أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - توحيد الخطاب النقدي في بيت المسرح















المزيد.....


توحيد الخطاب النقدي في بيت المسرح


عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 01:47
المحور: الادب والفن
    


على هامشِ وقائعِ المؤتمرِ النقدي الذي أقامهُ بيتُ المسرحِ في العِراق في الرابع مِنْ كانون الأول 2024 وتحتَ مضلةِ الاتحاد العام للأدباء والكًتّاب في مقرّه - بغدادَ بطانةً بحثيةً تأملُ توحيد الخطاب النقدي وإخراجه مِنْ دائرة الإشكاليات المُستديمة في خلطٍ واقع بين المُصطلح والمفهوم كما نوّه إليه (الدكتور علاء كريم) مُنظمُ المؤتمرِ والمُشرفُ عليه في مُفتتح حديثه عَنْ آلياتِ المحور الافتتاحي لمناقشة "المُصطَلح النقدي المسرحي بين النظريةِ والتطبيقِ". كما أعربَ عن سرورهِ الدائمِ بهذا المحفلِ الكريمِ الشاعرُ (منذرُ عبد الحُرّ) بحضورِ كِرام الأدباء الفنانين نقاداً مُفكرينَ ومُتفضلينَ خلال كلمة ترحيب الإتحاد ليثبتوا أنَّ في العراق مازالَ هناك نبضٌ للإبداع. وأضّفتْ (الدكتورة إيمان الكُبيسي) – مُقرِّر الجلسة - رغبة ً في وضعِ النقاط على طريق الجدوى ليكتملَ المشهد الإبداعي بالرؤيةِ الصادقةِ في الورقات النقدية التي أخذتْ تتأبط شكلها القانوني منذ الدخول الرسمي في وشاج النقاش المؤدي أليه ، وسأعرضُ القول عَنْ الجميع نقّادا وباحثين ومحاورين وجمهوراً.
لقد أفردَ (الدكتور محمد حسين حبيب) رئيسُ إدارة الجلساتِ البحثية تمهيداً مُلائماً عَنْ منابعِ النقد وأعزاها تاريخياً للشعر "مادامَ لدينا شعرٌ ، لدينا نقدٌ – محمد ابن سلّام" وأردفَ "لا مسرحَ بلا جمهورٍ إذن لا مسرحَ بلا نقدٍ" بهذه المنطقية أراد للمسرحِ نقداً مثلما شعرَ العربُ ، إنَّ الشعر لا يكفي لتثبيت الأسس الثقافية ، وسلسل (أ. د. حبيب) النقد مِنَ أربعينيات القرن الفائت مُبتدأ (بشالوم) أولِ ناقدٍ عراقيٌ ومن ثمَّ (سليم بطي) (صلاح خالص) في الخمسينيات ، (الفنانان القديران يوسف العاني ، وسامي عبد الحميد) في الستينيات والناقد الكبير (ياسين النصيّر) (حسب الله يحيى) في السبعينيات وأخيرا (باسم الأعسم) و (الدكتور عواد علي) بالتسعينيات كما لم يغفل الناقد (حميد مال الله) مِنَ البصرة مُختتما (بالدكتور عقيل مهدي) القامة الغنيّة عَنْ التعريف للآن.
(الدكتور عقيل مهدي): إنّ أهم ما يُميّز النقد هو وضع المُصطلح ضمن "طرح المعادلاتِ الموضوعيةِ للعرض – إليوت". وانطلق (أ. د. مهدي) بمقالته "الرؤى النقديةُ المسرحيةُ" مِنْ التتمةِ النقدية الحديثة بتشخيصِ العلاقات الوظيفية للمُصطلح خلال رمزية "الصورةُ الدراميةُ – والصورةُ التطبيقيةُ" لاسيما بما كان يُعرف لاحقاً بالمسرحِ الطليعيِ "اللامعقول" وقبله الواقعية ، والواقعية النقدية ، والاشتراكية وهكذا بأنَّ الإنسان خالق إشارات تميّزه عَنْ باقي المخلوقات بفحوى أنَّ الناقدَ يتميّز "بسكبِ المعلومات في الذهن مثل سكب المجوهرات – سنيجينا" ليشعر العمل الفني بأنهُ هو العروسة المُزدانة بجوهر رمزي. لقد تواضع (الدكتور عواد علي) بإعرابه عَنْ الحرج - بالتعقيب على أستاذي - وأتَمّ ملاحقته النقدية بكل موضوعيةٍ "بالعلم يُرفع الحرج" مُفصِّلا بأنَّ (محمد مندور) يُمثل التحليل النفسي – الاجتماعي بالنقد وهو ما ندعوه النقد الانطباعي بحسب اعتقاده ، ويوسف يمثل الأطروحات الشكلية للأعمال الأدبية المُعَدّة لأغراض عملية مثلما تذهب "الشكلانية" الروسية. كما وضّح (أ. د. علي) إنَ الإشكالية النقدية تكمن بينَ الصورةِ المكتوبة والصورة المعروضةِ بوصف العمل مُركّباً مِنْ عِدةِ عناصر وأدوات إجرائية مقترنة بمنهج وعلى الناقد أن يكون مقرّباً بين الصورتين.
وتطرقتْ (الدكتورة سلوى النجار) للموضوعات النقديّة ، وهي تَمرّ مِنْ سكة المسرح الصامت كعيّنةٍ شعريةٍ غيرِ منطوقةٍ لكنها قادرة على تقريب المعنى المُكثّف لأنّها مُفعمة بالمحكي ، فالمسرح الصامت مُؤسَس على أساس التمثيل الصامت المنطلق مِنْ فضاء العنوان إلى "الجُملةِ الصائتةِ" المُؤتلفةِ بالمُخرج بوصفِ الصوت مسموحاً فيه بالصمت. كما أراد (الدكتور حسين التكمه جي) إضاءتها بالتعقيب عليها خلال عنوان ورقته الموسومة "النقد المسرحي في العراق للقرن العشرين".
أمّا (الدكتور جبّار خمّاط) "بفزعةٍ انطباعيةٍ" يقودها عنوان مقاله "النقد العشوائي" المؤثّر سلبيا بالقبح على فعل النقد والمؤدي للنفور ، بينما الجمال إيجابي يعتمد على "الصورةِ تكمّلُ الحَسنَ وأقربُ إلى القلب – الجرجاني" واستشهد بالنقد السيّاقي المُعمّق "قدرةَ جذبِ الانتباه للرسالة النفسية – جاكوبسن" تعضيدا لرأيه مِنَ الجهةِ المُقابلة الحاضنة "لنفاقٍ نقدي" إبّانَ ما يغفلُ الناقُد في التوجهِ بالنقد للكشف عَنْ الظروفِ الموضوعيةِ التي تؤدي لقبول العمل ونجاحه فيبتعد مُجتهدا بوضعِ آلياتٍ إخراجيةٍ ثانيةٍ مِنْ "عندياته" غيرِ المُعترف فيها - طبعاً - لأنّها في الموضع المُعبّر عَنْ المرغوب عند "الناقدِ المُخرج" وليس المطلوب منه "كناقدٍ للإخراج" وقد أطلق (أ. د. خمّاط) حول هذا الابتعاد الجاهل مُصطلح الناقد "المُتأخرج" نتيجة ابتعادهِ عَنْ أفقِ النقد وتداخله مع أفق آخر لا يشمله كالرغبة الإخراجية إنْ صحّ التعبير. واختتم (أ. د. خمّاط) حديثه بأنّ النقد الإبداعي هو تطبيقي قبل كُلِّ شيء. وفي ورقة نقدية بعنوان "الموضوعي والعشوائي" (للأستاذ جبّار ونّاس) تتعقب المُصطلحات النقدية وهي تخوض غمار التطبيق بأنَّ "النقدَ خلاصة العقل – جابر عصفور - ثقافة الإبداع بالنقد - على الوعي بالإبداع" لملامسة مُصطلحات الباحث (أ. د. خمّاط) بوصف الثقافة تبقى متبادلةَ بين تأثيراتٍ موضوعيةٍ ، وتأثيرات نفسيةٍ للوعي وما الناقدُ إلا "واسطة بين النصِّ والجُمهور – د. نصيف التكريتي" ويربط (الأستاذ ونّاس) بحذقٍ تعقيبه على البحثِ بأنَّ الموضوعي واضح بينما العشوائي غامض ، والقارئ النموذجي يهتمُّ بالجمال لأنّهُ عِلم والناقد الجاهلُ هو "المؤخرج" الذي يخرج العمل ثانيةَ ولا ينقدهُ. وأضاف بأنَّ هذا المُصطلح "المُتأخرج" هو مِنْ "عنديات" الباحث (أ.د. جبار خمّاط) مِمّا يثيرُ اعتقاد بأنهُ مازال في وضعه اللُّغويُ لذا يحتاجُ تأسيس علمي وأنَّ أي مُصطلحٍ يُراد له ُ أنْ ينتشر لابد أنْ يثبَّت بعناصرٍ نقدية عديدة خلال علماء المُصطلح فهُم على الثبات أقدر.
وأكْمَلَ تتابع سير العملية النقدية للمؤتمر (الأستاذ مهدي الوجدي) عبر ورقته النقدية متناولا تعريف القراءة الموضوعية بالإشارة إلى أنّها تحليل العَلاقات الأدبية وتفعيل المُصطلحات. وذكرَ أنَّ المُصطلحَ هو نقطة ضوءٍ دال ٍعلى معانٍ كثيرةٍ. وتطرق (الأستاذ وجدي) لتعريفاتٍ نقديةٍ ثابتةٍ بالمُصطلح ِالنقدي مثل "الكوميديا ، التراجيديا ، الدراماتورجيا" واختتم بوصية للناقد أنْ يكون مُلمّا بالمُصطلحات الأدبية التي تخص النصِّ وكذلك بالمُصطلحات الفنية المسرحية التي تخصُّ العرض.
لقد أثنى رئيس الجلسة (أ. د. محمد حسين حبيب) بشكلٍ واضحٍ وجليٍّ على الالتفات لمفردة "مُباشرة" بوصفها قيمة مَصرفية تداولية للنقد أتتْ مِنْ لُغة البنوك مُباشرة تعني - نقدا cash في البحث الموسوم "القيمةُ النقديةُ المُباشرةُ" للباحث (الأستاذ عبِّاس داخل حبيب) وأعدّها (أ. د. محمّد حبيب) جديدَ المؤتمرِ بوصفِها مُقترحاً مُضافاً إلى "النقديّة" وأردفَ على الأقلِّ في العراق. وربط الناقد (الأستاذ عباس حبيب) بحثه بالتصورات "الأولانية" الآتية مِنْ النقد العربي المخزون في معاجم اللغة العربية أيضا بأنّهُ يرتكز على علاقة "اقتصادية – لغوية" فالنقد مِنْ نقد الدراهم "عملية إظهارِ المُزيّفِ مِنْ غيرِ المُزيّفِ في النقود – لسان العرب لابن منظور" "المنسحبة إلى النقد - أيَّ نقدٍ - بوصفِه "انتقاداً" criticism وتشخيص للأخطاء كما في المعجم الإنكليزي لالاند lalande الفلسفي" والنقد الأدبي: كشفُ معالم التقنيات الفنيّة الماديّة والإبداعيةِ المُحاورة للمعاني: النفسية والاجتماعية ، والدينية والسياسية الخ. وأشارَ الباحث لابدَّ مِنْ التمييز بين المُصطلحاتِ اللـُّغوية التي هي مُفردات في اللغة كُلٌّ على حده وإن جاءت بالتركيب مثلُ "المسرح الحُسيني" والمُصطلحات العلمية المُركبّة على مجموع مثل مفهوم "الدراما الشعرية" العام الذي دخلَ حيزاً خاصاً بمُختبرٍ منهجيٍّ ضمنَ النظريةِ النقديّةِ فإنَّ "النقديّة" مصطلحٌ علميٌ راسخٌ يُشيرُ لِمناقشةِ منهجيةِ اللغة بمنطقيةٍ لسانيةٍ حديثةٍ تُعيدُ تقييمَ النتائجَ والأسبابَ المُتمثلةَ (بوقوعِ المعنى على اللفظ – الجرجاني) في اللغة. لكن الباحث (الأستاذ عباس داخل حبيب) يؤكد إنَّ كُلَّ ذلك لا يجدي نفعاً مِنْ دونِ تفعيل زُرِ جَرَسِ المُفردة المَصرفية "للمباشرة" بوصفها (نقدا (cash في (النتيجة المُقدَمة على الأسباب – جون ديوي) وفق عملية تداول (الأفعال الكلامية – جون أوستن) في اللسانيات والتي تعني عند (الأستاذ عبّاس حبيب) "المُباشرة نقديا - نقدا" أي - مِنْ دونِ - أيَّ توسط ٍبلاغيٍّ مُزخرَفٍ يقومُ بعمليةِ تأجيلِ المَعنى بمجازٍ أو استعارةٍ واقعةٍ تحت تأثير مزاجٍ مُفعمٍ "بحيويةٍ اسميةٍ جامدة" كفّتْ أنْ تكون دُرامية سواء كان كلام شعري عند الشاعر العراقي (عبد الرزاق عبد الواحد) في الصورة الدرامية لنصِّ "الحُرّ الرياحي" خلال الاستعارات اللفظية المُبالغ فيها ، أو تصورات المنصّة - داخل النص قبل العرض - التي تبتعد عَنْ المعنى النقدي للتطبيقات فتضيع خلالها القيمة النقدية المُباشرة وتُصبِحُ غيرَ مُعطاةٍ نقداً ، والمؤثرة سلباً على تطوّر كينونة الفعل الدرامي ذلك الفقد المُبطئ لحركة الصراع. كما تساءلَ (أ. د. عواد علي) عَنْ أصول التركيب النقدي لمُصطلح "المسرح الحُسيني" المُتداول في الساحةِ الثقافيةِ المسرحيّةِ في العراق وأوضحَ الباحث (الأستاذ عبَاس حبيب) بأنهُ مُصطلحٌ مُتداولٌ ضمن سياقٍ لغوي يسعى للتعبيرِ عَنْ مشاعرِ العراقيين وفقَ مجالٍ راهنٍ ما خاص ، يُراد منهُ شيوع درامي جديد عام يَشمل مساحة أكبر في التعبير عَنْ الإنسان بالمفهوم العام للإنسان (إنسان الإنسانية) ومثلما يُعبّر عَنْ حالةٍ خاصةٍ لكنهُ لم يكّتمل نقديّا لعدَّةِ أسبابٍ إشكاليةٍ أهمُّها أنّهُ – أي المُصطلح - لا يتميز بالثبات العلمي المُصاغ اصطلاحيا على غرارٍ مفهوم ويُحقّقُ تفرداً عنْ التجربةِ المسرحية العالمية المعروفة ، وأبسط مثال عَنْ تجليات تثبيت مفهوم ما بمصطلح علينا تذكر رمز H2o مفهوم "ماء" دون سواه مِنْ المعاني اللغوية المجاورة كالسائل المائع ، غيرِ الصُلبِ غير الثلج الخ. ليُذكّرَنا بمُحدّداتِ المُسْتهَلِ النقدي لهذا المؤتمر الذي يُوصي مِنَ البداية برفع الخلط بين المُصطلح والمفهوم. لقد قدّمَ (الأستاذ بلاسم الضاحي) تعقيباً مُهمّاً على مُفردةِ "مُباشرة" على شكل مُقترح أيضا بكونِ "النقدَ: نقداً cash" مُمكن أنْ يكون لهُ مفهوم اقتصادي أيضا يوسّع مُقتضيات الحال للبحث الذي قدمهُ الباحثُ "الأستاذ عبّاس حبيب" ، كما أضافَ (الأستاذ الضاحي) أستطيع خلاله – أي النقد: نقدا - تَسليطَ الضوءِ على المتنِ الحِكائيِّ الأولِ القابعِ بحوافِّ تاريخيةِ القصةِ الأولى لفضحِ العَلاقة الاقتصادية بين "الشمر ويزيد" وكذلك مِنَ الممكن أن يكون له تطبيقات في الإخراج إذا ننوي بإتيان مُلامسة لكثير مِنَ الممارسات المسرحية مُقاربة لمفردة "مُباشرة" لما أفصح عنه الباحث (الأستاذ عبّاس حبيب) بالقُدرة النقدية المباشرة.
ومِنْ مَحاسن حظوظ هذا المحفل الأبي الذي يضمُّ نخبةً مُميزةً مِنْ نُقّاد العراق شعراءً ، ومسرحيينَ أنْ يحضَ النقدُ بعروضٍ داخليةٍ تضمّنها المِنهاج الإعدادي للمؤتمر مِنْ قبل اللّجنة المُنظمة لفقراته متوّجة الأطروحات النقدية: بعرض مسرحية (أفق مفاهيمي) (للمُبدع ثائر هادي جبارة) عابراً الحدود "النقديّة" ليحطَّ ركابَهُ وفق أفق فكري جديد غرض إقامة حجّةٍ عقليةٍ جديدةٍ على النصِّ الدرامي فهو يتناولهُ خِلالَ تشكيليةٍ جديدةٍ أستطيعُ أنْ التمسَ جذورَها في المسارح المتأثرةِ بمُصطلحِ "التسجيليةِ" لِما بَعدَ (برخت) كوثائقيةِ (بيتر فايس) المعتمدةِ على إعلانِ الثقةِ الأدائيةِ لشفويةِ الوثيقةِ الواضحة ِفي الكلامِ المُنطبقة على استعراضٍ رائع للجرائد كوثيقةٍ إعلاميةٍ مطبوعةٍ وكما ظهرت عند "المُبدع ثائر" بأغلفةِ الكُتب والحديث عَنْ مضامينها القاهرة للأدب المقهورة في الواقع وكنصٍّ نقدي فهو يُلقمُ الفعل الدرامي بالإنجازِ النقديّ المحاور للجمهور على أساس مقتربات ما أرى في المتن ألتنظيري لمُخرج العرض وممثله في ورقة "البوركرام" (قبل الشكل – أثناء الشكل - بعد الشكل) والمقصود (الواقع ، العَرض ، الثقافة التفاعلية feedback المُتوقعة مِنَ نَقدِ النُقّاد وانتقاد الجُمهور) ومِنَ الجديرِ بالذِكر لقد تقاسم بؤرة التنظير ووضعه ضمن أفق تطبيقي هما الرائعان الفنان ثائر جبارة والناقد الأدبي زهير الجبوري بجدارة وتحتاج إفراد نقد خاص بتوجهاتهما الفكرية الأدائية والإخراجية في موطئ السؤال عَنْ الجِدّة الحقيقية وحقيقية الجِدّة.
وحولَ النصِّ قدَّمَ الناقدُ (الدكتور محمّد أبو خضير) ورقةَ نقديةَ رائعةَ على أعقاب العرض أضفتْ أهميةً كبيرةً لِما أسماه "الوصلةُ الأدائيةُ" المسبوقةُ بتعريفٍ بأنّها ليستْ مُحمّلةَ بدراما تقليديةٍ بل "مُناقلة" في عمليةِ الإدراكِ مِنْ فكرٍ لفكرٍ. بخطواتٍ ثلاثٍ آلية للعرضِ عبارة عَنْ لوحاتٍ لا تُوجد فيها حبكةٌ "أفعلُ ، أنجزُ ، أُأدي". لقد شاهدنا أثناء الأداءِ صورةً للغلافِ ، ومعنى للغلافِ ، ونقدا للغلافِ. والأداء يقود لمعنى كيف نصنعُ ثقافةً لها عملٌ. وعلى هذا المنوال تواصل (الدكتور أحمد شرجي) بهذه الورقة تحت تأثير تعقّب للعرضِ أيضاً بسؤالٍ: لماذا يرتقي النصُّ دونِ النقدِ في العراق؟ بمعنى لماذا يلهثُ النقدُ وراءَ النصِّ؟ خاتماً كلامه "الناقدُ ليس مُبدعاً لأنّهُ مُجاور للنصِّ"
لقد أعادَ الناقدُ والفنانُ المسرحيُّ الكبيرُ (الدكتور حسين علي هارف) لملمةَ المواضيع المطروحةِ بِمَجْرَدٍ تاريخيٍّ عَنْ (مرجعيات الرؤية النقديّة) ليختصرَ آثاره بتعريف الرؤية النقديّة هي تفحّصٌ قصديٌ لكافةِ الأجيالِ النقديّة في العراقِ منبّها على خُطورةِ الإصغاءِ للنقودِ السطحيّة "الفيسبوكية" حسب تعبيره. كما اعتبر المُعقّب الناقدُ والشاعرُ (الدكتور فيصل القصيري) بوصفِ المَبحثِ الخاص بالمرجعياتِ جداً مُهمٌ في تاريخِ النقدِ. وأضاءَ ثلاثةَ جوانبٍ جُلُّ مُهمةٌ ومفيدةٌ في الساحةِ النقديةِ العراقيةِ المُوثّقة في مرجعيات (د. هارف) وأوجزَ مُرشداً بوصايا نيّرة لابُّدَ أنْ يتحلّى فيها أيُ ناقدٍ أولاَ: ثقافة الناقد سواء كانت قادمة مِنَ الطفولةِ أو عبر التراثِ ، ثانياً: أخلاقية الناقد بمعنى عدم استلام "نقود - فلوس" مُقابل أن يكتب نقدا. ثالثاً: الناقد الحقيقي أنْ يلتزم موقفا شريفا. كما عقّب الناقد (د. رياض موسى سكران) حول هذه المرجعيات الخلّاقة بِأنّها جهد يحتاج احتراماً خاصاً بمقال عنوانه "الأفعالُ والتجلّياتُ" أشارَ فيهِ للأفعالِ السالبةِ الصانعةِ تراجعاتٍ للمسرحِ العراقي ولحظوظه النقدية المُتراجعة على حدٍ سواء ويعزوها (د. سكران) لتوقف مسرح الصورة للدكتور صلاح القصب ، ووفاة المُبدع سامي عبد الحميد ، وتوقف الفنانة القديرة أيضا (د. عواطف نعيم) مما تركوا شاغرا لم يشغلهُ أحد للآن. كما أشاد (سكران) بنفس الوقت على حصول (الدكتورة عواطف نعيم) على جائزة (أ. د.صلاح القصب) في مهرجان "قرطاج". وعقبّتِ الفنانة القديرة (أ. د. نعيم) مُتسائلةً باختصارٍ شديد اللّهجة عَنْ دوّامة النقد في العراق بتوجيه سؤالٍ جداً مُوجزٍ ومُهمٍ - مَنْ هُمُ النُقاد السلبيون؟ وتجيب: نُقّاد الفيسبوك. وأردفتْ بآخر - لِمَنْ يَهدفُ النقد الإيجابي؟ فتجيب: للابتعاد عَنْ المُجاملات. وبخلافه سندعو حتما لتقويض الحركة المسرحية والنقدية في العراق.
صعد المنصة بجدارة الناقدُ الشابُّ (الدكتور حيدر الأسدي) مِنَ البصرةِ الحائز على أفضل نصِّ عربيّ للأطفال في "مِهرجان الأردن" ليدلوَ بدلوِه مُلخّصا آراءه المُهمّة فارتئ تخفيف حِدّة الوطء على إخفاق التقنيات الخاصّة بِمهارة الدرس النقدي على أساس إنَّ النُقاد سيكون حالهم أفضل لو أصبحوا مُلمّين بمقررات العناصر الإخراجية ولا بأس لو أنَّ أساليبهم تنطلق مِنْ مضامين ذاتية بسيطة: فما هو العيب في الناقد البسيط المضمون المنطلق مِنْ ثقافته الذاتية ، وأين هو العيب في الناقد الصحفي إذا كتبَ في صحيفةٍ استعراضاً نقدياً صحفياً فهذا هو مجاله ، بمقابلِ ما نرى في النقدِ الأكاديمي مِنْ تصعيب المضامين التي تعمي الرؤية بالمُصطلحات النقدية الرنانة ، وأضاف (أ. د. الأسدي) غير أنَ لا موتَ للناقد إلا بأنهُ يُعيد أنتاجَ نصِّهِ. كما عقّبَ عليه الناقد (الأستاذ عبد الحكيم الوائلي) بأنَ وظيفةِ النقد الاجتماعية هي أنْ تصلَ للمُتلقي والوظيفة هي روح العمل الفني سواء كان نقداً أو نصاً.
وكانت (الدكتورة سافرة ناجي) مِسكُ ختامِ المؤتمر ببحث عنوانه (تجلياتُ النقدِ واستدعاءُ الفكرِ) بملاحظاتٍ لا تخلو مِنْ إشارةٍ واضحةٍ تتأبّط لوماً يقعُ على عاتق أغلب البحوث النقدية المُشاركة في هذا المؤتمر ، بأنّها وقعتْ "بتناصات" مُشتركة المواضيع. وقدْ يشفع بالمُقابل تَذكّر أنّ البحوثَ كانت تقع تحت تأثير محور واحد وهو "النقد المسرحي بين النظرية والتطبيق" كذلك استمرت (أ. د. سافرة) بإيجاز هذا اللوم على شكل تصويباتٍ عديدةٍ أهمّها ، إنَّ النقدَ أصبحَ مُغيّباُ في العمليات الإبداعية للعروض والنصوص العراقية على حديّ نقيضٍ فهو أمّا مليٍء بالمُصطلحات المُشفّرة الصعبة التفكيك أو النقد السطحي الذي لا يُلامس جوهر العملية النقدية مثلما لمسنا ما حدثَ لمسرحية "بيت أبو عبد الله" إنّ (الدكتورة ناجي) أرادت أنْ تقول إنَ الموقفَ المعرفي للنقدِ لابّد أن يتعرّضَ لتحليلِ النصِّ كي ما يصل للمعرفة وليس يصل للتغميض أو التسفيه ، وأردفت إنَّ النقدَ: كشفٌ عَنْ العلّةِ الفلسفيةِ ، فالفلسفة تصنعُ المفاهيم والعلمُ يصلَح بالمُصطلحات.
أخيراً أردتُ - أنا كاتب المقال - بكُل أمانة أنْ أصفَ الخطاب النقدي في العراق حسب ما جاء بمؤتمره المُوفّق إنشاء الله بإصلاح سبل توحيده ولعلّهُ يُساهم في إضاءة طريق التطوير النقدي – البحثي معا وتسهيل رؤية العلامات الإبداعية للنقد العراقي المُتممة لإبداعية "النص – العرض" بوضوح تام ضمن رؤية العصر المُشتملة آراء الجمهور. ولعلَّ المقال يُثير شيئاً ما خاصاً حول خطّة بيت المسرح الذي ينوي إثراء مُخرجاتِ هذا المؤتمر بمُنجزٍ مطبوع يضع كُل البحوث المُشاركة بالمؤتمر مع التعقيبات بكتاب واحد يؤرشف هذا الحدث ليطّلع عليه الجميع غرض تحقيق اختلافٍ ما مُتفقاً عليه "فالمُصطلح: ما تصالحَ عليه الناس واتفقوا – ابن منظور" وعلى ضوء النتيجة الفعلية بالتطبيق سيكون حتما الشكر موصول للكل والسلام للجميع.



#عباس_داخل_حبيب (هاشتاغ)       Abbas_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يميّز المسرحية؟
- المسرح في اهوار ميسان
- مُسوّدة في الأزياء المسرحية
- قصائد ميسان : في المدى البعيد للسان
- المسرحُ دراسة بالجمهور
- جمالية التمرين المسرحي , الكتابة أنموذجا
- الإنصات إلى الجمال
- (مسرح) و ( ثيتر)
- الخلط بين عباراتٍ مسرحية مُركبة
- مِنْ أجل تغيير مسار الحبكة
- مُواصفات المسرحية القصيرة جدا -2
- لماذا يستمر الشهر هكذا؟ (نص قصير جدا من الشعر المسرحي)
- نزعة متناثرة مضادة للشعور يتمحور فيها تغيير مسار الحبكة مرار ...
- نصْ شعبي تعبانْ
- على شفى مسارح وَخِيمة – نصوص مسرحية قصيرة جدا
- مُحرّمٌ : فيه القتل - مُحرمٌ فيه : القتل.
- الحوبة الأولى والأخيرة لكاشف الغناء
- أوه لا قحو
- نصوص تمثيلية مُستوحاة من أدب العراق القديم
- المُبيضة نزعة مُضادة للمفهوم


المزيد.....




- منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !! ...
- مصر.. قرار للنيابة في واقعة صاحب رسالة الانتحار الموظف في دا ...
- الذكاء الاصطناعي في الترجمة.. أداة مساعدة لا بديلا
- -نسائم الإضاءة وستائر الدهشة-.. حوارات مع الشاعر الفلسطيني م ...
- أوكرانيا تعترف بأن اللغة الروسية تضاهي الأوكرانية استخداما ب ...
- زوار كثر بلا كتب.. جولة في معرض القاهرة للكتاب
- وزارة الثقافة في صنعاء تحتضن معرضا فنيا عن القضية الفلسطينية ...
- صوت أم كلثوم ينبعث من الكتب والمقاهي بعد 50 عاما على رحيلها ...
- 50 عامًا بعد الرحيل.. ودموع فرقة أم كلثوم لم تجف
- محاضرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تستعرض ثراء وتنوع الثقافة ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - توحيد الخطاب النقدي في بيت المسرح