البيت هو ركننا في هذا العالم

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 00:47
المحور: قضايا ثقافية
    

اخترع الإنسان الأول فكرة المأوى وصنع الكهف في جوف الجبل ليحتمي به من الاخطار، ثم تغير شكل المأوى وصنع الانسان بيته من طين وقماش وصخر، ثم انتقل من الجبل والصحراء الى
المدينة.
كل انسان يعتبر المدينة الذي ولد ونشأ فيها هي أجمل مكان في الدنيا ، وان وطنه احسن وطن في العالم قاطبة. تعلق المرء بالمكان، شي طبيعي لارتباطه وجوديا وعاطفيا، ، بالبيت الذي ولد وعاش وترعرع فيه، بالحي والبلدة او المدينة، والوطن الكبير.
يقول الكاتب الفرنسي "غاستون باشلار : "البيت هو ركننا في هذا العالم!"، ويصفه بالقول هو "المكان الذي مارسنا فيه أحلام اليقظة وتشكل فيه خيالنا ومن غيره يصبح الإنسان كائنا مفتتا".
حسب علماء الاجتماع، فأن البيت يعني الاحتواء والحماية والأمان. والإنسان بطبعه يهتم بأن يكون له بيت يأوي اليه ويؤسس فيه عائلة، لذلك يسعى بكل جهده إلى امتلاك بيت، والمحافظة عليه،
ولهذا يتعلق الإنسان بمكان الولادة ومراتع الطفولة والصبا ويتمنى العودة الى المكان الاول حتى لو فرضت عليه ظروف الحياة الخروج منه وهجرانه لأنه يعتبره جزء أساسي من بنيته النفسية
وملاذه الأخير في هذا العالم.
القيم المكانية كما يعرفها علماء الاجتماع،هي علاقة وثيقة بين المرء والمكان،باعتبار ان عنصر المكان، من عناصر بنية المجتمع،وأهم هذه الأماكن التي أعطت قيمة معنوية هي البيت..
لو انتقل المرء لبيت اخر ومدينة اخرى وبلد ثاني ، يضل حنينه الاول وذاكرته تقوده للبيت الاول، حيث الدفء والالفة والجذور الاولى، للشقاوة الاولى والحب الاول، وذكريات الاصدقاء
عندما تزيد قسوة الاغتراب، يزيد معها الشوق لبدايات الاحلام الاولى، وتزيد معها قشعريرة الحنين الى ام الاماكن، سقيفة البيت، الجدران، وسط الحوش، النافذة المفتوحة والباب المشرع، وزرقة
السماء.
دائما يسعي الانسان في محاولة لاسترداد ذاكرة المكان الاول، والماضي الدافئ، والتغلب على العزلة وقسوة الاغتراب، يغرف من خزان الذكريات، ما يساعده على إضفاء معنى لحياته ومنحه شحنة إيجابية للاستمرار.

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات