أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الليبرالية الإسلامية هي الحل، لا الأصولية الدينية ولا الأصولية العلمانية!














المزيد.....


الليبرالية الإسلامية هي الحل، لا الأصولية الدينية ولا الأصولية العلمانية!


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(رسالة لما بقي لنا من العقل العربي والمسلم!)
**********
الليبرالية كمصطلح حديث تقوم على أسس عامة تقاوم ممارسة السلطوية الشمولية على الإنسان سواء من رجال الدين ورجال الدولة أو من الرجال على النساء أو العكس، أو من البالغين على الأطفال، تلك السلطوية الشاملة المدمرة للشخصية والخصوصية الانسانية. ولو تأملنا الاسلام وتعاليم وتوجيهات القرآن العظيم وبقية المصادر بعقل فقيه منفتح مستنير لوجدنا هذه القيم (الليبرالية الانسانية) مبثوثة في أحكام وقواعد ومقاصد الشريعة الاسلامية منذ 1400 عام ونيف، (عشر قرون تقريبًا بعد القرآن!!)، أي قبل أن تُولد الليبرالية كفكر وفلسفة وثقافة اجتماعية، في القرن السابع عشر، في أوروبا الغربية انطلاقًا من كتاب (التسامح) للطبيب والمفكر البريطاني وخريج الدراسات الدينية (جون لوك)، وهو مفكر مسيحي مؤمن بالله بمنهج عقلاني تحرري تجديدي مستنير، تأثر بتسامح المسلمين مع بقية الطوائف في الدولة العثمانية واستشهد بذلك في كتابه (التسامح)، وكان له، ولصرخته تلك، تأثير أساسي في ولادة (الديموقراطية الليبرالية) كحل وسطي عقلاني رشيد بين الديكتاتورية الفردية والديكتاتورية الجماعية الشعبية الشعبوية، من جهة، ومن جهة ثانية فإن أفكاره الليبرالية ساهمت في ولادة (الملكية البرلمانية) البريطانية كحل وسطي عقلاني رشيد بين مزايا ومساوئ (حكم النُخب) ومزايا ومساوئ (حكم الشعب) انطلاقًا من بريطانيا في القرن السابع عشر، حيث نجد في كتابه الذي دعا فيه للتسامح الديني كأساس لليبرالية تأثره بالتسامح الديني لدى المسلمين فيما كانت أوروبا الغربية - وبريطانيا - تعج في عصره بالتعصب الديني والطائفي والملكية المطلقة والمعاقبة الشديدة من الكنيسة والحكومة لكل من يبدل دينه أو طائفته والتي تصل لحد الاعدام كحد اعلى (!!) او سلب الممتلكات العقارية كحد ادنى (!!!)
والشيء المؤكد أن (جون لوك) لم يكن مفكرًا ثوريًا راديكاليًا بل كان مفكرًا اصلاحيًا مما يجعل الليبرالية في طبيعة منهجها أنها ((اصلاحية)) تؤمن بالتغيير الاصلاحي العميق والتدريجي المناسب لطبيعة الإنسان، انطلاقًا من تغيير الأفكار والأخلاق والسلوك، وليست فلسفة ثورية راديكالية عنيفة جذرية تطيح بشكل جذري بالنظم السياسية والاجتماعية (!!) .. ويرى البعض أن الليبرالية هي فلسفة ثورية لكنها لا تؤمن بالعنف والانقلابات ولا الثورات الشعبية بل تؤمن بالاصلاح التدريجي الهاديء الرشيد كمنهج للتغيير العميق والكبير ، وهو ما يتفق مع منهج الاسلام في الاصلاح، فالانقلابات والثورات في الغالب الأعم لا تأتي بخير وتتسبب في مظالم ومآسي وهزات اجتماعية وأخلاقية للمجتمعات تترك آثارًا سيئة أكبر وأشد من مظالم ومآسي الوضع السياسي أو الاجتماعي السابق الذي اشتعلت الثورة ضده!.
ويمكن تلخيص أهم مبادئ وقيم الليبرالية كفلسفة وثقافة اجتماعية في مواجهة التعصب الديني والاضطهاد الديني والطائفي وفي مواجهة الشمولية والحكم الملكي المطلق كما يلي:
(1) التسامح الديني والمذهبي والقومي والعرقي بين الناس... (لكم دينكم ولي دين) فهل هذا مخالف للاسلام وللشرع الحنيف؟؟؟
(2) احترام كرامة وفردانية الانسان - كإنسان فرد - بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه ومذهبه وقوميته وموطنه وعرقه، فالإنسان هو الإنسان حيثما كان، فالبشر سواسية كأسنان المشط في آدميتهم وانسانيتهم، كلهم لآدم وآدم من تراب!.. فهل هذا مخالف للاسلام والشرع الحنيف!؟؟
(3) احترام حقوق وخصوصيات وحريات ومصالح وممتلكات الافراد دون الحاق الضرر بمصالح الأمة/الجماعة/ مجموع الافراد، (لا ضرر ولا ضرار)، فالليبرالية من حيث الأصل تعني موازنة عقلانية عادلة بين المجال الخاص والمجال العام، بين مصالح وخصوصيات الأفراد ومصالح وخصوصيات المجتمع... فهل هذا مخالف للاسلام والشرع الحنيف!!؟؟
(4) احترام حرية السوق والتجارة وقوانين الاقتصاد في ظل مصالح الأمة وثوابتها الثقافية والاخلاقية والدينية والوطنية، فهل هذا مخالف للإسلام وللشرع الحنيف!؟؟
فهذه هي الليبرالية وهذه هي أسسها وغاياتها التي قامت عليها ولن تجد فيها - عند التحقيق بفقه اسلامي دقيق وعميق - ما يخالف مبادئ الاسلام وقواعد ومقاصد الشرع الحنيف..... إذن فالدعوة لليبرالية (الاسلامية) كأساس لبناء دولنا المسلمة الحديثة هو الطريق الحكيم والرشيد للنهوض بمجتمعاتنا العربية والمسلمة بعيدًا عن هذا الاستقطاب الايديولوجي والسياسي الحاد والمستهلك لطاقات وأوقات الأمة، بين ايديولوجيات اسلاماوية أصولية وشمولية ، وايديولوجيات أصولية علمانية مستنسخة من مجتمعات لها خصوصيات تاريخية وثقافية وسياسية غير خصوصيات مجتمعاتنا!!.... مجتمعات يمكننا أن نلتقي معها في دائرة الليبرالية كفلسفة وثقافة انسانية عامة تملك من المرونة ما يجعلها تتكيف مع خصوصيات كل مجتمع وكل بلد.... وهذا هو الطريق، الطريق لبناء دول عربية ومسلمة رشيدة وديموقراطية وللنهوض بمجتمعاتنا دون أن تتخلى عن ثوابت هويتها الدينية والوطنية!
*******
أخوكم العربي/البريطاني المحب



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيء المؤكد فيما يجري في سوريا ؟
- هل سيكون للشخصية السورية الهادئة والذكية دور في نجاح التغيير ...
- لا الاندلس ملك للمسلمين ولا فلسطين ملك لليهود!!
- التصحر الفكري والأدبي العالمي ونهاية التاريخ!!
- قصيدتي (المهاجر) مقروءة ومسموعة
- من الجمهورية الطرابلسية لجماهيرية القذافي، ليبيا رحلة فشل مز ...
- الجمع بين الرأسمالية والاشتراكية يعني نظام العدالة والكفالة ...
- يا ليت لنا (قائد عربي ومسلم) بشدة ودهاء وقومية هذا (النتن يا ...
- اللهجة العربية العامة الجديدة ودور اللهجات القطرية الغالبة ف ...
- موقفي كعربي وليبرالي مما يحصل لحزب الله!!
- إلصاق تهمة المثلية بالليبرالية لا يختلف عن الصاق تهمة الارها ...
- الخطوط العريضة للحركة الليبرالية العربية الاسلامية كمشروع لل ...
- سبعة أصناف من الناس لا أثق فيهم!؟
- الأناركية وحلم القضاء على الأنترنت!؟
- خواطر في شروط النهضة: التربية والتعليم؟
- الحلحله !!؟؟
- ماذا تفعل لو كنت بمكان السنوار أو بمكان النتن ياهو!!؟
- علاقة الدين بالدولة بين ثلاثة شعارات ومشروعات في العالم العر ...
- اليهود العاربة والمُستعربة في عهد النبي محمد!؟
- كيف حلَّ الاتجاه الليبرالي العربي الاسلامي مشكلة التناقض الظ ...


المزيد.....




- ترامب مهددا دول الاتحاد الأوروبي: اشتروا المزيد من نفطنا وغا ...
- شاهد اللحظات الأولى بعد دهس سيارة حشدا في سوق عيد الميلاد بأ ...
- شولتس يعرب عن تعازيه لأسر ضحايا الهجوم في ماغديبورغ
- نائب وزير الخارجية الروسي ونظيره الهندي يناقشان الملفين السو ...
- فولين: الغرب تخلى عن الديمقراطية ولم يعد نموذجا يُحتذى به
- سوريا.. -القيادة العامة- تكشف ما دار في اجتماع الشرع مع وفد ...
- -الرادا- الأوكراني: كييف ستضطر إلى خفض سن التجنيد بداية عام ...
- نقل المصابين من مكان حادث دهس مميت في سوق لعيد الميلاد بألما ...
- الخارجية الأمريكية: الوفد الأمريكي ناقش مع هيئة تحرير الشام ...
- -الهيكل سيُبنى-.. مستوطنون يشعلون النار في مسجد بالضفة الغرب ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الليبرالية الإسلامية هي الحل، لا الأصولية الدينية ولا الأصولية العلمانية!