عبدالباقي عبدالجبار الحيدري
الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 00:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن الكردي، أكتب إليكم هذه الرسالة تعبيرًا عن القلق العميق إزاء تأخير صرف الرواتب وعدم انتظامها، وهو الأمر الذي أثر سلبًا على حياة الملايين من أبناء الشعب.
الرواتب ليست مجرد أرقام تُصرف، بل هي حق أساسي لكل موظف وركيزة للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. حرمان الموظفين من هذا الحق يفاقم معاناتهم ويؤدي إلى حالة من الاستياء الشعبي التي قد تهدد الاستقرار العام في العراق.
إن الفصل بين قوت الشعب والخلافات السياسية بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم هو الخيار الأكثر إنسانية وعدلاً. أي نزاع سياسي أو اقتصادي يجب ألا يكون على حساب حياة المواطنين ومعيشتهم، لأن الشعب هو الطرف الأكثر تضررًا من هذه السياسات.
الرواتب ليست منّة من الحكومة، بل هي حق مشروع لكل موظف مقابل عمله. حرمان المواطنين من هذا الحق يُعد انتهاكًا لمبادئ العدالة والإنسانية. إن تجويع الشعب يؤدي إلى استياء وغضب شعبي قد يهدد الاستقرار في الإقليم والعراق ككل. وبالتالي، فإن الفصل بين هذه القضايا يساهم في تخفيف الاحتقان ويعزز الثقة بين المواطنين والحكومات.
حرمان الشعب من حقوقه الأساسية يُعد خطأ فادحًا. ومن الأفضل أن تعمل الأطراف المتنازعة على حل خلافاتها بعيدًا عن المساس بقوت المواطن وحقوقه.
لكننا نؤمن أن المسؤولية تقتضي العمل بجدية وإبداع لإيجاد حلول مستدامة تضمن استمرار صرف الرواتب بعيدًا عن أي تجاذبات سياسية أو إدارية. إن الشعب الكردي، الذي عانى طويلًا من الأزمات، يستحق أن تكون حقوقه الأساسية، وفي مقدمتها الرواتب، خطًا أحمر لا يُمس.
نأمل أن تتخذ وزارتكم خطوات عاجلة وجادة لضمان صرف الرواتب في مواعيدها، وأن يتم وضع آليات شفافة ومستقرة تُطمئن المواطنين وتُعيد ثقتهم بالحكومة ومؤسسات الدولة.
#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟