محمد عبيد حمادي
أكاديمي وكاتب وباحث في الشأن السياسي العراقي والإقليمي
(Mohammed Obaid Hammadi)
الحوار المتمدن-العدد: 8171 - 2024 / 11 / 24 - 22:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة تصوير المديرين العامين أثناء أداء مهامهم اليومية، سواء في الاجتماعات، الجولات الميدانية، أو حتى عند اتخاذ قرارات عادية. ورغم أن الهدف الظاهري لهذه الممارسات هو تعزيز الشفافية والتواصل مع الجمهور، إلا أن هذه الظاهرة تحمل العديد من الجوانب السلبية التي تستحق النقد والتحليل.
1. التحول من العمل إلى الاستعراض
في كثير من الأحيان، يُظهر تصوير المديرين العامين العمل وكأنه موجه نحو الكاميرا أكثر من كونه موجهاً نحو تحقيق الأهداف الواقعية. قد يتحول التركيز من الإنجاز الحقيقي إلى صناعة صورة إعلامية، مما يفرغ العملية الإدارية من مضمونها الفعلي.
2. إهدار الوقت والموارد
تنظيم جلسات التصوير أو تصوير الاجتماعات والجولات قد يستغرق وقتاً وموارد يمكن توجيهها لأداء العمل بفعالية. بدلاً من التركيز على المهام الملحة، قد يُستنزف وقت المديرين والعاملين في ترتيبات إعلامية.
3. إضعاف المصداقية
الجمهور يدرك متى يكون الهدف من التصوير حقيقياً ومتى يكون شكلياً. المبالغة في التوثيق الإعلامي قد تخلق انطباعاً بأن العمل مجرد “عرض”، مما يؤدي إلى تراجع الثقة بين المواطنين والمؤسسات.
4. انتهاك خصوصية الموظفين والمواطنين
تصوير المديرين العامين في مواقع العمل قد يؤدي أحياناً إلى تصوير الموظفين أو المواطنين دون إذنهم، مما يشكل انتهاكاً للخصوصية ويعرض الأفراد لمواقف محرجة أو غير مرغوبة.
5. إخفاء الإخفاقات تحت غطاء التصوير
في بعض الأحيان، يُستخدم التصوير كأداة للتغطية على القصور في الأداء. تُظهر الصور مشاهد إيجابية، بينما قد تكون هناك مشكلات حقيقية يتم تجاهلها على أرض الواقع.
الشفافية في العمل الإداري أمر بالغ الأهمية، لكن يجب أن تكون مدروسة وغير مبالغ فيها. بدلاً من التركيز على تصوير المديرين العامين، يمكن توجيه الجهود نحو تقديم تقارير دورية شفافة ومكتوبة، تُظهر الإنجازات والتحديات بشكل موضوعي.
في النهاية، يتطلب الأمر تغييراً في الثقافة الإدارية والإعلامية بحيث يكون التركيز على النتائج الفعلية وليس على الصور والمظاهر. العمل الحقيقي لا يحتاج إلى كاميرات لتوثيقه، بل يُثبت وجوده في أثره على حياة الناس وجودة الخدمات المقدمة.
#محمد_عبيد_حمادي (هاشتاغ)
Mohammed_Obaid_Hammadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟