أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - حركة الترجمة بين توهم نقل المعرفة، وإفساد عقل الأمة.














المزيد.....


حركة الترجمة بين توهم نقل المعرفة، وإفساد عقل الأمة.


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


تمثل الترجمة نوعًا من المشاركة المعرفية بين الأمم المختلفة، إذ أن لكل أمة ابداعات علمية ومعرفية في شتى صنوف المعرفة، وهذا أمر جعله الله في كافة البشر، سواء أمة الإسلام أو غيرها من الأمم الأخرى، وهذا يقودنا إلى استرجاع حديث النبي (صلى الله عليه وسلم)" الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها، أخذها " ( )
وكذلك لأثر الشهر " اطلبوا العلم، ولو في الصين"( ).
هذا بدوره يقودنا إلى مقاربة مهمة في تناول قضية الترجمة، وهي لا إشكال لدينا من الجوانب الشرعية أو العقلية في نقل معرفة الأخرين، بل إن الشريعة وضعة لنا دواعي تحثنا على ذلك، ووضعت أيضًا لنا ضوابط حول ذلك ن فأسس الأصوليون والفقهاء لمسألة شرع من قبلنا، وهل نأخذه جملة أم نتركها جملة؟ أم ماذا؟
وكانت الإجابة ترك ما يخالف شريعة هذه الأمة، والأمر الثاني أخذ ما يوافق شريعة هذه الأمة، والأمر الثالث الذي وقع حوله اختلاف، هي قضية المسكوت عنه هل نأخذه أم نتركه؟
والذي يترحج عندي أنه يعمل به؛ ولأنه ما ذكرنا في شريعتنا إلا لفائدة.
وتأسيسًا على ما سبق من رؤية الإسلام لقضية نقل المعرفة، فإنه يمكننا القول الآن هل قضية الترجمة التي قام بها المأمون الخليفة العباسي، والتي كانت أول علميات نقل تراث الغرب إلى الإمة الإسلامية و غيرها من الأمم كالفرس، هل كانت هذه العميلة نزيهة؟
أي الهدف منها خدمة الأمة والرقي بها معرفيًا، أم هدم تصورات الأمة وتشويش عقول ابنائها معرفيا ؟
إنني لا استطيع الجزم بإن كل ما نقله الخليفة العباسي – المأمون – هو سام وضار، ولكن لا بد أن يكون به الغث والسمين، والصالح والطالح؛ ولذلك فإنه توجد نقطة محورية حول الترجمة.
قيل:" إن المأمون بعث إلى حاكم صقلية المسيحي أن يبادر بأن يرسل إليه مكتبة صقلية الشهيرة الغنية بكتبها الفلسفية والعلمية الكثيرة، وإن الحاكم تردد في إرسالها، وكان بين الضن بها والحرص عليها والخوف من القوة المأمونية والهيبة المأمونية، ومن أجل ذلك جمع كبار رجالات الدولة وأدلى إليهم بطلب المأمون، فأشار عليه المطران الأكبر بقوله: «أرسلها إليه؛ فوالله ما دخلت هذه العلوم في أمه إلا أفسدتها.»
فأذعن الحاكم لمشورته، وعمل بها."( )
هذا يوضح لنا النية المبيته من الغرب منذ العصور الأولى للأمة، فهم يريدون إفساد عقل الأمة، ولهذا تأسست حركة الاستشراق التي ادعت خدمة التراث العربي، إلا أنها كانت محاولة من الغرب لأفساد ثوابت الأمة من خلال إقحام أفكار الفلاسفة – ارسطو – سقراط - أفلاطون – وغيرهم مما يتعلق بمسألة الخلق أو المعرفة أو الأخلاق، على الرغم من أن الأمة ليس لديها اشكالية مع هذه القضايا مثل الغرب، وليست في حاجة لأثبات تلك القضايا وفق تأثيرات فلاسفة الغرب، ولكن الهدف والدافع إنشاء حالة من اللغط في العقل المسلم، وفتح مساحة من الاحتمالات في البناء المعرفي للأمة.
وفي المقابل قام الغرب بنقل معرفة المسلمين، ولكنه لا يكتف بذلك بل سرقها ونسبها لنفسه، وأسس عليها نهضته الحالية، ومنع الأمة من ذلك.
حدث ذلك أيضًا في المعرفة المنقولة عن الحضارة الفارسية التي كانت سببًا في نشأة فرق – القدرية – المعتزلة – الجهمية - في الأمة كالأفكار الواردة عن الزردشية والمزدكية وغيرها من تلك الأفكار، فكل أمة كما هو معلوم لا بد أن تظهر عقيدتها وديانتها في تصوراتها المعرفية، وهذا مع حدث مع الغرب والفرس.
هذا الاسترجاع المعرفي لأصول القضية منذ نشأتها، يجعلنا نتعرف على أهدافها واخطارها في العصر الحالي، فالهدف من الترجمة في وقتنا سواء كانت من الغرب إلى الأمة أو من الأمة إلى الغرب، هي محاولة لفرض تصورات الغرب المعرفية في كافة الجوانب على الأمة، وبصورة أدق فرض النموذج الغربي في المعرفة على الأمة، وليس إفادة الأمة تقدميًا ونهوضها فهم يمنعون ذلك، فالمتاح هو المعرفة التي تساهم في اخضاع الأمم والشعوب للغرب، أخلاقيًا وسياسيًا واقاصاديًا واجتماعيا، فهذا هو الهدف الذي كانت تقف خلفه عملية الترجمة.
ولذلك قال ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ :
«‌إنما ‌استولت ‌التتار ‌على ‌بلاد ‌المشرق لظهور الفلسفة فيهم وضعف الشريعة»( )



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيح التاريخ وقراءة قراءة واعية في ضوء المتغيرات الواقعية و ...
- بين النقد والنقض في بناء الحضارة
- قرارة جديدة للمرأة عند قاسم أمين من خلال كتبه
- الشخصيات الوازنة في المشهد الثقافي من خلال مذكرات السيد حافظ ...
- جمالية القفل في القصة القصيرة مجموعة السيد حافظ- حكايات أحفا ...
- بنية المفارقة في القصةالقصيرةعندالسدحافظ
- المعادل الموضوعي للقضايا ( الرمز )
- عوارض التركيب -الانزياح اللغوي.- في القصة القصيرة عند السيد ...
- التكثيف اللغوي والاختزال في مجموعة السيد حافظ للقصة القصيرة ...
- رؤية التمرد في القصَّة القصيرة عن السّيد حافظ.
- مؤشر الاغتراب عن السّيد حافظ في قصصه القصيرة.
- واقع التيه في القصَّة القصية عن السّيد حافظ.
- التلقيات النقدية للقصة القصيرة والقصَّة القصيرة جدًا عند الك ...
- التلقيات النقدية للقصة القصيرة والقصَّة القصيرة جدًا عند الك ...
- عرض لكتاب مذكرات السيد حافظ
- عابر سبيل وموقف الذات الاستثنائية
- السلطات المتعددة للموبايل - الصورة السيلفي -
- السلطات المتعددة للموبايل ( البنية السطحية والبنية العميقة ) ...
- هل يمكن اعتبار الهجاء نوعا من التنمر باعتبار صوره المتعددة؟
- السيد حافظ يدعوا إلى إعادة بناء القضايا والمفاهيم من جديد..


المزيد.....




- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - حركة الترجمة بين توهم نقل المعرفة، وإفساد عقل الأمة.