أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مضر خليل عمر - تحت الرماد نار حرب مقدسة















المزيد.....

تحت الرماد نار حرب مقدسة


مضر خليل عمر

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أ.د. مضر خليل عمر
ليس للحقيقة وجه واحد ، وقد كتب ت. س. اليوت قصيدة توضح هذا من خلال وصف فاقدي البصر لجسم فيل حسب اي جزء من جسمه تلمسوه ، ، فاحدهم تلمس اذن الفيل ، والثاني ذيله ، والاخر رجله و الرابع بطنه ، والخامس خرطومه . كل واحد منهم اعطى صورة و تشبيها للفيل تختلف كليا عن الاخرين ، ولم يكذبوا ، فهكذا بدا لهم الفيل وتصوروا شكله . لقد افتقدوا النظرة الشمولية فقط ، وهكذا حال معظمنا عندما نتحدث عن شيء رأيناه بام اعيننا دون ان تكون لنا فرصة للنظر من زاوية اخرى ، او التعرف على منظور الاخرين ومواقفهم تجاه الامر نفسه . لست سياسيا ، ولا معني بتحليل الوقائع و تتبع مسارتها المبهمة (دوامة الاراء المتناقضة و المتضاربة في كثير من الاحيان) ، ولست منجما يدعي المعرفة بالمجهول كذبا و تدليسا ، ولكني ارى ان التحليلات السياسية في الغالب منحازة و تنقصها الشمولية ، لذا كتبت هذا المقال .
كجغرافي ، فان مسرح الاحداث يهمني فهو من صلب اختصاصي الاكاديمي . يصاحب ذلك ، ايماني العميق بان الجغرافيا كعلم و كمعلومات معنية بالسياسة بمعناها المحلي Policy و العالمي Politics وذلك لانها من ابرز واهم مدخلات عملية صناعة القرار . لذا افترض ان للجغرافي قدرة على تاشير جوانب معينة تفسر مسير الاحداث طبقا لتخصصه الجامعي الدقيق ، ومعرفته بمنطقة الدراسة . فالخبرة الجغرافية خير عين اضافية لصانعي القرارات ، وقد اثبت التاريخ والاحداث صدق ذلك . وما يهم جغرافيا ويساعد في تفسير الاحداث (السياسية على وجه الخصوص) المعرفة الحقة بموضع مكان الحدث (ما يحتويه من كنوز طبيعية وبشرية وتاريخية) و موقعه الجغرافي (ما يحيط به من دول ومسالك نقل دولية) ، وتكتمل الصورة (نسبيا) بمعرفة تاريخ علاقات الموضع اقليميا ودوليا . فللمكان وجهان مكملان لبعضهما البعض : التاريخ والجغرافيا ، يحددان هويته و طبيعته و مستبقله .
في قناعتي الشخصية ان هناك ثلاثة مستويات تتحكم في الاحداث الكبيرة (السياسية على وجه الخصوص) ، على المحلل السياسي ان يدركها كلها (وهذا شيء شبه مستحيل) ليكون تحليله صائبا و واقعيا وبعيدا عن شبهات الانحياز فعلا لما يجري على الساحة . المستويات الثلاث هي ، المستوى الاول والمهم جدا : العقيدة (الدينية ، السياسية ، الاقتصادية ، الفكرية) لصانعي القرارات ومن بيدهم زمام الامور . المستوى الثاني : المفاوضات والمساومات والاتفاقات المبطنة التي جرت وتجري خلف الابواب (تحت الطاولة) بين من تعنيهم الاحداث ويهتمون بامر المسرح الجغرافي قيد الدرس . المستوى الثالث : بمعرفة هذين المستويين بتفاصيل و وضوح ، حينها يتمكن من اجراء التحليل الموضوعي و عندئذ يتحقق التمكن من تفسير ما يجري على المسرح الجغرافي و التكهن بمسار الاحداث بموضوعية وتجرد بعيدا عن الاهواء .
كانت حركة الاستكشافات الجغرافية منظمة رسميا وبدعم شعبي كبير (التجار و القراصنة والمغامرين الشباب) لمعرفة جوانب واماكن كثيرة كانت مجهولة بالنسبة لهم ولعامة الناس (ومازال هناك الكثير الى وقتنا الراهن ما هو مستورا و غير معروف في الكثير الكثير من جوانب الكرة الارضية ومعطياتها – فوق الارض وتحتها وتحت الماء) . وكان لرسامي الخرائط و المعنيين بالدراسات الميدانية (جغرافيين ، مهندسين ، علماء اجتماع - انثروبولوجي ، وغيرهم) يد طولى في عملية الاستكشاف الجغرافي (سكان وطبيعة وبيئة) اولا ، وعملية توجيه المسئولين الرسميين و الرأسماليين لاستغلال البلدان والاراض البكر التي تم التعرف عليها لاول مرة ثانيا .
بعد ذلك ، ومع الثورة الصناعية وتطوراتها التقنية وبروز الراسمالية الصناعية وجشعها الذي لا حد له ولا رادع ، تم استعمار واستغلال البلدان المكتشفة حديثا ونهبت خيراتها و تم تهجير سكانها الاصليين واخذوا كعبيد وخدم . وعندما بدأت الشعوب بالثورة لطرد المستعمر ، خرج الاستعمار من الباب ليعود من الشباك ، مما جعل اهل تلك البلدان يتمنون المستعمر بدلا من الحكام الجدد . فمقولة ان الشعب المستعمر يسلك سلوك المستعمر بعد ان يتحرر (رسميا) من الاستعمار كانت وما زالت حقيقة مرة . تفاقم الامر سوء عند خروج الشركات الراسمالية عن طوع دولها بتعدد جنسياتها ، بادئة مرحلة جديدة من الاستعمار الشفاف ، من خلال عولمة راس المال والانتاج والاستهلاك وبالمحصلة النهائية التحكم بالقرية العالمية ثقافيا وحضاريا واقتصاديا وبيئيا .
انقل ادناه بعض ما وقع تحت يدي من كتابات عن الموقف الفكري (العقيدة والايمان) للغرب الاوربي والامريكي ، تجاه الشعوب المستعمرة عامة و تجاه الاسلام خاصة . ولا ننسى النظريات الجيوسياسية ذات الصلة بمنطقة الشرق الاوسط (نظرية الارض القلب و غيرها) ، فكما قال احد الجغرافيين سابقا ، اي شيء مرتبط بكل شيء . فالهدف الاستراتيجي للحكام الغربيين والراسماليين هو نفسه ثابتا لم يتغير عبر الزمان والمكان . رافق ذلك اتساع رقعة هيمنة مؤسسات الاخوة ، مثل الماسونية والصهيونية بحيث اصبح مسموح لاعضائها بالاعتراف بالانتماء لها بعد ان كان ذلك محرما ، يعرض الشخص للقتل مباشرة من قبل (الاخوة نفسها) و - او اعدائها ومعارضيها .
عقيدة الغرب المتغطرس
عند التساؤل عن العقيدة التي تحكم قادة الغرب وتوحد مواقفهم تجاه منطقة الشرق الاوسط بالذات ، كما وردت في كتابات غربيين في مصادر علمية وليس صحافة او منشورات خاصة وجدت الاتي ، ((إن وجهات نظر كانط الواضحة ترقى إلى تبرير شامل للشعور بالتفوق الأخلاقي الأوروبي الذي يكمن وراء فكر التنوير . كان العالم تحت سيطرة العين / الأنا الأوروبية ، التي كانت نظرتها تمثل حكم العقل المتحضر. وفي نهاية المطاف ، بالنسبة إلى كانط : إن سكان الأجزاء المعتدلة من العالم ، وخاصة الجزء المركزي ، يتمتعون بجسد أكثر جمالاً ، ويعملون بجدية أكبر، وهم أكثر مرحًا ، وأكثر تحكمًا في عواطفهم ، وأكثر ذكاءً من أي عرق آخر من البشر في العالم . ولهذا السبب ، في جميع نقاط الزمن ، قام هؤلاء الناس بتعليم الآخرين والسيطرة عليهم بالأسلحة. )) ( )
هذه العقيدة ترسخت اكثر بارتباطها بعقيدة اخرى سائدة في اوربا والولايات المتحدة الامريكية ، التي مفادها : ((إن التفكير الأوروبي المركزي ، الذي يستند إلى علم التنوير، وتقنيات الثورة الصناعية ، واقتصاد السوق و/أو الفلسفات اليهودية – المسيحية)) . تتضح الصورة اكثر بالنص الاتي (( . تمثل الخطابات اليهودية و المسيحية والعلمية الوقت من خلال خط زمني تشير فيه الأسهم إلى المستقبل ، مما يؤدي إلى بناء مفهوم خطي للوقت . تعزز أفكار التطور والداروينية الاجتماعية هذا بكونه تقدمًا يمكن تحديده - حركة حتمية نحو مستقبل واحد . تساهم مفاهيم التقدم والتنمية والسبب والنتيجة في هذا الإحساس المسلم به : إن الزمن الخطي يشكل أساسًا لمفاهيمنا الأكثر عزيزة عن "التقدم" ــ إيماننا الجماعي بالتحسين التدريجي المستمر للمجتمع البشري والتكنولوجيا والفكر. )) ( )
وهم لا يتناهون عن منكر فعلوه ، بل يتباهون به ، ((أن حرق المحاصيل ، وإفراغ الصوامع ، وأسر النساء والأطفال "ضرورات مؤسفة يجب على أي شعب يرغب في شن حرب على العرب أن يقبلها" . ثم واصل القول إنه في الجزائر يجب أن يكون هناك تشريعان متميزان تمامًا لأن هناك مجتمعين منفصلين تمامًا ، المستعمرين والمستعمرون ، وأن المستعمرين فقط هم من سيحظون بالحماية القانونية لحقوقهم . )) وقد ((عبر فرانسيس فوكوياما (2001) ، في مداخلة قصيرة له بعنوان "الغرب انتصر" ، عن شكل خبيث من الغطرسة والجهل لا يضع الغرب في قلب الحضارات العالمية ، الماضية والحاضرة والمستقبلية فحسب ، بل ويشوه في الوقت نفسه الحضارة غير الغربية والإسلامية على وجه التحديد بطريقة تحاكي هيجل في منتصف القرن التاسع عشر)) ( )
فالعقيدة المتحكمة بالعالم حاليا ، عنصرية استعلائية تنظر الى الشعوب الاخرى نظرة دونية و ترى ان من حق حكام الغرب التصرف بمصير الشعوب الاخرى و ممتلكاتهم . فما يقومون به لا يعد خروجا على القيم والاخلاق والمبادئ ، بل هو تطبيق لها يحمدون عليه ، ويستحقون جوائز اخرى غير جائزة (نوبل وربعه) . لقد استفادوا فعلا من تجارب عراب الاستعمار (ابو ناجي) – بريطانيا في سياسة فرق تسد ، واتبعوها بدقة وامانة مع اضافات نوعية وعصرية ، في استغلال ابناء الشعوب الاخرى في الحروب دون تقديم خسائر بشرية من جلدتهم . فنراهم يعززون التفرقة الطائفية والقومية و الدينية و يشكلون المليشيات و فصائل المرتزقة من تلك الطوائف ومن فقراء الشعوب الاخرى ، وحتى دون أن يخسروا اي من التكلفة المالية للحروب والمشاكل التي يفتعلوها ، ( اذ أن التمويل من عملائهم في المنطقة نفسها) ، بل انهم ينتفعون ماديا وسياسيا من بيع الاسلحة والذخيرة لمعالجة مشكلة البطالة في بلدانهم المصنعه للسلاح .

الارهاب المفتعل و محاربته
حدثت اعمال شغب وتمرد قام بها الشعب الامريكي على حكومته جراء الخسائر الفادحة في فيتنام ، مطالبا بعدم الدخول في حروب خارج اراضي الولايات المتحدة طالما الارض الامريكية محمية بمحيطين عازلين كبيرين . تفتق العقل الصهيوني الخبيت لمعالجة هذا الامر بمسرحة 11- نوفمبر - 2001 ، وتكالب ساسة الغرب واتحدوا رسميا و عمليا بشكل غريب لمحاربة الارهاب الاسلامي المتطرف . وتسائل بعض الكتاب عن (( كيف يمكن تعريف "الإرهاب" و"مكافحة الإرهاب" في ظروف جيوسياسية محددة ؟ هل سيعمل خطاب "مكافحة الإرهاب" بالطريقة نفسها التي عمل بها خطاب مكافحة الشيوعية والاحتواء أثناء الحرب الباردة ، مما يسمح للقادة الاستبداديين والدول المحورية بإعلان كون أعدائهم "إرهابيين" وتبرير الحروب كونها ضرورية ل"مكافحة إلارهاب" ؟ إن التحالف الأميركي الروسي ضد "الإرهاب الإسلامي" مثير للاهتمام في هذا الصدد ، حيث صورت إدارة بوتن حربها ضد جمهورية الشيشان المنشقة كونها تنوعًا وطنيًا خاصًا بها . وعلى موضوع عالمي ، تصبح مكافحة الإرهاب به ذريعة لانتهاكات حقوق الإنسان . ولقد اتسمت الصراعات في البلقان ، وإسرائيل وفلسطين ، وسريلانكا ، والهند وباكستان ، بتوطينات تكتيكية للخطاب العالمي لمكافحة الإرهاب . وما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تفقد تدريجياً حماسها لحملتها الصليبية العالمية ضد الإرهاب مع تزايد التكاليف ، هو أيضاً سؤال مفتوح . ))
وفي مكان اخر جاء : ((ومن بين العواقب المترتبة على أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول والحرب التي تلتها ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان أنها أدت إلى تجديد القصص الحضارية والدينية حول الهوية والاختلاف . والإسلام الراديكالي هو الخارج الذي يتم من خلاله إعادة تصور وإعادة تشكيل مجتمع جديد من "الدول المتحضرة" . وفي أوروبا ، أسفر هذا السيناريو عن تقليص الخطاب القائل بأن أوروبا في مواجهة روسيا ، وإحياء الخطاب القائل بأن أوروبا في مواجهة الإسلام . والآن أصبحت روسيا والولايات المتحدة وأوروبا جزءاً من التحالف الدولي "للدول المتحضرة" ضد الإسلام المتطرف .))
وهناك من يقول : ((بل إن البعض يقترح أن تنضم روسيا في وقت ما في المستقبل إلى حلف شمال الأطلسي ، وهو التحالف الذي أنشئ لاحتواء قوتها . وفي الأشهر التي أعقبت الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ، اقترح رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أن الغرب متفوق بطبيعته على العالم الإسلامي وأنه "ملزم بغزو الشعوب الجديدة وفرض ثقافتها عليها" . لقد فعلت ذلك مع العالم الشيوعي وجزء من العالم الإسلامي ، ولكن للأسف فإن جزءاً من العالم الإسلامي متأخر عن ذلك بـ 1400 عام )) ( )
ومن الضرور معرفة انه : ((قد تم تنفيذ هذه المرحلة الكلاسيكية من الاحتواء على المسرح العالمي من أواخر الأربعينيات إلى عام 1989، مع فترة فاصلة قصيرة في أواخر السبعينيات في ظل رئاسة جيمي كارتر . أما المرحلة الأخيرة من الاحتواء ، والتي نعيشها في العصر الحالي ، فتتعلق باستهداف محدد لما يتم تصويره على أنه "دول مارقة" مثل العراق وكوريا الشمالية وليبيا - الدول التي تعد محرضة و/أو حامية للجماعات والمنظمات الإرهابية . إن احتواء هذه الدول وعزلها يشكل جزءاً من استراتيجية أميركية تهدف إلى "التفوق العالمي" ، وهي الاستراتيجية التي لها آثارا مهمة على الطريقة التي نؤطر بها مناقشاتنا حول العالم والديمقراطية )) ( ) .
اذن الامر اعمق و اوسع من ان ينحصر التفكير في الموارد الطبيعية في منطقة الشرق الاوسط ، (فاستغلالها قائم اصلا وهو حاصل تحصيل لا جدال حوله) ، رغم اهمية ذلك للرأسمالية و لالة الحرب وماكنتها . و لعل ذريعة الدين الابراهيمي وحماية الاقليات الدينية والتراث اليهودي في المنطقة ، ما هي الا كساء جديد لحرب صليبية متفق عليها بين حكام الغرب وتم اقرارها وتنفيذها . والاسلوب الافضل لتحقيق ذلك ، والمتبع منذ القديم (فرق تسد) ليس بين الطوائف والملل والقوميات فقط ، بل بين الاماكن ايضا ( تجزئة الدول الى اقاليم) و تحجيمها وتهميشها لاحقا .
السبيل الاخر لتنفيذ هذه الاجندة باضعاف مجتمعاتها اجتماعيا واخلاقيا واقتصاديا و سياسيا ، وذلك من خلال تسفيه الدين و تشويه صورته ، مستغلين اعتقاد الكثير بتجار الدين وسياسوه الذين يجسدوه بما يلبسوه و يمارسوه من شعائر امام الجمهور . فمن خلال هؤلاء (كادوات لها مكانتها الاجتماعية و العقائدية) ، يتم الطعن بالدين ورموزه الحقيقين والابتعاد عن سياقاته وجوهره الاصيل . فمحاربة الاسلام لا ولن تكون وجها لوجه في الوقت الراهن (على الاقل) ، بل بالطعن الخفي والتحريف المتعمد لنصوصه و تشويه صورة رموزه الاصليين .
المضحك – المبكي والمؤلم حقا ان الحرب (المقدسة) ضد الاسلام قد خطط لها من قبل دهاقنة السياسة الغربية ، ويتم التنفيذ حاليا من خلال صراع دموي بين المسلمين انفسهم كطوائف وكتل فئوية و تنظيمات (عسكرية – سياسية) ، ويتم الصرف عليها باموال محلية كليا . معنى ذلك ، ان العدو يخطط وينفذ المسلمون بانفسهم مراده و هدفه ولا يتكلف الغرب لا خسارة بشرية ولا مادية ، بل فائدة مزدوجة (بيع سلاح و تصفية الاجواء له ) . نجحت الصهيونية – الماسونية بجدارة في تحقيق مراميها واهدافها .

العولمة والتحكم بالعالم
حققت الراسمالية (ولكن بطريقتها الخاصة هي اهدافها) من خلال مفاهيم وممارسات الفوضى الخلاقة و ديمقراطية الحوكمة (منظمات المجتمع المدني) ، و الاهتمام بالانسان نفسه (الجندر والمثلية) وغيرها من مفاهيم بدأت المنظمات الدولية تطالب بممارستها وتفرضها على جميع الشعوب . وللاعلام الغربي دور كبير وعميق جدا لتحقيق هذا . فالعولمة في منتهى حقيقتها ، هي عولمة المفاهيم والاساليب وطرز الحياة التي تجعل الشعوب خاضعة للراسمالية ، شعوبا غير منتجة ، مستهلكة ، سارحة مع وسائل الاعلام الفاضح و الموجه ، فاقدة للتواصل الذاتي المباشر مع افراد مجتمعها المحلي ، منفتحة على مجاميع لا يجمعها معها لا مكان معين ولا زمان محدد (من خلال الانترنيت و اجهزة الهاتف النقال) . لقد فقدت المجتمعات المحلية وحدتها و هويتها الذاتية . في الحقيقة ، يتم الان بناء وتشكيل مجتمعات جديدة ، بلا هوية ولا طموح ولا مستقبل ، لا احد يعلم ما ستكون عليه بعد عقد من الزمان .
بعض المشاكل موجودة من السابق ، ولكنها تطورت وتبلورت لتصبح عصية على المعالجة الانية – المكانية ، لانها اضحت عالمية التاثير والتأثر : الفقر ، التلوث ، الاحتباس الحراري ، الهجرة ، الجريمة ، الكوارث الطبيعية ، وغيرها . وقد عقدت مؤتمرات محلية و اقليمية و عالمية لمناقشتها ومن مختلف الجوانب والمعطيات . وكانت النتيجة المتفق عليها عالميا : ((أن العالم ككل هو الوحدة المناسبة لمعالجة تلك القضايا التي لها تداعيات عالمية . ولا يوجد شيء اسمه حل لقضية "محلية" ينظر إليها بمعزل عن سياقها الأوسع .)) ( )
يعني هذا ، ان ما سببته الدول الصناعية من مشاكل بيئية (استنزاف موارد طبيعية ، تردي وتدني البيئة ، الانحباس الحراري) وانعكست سلبياتها على بيئة الكرة الارضية باكملها ، على الدول الاخرى (المتضررة) ان تساهم في التخفيف منها و معالجتها . هذا في الجانب الطبيعي ، يضاف الى ذلك في الجانب البشري ، تصدير المجتمع الغربي مشاكله و سلوكياته اللا اخلاقية الى شعوب العالم الاخرى (الجريمة المنظمة ، الفقر ، المخدرات ، تجارة الرقيق الابيض ، التشرد ، وغيرها ) ، التي ستكون مرتعا خصبا لعملاء ومنفذي السياسة الامبريالية . ولا ننس منظمات المجتمع المدني و المنظمات التابعة الى الامم المتحدة التي تصرخ باعلى اصواتها (انقذوا العالم) . فعلى الشعوب الاخرى ان تدفع ضريبة العيش على الكرة الارضية التي يتحكم بها الراسماليون . هذه هي العولمة في حقيقتها و واقعها ، عولمة الراسمالية الامبريالية المتغطرسة .



#مضر_خليل_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغييرات الاجتماعية والثقافية : العراق انموذحا
- تقييم نقدي لواقع التعليم الجامعي في العراق
- الجامعة والإبداع الفكري: أمراض تصيب الجامعة فتعيقها عن الإبد ...


المزيد.....




- زعيم مجموعة -تعبد- الشيطان حاولت إقامة قداس أسود.. إليكم ماذ ...
- تركيا في مفترق الطرق ـ ديموقراطية الشعب أم ديكتاتورية أردوغا ...
- في هذا السن نعاني من أكثر الأزمات النفسية حدّة.. لماذا؟
- وزير الإعلام السوداني: ولاية الخرطوم تحررت تماما من سيطرة ال ...
- بنما تشطب 107 سفن خاضعة للعقوبات من سجلها للملاحة البحرية
- زيلينسكي: لن نعترف بالمساعدات العسكرية الأميركية كقروض
- أطفال القدس.. حتى أسطح منازلهم لم تعد آمنة
- غزة بلا حماس.. حين تحل الكارثة
- القضاء يمنع إدارة ترامب من ترحيل مهاجرين ويعلق إغلاق إذاعة - ...
- -لن يقول لك وداعا-.. هل يقع الإنسان في حب الروبوت؟


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مضر خليل عمر - تحت الرماد نار حرب مقدسة