحقت خسائر هائلة بلبنان واللبنانيين. لنشوء الجبهات مبررات، إذاً، في تفعيل أدوات القوة أو في السعي إلى استنفارها وتحفيزها. والنموذج الجبهوي المنشود ليس حاجة لبنانية فقط، بل هو نموذج ينبغي اشتقاق ما يشابهه بمواصفات محلية ملائمة في كل المدى العربي ما دامت أن المنطقة العربية مستهدفة برمتها، وأن العدو واحد، والمقاومة ينبغي أن تكون واحدة هي الأخرى.
المشروع الصهيوني هو مشروع غربي استعماري إمبريالي في منطلقاته وأهدافه. وهو موجَّه ضد دول المنطقة وشعوبها عموماً. إن شعارات من نوع العروبة والوحدة، والتحرر القومي العام، ووحدة المصير والمصالح... ستبقى شعارات جوفاء إذا لم توضع، في هذه المرحلة المصيرية، موضع التطبيق. لقد مرت معارك كبيرة ومنها معركتا سلطة النهب والانهيار والمحاصصة، ومعركة مواجهة العدوان الصهيوني على لبنان والشعب الفلسطيني والمنطقة، ولم تقم القوى الوطنية، بالمعنى العريض للكلمة، وخصوصاً قواها التغييرية الجذرية، بالتشكّل، ولو بشكل محدود، في عمل جبهوي ذي برنامج وإطار وقيادة. لذلك يصبح الإلحاح كبيراً اليوم على تجاوز هذه الفعل السلبي، إلى خطة إيجابية، مسؤولة وثورية بكل المقاييس.
لا يمكن مواصلة النهج السابق. ينبغي التحلي بما يكفي من المسؤولية للانخراط في المعركة من بابها الصحيح: العمل المشترك الجبهوي التحرري الذي هو بالتأكيد، أيضاً، الصيغة الأوسع والأشمل للصراع الطبقي ضد العدو الخارجي وضد تابعيه المحليين ممن لهم، هم أيضاً، تجاربهم غير المشرفة في خدمة الأعداء وفقاً لنهج مثابر يزداد اليوم وقاحة وخطورة في ممارساته ومواقفه وعلاقاته.



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة تحرّر وجبهات مُواجهة
- نسبية الانتصار والخسارة
- مواجهة الكيان المغتصِب والسيطرة الأميركية معركة في صراع كوني
- الخيار الوحيد
- جذريّة الخطّة وجذريّة الردّ
- تناقض البنية الفئوية والتابعة مع مشروع التحرّر
- تميّز المقاومة اللبنانية
- أي موقع في هذا الصراع؟
- الغياب الطويل إلى متى؟!
- هل ينجح نتنياهو؟
- الثنائي بلينكن نتنياهو: المشروع الأصلي!
- القلق والاستعصاء الإيجابي
- واشنطن دائماً وأبداً!
- نتنياهو الأكثر تمثيلاً
- المصالحة ولو في الصين!
- الصهيونية عار الحضارة الغربية
- ترسيخ نهج ونفضة شاملة
- تباينات واشنطن وتل أبيب
- خطر وجودي؟ نعم!
- عقد من الفشل و... المقاومة نحو مشروع وطني شامل


المزيد.....




- لحظة القبض على المشتبه به -السعودي- بحادث الدهس بسوق عيد الم ...
- DW تتحقق - ما حقيقة العنف الذي وقع في سوريا بعد سقوط الأسد؟ ...
- لقطات توثق فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية في اعترض صاروخ يمن ...
- حرائق بمدينة قازان الروسية إثر هجوم أوكراني بالمسيرات (فيديو ...
- مقتل شخصين وإصابة 60 في حادث دهس بألمانيا
- خبراء أميركيون: الحوافز والشروط تحكم علاقات واشنطن مع سوريا ...
- عاجل.. السلطات الأوكرانية: أسقطنا 57 مسيرة روسية بينما فشلت ...
- مجلس النواب الأميركي يقر مشروع قانون لتجنب -الإغلاق-
- سوريا.. الإدارة الجديدة تؤكد وقوفها -على مسافة واحدة-
- -مراسم تأبين- في ماغدبورغ بعد الهجوم على سوق عيد الميلاد


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - مهمّة لا تحتمل التأجيل!